فضائيات رمضانية ..

البيوت السودانية خارج الوطن باتت منقسمة على نفسها بين ما يشتهيه الأباء والأمهات من برامج محلية وبين ما يستعصم به الأبناء والبنات من برامج عربية وأجنبية .. ورغم ذلك الشد والجذب بيننا نحن الكبار وبينهم في محاولات ربطهم بالوطن .. ولكن تجد أن لهم حججا قد تكون مقبولة فيما يتصل بفارق الزمن بيننا بل ومنهم من يقول أن قنواتنا على مختلف برامجها إما أنها تقليدية الطرح أو مملة أو أنها تركز على الغناء أو المديح الذي بات صنعة يمتهنها الكثير من الشباب شأنها شأن الغناء الذي تقاطر عليه كل من لامهنة له !
أنا شخصيا أتابع برامجنا السودانية على علاتها من منطلق التعصب الوطني لبضاعتنا مهما كانت رخيصة ورديئة فلن نستطيع أن نسلخ جلدنا الأسمر ونتبرأ من لساننا الفصيح أو نسد المسامع عن فننا قديمه وحديثه!
برنامج أغاني وأغاني يظل سيد مائدة مابعد الإفطار بغض النظر عن إختلاف وجهات النظر حوله .. المتفقة معه أو المخالفة له .. فقد طرأ عليه تطور شكلي يتصل بإتساع الأستوديو و التقنيات التي تتراقص أضواؤه حولها و إستضافة الجمهور من الحضور الساكن في فراغته الرحبة وكأن على روؤسهم الطير !
اما عدد الفنانين المشاركين من الواضح أن كثرته قد جعلت فواصل الإعلانات بين كل أغنية وأخرى على خلاف الأعوام السابقة .. ويبدو أن ذلك بغرض مضاعفة قيمة الإعلانات المدفوعة لمقابلة تكاليف البرنامج التي زادت هي الاخري من حيث أجور الفنانين و أجرة الأستوديو و العمليات الفنية والإنتاجية وغيرذلك!
ولو أننا تفهمنا أن تتاح فرصة الإختبار لبعض المواهب الجديدة من شباب الجنسين .. فليس هنالك ما يبرر وجود أحمد الصادق الذي يتحشرج صوته و بات يخرج متعثرا من خلف ضباب الدخان في حنجرته وهو يذكرني في رهق أدائه بطريقة جورج وسوف !
هدى عربي خرجت عن وقارها التي بدأت عليه في أول مشوارها وبدأت تتراقص بحركات أثناء أدائها أو استماعها للأخرين وكأنها تود تقاسم عمادة الشتارة مع جمال فرفور الذي استنفد أغراض وجوده .. وكان من الممكن الإستعانة باصوات ثابتة الخطوات مثل ابوبكر سيد أحمد ونانسي عجاج وأزهري دياب وياسر عبد الوهاب بعد أن يتم فك تسجيلات بعضهم الحصرية من نادي حسين خوجلي الخاص و لكن تظل الشابة مكارم بشير هي الخيار المتميز بين مجموعة هذا العام دون منازع .
ومع مشاغل رمضان والتمتع بعباداته والزيارات المسائية تبادلا مع الأسر الصديقة و الخروج مع العيال للمتنزهات .. فمن الصعب أن يستطيع المرء متابعة كل هذا السيل المنهمر مع أشعة الفضاء الواسع .. ولكن متى ما حانت الفرصة لذلك الآمر سيكون لنا تعليق ولو متواضع .. وقد تكون لنا عودة .. ورمضان كريم .
[email][email protected][/email]
اسعد الله صباحك وجمل الله مسائك تصومي وتفطري علي خير يأم صباحي