وراء العنتريات ما وراءها

في يوم السبت 18 يونيو إلتقي مدير جامعة الخرطوم أحمد محمد سليمان المتفوقين في الشهادة السودانية،والذين زاروا جامعة الخرطوم بترتيب من اتحاد طلاب ولاية الخرطوم،وهم جميعا سيلتحقون بتلك الجامعة بناء على درجاتهم العالية التي حصلوا عليها،فقال لهم من ضمن ما قال أنه أوقف النشاط السياسي داخل الجامعة،متهماً الأحزاب السياسية بإثارة المشاكل داخلها،وجعلها متنفساً لأغراضها السياسية .
وفي يوم الأحد 19 يونيو،إلتقي الطلاب والطالبات،الذين خرجوا تواً من الإعتقال وقال لهم إن انه لامجال لممارسة النشاطات اللاصفية (غير الاكاديمية) داخل الجامعة ،مؤكداً على قراراته التي أيدها مجلس الجامعة بفصلهم .
ونظرت في قانون جامعة الخرطوم لسنة 1995،فوجدت أن ذاك القانون يمنح إثنين من إتحاد الطلاب(أحدهم الرئيس)عضوية المجلس باعتبارهم ممثلين للطلاب،ونظرت إلي الواقع فلم أجد إتحاداً ولا ممثلين للطلاب بالمجلس المذكور الذي(بصم)على فصل الطالبات والطلاب.
ونظرت في قانون الجامعة المذكور أعلاه،فوجدت المادة 15 فيه تقول (يكون للجامعة مدير يعينه الراعى من ذوى الأهلية العلمية العالية ،بناء على توصية بهذا من الوزير ، لفترة أربع سنوات وفقاً لشروط الخدمة التى يحددها الراعى بناء على توصية وزير المالية والاقتصاد الوطنى ووزير العمل والمجلس الأعلى للأجور)..والراعي المذكور هو رئيس الجمهورية بحسب المادة 7/1 من القانون.
ونظرت إلي المهام الموكلة له بحكم المادة 16 من القانون المذكور فوجدت فيها ( العمل على ترشيد الأداء العلمى والتربوى والإدارى والمالى بالجامعة ، وتجويد مفهوم إدارتها وأساليبها وإبتداع الوسائل والطرق التى تكفل الإستغلال الأمثل لإمكاناتها وفقاً للسياسة التى يحددها المجلس،ثم الحفاظ على النظام بالجامعة ،وغيرها ).
ولأن كلمة الحفاظ على النظام بالجامعة فضفاضة،فقد اتخذت معبراً لكل القرارات التي صدرت بما فيها وقف النشاط السياسي داخل الجامعة،والغريب ان المدير الذي يصدر هذه القرارات اتي للجامعة بتعيين سياسي،ولو كانت السياسة سبة،فليتحسس رأسه أولاً قبل اتهام الاحزاب السياسية بإثارة المشاكل داخل الجامعة.
ولان الشئ بالشئ يذكر فإن الذي خرق النظام بالجامعة معلوم لدى الكافة،فهو صاحب الوحدات الجهادية،ومخازن الأسلحة،الذي يطلق الرصاص على الطلاب فيقتلهم،وتجتاح مليشياته الجامعة تحت سمع وبصر المدير نفسه،وتحاصر عربات الأمن والشرطة الجامعة من كل جانب،والمدير وطاقمه شهود على ذلك،وعندما يثور الطلاب ضد بيع جامعتهم،يفصلون بقرارات الإدارة وعلى رأسها المدير،ثم يعتقلهم الأمن من داخل مكتب المحامى المكلف بالطعن في قرار الفصل،ويسافر المدير نفسه لموسكو في ذروة الأحداث،فيبحث عنه ذوو المعتقلين لتسليمه مذكرة دون جدوى،ويحمل خريجو الجامعة عريضة بنية تسليمها له احتجاجاً على بيع الجامعة فيعتقلهم الامن من أمام بوابة(المين)،ويقتل الشهيد علي أبكر بالرصاص داخل نفس الجامعة،وإدارة الجامعة لا تفعل شيئاً لمعرفة القاتل،وهو معروف للكافة.
وإذا شئنا أن نبحث عن الأسباب الكامنة وراء(بعض العنتريات)،والفرمانات التي تصدر عن مدير جامعة الخرطوم،ففي السيرة الأكاديمية والمهنية الإجابة الشافية ،خاصة إذا عرفنا ان رسالة الدكتوراه التي حصل عليها من مدرسة الطب وطب الأسنان بجامعة لندن في 1990،كانت بعنوان تأثير مرض السكري على هيكل وظيفة الغدة اللعابية تحت الفك السفلي في الجرذان.
وبالقطع فإن طلاب جامعة الخرطوم من بني البشر،وليسوا من بني (أم سيسي)
دنيا دوارة يا مدير وحتلف وحتجيك تكشر عن انيابهاوحينئذ خليك جاهز ومستعد يا بتاع ام سيسي .
أم سيسي؟!
دنيا دوارة يا مدير وحتلف وحتجيك تكشر عن انيابهاوحينئذ خليك جاهز ومستعد يا بتاع ام سيسي .
أم سيسي؟!