عالم ما يجوش إلا بالضغط !!!!

بسم الله الرحمن الرحيم

المرحوم كان قد ترعرع في مصر فأصبحت لهجته مصرية بالكامل..وكان يخشى الموت وبالتالي يخشى أقل وعكة ويتخيل أنها القاضية.. وحدثت الوعكة الخفيفة..فكانت الجرسة.. المصيبة أنه كان يمارض في منزله..وعادة نساء القرية المسنات تحديداً التجمع لدى المريض ….الرجال كانوا يتشاءمون من تجمعهن..ويتندرون بأنهن لن يغادرن حتى تخرج جنازته..
وتجمعت النسوة على جرسته..عند الغروب والنسوة ما زلن حوله في حوش المنزل..جاءه شقيقه الأصغر مذكراً إياه بما يتندر به الرجال في حالته..فزع من الفكرة..ثم هداه تفكيره إلى تصرف غريب لطرد النسوة.. وقف على بعد مترين منهن تقريباً مولياً إياهن ظهره..ورفع جلبابه متبولاً..استحت النسوة وغادرن مسرعات وهو يراقبهن..وعند خروج آخر إمرأة ..قال بغضب ونشوة ( عالم ما يجوش إلا بالضغط!!!!)
يبدو أن حالتنا السودانية قد أصبحت مماثلة لوضع المرحوم أعلاه.. فمريضنا في الحالة هو الوسيط الأفريقي ثامو أمبيكي.. يخشى فشل مهمته..ويواجه الضغوط من كل الجوانب..المجتمع الدولي.. الآلية الأفريقية..لتكملة ما عليه..لكن كل الأطراف تصر أن ترى أن به وعكة وضعفاً بيناً وعجزاً في مهمته التي يخشى عليها..فتتمنع ..وهو مذهول بين تقارب الأفكار في كل الأطراف..وتمنع الجميع..وتجمعهم حوله حتى لا يقال لأي طرف أنه يعرقل عمل الآلية الأفريقية ومجلس الأمن..فتأكد من دنو موعد جنازة مهمته.. وصرح بأنه سيفعلها..أول المستجيبين للضغط..كان النظام..فعلى كاهله ما يكفيه من المواقف الدولية..فلا داعي لزيادة غير مأمونة العواقب.. فخرج من حوش الوسيط تاركاً أطراف المعارضة..وأول الخائفين من المشهد من المعارضة هو الإمام ..فأصبح في طولك وعرضك يا وسيط تنتظر قليلاً ..وطلب المخرجات المعلنة قائلاً ( يطرشني كان سمعت بيها) ويعلن أنه معظمها يطابق رؤاه..وزاد عليها أنه سيخطر رفاقه وبالعدم..سيتركهم ويوقع..بقية قوى نداء السودان..تجد نفسها في المأزق..تتداعى لاجتماع ..قد يكون للتوقيع خوفاً من أن يعملها أمبيكي أمامهم بتشجيع من الأفارقة والغربيين..وقد يكون للقول بأنهم لا يخشون العواقب..وأن موقفهم أمام قواعدهم سيكون هزيلاً..فالإمام على قول عادل إمام ( دايماً…متعوييدااا) فسيخرج منها بإبداء سبعة أسباب وعدد من المرتكزات..ويكون الجمع قد راح فيها..
طرفان هما بعيدان من تهديد أمبيكي..قوى الإجماع الوطني..التي لا ترجو شيئاً كثيراً من المجتمع الدولي ..والشعب السوداني الذي يتفرج ..ويثق أنه ليس ديك الكمبو.. ويعلم أنه المؤهل الوحيد لقلب الطاولة على الجميع

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..