مطار الخرطوم المحلي

لم تعد صفة (دولي) بأي حال من الأحوال تنطبق على (حوش) الطائرات هذا! لا من حيث المباني ولا من حيث المعاني.. وهذا من واقع مشاهداتنا للمطارات العالمية عبر كافة الوسائط أو بالعين المجردة.. فهل سبق للمعنيين بمطار الخرطوم السفر للخارج عبر المطارات الدولية فعلاً؟! أم أنهم في جميع رحلاتهم الخارجية يغضون الطرف عن كم الإدهاش والإبداع الذي يزحم كل مطارات دول العالم فقيرها وغنيها؟!
رجاءً.. لا تشهروا في وجهي بطاقة الإمكانيات الممجوجة.. فالشاهد أن النظافة لا تحتاج لإمكانيات، والتعامل الودود البشوش لا يحتاج لإمكانيات، واحترام الآخرين والحرص على ممتلكاتهم لا يحتاج أيضاً لإمكانيات.. ولكنك حالما أوردت سيرة مطار الخرطوم في مجمع من الناس ستسمع العديد من الحكايات والمواقف التي كان مسرحها هذا المطار مما يشيب له الولدان ويرمي بقلبك يقين اليأس والأسى معاً مما يحدث للقادمين والمسافرين عبر هذه البوابة المتهالكة!
وقد كنت على نحو شخصي أحد أبطال تراجيديا مطار الخرطوم مؤخراً.. فبغض النظر عن الصدمة النفسية الكبيرة التي كابدتها وأنا عائدة عبر مطار حمد الدولي ﻷحط رحالي في أرض الوطن، فتصطدم عيناي للوهلة الأولى بالمناظر المؤذية لمطارنا وأمعن في التغاضي عن عقد المقارنات من باب الرأفة، ها هو ضابط الجوازات يتلقى القادمين بوجهه المتجهم وكأنه يهم مع كل ختم للدخول بصفع المواطن الواقف أمامه ! ربما أزعجنا سيادته بعودتنا على متن هذه الرحلة المتأخرة!! فهل تراهم يسلكون ذات الدرب مع القادمين من الأجانب والأعراب؟!
أما في ما يتعلق بحقائبك فاعلم أنك ستنتظرها طويلاً.. ثم ستأتيك في حال مزر عبر (سير) متهالك، وبعضها ممزق، وثمة مفقودات لا يجوز لك السؤال عنها!!
وبعد أن تتجرع مرارة القهر هذه وتحمل حقائبك على عربة الحقائب (المعوجة) التي لا تحسن السير في خط مستقيم ستستوقفك ربما فتاة متكدرة الوجه مثلما حدث معي، تسألك بصلف عن حقائبك، وتسخر منك ربما قليلاً، وهي تمارس الهمز واللمز حولك مع زميلتها!!
ترى.. من أرغم كل هؤلاء على العمل في مطار الخرطوم؟ أشعر أنهم جميعاً مرغمين على وظائفهم تلك! فالمفترض أن يلتزموا بأسلوب دولي محدد في التعامل.. ولكن معظمهم يشعرني بحقدهم على هؤلاء العابرين من وإلى البلاد.. ويبدو هذا جلياً في ردود أفعالهم.. فإن كانوا يتوقون لهذا السفر ما الذي يمنعهم؟ لماذا لا يتمردون على واقعهم المفروض والمرفوض هذا ويسافرون مثلما يسافر الآلاف يومياً، فراراً من الإحباط وبحثاً عن حياة كريمة يعيشون فيها إنسانيتهم كما يجب؟ ولكم أن تعلموا.. أن معظم المقيمين خارج البلاد يعانون الأمرين مادياً.. ورواتبهم غير مجزية.. ولكنهم يتشبثون بالغربة فقط من أجل آدميتهم والبيئة النظيفة المتوفرة للعيش هناك التي لا أخالها ستتوفر لنا هنا قريباً!!
تلويح
ما جدوى الخصخصة إذا كانت تقابلها كل هذه الهمجية واللامبالاة؟ مطار الخرطوم المحلي.. لك ولنا الله
اليوم التالي
الحكومة كوووولها حاقدة علي المغتربين واولهم بشة وحاج ماجد سوار هي جات بس علي المساكين ديل وانت كان شفتي جهاز المغتربين والسادية الحاصلة فيو بتتيقني علي عذاب المطار…
احكي ليك قصة حقد بشة علي المغتربين… مرة في وليمة قال لزميلك جعفر عباس انت ماتخلي الاغتراب وتعال نديك قطعة في كافوري ابنيها وارجع ثم اردف ضاحكا وساخرا ومستهترا وليس مشفقا علي المتغربين بالخارج :
هاهاها المغتربين ديل الواحد يقضي عمرو كلو يبني في بيت وفي الاخر يرجع يدخل فيو جنازة….انتهي استهزاء وحقد بشة
تري ماهي اسباب هذا الحقد …اقولك انا ياستي
اولا الحسااااادة لانو المغتربين قروشهم حلال وكان بنو بيت بورثو لعيالهم بالحلال وربو عيالهم بالحلال
ثانيا مغصتو شديدة علي المغتربين مالاقي يدو فيهم هو الامنجية عشان يروضوهم او يضبحوهم زي ما عملو مع القاعدين جوة …طبعا انت عارفة المغتربين منجضنهم نجاض في المواقع الاسفيرية بما فيها الراكوبة
ثالثا الجنوبين قفلوا البلف ومنها الدولار عار وما ادراك ما الدولار لما يعير ويفحط
.
هؤلاء الناس مرتباتهم ضعيفة وقد يكونوا في دوامات فوق طاقتهم واضف لدلك الضغوط النفسية وعدم الراحة وافرازات المشروع الحضاري المؤثرة فيهم والتي هي مبنية علي اهانة المواطن وازلاله فخرج هدا الجيل الساخر المغلوب علي امره
يا اختي انتي بتاذني في مالطا ،،،،،،،، فاقد الشي لايعطيه .
— ( رجاءً.. لا تشهروا في وجهي بطاقة الإمكانيات الممجوجة..)–
كلامك يا أستاذة هو عين الحقيقة – فقلة الآمكانيات ليست عذرا لأنتشار القبح فى كل أرجاء و مرافق مطارنا الذى يعتبر أوضة و صالة كما وصفه البعض – وللأسف اوضة و صالة فى منتهى الأهمال و القذارة ناهيك عن نوعية من يعملون هناك و سلوكهم و تصرفاتهم التى لا تمت للتحضر فى شى — كل ما هناك فبيح و متسخ و مهمل و زبالة –
و عن قلة الامكانيات هذه – فقد كنت فى شهر مارس الماضى فى رحلة عمل الى جنوب افريقيا – وكانت هناك وقفة ترانزيت للرحلة فى مطار أنتاناناريفو عاصمة مدغشقر -قبل الوصول الى جوهانسبيرج فى جنوب أفريقيا – والله العظيم أن مطار هذه الجزيرة الصغيرة يشعرك أنك فى مطار نيس فى فرنسا – فقد تم تشييده مماثلا له تماما – و مدغشقر فى مساحتها أصغر من ولاية الخرطوم و يعتبر أنتاج الفانيلا – المحصول النقدى الاول الذى يدعم الاقتصاد هناك – مثل الصمغ العربى عندنا هنا – و رغم ذلك فأن مطارها يبهج النفس من حيث الجمال والنظافة وفى كل نواحيه و مرافقه – يا جماعة والله تحن نعيش خارج التاريخ – والله المستعان ..
صدقت يا اختى تتفطر اكبادنا حينما يستقبلونك باللؤم والقبح وعدم الذوق والقباحة والشنا وكأن بلادنا عقيمة عن انجاب من هم مؤهلون لهذا النوع من الخدمات