الهندي بين الشخصنة وضعف المنطق

توضيحات

الهندي بين الشخصنة وضعف المنطق

د.بندر نوري
[email protected]

لاشك ان القاصي والداني من الشعب السوداني وكادحييه اصبحوا الان يحفظون قضايا الأطباء وحقوقهم المسلوبة عن ظهر قلب , ناهيك عن الاعلاميين واني لاستغرب من الكلام الذي ظل يسطره قلم الاستاذ الهندي عز الدين ومقاله الاخير بصحيفة الاهرام اليوم عدد الامس والذي جاء متناقضا تماما واريد ان اوضح بعض الحقائق التي بالضرورة نسبية وتحتمل الخطا والصواب ولا تحمل اي وجه من وجوه المطلق كشهادات الاخ البار.
اولا: لاشك ان اي طبيب يرفض رفضا قاطعا اختزال لجنة الاطباء وحركتهم المطلبية في شخص ايا كان هذا الشخص لكني سوف اقرأ ما وراء هذه التسمية أي تسمية لجنة اطباء السودان بلجنة ناهد, ان الاستاذ المخلص الانتماء لا يكاد يحتمل ان يكون هناك جسم نقابي خارج اطار الاجسام الكرتونية التي تجاوزها الزمن فعليا بميلاد لجنة اطباء السودان وما من احد يستطيع ان ينكر ان وجود اللجنة نفسها يعبر عن وجود حوجة موضوعية من مظالم متراكمة وحقوق مسلوبة , وان الاجسام النقابية الموجودة والتي لا تفقه شيئا غير التطبيل للسلطة فقدت شرعيتها بوقوفها ضد مصالح جمعيتها العمومية في تحسين اوضاعها واوضاع المواطن السوداني.
ولاشك ان هذه التسمية لها ما بعدها من خلال التلميح للاطباء بان من يقودكم امرأه والتي تعبر بجلاء عن العقلية الذكورية التي تسيطر علي فكر الاستاذ الكريم بالاضافة الي محاولة تحويل القضية الي قضية شخصية بتسمية اللجنة بلجنة ناهد ليتحول الي صراع مع ناهد محمد الحسن, ولا يخفي علي احد من محاولة شخصنة القضايا تنطوي علي ضعف المنطق والقضية وعدم القدرة علي الاقناع.
ثانيا:تحدث الاستاذ عن ضعف الخدمات الصحية المقدمة وعن المرضي الذين يرقدون علي النقالات بينما الاطباء يشربون الشاي و(يتونسون) وهو بهذا يحمل الأطباء مسئولية تردي الخدمات الصحية كي يبرئ ساحة السلطة التي اي تبرئة السلطة هي مسئوليته الاساسية التي نذر نفسه من اجلها وأريد هنا أن اسأل الأسئلة الاتية:
هل الاطباء هم السبب في ان العلاج في الحوادث ليس مجانيا؟
هل الاطباء هم السبب في ان الادوية المنقذة للحياة ليست مجانية؟ ومع ذلك تختفي من صيدليات الطوارئ من الساعة 12 ظهراً؟
هل الأطباء هم السبب في عدم وجود اسطوانات الاكسجين بالمستشفيات؟
هل الاطباء السبب في عدم وجود الجونتات والشاش والغاء العمليات لعدم توفر البنج وتوقف بنوك الدم ومعاناة مرضي الكلي لعدم توفر الادوية المستخدمة بعد الغسيل ومعاناة الأطفال المصابين بالسرطان لعدم توفر العلاج الخ؟
كل هذه الاسئلة تطرقت لها مذكرة التحسين اي ان هذه الحركة هي اول حركة اطباء في تاريخ السودان تنحاز للمواطن السوداني والكادح بالتحديد- والذي لايصرف بالملايين ولا يستطيع ان يتعالج في الاردن وبريطانيا- وتبني مجانية العلاج من توفير علاج مجاني اي مقابلة الطبيب في الحوادث وتوفير الادوية مجانا في صيدليات الطوارئ.
لاشك ان الاخ صاحب القلم الذهبي لم يكن اول من اشار الي تسييس اللجنة وما الي ذلك في محاولة يائسة لعزل اللجنة وتفريق الاطباء الملتفين حولها وحول قضاياهم العادلة. لكنه لا يعلم أن وعي الأطباء تجاوز هذه الخرافات والاساطير وأعمق من الانجراف خلف هذه الترهات. و في نفس الاتجاه اي اتجاه عزل اللجنة تجرد الاخ من الصدق المهني عندما قال ان الأعتصام الذي دعت له اللجنة في دارالاتحاد لم يحضره سوي طبيبين لكنه لم يحاول ان يعرف الاطباء عقدوا جمعية عمومية حاشدة في مستشفي الخرطوم بعد ان تم تحويل مكان الاعتصام من دار الاطباء بعد احتلاله من قبل الاجهزة الامنية ومنع الاطباء من دخول دارهم ولم يحرك ساكنا تجاه تصرف الاجهزة الامنية ورئيس اتحاد الاطباء الذي سلم الدار للاجهزة الامنية ولاذ بالفرار.
ستظل لجنة الاطباء هي قيادة الاطباء طالما ان هنالك قضايا حقيقية وعادلة , طالما ان هنالك مظالم طالما ان نائب الاخصائي مرتبه لايتجاوز 480-520 جنيه,و طالما إن هنالك أطباء يعملون في ظل علاقات سخرة ب200 جنيه في الشهر و إن المواطن السوداني يعاني ويموت بسبب عدم توفر اسطوانة أكسجين.