أخبار السودان

لا يذلنّك الحرامية

منذ أن وطأت الإنقاذ عتبة السلطة عبر الإنقلاب العسكري،كان ولا زال الهدف المعلن والخفي لها ولمنسوبيها ومن لف لفهم إذلال المواطن السوداني،وبهدلته،وتضييع حقوقه،التي إن أراد اليسير منها فعليه أن يتسول السلطة ويسترحمها كي ما يجدها.
تمسح الحكومة المستشفيات،لصالح القطاع الخاص الطفيلي،وتلغي العلاج المجاني،ولو تقررت العملية الجراحية لك أو لأقربائك،وأنت لا تملك الملايين المطلوبة،فعليك أن تزحف في صفوف الزكاة والرعاية الإجتماعية،لتنال (واحد على مية)من ثمن العملية بعد شهور من الإنتظار،وحينها يموت قريبك أو تموت أنت ويرجع الشيك الضئيل إلي قواعده سالماً.
وإن قلت أن العلاج واجب الدولة،التي تجمع الضرائب على داير المليم،وأن المستشفيات التي تمسح بناها الشعب السوداني بكده وعرقه،فإنك طابور خامس،وطبيب متمرد،أو ممرض معارض،يجب اعتقالك أو نقلك إلي منطقة شدة،ذات عقارب ودبايب توديك(أحمد شرفي)في نهاية المطاف.
وإن بنيت بيتك في أقاصي المدينة في منطقة إسمها فشودة،لم يسمع بها السدنة والتنابلة،فإن البلدوزر يأتيك مسرعاً،لأن شارع الكوبري الجديد والمطار الجديد يقعان بالقرب من المنطقة التي صارت مميزة،وارتفعت أسعارها في دفاتر السماسرة،وفي نظر بعض المسؤولين الذين يتحصلون علي الأموال من تصاديق الأراضي..والغريب أنك لا تجد حتى الوقت الكافي لإخراج (عفشك)البالي من بيتك الذي بنيته بعرقك،ويقال لك بعد طردك إذهب إلي السلطات وقدم طلباً للحصول على قطعة أرض في الصحراء عند الحدود الليبية!!
وتفتح دكان في بيتك،فيأتيك سدنة النظام العام،يصادرون البضاعة لأن المظلة أمام الدكان ممنوعة،وتعمل شاي تحت شجرة،تأتيك الكشة لأنك من ضمن المناظر المؤذية في عاصمة الطفيلية،وتعمل طعمية في صاج لتعول أسرتك فأنت والصاج في الحراسة،والنهزرة حاضرة،والبهدلة موجودة،ويطلب منك الإعتذار وطأطأة الرأس كيما ترجع(العدة)أو تخفض الغرامة،ولا شئ يستوجب الإعتذار أو حني الرؤوس،لكنه يرضي غرور الحرامية والمتنفذين.
وتساق ابنتك أو ابنك إلي المعتقل،بعد الفصل من الجامعة،ويجب عليك أن تستجدي زيارة السجن،حتي يتكرمون عليك ببضع دقائق لا بد أن تكون تحت نظر عناصر الأمن،ويقتل أخوك او أبوك في انتفاضة سبتمبر،والحكومة لا تحاكم القتلة لكن تلوح لك بالتعويض المالي،وإن فكرت يوماً في تأبين شهيدك،فأنت والمدعوين في المعتقل بتهمة النشاط السياسي المعارض.
وتبحث عن مرتبك القليل آخر الشهر،فلا تجده لأن الشبكة طاشة،داخل وزارة المالية،والأموال لم تنزل بعد في الحسابات،وإن سمعك السدنة تتحدث عن ضآلة المرتب فالفصل ينتظرك في نهاية المطاف،وإن فكرت في تكوين النقابة فأنت والمتعاطفين معك في خبر كان.
وإن تخرجت من الجامعة،فعليك البحث عن كوز واسطة للعمل،بعد الاتفاق على اقتسام المرتب،والموافقة على الشروط الموضوعة ومن ضمنها قطع الصلات مع أي معارض،والتسبيح بحمد النظام،والوقوف انتباه لدي دخول المدير السادن.
وكلما ازدادت وسائل ذلة المواطن،كلما شعر السدنة انهم في مأمن من الإنتفاضة،بيد أنهم لا يدركون أن قليلي(الحيلة)اليوم،هم صناع النصر غداً،وأن البروليتاريا التي يرونها هزيلة هي التي ستقتلعهم من الكراسي.
إرفع رأسك يا أيها السوداني الشريف،حانت ساعة الإنتفاضة.

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..