وزارة الاخلاق

لكل متابع لسلوك الشارع الجنوبي وخاصة بين فئة الشباب الذين هم قياس المجتمع في قوته وتماسكه سيجد ان مجتمعنا يسير بخطى ثابتة نحو الزوال والاندثار، لافتقاره لابسط مقومات المجتمع السليم وهي سمة (الاخلاق القويمة)، وتتمظهر هذه في الونسات التي تجمع الشباب من الجنسين، سواء كان في الشارع او الاماكن العامة، حيث تخلو مفردات التخاطب فيما بينهم من المفردات الاخلاقية، واصبحت جل ونساتهم مجرد سب وشتائم مسيئة بكلمات خادشة للحياء والذوق العام يعف اللسان عن النطق بها، فمثلا تجد من يخاطب احدهم قائلا: انت يا (….) واسمعني يا (….) وكلها كلمات اختفت منذ امد بعيد في جميع معاجم لغات العالم، الا لغة هؤلاء فلا تزال تذخر بهذه المفردات، والمصيبة الكبرى هؤلاء لا يفقهوا فيما يقولونه شيئا، وانما يفعلون ذلك عن جهل مدقع، فهم يظنون انها ليست في مفردات حديثهم ما يدعو للاستحياء او الحرج، والمظهر الخارجي ايضا لهؤلاء لا يقل بشاعة عن الفاظهم النتنة، فما يلبسونه او يضعونه في اجسادهم يغنيك عن السؤال على اخلاقهم، فالاوشام على طريقة ابطال المصارعة الحرة تملأ اجسادهم والشعر مفلفل، والبنطال ناصل الي حد اظهار اللباس الداخلي، والقميص احيانا لا يصل حدود السرة، وبالاضافة الي ذلك جل اوقاتهم مخمورين الا من رحم ربي، ولو تجرأت بعد كل هذه المواصفات الظاهرة للعيان وسألت احدهم عما يفعله بجسده، فنحن سنشفق عليك بكل تأكيد ونقول (المجروح غلطان) هذا ان لم نترحم عليك بعد مماتك ان المرحوم كان غلطان، فهم قوم لم تأخذهم الرحمة في الاعتداء عليك او الحاق الاذي بك، حتى وان كنت تقصد السلام عليهم فقط، فكم شهدنا لشباب فاقدين للاخلاق وهم يعتدون على كبار السن في وسائل المواصلات او الاماكن العامة بالضرب او الاساءة او الاثنين معاً لاتفه الاسباب، اما بالنسبة لحواء جنوب السودان فحدث ولا حرج ، ودعونا احيلكم الي هذه الطرفة ربما توصف ما عجزت عنه المفردات، يحكى ان فتاة ما كانت تلبس لبساً مخلا بالادب حسب معيار القانون السوداني ، لان في جنوب السودان لا يوجد قانون، وبينما كانت تسير في الشارع العام رأت امامها رجل شرطة يترصدها بالنظر، فحاولت مدارة لبسها بتنزيل (الاسكيرتي) القصير الذي كانت تلبسه الي تحت قليلاً في محاولة منها عسى علها يصل حدود الركبة وتتفادى مساءلة الشرطة ، ولكنها تفاجأت ان شرطياً أخر يترصدها من الخلف، وفي قمة ذهولها خوفا عما يمكن ان تفعله في تلك اللحظة لتتفادى الشرطيين معاً ارتكبت خطأً فادحاً، يقول راوى الطرفة هل تعلموا ما حدث ام تريدون ان اقوله لكم؟ وادرك بالقول انه لم يحدث شيء، كلما في الامر هو ان الشرطيين ولوا هاربين من مكان الفتاة ،انتهت الطرفة.
ونقول اذا كنت من نوع الشرطيين وتمتلكك حساسية زائدة عن المناظر الخادشة للحياء في حواء الجنوب! فلن تجد مكاناً تهرب اليه، لان هذه المناظر هي السمة السائدة في الشارع الجنوبي ولا يخلو منها مكان، واستغرب امرهن احياناً، كيف لفتاة او امراة مسؤولة ان تلبس لبساً بهذا الشكل والحجم!لانه لو خلعناه عنها واعطيناه لخياط الملابس، سيفشل فشلاً زرعياً من ان يصنع منه (بشكير) لطفل صغير حديث الولادة، لان القماش سيقصر بكل تاكيد.
هذا في اعتقادي نتج عن الغزو الثقافي الذي غزا البلاد من كل حدب وصوب والذي اصاب مجتمعنا في مقتل، ولكل ما سلف الذكر نطالب حكومة الفترة الانتقالية بان تنظر لقضية الانحلال الاخلاقي في المجتمع الجنوبي نظرة اعتبارية وتقوم بإنشاء وزارة (الادب وضبط الاخلاق العامة) للحد من الظاهرة، لان الامر اصبح فوق طاقة قدرات الاسر والعائلات، لانه في اعتقادي لا شيء يمنع من قيام مثل هذه الوزارة طالما هنالك وزارات لا مهام لها مثل وزارة الكهرباء والبلد ليس به كهرباء، فمن الاولى للحكومة انشاء وزارات على ضوء الموجود .

سايمون

تعليق واحد

  1. تحيتي أستاذ سايمون
    والله شيء مصحك جد جد طريف كما تفضلت أستاذ سايمون. البوليس هربوا من البنت.
    الناس عادة في هذا الحال لا تحبذ القانون والقهر, بل معالجة المشكلة من الجذور.
    وانتم امة ناشئة يعني في الجذور ذاتها. يعني قيام نهضة ضخمة في مواقع مختلف من الجنوب هو الذى سيجذب الشباب.
    والمشروعات هذه لو غير ممكنة احسن الشباب يتصعلكوا صعلكتهم الحالية.

  2. كلام عقل.

    بس النكتة بقت زي نكتة الجنوبي الشاف بتين وقال

    سنا يا الفي النص.

    بعدين وليا مكان ولوا.

    زعل مافينا.

  3. تحيتي أستاذ سايمون
    والله شيء مصحك جد جد طريف كما تفضلت أستاذ سايمون. البوليس هربوا من البنت.
    الناس عادة في هذا الحال لا تحبذ القانون والقهر, بل معالجة المشكلة من الجذور.
    وانتم امة ناشئة يعني في الجذور ذاتها. يعني قيام نهضة ضخمة في مواقع مختلف من الجنوب هو الذى سيجذب الشباب.
    والمشروعات هذه لو غير ممكنة احسن الشباب يتصعلكوا صعلكتهم الحالية.

  4. كلام عقل.

    بس النكتة بقت زي نكتة الجنوبي الشاف بتين وقال

    سنا يا الفي النص.

    بعدين وليا مكان ولوا.

    زعل مافينا.

  5. ههههه سايمون، الضحكة للنكتة، لا تغضب أخي سايمون، ستنهض دولة الجنوب ويستعدل كل شيء عندما تتفرغ الحكومة لبناء دولة المؤسسات وخلق بيئة صالحة للشباب من الجنسين وخلق فرص العمل من خلال التنمية المستدامة وتوجيه طاقات الشباب للبناء والتعمير والابداع في كافة المجالات، ويمكنكم نشر الوعي من خلال تكوين الجمعيات، وقد التقيت الكثير من الاخوة والاخوات من الجنوب من يملكون خبرة كبيرة في العمل الطوعي الهادف إلى ترقية وتطوير المجتمع ، بس يلقوا فرصة وح ينطلقوا …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..