سر بقاء الرؤساء العرب

سر بقاء الرؤساء العرب
محمد فضل
بعد التغيير الذي هب على الوطن العربي ولم تزل رياحه تهب لتعم بقية العالم العربي والإسلامي ليكون هذا التغيير أرضية للخلافة المرتقبة والتي ستكون على منهاج النبوة -إن شاء الله – فالخلافة التي على منهاج النبوة تقوم على مجتمع ناضج سواء كان الأمراء أو العلماء أو الشعب لاسيما إن أهم طائفتين في المجتمع هما الأمراء والعلماء، نريد منهم العودة إلى ميراث الأنبياء ليكونوا رموزا تليق بالخلافة المرتقبة .
لقد آن أفول فترة الحكم الجبري وتنقضي معه كل فلسفاته وتصوراته وآلاته، سينقضي معه الحاكم المتفرد الذي ينصب نفسه خليفة الله في الأرض ،لا يرى احد من الشعب إلا مايراه هو، وسينقضي معه زمن التسلط على الثروة وكأنها ميراثه الخاص الذي ورثه عن آبائه وأجداده
سينقضي زمن الخطابات الرنانة وإلباس الحق بالباطل واستخفاف العقول ،سينقضي معه الاستعلاء والتأله، وتحريم النقد وإبداء الرأي، وكل هذا وغيره مما يوازيه كانت فلسفة الحكم الجبري وكانت آلته جيش كبير من التركيبات الأمنية التي ليس لها دور إلا حماية النظام وينفق عليه ثروات البلاد ويبقى الفتات ليقتات منه الشعب من أجل إبقائه على قيد الحياة لخدمة هذا النظام طوعا أو كرها .
إن رياح التغيير التي تهب على العالم العربي لتبشر بنهاية هذه الفترة للحكم الجبري وإزالة رموزها وهدم بنيانها من القواعد لتحل محلها الخلافة..و تأتي بالرموز الذين يستقون أفكارهم من منهاج النبوة سواء كانوا أمراء أو علماء ومفكرين وغير ذلك، والخلافة بشارة النبي لأمته ينزل الأمير فيها إلى زحام المجتمع بعد أن يشعر بعظم المسئولية الملقاة على كاهله وثقلها ،ولم يأت بهذا الأمير انقلاب عسكري أو أن يكون سليل ملك …………الخ
إن الذي يأتي به الشورى، الذي يأتي به خيار الشعب ، ينزل الحاكم ليكون فردا كأفراد المجتمع يحيط به هالات التواضع والاستقامة يمارس واجباته من رعاية المجتمع من الداخل والخارج ولا يتبرم أو يسخط يتحمل لهجة الغليظ الذي يوقفه ويمسكه من تلابيبه ليقول له ائتني من مال الله الذي اتاك به فلأهو مالك ولأمال أبيك .
يهدئ من روع الخائف ويقول له أنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد .
يستمع إلى امرأة تعترض على قانون يسنه لأنه مخالف لمنهاج النبوه
يمسح دمعة اليتيم ويعطف على الأرملة والمسكين، يترك فراشه الدافئ ونومه الهانئ ليترحم ويستغفر للشهداء, أو يتفقد أحوال الرعية.
يحاسب نفسه على كل صغيرة وكبيرة ويكون هدفه الأكبر: تمنيت لو أخرج منها كفافا لا لي ولا علي .
عندما يستقيل يسأل عما فى بيته من مال فيقول ردوه إلى بيت مال المسلمين.
لا يسمح بالفساد ويحارب المفسدين ولو أدى إلى قطع أيديهم وأرجلهم من خلاف
لديه فقه الأولويات يترك عبادته وقيامه واعتكافه ليصلح بين المتخاصمين .
لديه فقه معرفة الرجال ,فلا يولي على الأعمال المتملقين والمنتفعين والمستشرفين والمرائين والمخادعين,بل يبحث عن أهل الدين الحقيقيين وقد يكونوا مغمورين .
يؤنب بشدة كل من سعى عنده بغيبة أو نميمة يقول له: سبحان الله يسلم منك أعداء الله ولا يسلم من لسانك عرض أخيك المسلم.
لا تغره الدنيا بزخرفها,ولا المنصب ببريقه بل يتواضع ويسير بين الناس حتى يظنه بعضهم حمالا ويستأجره ليحمل متاعه ولا يري بأسا في ذلك.
ودائما وأبدا يجعل نصب عينيه هذه الآية الكريمة : ” ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ” وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : “تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي “