مقالات سياسية

بنات الجامعة ..!

الأغاني كالنساء، أجملها ما يخلع قلوبنا .. إياد شماسنة..!
أغاني البنات التي أصبحت اليوم شائعة الأداء بين المطربين الشباب، وشائعة التذوق و التداول بين الجنسين، هي لوحة تشكيلية شارحة ومُفنِّدة لمختلف الظواهر الاجتماعية – المسكوت عنها على وجه الخصوص – فجرأة مضامينها .. وكاجوالية طرحها .. وعفوية مفرداتها الخالية من أدوات التشكيل والتنميق والتكلف، ترصد وتحلل تعقيدات العلاقة بين الرجل والمرأة بانبهال شديد .. أي على المكشوف ..!
ولعل في شيوع ملكيتها الفكرية – كون ناظمها مجهول في أغلب الأحوال – وسعتها الاستيعابية للتصرف، إضافة .. أو حذفاً .. أو تعديلاً ? لعل في ذلك – أبلغ دلالة على أنها تتغنى ببنات أفكار العقل الجمعي .. تبكي بقلبه .. وتستبكي غيرها بلسانه ..!
أغنية بنات الجامعة لطه سليمان، ترصد ? على ذات المنوال – تمزق الصورة النمطية للطالبة الجامعية في أذهان الناس، فصورة الأنثى الثائرة على أعراف مجتمعها الذكوري والباحثة عن الندية الفكرية مع الرجل أصبحت ? بحسب مفرداتها ? من التاريخ ..!
بينما حلت مكانها صورة الفتاة الـ عندها ستين رأي في أولاد جيلها .. والباحثة بانتهازية عن رجل ناضج عريس جاد .. حتى وإن كان ذلك على أنقاض علاقة زوجية أخرى، أو تحقق رغماً عن أنف الندية الأكاديمية والاجتماعية ..!
فالزوجة المخذولة، أو الأنثى المكافئة التي تتحدث الأغنية بلسان حالها، تشكو اعتداء بنات الجامعة على حرمات (شخيتها) الخاص .. الأمر الذي لا يمكن تحليله بمعزل عن الظروف الاقتصادية، فالشباب المصابون بالإحباط من البطالة وقلة الحيلة قد أعلنوا ثورتهم على الالتزام، وكفرهم الصراح بأخلاقيات العلاقات العاطفية ..!
وبنات الجامعة المصابات بالإحباط من سلوكيات الشباب واستهتارهم بمواثيق الريدة .. أصبح فارسهن المنتظر كهل جاد، زول عَقِدْ، لا وقت لديه يضيعه في التسبيل والتنهدات، رجل ناضج لا يغرق في شبر ماء كفتيانهن الحائرين ..!
وإن لم يكن ذلك العريس راجل مرة فهو أعزب مقتدر من طبقة اجتماعية أو فئة أكاديمية أدنى، أو شاب لديه المال والجدية ونية العقد مع كونه غير كفؤ لـ بت الجامعة بمعايير مجتمعها التقليدي، لكنه بالطبع كفؤ جداً لغيرها التي هجرها هو لأجلها (أوعاك تظلمني .. أصابني وما صاح تحاكمني .. عشان بنات الجامعة) ..!
وهكذا أصبحت بنات جامعات هذه الأيام مصدر خطر وتهديد دائم لزوجات تقليديات، أو حتى جامعيات سابقات ينتمين إلى زمن آخر، أو حبيبات أعيتهن محاولة مجاراة فنون بنات جامعات هذا الزمن ..!
وعليه فإن خوف بنات الجامعة من شبح العنوسة ولهثهن المحموم خلف الطرح الجاد والرغبة الصادقة في تأطير العلاقة بات هو مربط فرس الرضا عن عريس الغفلة، لكن الوجه الآخر لذات الظاهرة هو أن بنات الجامعة – في حقيقة الأمر – ضحايا كغيرهن في حكايات خطف رجال النسوان تلك .. فهن اللاتي يخرجن في نهاية الأمر من مولد الزواج بخسائر أكبر وإحباط مضاعف ..!
ثم أن الأغنية ذاتها تؤكد على أن راجل المرة يعود في النهاية إلى زوجة الأولى (الفرقة ما بتدوم .. وبكرة برجع لي) .. بالطبع سوف يفعل، ولكن بعد خراب سوبا ..!

اخر لحظة

تعليق واحد

  1. 【وكاجوالية 】 دي شنو؟

    ناجراها من (cajole)؟

    اذا كان ذلك فيجدر شرحها لمن لا يعرفها. والأفضل طبعا االنظر عن مقابل لها في اللغة العربية الغنية يفهمه الناس.

    أما المقال نفسه فجيد ومهم. برافو. شكرا عليه.

  2. الوضع الاقتصادي السيء واغتراب الشباب وكثرتهن (أي كثرة البنات مقابل الشباب) هو سبب قلق الفتيات من المستقبل المشوشة صورتهن أمامهن ..
    بالمناسبة هناك دراسة تؤكد انقراض الذكور بعد 124 عاماً .. حيث حذر أستاذ الطب الوراثي الجزئي في جامعة أكسفورد، بريان سايكس، من انقراض جنس الذكور بعد 124 عاماً، في الوقت الذي أكدت فيه استشارية النساء والولادة، هدى مصطفى، انخفاض خصوبة الرجل؛ لاختلاف السلوك الغذائي، وكثرة التدخين، وانتشار السمنة، وممارسة بعض العادات الخاطئة، واستخدام الحبوب المنشطة جنسياً.ورأى سايكس، في كتابه «لعنة آدم»، أن الذكور سيختفون مع مرور السنين، وأن الكروموسوم المسؤول عن الذكورة (y) سيتعرض مستقبلاً لتلف لا يمكن إصلاحه، بعكس الكروموسوم الأنثوي (x).واستندت أبحاثه إلى دراسات أجريت على هياكل تعود إلى ما قبل التاريخ، وأثبتت أن الكروموسوم (y) خسر ثلثيه على مدى 300 مليون سنة؛ ما سيؤدي به إلى الزوال، وبرر ذلك بأن البشر الذين يعيشون حالياً يحملون داخل أجسادهم مكونات في الجهاز الوراثي تدل على أحداث الماضي،‏ وبدراسة تركيب حامض dna يمكن معرفة مؤشرات تدل على ماضينا. وأوضح أن الأسرة ستتألف حينها من امرأتين وليس من أم وأب؛ ما يعني أنه لا رجال، أو أنهم سيكونون أشباه رجال فقط، بخاصة في الغرب، وأن الحيوانات المنوية للرجل ستكون ضعيفة جداً ومعدومة لديه.وأكد سايكس أن الكروموسوم (y) يدفع الرجال للعنف والقسوة والتنافس على السلطة والمال؛ لكسب النساء، وذلك سلوك عدواني يؤدي بهم أحياناً للقتال والحروب، وأن ذلك سيسهم في انقراض البشر، وانهيار الكرة الأرضية.

  3. البنات ليهم حق يعملوا كدا

    اولا نسبة البنات للاولاد 4:1 يعني كل ولد قصادو 4 بنات و دا بي سبب الهجرة و الحروب و كثرة المواليد الاناث الجدد

    اضافة لأنو ظهرت منافسة غير عادلة بدخول الشابات السوريات و هن لسن اجمل من السودانيات ( استغفر الله من الكضبة دي اللهم اني صائم )

    لكن اسلوبهن جميل و فيه انوثة تجهجه باكات منتخب ايطاليا

  4. نقول ليك تاني يابت ابوزيد
    الحسنة الوحيدة لحكم الكيزان انهم جعلوا التعدد اوبشن لا يستطيعه الا المتمكنين من الكيزان …افتحن لرجالكن سكة الواحد فيهم يلف ويدور ويدوح وفي الاخر ماعندو غير بيتو وعيالو
    نصيحتي دي نسوان الكيزان ما يشتغلن بيها عشان اكون بريت ذمتي وكده

  5. بنات الجامعة أو البنات عموماً مطلوب منهن شئ واحد وهو التواضع في الطلبات.. إذا تواضعت الفتاة وأهلها فستجد بدل العريس ألف عريس لكن المشكلة الكارثية التي نعيشها اليوم هي أن طلبات العرس تكسر ظهر العريس وتسبب له عاهة مستديمة.. البساطة مافي أحسن منها ودي وصية رسولنا.. مافي داعي للصالات والبهرجة الكذابة دي.. مافي داعي لشراء ذهب بعشرات الملايين.. مافي داعي لكوكتيلات أبوملايين.. كفاية عزومة متواضعة وخاتم وشنطة وشوية زغاريد عشان الحياة تمشي.. أحسن كده ولا أحسن تقابضو الرجال العجائز وراجل المرة؟

    قصة قصيرة:
    قبل شهر تقدم إبن عمي للزواج من بنت جامعة كان بينهم قصص طويلة وتفاهمات علي أنو الامور متواضعة ونبدأ حياتنا من الصفر وأنها هي ما عندها طلبات.. لكن بمجرد أن دخل العريس لأهل العروس حتي زاحموه بالطلبات.. والاغرب أن العروسة نفسها أشترطت عليه أن يكون العرس في صالة من صالات الكندشة أبو 50 مليون جنيه وأصرت عليها لأنو بنات أهلها كلهن عرسن في صالات ذي دي.. قدر حاول يقنعها أن المناسبة تكون قدام البيت وشوية القريشات العندو يعمل ليها بيها شهر عسل في القاهرة أو أسمرا لكن رفضت وقالت دايرة (المظاهرة الكذابة)… في النهاية العريس ودعمي نط.. بتعرفوا النط يا بنات آخر زمن ؟؟

  6. زميلتنا الاستاذة نعمات عبد الله رجب اعدت بحث التخرج في الانثروبولوجي عن أغاني البنات ، قبل سنوات ليست قليلة .اقترح يابت أبوزيد اهداء هذه الأغاني الجديدة لها وتطلبي منها عمل revisiting ( اعادة نظر) لأطروحتها حول أغاني البنات ، للأخذ في الاعتبار المتغيرات الجديدة.

    مع التحية لك ولهاولكل المبدعات من حرائرنا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..