رواشة الجعليين.. وشلاقة الحكومة

لعلمي التام بأنني أرتقي مرتقى صعبا وأنا أخوض في هذا الأمر.. فقد اجتهدت ما وسعتني الحيلة للتنقيب في قاموس العربية لوضع عنوان يخفف الأمر على من يعنيهم الأمر.. فلم أجد.. فآثرت العودة إلى العامية علّي أجد هدى.. سيما وعجمتي توفر لي العذر.. وأصل الحكاية أن رواية منسوبة إلى الناظر ود أبو سن.. تعيب على الجعليين أمرين.. الأول أنهم حين أحرقوا إسماعيل باشا وشتتوا جيشه.. كانت أمامهم فرصة لبسط سيطرتهم على كل السودان.. الموجود آنذاك.. إلا أنهم عوضا عن ذلك قد انسحبوا فأضاعوا فرصة تاريخية.. وتمدد الشايقية في مناطقهم.. هذا إذا افترضنا أن التاريخ هو كما وصلنا.. وأن الوقائع هي ما سمعنا.. واستبعدنا الشائعة الموازية التي تقول.. إن حرق إسماعيل هو في الأصل خطة شايقية.. وإنهم من شدة حذرهم المعروف عنهم قد رأوا أن تنفذ الخطة.. لي قدام.. وأنهم هم من زين الأمر لنمر.. ذات مرة روى لي شيخ طاعن في السن من ديار الجعليين.. أن الشوايقة هم من جلب (القش والشراب) وهي العناصر الرئيسة التي لولاها لما تم الحرق.. ثم إن المحرضين على الحرق.. هم من رتب أمر الانسحاب من شندي.. وبالنتيجة كان التمدد الشايقي هناك.. يسأل الأستاذ علي كرتي عن صحة الرواية.. أما الأمر الثاني فهو أنه في الواقعة التاريخية الشهيرة بـ(كتلة المتمة) كانت أمام الجعليين فرصة تاريخية أيضا للانسحاب من معقلهم.. فقد كانت الخطوة كفيلة.. على الأقل.. بحقن دماء القبيلة.. ولكنهم تمسكوا بمواقعهم فدفعوا الثمن..!
كان ذلك عن رواشة الجعليين.. فماذا عن شلاقة الحكومة..؟
إن موضوع طرد اليوناميد من السودان يمثل لدى كثير من المراقبين.. وجها من وجوه الشلاقة الحكومية.. فمنذ أن بشرت حكومتنا السنية شعبها بطرد اليوناميد.. لا تزال الأخيرة باقية بين ظهرانينا.. ولا تزال الحكومة تؤكد على عزمها طرد اليوناميد.. حيث لا تزال يوناميد تكلف قرابة المليار دولار سنويا.. وهي كفيلة بجلب الأمن والاستقرار لدارفور.. المليار دولار لا يوناميد.. ولا تزال المفاوضات تجري بين الحكومة من جهة.. وهذا مربط الفرس.. وبين الأمم المتحدة من جهة أخرى.. والسؤال: هل تستطيع الأمم المتحدة.. أو بالأحرى هل تملك الأمم المتحدة سلطة إخراج يوناميد من السودان..؟ الإجابة.. لا.. ونتحدى من يقول غير ذلك.. الإجابة تكمن في الإجابة عن السؤال التالي: من الذي فرض دخول يوناميد إلى دارفور.. إنها الدول ذات الإرادة الدولية الغالبة.. صانعة السياسات العالمية.. مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا من داخل مجلس الأمن.. وألمانيا من خارجه.. هذه هي الدول التي أتت بيوناميد.. وهذه هي الدول التي تستطيع إخراجها.. إن شاءت.. وهذه الدول في الواقع لا تمثل نفسها.. بل تمثل جبهة عريضة من أصحاب المصالح نتحدث عنهم غدا.. أليست شلاقة أن تدير الحكومة حوارا في غير محله.. ومع غير صاحب الاختصاص..؟
هل كان صدفة أن أول من قدم للصحافيين الإيجاز الرسمي لقرار طرد يوناميد هو صديقنا الجعلي القح.. حفيد المك نمر سعادة السفير عبد الله الأزرق الذي كان يومها وكيلا للخارجية..؟!

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. قال خطة شايقية قال ياخي الشوايقة معروف عنهم عملاء لكل عاز للبلد من الاتراك للانجليز حتي سميو بالسناجك لكترة تعرصتهم للاتراك والجعلي بعرف الشايقي زي جوع بطنه ولن يسلموا لهم خطة

  2. شندي شأنها شأن اي مدينة قومية تجمع كل قبائل السودان وإراقة لكنها تظل رمز ليس في ذلك شك وليس في استطاعة أحد سلبهم اياها أو طمس هويتها

  3. الزول الارزقى ده نسيب البشير وكان مؤتمر طلاب مستقلين في الجامعة؟؟ يا لجهلك بالتاريخ يا محمد لطيف…فعلا تربية كيزان

  4. لهذا السبب ، حتى عندما تكتب بعض المواضيع الجيدة ، تجد الكثير من التعليقات التي تنال من توجهك.

    لا علاقة بين الهراء الذي تقيئته و موضوع اليوناميد.

    تظل بوصلة القراء (الرأي العام) ، سليمة دائماً ، و عمرها ما تخيب! فمن أصيب بجرثومة التنظيم ، فلا خير فيه.

  5. شندي شأنها شأن اي مدينة قومية تجمع كل قبائل السودان وإراقة لكنها تظل رمز ليس في ذلك شك وليس في استطاعة أحد سلبهم اياها أو طمس هويتها

  6. الزول الارزقى ده نسيب البشير وكان مؤتمر طلاب مستقلين في الجامعة؟؟ يا لجهلك بالتاريخ يا محمد لطيف…فعلا تربية كيزان

  7. لهذا السبب ، حتى عندما تكتب بعض المواضيع الجيدة ، تجد الكثير من التعليقات التي تنال من توجهك.

    لا علاقة بين الهراء الذي تقيئته و موضوع اليوناميد.

    تظل بوصلة القراء (الرأي العام) ، سليمة دائماً ، و عمرها ما تخيب! فمن أصيب بجرثومة التنظيم ، فلا خير فيه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..