طبع الذئاب.. الغدرُ!!

يحكى أن إعرابياً وجد جرو ذئب في الغابة فالتقطه، وقال أخذته وهو لا يعرف أبويه ولا عن عملهما، ولم يسبق له أن اصطاد شيئاً، فهو إذا ربيناه وألفناه، سيكون أنفع لنا من الكلب، فلما كبر الذئب هجم ذات يوم على شاة لصاحبه وقتلها وأكلها، فقال الإعرابي:
فرست شويهتي وفجعت طفلاً ونسوانا وأنت لهم ربيب
نشأت مع السخال وأنت جرو فما أدراك أن أباك ذئب!
اذا كان الطباع طباع سوء فليس بمصلح طبعاً أديب
من خلال هذه الأبيات يتضح لنا أن الإعرابي رغم استنكاره واستهجانه لسلوك الذئب الذي تربى تحت رعايته بقتله لإحدى السخال التي تربت معه، إلا أنه كان مندهشاً عمن علّم ذئبه مهنة أبويه، وهو لم يسبق له وعاشرهما، وعليه توصل إلى حقيقة مفادها في البيت الأخير من قصيدته أن الطبع لا يمكن أن يصلحه أديبٌ أو مربٍ، وأنا اعتقد أن هذه الحقيقة يجب أن تتوصل لها حكومتنا أيضاً عن الميليشيات، فالمليشيات كما هو معروف عبارة تنظيمات أو الجماعة المسلحة، جيشٌ تشكله عادة قوات غير نظامية، من مواطنين، يعملون عادة بأسلوب حرب العصابات، بعكس مقاتلي الجيوش النظامية، فهم عصابات مرتزقة وقادتها أرزقية يسيرون وفق مصالحهم المادية الآنية فقط، ولا تلزمهم عقيدة وطنية أو سياسية بقدر ما يلزمهم مكان تواجد مصالحهم، وإذا شعروا أن مصلحتهم نفدت مع الجهة التي يخدمونها أو يتحالفون معها، فلن يتوانوا لحظة في الانقلاب ضدها خاصة إذا توفرت لهم مصلحة جديدة مع حليف آخر جديد، فالمرتزق لا يعرف العٍشرة والخوة، وهذا طبع لا يفرقهم فيه مع الذئاب شيئاً، فإذا كانت الحكومة لا تزال ترى جدوى في استيعاب الميليشيات في القوات النظامية أو في التحالف معها فائدة، فهي ستحصد الخيبات كثيراً وكثيراً وستستمر معاناة شعب جنوب السودان إلى أجل غير مسمى، وقد أخطأت في ظنها أن ميليشيا يمكن أن يصبح يوماً وطنياً يضع هم الوطن في حدقات عيونه، ولكي نستدل من التاريخ أستميحها العزر أن تعيد ذاكرة التاريخ إلى الوراء قليلاً حول ما كان يسمى بقوات دفاع الجنوب التي كانت تتحالف مع نظام المؤتمر الوطني في الخرطوم ضد أشاوس جنود الحركة الشعبية البواسل في حرب التحرير التي كُللت أخيراً باستقلال البلاد عن السودان. ونذكر وقتها أن قادة هذه الميليشيات، وخاصة القادة الذين انشقوا عن الحركة الشعبية وانضموا إلى نظام الخرطوم كانوا وقتها يقولون إنهم يعملون من أجل انفصال الجنوب، في حين لا أحد بوسعه أن يفهم! كيف لمن يريد للجنوب أن ينفصل أن يتحالف مع عدوه الحقيقي الذي يريد منه أخذ الجنوب ضد من يحارب ذلك العدو في أرض الواقع؟
إنه الارتزاق، ولا أملك تفسيراً آخر. ونذكر أيضاً في الحرب الأخيرة كيف أن زعيم ميليشيا متحالفة مع الحكومة غيّر اتجاهه في لحظات، وقام بغدر حليفه وأعلن ضده حرباً شعواء! أعتقد أن الميليشيات نفسها تغدر بعضها البعض عندما تضيق بهم المصالح، فالمعارضة المسلحة أيضاً لها نموذج مشابه، ويتمثل في ذلك الزعيم (الميليشوي) الذي ناصر التمرد منذ الوهلة الأولى من حربها المعلنة ضد الحكومة. وعندما شعر أن مصالح ميليشاته على المحك مع المعارضة المسلحة أعلن انشقاقه عنها، وهذا يعني أن الميليشيات في حقيقة الأمر لا أحد مستفيد منها، فهي سلاح ذو حدين، معك اليوم وغداً ضدك، فعقيدتها معقودة على الغدر والخيانة والارتزاق، وقد تفوقت في الأخيرة على الذئاب، وعليه ننصح الشركاء في حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية أن يعيدوا النظر في أمر الميليشيات إذا كانوا بحق وحقيقة تهمهم مصلحة البلاد العليا، لأنه ما أضر جنوب السودان غير الميليشيات التي يتم استيعابها في القوات النظامية بكميات مهولة وقد أفسدت مؤسسات القوات النظامية بالدولة. فالميليشيا كائن بشري بطباع الذئاب غير قابل للتوليف ولا التأهيل.
وألقاكم.
سايمون دينق
[email][email protected][/email] صحيفة الوطن/ جوبا/ ١١/ يونيو/٢٠١٦
أن الطبع لا يمكن أن يصلحه أديبٌ أو مربٍ،
أثني على ثقافتك وحسن كتابتك صديقنا منقو زمان .
ولكن العلم بالتعلم والحلم بالتحلم. هذه القاعدة العامة.
حتى لايستسلم المحبطون ويعذرون أنفسهم في سوء الخلق وضعف الهمة.
لمن كنتو معانا كنتو مفتونين بالإنجليزي ولمن شتتوا جاكم حب العربي!
الحاصل شنو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
زعل ما فينا. ?ok
هههههه ما كنتوا معانا في المركب الفاشل دا يا سايمون أخوي
بس ربنا هون عليكم طلعتوا من كيزان الشؤم ديل المهم حالكم بتصلخ عاجلا كان أو آجلاً موفقين إن شاء الله