سلاطين باشا وغرائب الاخبار عن المجتمع السوداني

سلاطين باشا ضابط نمساوي (1857-1932)، واسمه الكامل رودلف كارل سلاطين (Rudolf Carl von Slatin)، “ولد في فيينا وجاء إلى مصر سنة 1878 م، ودخل في خدمتها فعينه غردون باشا حاكما لدارفور سنة 1884م، ولكن لم يمضِ عليه في منصبه هذا قليل حتى اعتقلته جيوش المهدى فبقي اسيراً يدّعي الإسلام والإيمان بالمهدية إلى سنة 1895م وحينئذ فر إلى الجيش المصري” (ويكيبيديا).
عاصر سلاطين باشا المهدي، كما عاصر خليفته عبد الله التعايشي. وعاش متنقلا في غرب السودان عندما كان حاكما عليها، وعاش في امدرمان بعد إطلاق سراحه من السجن. سرد سلاطين سيرته الذاتية في هذه الفترة في كتاب سمي “السيف والنار”، ترجم بواسطة جريدة البلاغ المصرية. ادناه مقتطفات لبعض غرائب الاخبار التي أوردها في كتابه هذا.
أسرع رجل يرث المال والنساء:
اثناء تجواله في شمال دارفور، ذهب سلاطين الى كبكابية، وقريبا منها الى حيث يتواجد ما سماهم بعرب البادية، وقدم لهم الوصف التالي: ” وهم طوال الاجسام لهم هيئة شريفة ولونهم شديد السواد ولكن انوفهم دقيقة وافواههم صغيرة، وهم لذلك اشبه بالعرب منهم للزنوج. ونساؤهم مشهورات بشعرهن الطويل السبط، وبيهم جميلات يشبهن جميلات العرب.” ويقول في عاداتهم: ” ولهم عادات غريبة في الميراث. فاذا مات أحدهم اجتمع اقاربه وحملوه الى قبره في الجبابة التي تقع غالبا خارج الحلة او القرية التي يعيشون فيها. فاذا دفن وقفوا مستعدين فتشار لهم إشارة خاصة فيعدون الى بيت الميت متسابقين. فمن بلغه قبل غيره، غرز رمحه او قوسه، فيصير بذلك الوارث الوحيد لما ترك الرجل من مال او نساء، ما عدا ام المتوفي، وله الحق حينئذ في أن يتزوج النساء أو يسرحهن حسب حالته المادية.”
البصق لعلاج الصداع:
عندما كان سلاطين يشكو من صداع شديد سماه “ضربان راسي” عند وجوده في منطقة بير جوى بدارفور، جاءوا له بطبيب شعبي لمعالجة الصداع، يقول سلاطين عن الطبيب: ” وضع يده في راسي، وضغط صدغي بإبهامه وسبابته ثم تمتم جملة كلمات لم افهمها وبصق في وجهي. فهبت واقفا لهذه الفظاعة وضربته ضربة ألقته على الأرض. وكان احمد واقفا بجانبي، متكئا على عكازته فرجاني الا انظر لهذه المسألة هذه النظرة وقال لي: ” ليست بصقة قلة أدب. بل هو جزء من العلاج وسوف تستفيد منه”.
نساء جائعات يأكلن جحشاً حياً
بعد وفاة المهدي، وتولي عبد الله التعايشي السلطة، حدثت جدب وجوع شديد في امدرمان، وكثرت حوادث السرقات ومداهمة المنازل من قبل الجوعى. حكي سلاطين على هذه الأحوال بهذه القصة: ” وفي ذات ليلة-وكان القمر بدراً-بينما كنت راجعا الى بيتي حوالي الساعة الثانية عشرة ليلاً شاهدت بالقرب من بيت الأمانة “مخزن السلاح” شيئا يتحرك في الأرض، فتوجهت شطره لأرى ما هناك، ووقفت أرقب منظراً بشعاً تقشعر منه الأبدان. رأيت ثلاث نساء عاريات مسدلات شعورهن على أكتافهن يتهافتن على أكل جحش صغير، يخيل لي انهن خطفنه من أمه. وقد رأيتهن يقطعن من لحمه بأسنانهن ويأكلن منه. وكان هذا الحيوان المسكين لا يزال على قيد الحياة فهجم عليهن الذين كانوا يتبعونني واختطفوا الفريسة منهن، وحينئذ تركت هذا المنظر فاراً الى داري.”
[email][email protected][/email]
الخبر الاول غريب فعلا .. لكن حادثة البصق واكل الجحش فهما حادثتان حقيقيتان ، الى وقت قريب كان المعالجون الشعبيون (الفكي) يقومون بالبصق على رأس المريض ، ليس فقط في دارفور وانما مناطق اخرى كثيرة في السودان ، اما حادثة الجحش فقد حدث في امدرمان ما هو افظع منها في مجاعة سنة ستة كما تسمى ، بابكر بدري اورد في قصة حياته ان أخاه موسى رأي رجلين ياكلان شخصا ميتا .. وقد اكل الناس الميتة بكل “اريحية” اثناء تلك المجاعة المشئومة ، والان في اطراف العاصمة تباع لحوم الحيوانات الميتة في السوق ويشتريها من يأكلها وهو عالم بها دعك من مجاعة سنة ستة ..
لم يك سلاطين محايدا في كل ما كتبه عن العهد المهدوي,خاصة فترة التعايشي
فقد كان يحس بالقهر والضعف بعد وقوعه في الاسر بالرغم ان الخليفه قربه وعامله باحترام
مما زاد غله علي المهدية عملية ختانه التي قام بها عبدالله الحبشي-من الجبرته-,,بلغ الحقد بسلاطين بعد هزيمة كرري ان اصبح يدقق في الاسري بحثا عن عبدالله الحبشي,واخيرا وجده مقتولا ضمن مقاتلي الراية الزرقاء,لم يشف هذا غليله فأمر باحراق جثة عبدالله الحبشي..حز في سلاطين كثيرا احتقار غردون واشمئزازه من واقعة اسره وربما يرجع الي الصراع بين الامبراطورية البريطانية والامبراطورية النمساوية التي ينتمي اليها سلاطين.
الرحالة الاوربيون بالغوا كثيرا في نقل احوال الشعوب وابراز ما هي فيه من تخلف وهمجية وذلك لافساح المجال بقبول نظريات الاستعمار..عبء الرجل والاب الابيض ومسئوليته الاخلاقية في مساعدة هؤلاء الهمجيون في طريق المدنية والتحضر
يا راجل …. كيف تقول اطلق سراحه وهو في الحقيقة المغروفة لطلبة الابتدائي انه هرب.
قصة هروبة هي محور كتابة “السيف والنار”