المجاعة قادمة لاريب في ذلك

سليمان حامد الحاج

قالت منظمة الفاو في يناير 2012م إن استهلاك السودان من الغذاء في العام يقارب الستة مليون طن. بينما لن يتجاوز إنتاج الزراعة في هذا العام 2.5 مليون طن.

وهذا استنتاج طبيعي لما تعانيه الزراعة بوجه خاص من جراء سياسات الدولة الاقتصادية التي اهتمت طوال السنوات الماضية بمنتجات التصدير مثل البترول وعباد الشمس والسكر وأهملت أهمالاً تاماً إنتاج الغذاء لشعب السودان والأرقام الدامغة من وثائق الدولة نفسها تؤكد ذلك.

فإنتاج الذرة في عامي2009-2010 هبط من 4.1 مليون طن متري إلى 2.6 مليون فقط. وتدنى إنتاج الدخن من 630 ألف طن إلى 471 ألف طن وتراجع إنتاج القمح من 641 ألف طن إلى 403 ألف طن ونزل إنتاج الفول السوداني من 318 ألف طن إلى 248 ألف طن بينما هبط إنتاج السمسم من 318 ألف طن. وتواصل هبوط إنتاج هذه السلع الضرورية في حياة المواطن في عام 2011م.

وتشير التقارير الواردة من كافة المناطق الزراعية ومن بينها القطاع التقليدي الذي كان يفوق إنتاجه 75% من هذه المحاصيل إلى ما يقرب من اللا شيء. فعلى سبيل المثال أوردت صحف هذا الأسبوع الوضع المأساوي الذي تعيشه معظم المشاريع المروية ومناطق الزراعة التقليدية وما تواجه من دمار شامل. فرئيس اتحاد مزارعي الفاو أحمد العربي يؤكد أن 7 الآف فداناً مزروعة ذرة قد دمرت دمارا تاماً في مشروع الرهد، وإن 2 ألف فدان زرعت فول سوداني جرفتها مياه الأمطار والسيول، وإن كل المزارع البستانية التي تنتج كافة أنواع الخضروات قد أتت عليها الفيضانات ولم يتبق منها شيء.

كذلك أوردت الصحف إن مشروع حلفا الجديدة قد قضت السيول على معظم أراضيها وإنه مهدد بالغرق التام، نتيجة لكسر مياه السيول والأمطار للترعة الرئيسية(الميجر). ونتج عن ذلك اجتياح المياه لمئات المنازل ودمارها دماراً تاماً. وقد أكد احتمال غرق المشروع عاملان. الأول إن الوالي لم يستطع تفقد المشروع إلا بواسطة طائرة مروحية، لأنه لا سبيل لسير العربات أو التركترات أو الشاحنات. والثاني: إن المواطنين يتفقدون بعضهم في القرى المدمرة أو لقضاء حوائجهم بواسطة عشرة مراكب أرسلت لهم من الخرطوم.

و الوضع أبشع من ذلك في مناطق القدمبلية والشوك ومعظم مدن وقرى ولاية القضارف التي تعتبر أكبر منتج للذرة والسمم والدخن والفول السوداني. وجميعها طردتها أو جرفتها مياه السيول والفيضانات.

وتعيش معظم المشاريع الزراعية في ولاية الخرطوم ذات المأساة بما في ذلك المزارع والمشاريع التي تقع على ضفاف النيل، وهي التي تُمِدُ معظم سكان العاصمة بالخضروات اليومية. ولهذا نجد إن أسعار جميع الخضروات قد ارتفعت بصورة خرافية. فكيلو الطاطم وصل سعره 22 جنيهاً وتضاعفت بنسبة أكثر من 100% معظم أسعار الخضروات الأخرى.

أما في منطق الغرب وعلى سبيل المثال ولاية جنوب دارفور فقد ارتفع سعر جوال الدخن إلى 750 جنيها بدلاً من 450 جنيها وجوال الدقيق 350 جنيها بدلا من 150 جنيها وكيلو الأرز من عشرة لأكثر من عشرين جنيهاً.

ماذا تتوقع حكومة المؤتمر الوطني القابضة على السلطة طوال ما يقرب من ربع قرن من الزمان أن تكون حال الزراعة في البلاد، وهي لم تضع في موازنة 2012م جنيهاً واحداً للزراعة.

لقد كانت البلاد في عهد الانقاذ تسير مثل الأمطار في طريق منحدر نحو المجاعة، بسبب انعدام أي خطة للزراعة. وكل ما قيل عن النفرة الزراعية التي تحولت بين عشية وضحاها إلى نهضة زراعية وضعت لها مئات الملايين لم تذهب للزراعة ولا لصيانة الترع الجانبية والرئيسية ولا تمتين الجسور لوقاية المشاريع. بل دخلت في حسابات حفنة من الرأسماليين الطفيليين في البنوك المحلية والعالمية.

ولم تضع الحكومة أي تحوطات لما سيحدث في الخريف ـ وهو معلوم الموعد ـ كل المناطق التي غمرتها السيول تتكرر في معظمها هذه المأساة سنويا ولا تحرك الحكومة ساكناً لدرئها عدا محاولات بائسة لتبرئة الذمة برهنت إنها لا تقوى ولا تصمد أمام أي زيادة في معدلات الأمطار. ومع ذلك لا يتم تعويض الأهالي التي تسببت الحكومة في جلب هذه الكوارث لهم. فعلى سبيل المثال لم يعوض سكان الجيلي منذ عام 1990 كذلك ضحايا نهر القاش في كسلا في الأعوام الأخيرة ولم تسهم الحكومة في رفع الضرر عنهم ولو بجنيه واحد.

الآن مئات الآلاف في العراء وسط المياه الراكدة الآسنة ومعظمهم مزارعون فقدوا محاصيلهم ومنازلهم وكل مقتنياتهم على بساطتها وشحها، فكيف تتوقع السلطة من هؤلاء أن يعيدوا دورة الإنتاج لما اندثر من حبوب وسماد وغيرها وهم لا يملكون شروى نقير.

وحتى لو جفت الأرض، وهذا احتمال غير وارد الآن ولا بعد شهرين لأن كل أجهزة الارصاد ومحطاته والأقمار الصناعية، تؤكد استمرار المزيد من الأمطار وارتفاع نسبة الفيضان في جميع المحابس وتمطر السحب المشبّعة في الهضبة الاثيوبية.

كل ذلك يؤكد الفشل التام للموسم الزراعي في أهم مناطق الإنتاج. لهذا فإن المجاعة ستداهم معظم مناطق السودان. لأن السلطة لا تستطع شراء السلع الضرورية لأهل السودان بوضعها الاقتصادي المنهار، والذي نتج عن الخصخصة ونهب أموال الدولة وتهريب معظمها إلى الخارج والإصرار على اتباع سياسات تحرير الاقتصاد ومواصلة الخصخصة واستشراء الفساد.

وهى في نفس الوقت ترفض كل الحلول التي قدمتها قوى المعارضة، والتي كانت من الممكن أن تخرج البلاد من أزمتها الشاملة.

هذا النظام لن يحل المشاكل والكوارث وما استفحل منها بسبب الفضيانات والسيول التي أهمل معالجتها. ولهذا فهو يزيد ويفاقم من معاناة الشعب السوداني، ويعيد إنتاج الأزمة بأقبح مما كانت عليه.

ولهذا، لا خلاص للبلاد من محنتها وكوارثها، إلا بذهاب هذا النظام الذي أذلَّ شعب السودان واهلكه جوعا وغرقا في السيول، وقضى على كل ما ادخرته كل أسرة في نضالها من أجل الحياة والبقاء آمنة مستقرة الحال.

الميدان

تعليق واحد

  1. شوفوا يا رجاله الموضوع ده ابسط ما يكون بدل نقعد نقرا جرايد و نسف صعوط و نسجر و نلط و نجلدا يلاكم نطلع كلنا يوم واحد ويا نرجع يا جثث يا وطنا حر و معافا و نبدا نبنى و نعمر كلنا ايد واحده يا جماعه لازم نتجاوز الاحزاب الناس ديل بتاعين مصالح انحنا القاعدين فى النار و الكيزان ديل شنو الماعملو فينا باقى بس يلبسونا طرح و تياب عشان بعد داك يضربونا من الخلف و يكسرو عينا و عيون امهاتنا و اخواتنا يا جماعه عليكم الله ارحكم نقلع حقنا يعنى لا التوانسه ارجل مننا و المصريين و لا الليبيين و اليمنين و لا السوريين

  2. الناس منتظرا شنو ماعارف…؟ نبي شعب الله المحتار!!!!!أو أن يرد الجمل ثم الخياط!!!!!!

    سوف تخرجون وسوف تموتون..
    . ويمضي الله سنته في قوم شيخ لوط الفرعين وينقضى الأمر………….

    ويرث السودان قرن أخرين ينعمون بالحريه التي متم أنتم من أجلها

  3. هم المعالجات الصغيرة قدرو عليها عشان اقدرو على الكلام دة ابسط شئ امش موقف الاستاد والله انا بتذكر مطرة واحدة فى اليوم داك خلتنا نحن البنات نتلب بالتلدوارت وينططونا الرجال وبعد دا يقولو ليك تطبيق شريعة حسبى الله ونعم الوكيل

  4. لا تثيروا الهلع وسط الناس … الناس ليهم رب .. والحكومة ما بتذهب بهذه الطريقة .. ومن كان رزقه على الله فلا يحزن ..

  5. يا اخوانا صلوا علي النبي ، اتفقوا مع الجنوب لم يتفقوا مواسير الموية كبت بترول بدل مويه الحقول امتلئت قمحا ووعدا وتمني لم تتمتلئ نريد للخائب عمر البشير وصحبه من الفاشلين ان يذهبوا ويحاكموا ويعدموا ويقتلوا هذه حقيقه يجمع عليها كل شرفاء بلادي لماذا يرتبط مصير بلدنا بشخص واحد مثل الخائب عمر وكأن ليس بالسودان من رجال لماذا نظل نمنحهم الفرصه تلوا الاخرى والله ما زادتهم الا تجبرا وصلفا وغرورا قبل مجيئهم كن ننعم ببلد حدادي مدادي ولنا تتماذج فيه كل السحنات والاجناس والقبائل مكونة شعب السودان وهذه حقيقة اخرى يجب الايمان بها السودان فيهو الزغاوي والهدندوي والجعلي والنوباوي …. من يحكمنا يجب عليه الايمان بهذا التنوع ولا اقصاء لعرق على حساب الاخر بماذا اتى الخائب وعمر وعصابته بما تفتقت عبقريته الفذة؟؟؟!!! دعونا من فسادهم وسرقتنا منذ 1989و لماذا نقبل ان يسرقونا لماذا؟؟ صلوا على النبي مرة تانية حقيقة اخرى وواقع محتوم اما انيذهب الخائب عمر اما ان يذهب ما تبقى من السودان والسلام

  6. أول شيء :
    أنا بقول لو ختيتو تحويلات المغتربين خارج السودان كانت المجاعة ضربت السودان من زمان . وعصابة الكيزان عارفة الشي دا والدليل انو الحكومة بتضغط على الناس علشان يتركو البلد يغتربو (يهاجرو) منها توردوا ليهم عملة صعبة ومنها الضرائب البتواجهك في السفارات برة. وخير دليل على هذا هرولة البشير وراء ليبيا والترتيبات اللي عملها هناك دي سياسة ممنهجة.

    تاني شيء :
    هو المتعافي نجاحاتو شنو في اي وزارة مسكها ؟! غير مشروع نبتة اللي عملو من عوائد النفايات لما كان والي الخرطوم . والكارثة مسكوة الزراعة غير التقاوي الفاسدة عمل للزراعة شنو؟! أنا مابلومة بلوم الزول البرقي فية كل ماعملة مصيبة يرقوة من وزارة لي وزارة . هو السودان دا كلة مافية ناس كفائة عشان تتناقل الوزارات بين ناس معدودين في أصابع اليد ؟!

    ثالت شيء:
    أنا برد للزول البقول انو الشعب دا جبان , من حقك ياخي تقول الكلام دا وهو ناتج من احباط بعد ماقام الشعب ووقفت معانا كل الفضائيات العربية وفجاة خذلنا نفسنا وخذلناهم.

    لكن انا أوريك السبب الرئيسي للخذلان دا
    ياجماعة الشعب السوداني (محوط) بتعرفوا الحواطة (السحر) الحكومة بعد ماقامت المظاهرات ضدها لجات للسحرة ودي حقيقة وراني ليها واحد منهم:

    قال لي جبنا الحواطة (على شكل محاية) وكبيناها في محطة تصفية موية الشراب.

    بالاضافة عدم تنقية مياة الشرب من باكتريا (التيفوئد) ليصاب الناس بالمرض ليصبحو غير قادرين علي الحركة.
    والدليل كل بيت بتلقى فية زول عيان.

    أخر شيء:
    عصاية البشير قالو هاديها لية ساحر كبير قال لية كل مالناس رفعت راسها هش بيها عليهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..