“الكمْكلي، لا يُدفن في مقابِر المُسلمين”..!

دخل عبد الرحيم ود الضّو، كبير البرامكة على خِيام أولاده، فوجدهم قد أولَموا لضيفٍ غريب..اختلسَ نظرةً في الأواني التي وُضِعت أمام الضيف ، فلم يجد بينها، فِسيسِيّة أو كُبّاية..صفّق يديه حسرة ، وقال :ــ أمانة يا الوليدات، ما إتّلوّمتو خلاس..!
قالوا:ــ كيف نكون متلوِّمين، وأنت شايِفنا ضابحِين..؟
قال:ــ كيف الضيف يجيكم في دياركم ، و ما تدّوهو الشّاهي..؟
قالوا:ــ الضيف أبى براهو ، وقال ، ما بِيشرب الشاهي..!
قال:ــ الله والنبي..الكمْكلي لا يُدفن في مقابِر المُسلمين..!
وضرب كبير البرامكة ،عصاه بالأرض، وقال موجهاً حديثه للضيف :ــ “نِحنَ في الدُّنيا دي، سِمعنا بي تارك الصلاة، لكن عمرنا ما سِمعنا بي تارِك شَاي..! سِمعنا بالوزير الكضّاب، وبإمام الجّامِع الوهْداب، البِيحذِّرك من التُّمباك.. سِمعنا بالبَصير، البيحذرك من أكل اللّحم الدّهين، ويقول ليك أدعَك في الترمُس ، و ما تشرب السَّمِن..سِمعنا بالمُعتمد اللّعْلاع، البيقول ليك، أدفع الضّريبة.. سِمعنا بالتّمرجي، طعّان الحُقنة، البيقول ليك، ما تكتِّر في المِلح والسُّكَّرْ..سمعنا بالدَّكتور، الييقول ليك خلِّي شراب الجَّبَنة..سِمعنا بالحَكيم ، البيقول ليك ما تلحس العسل، لكن ما سِمعنا، بي حكيماً قال، ما تشربوا الشاي”..!
ثم أنه توسّط الخيمة، وأطلق عقيرته بالغناء، حتى هرع عليه الأحفاد في حجور الأُمّهات:ــ “اللّحَمر الدّلَمي، كمّلْ عِيال غَنَمي..الفِسيسِيّة، كمّال السَعيّة..البُنْ شراب حبش، وناس تَعَسْ..والبارد شراب فلْهمة وشهِيّة..البارِد شراب الخواجه، العينو زي الزِّرّة المطْفيّة”..!
“اللّحَمرْ الدّلَمي” ــ وفي رواية أُخرى ــ “الدّمِّي”، هو الشاي..”كمّلْ عِيال غَنمي”، أي أنه من شدة ولعه بالشاي،باع الكثير من الحِملان والسِّخلان ليشتريه..أمّا “الفِسيسِيّة”، سِت الإسم، فهي الكَفتيرة..
ودّ الضو، بعد ذلك، لم يُناغِم الضيف..لم يسأله عن مقصده،ولا عن أهله وفصله، بل قال عن نفسه مُفاخِراً،أنه برمكي،أمُّو بنت عم أبوهو..
كانت الكّبابي في تلك السّاعة، قد شقشقت أمامه بأحاديث الغرام، فأنشا يمتدحها :ــ “الشاهي..السِّنْ بِصفِرها، والعين بِحمِّرها، ويخلِف المرا مع راجِلا ..الشّاهي، كل ماغِلى، زاد حَلا..الشاهي،الغالي بي تَمَنو..أكان بتدور الكُبّاية مَلانا، أشرب مِنّا ساكِتْ، و مَا تقول كفّانا “..
كان ود الضو البرمكي، مُحاطاً في تلك الساعة بأحفاده، من بنين وبنات..كان يمسح شعر ذاك، ويقبِّل تلك، ويلولي الصّغير، ويحكي لهم عن أيام البرمكة الخالدات :ــ
” زمان لمّا البلد دا كان حقّنا، قُلنا للخواجة: هوووي يا خواجة، نِحن شِنْ غردنا فِيك، أكان ما سِكيكرك وشاييك..؟ إنت شِنْ جابك لينا..؟ أكان قُمنا عليك نرحِّكك رُحُك الطاحونة للدقيق..نرحِكّك وتاني نرُدَّك، ونقطِّعك قِطّيع اللغَم للجِتّة..نِحن عندا السِمسم والفول، ودِيك حُبوبنا الزيتية، ماهِن محتاجات مصنعية..عندنا الكركدي والعرديب ماهن محتاجات مصنعية، ألا شِوية سِكيكر، للكركدي والعرديب”..!
وحكى البرمكي لأحفاده قائلاً :ــ ” البرامكة، قبل الإنفصال، كانوا قاعدين يشربوا في الشّاهي، وكان قاعِد معاهم واحِد إسمو سبِتْ من جبل لادو..قالوا ليهو، يا سبِتْ لادو، إنت كمكلي، ولازِم نرْدعك بي غرامة ، لأنك بتشرب الشّاهي، وما بِتشكِّرو..!
سبِتْ ردَّ ليهم :ــ منو قال، أنا ما بشكِّر شاي..؟
قالوا ليهو :ــ أها، أكان عِندك كلام في الشّاهي ، سمِّعنا ليهو..
قال:ــ أنا قُلتْ للشّاهي..هووي يا شاي، إنت أبوك أبيض، وأُمّك أزرق، وإنت جيت أحَمَرْ، ليه..؟ إنت جَنا حَرام واللّا شُنو..؟
وبينما كان الأحفاد يتضاحكون، كان عبد الرحيم البرمكي، يجُر النّم فوق”الضّانَاية أُم عُيوناً حُمُرْ”، و يقول أنّها “ضِد الفَقُرْ”،، ثم يعود إلى معشوقه الأبدي:ــ “الشّاي اللّحَمرْ،الجّمجّل..عُيون الشّاية الرّاقدة في التُّكُلْ..ودَّرْ مِني ود حمْرا.. و ودّرْ مني الجُّكُلْ.. وفي شوفي ليها، بتَّنْ بَوَدِّر شُغُل”..!
ثم مضى إلى النّحيب :ـ ” في السنة الصعبة، الإسمها تلّا..كمّلتَ البقر بالغلّة..الغَنِي الكارِب حِزاما إنْحلّا..الشّاهي ما بِتْخلّا، والمِسكين مَخيَّر فيهو الله”..!
رائع عبد الله الشيخ!
أو كما قال العبقري عالم عباس:
في ﻗﺼﻴــﺪﺓ / ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺮﻣﻜﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻜﺔ:
( 1 )
ﺗَﻌْﺰَﺍﻑُ ﻧﺎﻱْ،
ﻭ ( ﻗِﺮْﻳﺎﻑُ ) ﺷِﻌﺮٍ ﻭ ﺷﺎﻱْ .
ﻛﻼ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﺸﺎﻱ، ﺇﻥ ﻟﻢْ ﺃَﺟِﺪْ،
ﻗﺎﺗِﻠِﻲ .
ﻓﻴﺎ ﺻﺎﺣِﺒِﻲ،
ﻗﺪ ﺳﻠﻤﺖَ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻳﻞ،
ﻓﺎﻟﻮﻳﻞُ ﻟﻲ .
****
ﺇﻥَّ ﺑِﻲ
ﻟَﻬْﻔَﺔَ ” ﺍﻟﺒﺮﻣﻜﻲِّ ” ” ﺍﻟﺤﺮﻳﻒ ”
ﻋﻠﻰ ﻛﻮﺏ ﺷﺎﻱٍ ﻫﻨﻲ
ﻳﻨﻌْﻨﻌُﻪُ ﺣَﺒَﻖٌ ﻣَﻨْﺪَﻟِﻲ .
ﻭﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺼﺪﺭ،
ﻋﻘﺪُ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﻜﺔ ﺍﻷﻛﺮﻣﻴﻦ،
ﺍﻟﺠﻬﺎﺑﺬﺓ ﺍﻟﺨﻴِّﺮﻳﻦ،
ﺍﻟﺠﺤﺎﺟﺤﺔ ﺍﻷﺧْﻴَﺮﻳﻦ،
ﺳﻠﻴﻞ ﺍﺑﻦ ﺑﺮﻣﻚ ﺟﻌﻔﺮ
ﻭﺍﻟﻐﺎﻟﻲ ﻋﻠﻲ .
ﻣﺠﻠﺲٌ ﺣﻀﺮﺓٌ ﻣﺎ ﻏﺸﺎﻫﺎ
ﺩَﻧِﻲ .
****
ﺃَﺩِﺭْ ﺻِﺮْﻓَﻪُ ﺍﻟﺒﻜﺮ،
ﺷﺎﻳﺎً ” ﻣُﺪَﻧْﻜَﻞَ ”
ﻛﺄﺳﺎً ﺩﻫﺎﻗﺎ
ﻭ ﻃُﻒْ ﺏ ” ﺍﻟﺘَّﻨِﻲ ”
***
ﻣﺰﻋﻔﺮﺓ ﺍﻟﺮﺍﺡ
ﻣﺴﻜﻴﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ
ﻃﻴﺒﺔ ﺍﻟﺮﻳﺢ
ﻗﺮﻗﻔﺔٌ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥْ
ﻭ ﻧﻜْﻬَﺘُﻬَﺎ ﺍﻟﻄِّﻴﺐُ،
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘَﺮَﻧْﻔُﻞِ ﻭ ﺍﻟﺤَﺒَّﻬَﺎﻥْ .
ﻋﺒﻴﻖُ ﺍﻟﻨَﻔَﺲْ
ﻣُﻨَﻌْﻨَﻌَﺔً ﻣﻦ ﺷﺬﺍً ﻻ ﻳﻐﻴﺾُ
ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻔﻴﺾُ
ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺨﻨﺪﺭﻳﺲ،
ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﻧْﺒَﺠَﺲْ .
****
ﺍﻷﻋﺰُّ ﺍﻷﻟﺬُّ
ﻛَﻌِﺰَّﺓِ ﺩَﻣْﻊِ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ
ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﻧﺤﺒﺲْ
ﻗﻮﺍﺭﻳﺮُ ﺭﻗﺮﺍﻗﺔُ ﺍﻟﺮَّﻏْﻮِ
ﺭﺍﺋﻘﺔُ ﺍﻟﺼَّﻔْﻮِ
ﻓﻲ ﺭﻗّﺔ ﺍﻟﺤِﺲِّ، ﺑﻠُّﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﺪُّﺭُّ
ﺗَﻠْﺼِﻒُ
ﺿﻮّﺍﺀﺓٌ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻠَﺲْ .
ﺗﻀﻲﺀ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩَ ﺍﻟﺒُﺪُﻭﺭَ
ﺍﻟﺸُﻤُﺲْ،
ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﺒﻬﺎﻟﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﺼﻴﺪ،
ﺃﻫﻠﻲ،
ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﻭﺀﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﺒﺄﺱ،
ﺃﻫﻠﻲ ﺍﻟﺜُّﻘﺎﺓُ ﺍﻷﺑﺎﺓُ
ﺍﻟﻜُﻤَﺎﺓُ ﺍﻟﺤُﻤُﺲْ .
ﻓﺈﻥ ﻛﺸﻔﺖْ ﺳﺎﻗﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﺏُ
ﺷﻮﺱٌ ﻋُﺒُﺲْ .
ﻭ ﺇﻥ ﻭﺿَﻌَﺖْ ﻭِﺯﺭَﻫﺎ،
ﺟﺒﺮﻭﺍ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﻗﻮﺍ
ﺑﻤﺎﻝٍ ﻧﺼﻴﺢٍ ﻓﺼﻴﺢٍ،
ﻭ ﺻُﻤْﺖٍ ﺧُﺮُﺱْ .
***
ﻭﺇﻥ ﺭﻕّ ﺃﻫﻞُ ﺍﻟﻤﻜﺎﺭﻡ
ﺭﺍﻗﻮﺍ،
ﻭﺇﺫ ﻣﺎ ﺃﻓﺎﻗﻮﺍ
ﻟﻄﺎﻑٌ، ﺭِﻗﺎﻕٌ
ﺭﻫﺎﻑٌ ﻣُﻠُﺲْ .
ﻭ ﻓﻴﻬﻢ ﺟﻤﺎﻝٌ، ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻗُﺪُﺱْ .
ﻛﻄﻠﻌﺔ ” ﻓﻼّﺗﻴﺔٍ ”
ﺃﺗْﻠَﻌَﺖْ ﻣﻦ ” ﺗُﻠُﺲْ ”
ﺑَﺮَﺯَﺕْ ﺑُﺮْﻫَﺔً، ﻓﺎﺳْﺘَﻮَﺕْ
ﺛُﻢَّ ﻏﺎﺑﺖْ ﻋﻠﻰ ﺭِﺳْﻠِﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻈِّﺒَﺎﺀِ ﺍﻟﻜُﻨُﺲْ .
****
ﻧﻔﺤﺔٌ ﻣﻦ ﻋﺒَﻖْ
ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ ﺷﺎﻱٍ،
ﺑﺬﻱ ﺣُﻤﺮﺓٍ،
ﻛﺎﻟﺸﻔﻖْ،
ﺩﻣﺎﺀُ ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﺔِ ﻣﺴْﻜُﻮﺑَﺔً
ﻓﻲ ﺍﻟﻐَﺴَﻖْ،
ﻟﺪﻯ ﻣَﺠْﻔَﻞِ ﺍﻟﺼَّﻴْﺪِ،
ﻗُﺮْﺏَ ﺍﻟﺮِّﻫﻴﺪ،
ﻭ ﻓﻲ ﺣﻤﺮﺓٍ ﻛﺎﻟﻨﺒﻖ
ﻓﻲ ﻃﺒﻖ !
ﻛﺨﻤﺮٍ، ﺗﺴﺎﻣَﻰ ﺑِﺮَﺍﻭُﻭﻗِﻪِ
ﻓﺎﻧْﻌَﺘَﻖْ
ﻭ ﻛﻮﺏٍ، ﺗﺪﻓﻖ ﺿﻮﺀﺍً
ﺷﻔﻴﻔﺎً ﺷﻔﻴﻔﺎً،
ﻛﺒَﺪْﺭِ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ،
ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﺗَّﺴﻖْ .
ﻓَﻄُﻒْ ﻳﺎ ” ﺣﺮﻳﻒُ ”
ﻭ ﺫُﻕْ ﺭَﺷْﻔَﺔً، ﺫﺍﻗﻬﺎ ﺃﺑﻜﻢٌ
ﻓﻨﻄﻖْ .
ﻭﻛﻞ ﻟﺴﺎﻥٍ
ﻣَﻄَﻖْ !!
( 2 )
ﺃَﺩِﺭْ ﻳﺎ ” ﻇﺮﻳﻒ ”
ﻭ ﺩِﺭْ ﻳﺎ ” ﺣﺮﻳﻒ ”
ﻭ ﺩُﺭْ ﺑﺎﻟﺮﺣﻴﻖِ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺮﺑﻴﻦ
ﻭ ﺃﻟْﻖِِ ﺍﻟﺴﻼﻡَ، ﻭﺟِﺊْ ﺑﺎﻟﻴﻤﻴﻦ
ﻭ ﺳَﻢِّ ﺍﻹﻟَﻪَ،
ﻭﺻﻞِّ ﻭ ﺳﻠِّﻢ
ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ،
ﻭ ﺟُﺪْ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻒِ
ﺍﻟﺮﻗﻴﻖِ ﺍﻟﻌﻔﻴﻒِ،
ﻭ ﻫﺎﺕ ﺣُﺪَﺍﺀً
ﻛﺠَﻠْﻮِ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ
ﺣﺪﺍﺀً ﻳﺠﻮﺩ، ﻛﻐﻴﻢ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ
ﻳﻤﻴﺖُ ﻭﻳُﺤْﻴﻲ،
ﺛﻘﻴﻞٌ ﺧﻔﻴﻒْ
ﻋﻨﻴﻒٌ ﻟﻄﻴﻒ .
****
ﺧﻤﺮﺗﻨﺎ ﺍﻟﺸﺎﻱ،
ﺧُﻄّﺎﺑُﻬﺎ،
ﻭﺣﺴﺒﻚ ﺃﻧّﺎ ﺳُﻜﺎﺭﻯ ﺑﻬﺎ
ﻓﻐﻦِّ ﻟﻨﺎ، ﻧﺤﻦ ﻃُﻼّﺑُﻬﺎ
ﻭ ﺯﻙّ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭ ﺃﺭﺑﺎﺑﻬﺎ
ﻭ ﺣَﻜِّﻢْ ” ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ” ﺷُﺮَّﺍﺑﻬﺎ
ﻭ ﺃﻗﻢْ ﺷﺮﻋﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﻝ
ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ،
ﻭ ﺍﻣﻸ ﺃﺑﺎﺭﻳﻖ ﺃﺣﺒﺎﺑﻬﺎ
ﻭ ﺍﺟْﻞُ ﺃﻛﻮﺍﺑﻬﺎ
ﻭ ﻣُﺮْ ﻋﺴﻜﺮﻳﻬﺎ ﻭﺣُﺠّﺎﺑﻬﺎ
ﺑﺄﻻَّ ﻳﻄﻮﻑَ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻬﺎ
ﻛﻤﻜﻠﻲ !
****
( 3 )
ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ،
ﻭ ” ﻓﻜﺔ ﺭﻳﻘﻲ ”
ﻭ ﻣﻦ ﻓﻚَّ ﺿﻴﻘﻲ
ﻭﻣﻦ ﺑَﻞَّ ﺷﻮﻗﻲ ﻭ ﺗﻮﻗﻲ
ﻭ ﺻﺎﺣﺒﻨﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻲ،
ﻭ ﻛﺎﻥ ﺭﻓﻴﻘﻲ،
ﺭﻓﻴﻘﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ .
ﺃﻻ ﻣﺎ ﺃﺣَﺮَّ ﺍﺷﺘﻴﺎﻗﻲ
ﺇﻟﻴﻚ،
ﺃﻻ ﻣﺎ ﺃﻣَﺮَّ ﺍﻓﺘﺮﺍﻗﻲ
ﻋﻨﻚ،
ﻭ ﻳﺎ ﻟﻮﻋﺘﻲ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻗﻲ،
ﻭﻗﺪْ ﻏَﺼَّﺖِ ﺍﻷﺭﺽُ ﺑﺎﻷﺧﺴﺮﻳﻦ،
ﻭ ﺫﻟّﺖْ ﺭﻗﺎﺏُ .
ﻭ ﺟﺎﻋﺖ ﺳﺒﺎﻉٌ، ﻭﻫَﺮّﺕْ ﻛﻼﺏُ
ﻭ ﺿﺎﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺮﻣﻴﻦ
ﺍﻟﺮﺣﺎﺏُ .
ﻭ ﺳﺎﺩ ” ﺍﻟﻜﻤﺎﻛﻠﺔُ ” ﺍﻟﻤُﺪَّﻋﻮﻥَ
ﻓﻤﺎ ﺛَﻢَّ ﻋﺎﺏُ !
ﻓﺄﻣﺮٌ ﻋُﺠﺎﺏٌ، ﻭﻗﻮﻝٌ ﻛِﺬﺍﺏُ
ﻓﻜُﻞٌ ﻫَﺒَﺎﺏٌ
ﺗﺒﺎﺏٌ ﺗﺒﺎﺏُ !!
****
ﺃ ﻳﺎ ﺗﻮﺃﻡ ﺍﻟﺮﻭﺡ، ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ
ﻳﺎ ﺻَﻔَﻴِّﻲ ” ﺍﻟﻜَﻠَﺲْ ”
ﺃﻻ ﻳﺎ ﺃُﺧَﻲّْ،
ﻭ ﺇﻥ ﺳﺎﺀﻙ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺑﺆﺱُ ﺍﻟﻌﺸﻴﺮ،
ﻭﻓﻘﺮُ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮِ،
ﻭ ﻏَﺪْﺭُ ﺍﻟﻨﺼﻴﺮْ،
ﻭ ﺇﻥْ ﺣَﺰَّ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔْﺲِ
ﺑﻐْﻲُ ﺍﻟﻐَﻮِﻱّْ .
ﻓﻠﻴﺴَﺖْ ﺳِﻮَﻯ
ﻋَﻜْﺮَﺓٍ ﺛُﻢَّ ﺗﺼْﻔُﻮ،
ﻭ ﻟﻴﺴَﺖْ ﺳِﻮَﻯ
ﻏَﻤْﺮَﺓٍ ﺗَﻨْﺠَﻠِﻲ،
ﻭﺇﻥْ ﻛﺎﻥَ ﺟﻠﻤﻮﺩَ ﺻﺨﺮٍ
ﻫَﻮَﻯ ﻣِﻦْ ﻋﻞِ،
ﻭﺇﻥ ﺳﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﻠﺴﻮﻥ،
ﻭﺇﻥْ ﻧَﻂّ ﻓﻲ ﺭﺃﺳِﻬﺎ
ﻛَﻤْﻜَﻠِﻲ …
رائع عبد الله الشيخ!
أو كما قال العبقري عالم عباس:
في ﻗﺼﻴــﺪﺓ / ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺮﻣﻜﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻜﺔ:
( 1 )
ﺗَﻌْﺰَﺍﻑُ ﻧﺎﻱْ،
ﻭ ( ﻗِﺮْﻳﺎﻑُ ) ﺷِﻌﺮٍ ﻭ ﺷﺎﻱْ .
ﻛﻼ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﺸﺎﻱ، ﺇﻥ ﻟﻢْ ﺃَﺟِﺪْ،
ﻗﺎﺗِﻠِﻲ .
ﻓﻴﺎ ﺻﺎﺣِﺒِﻲ،
ﻗﺪ ﺳﻠﻤﺖَ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻳﻞ،
ﻓﺎﻟﻮﻳﻞُ ﻟﻲ .
****
ﺇﻥَّ ﺑِﻲ
ﻟَﻬْﻔَﺔَ ” ﺍﻟﺒﺮﻣﻜﻲِّ ” ” ﺍﻟﺤﺮﻳﻒ ”
ﻋﻠﻰ ﻛﻮﺏ ﺷﺎﻱٍ ﻫﻨﻲ
ﻳﻨﻌْﻨﻌُﻪُ ﺣَﺒَﻖٌ ﻣَﻨْﺪَﻟِﻲ .
ﻭﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺼﺪﺭ،
ﻋﻘﺪُ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﻜﺔ ﺍﻷﻛﺮﻣﻴﻦ،
ﺍﻟﺠﻬﺎﺑﺬﺓ ﺍﻟﺨﻴِّﺮﻳﻦ،
ﺍﻟﺠﺤﺎﺟﺤﺔ ﺍﻷﺧْﻴَﺮﻳﻦ،
ﺳﻠﻴﻞ ﺍﺑﻦ ﺑﺮﻣﻚ ﺟﻌﻔﺮ
ﻭﺍﻟﻐﺎﻟﻲ ﻋﻠﻲ .
ﻣﺠﻠﺲٌ ﺣﻀﺮﺓٌ ﻣﺎ ﻏﺸﺎﻫﺎ
ﺩَﻧِﻲ .
****
ﺃَﺩِﺭْ ﺻِﺮْﻓَﻪُ ﺍﻟﺒﻜﺮ،
ﺷﺎﻳﺎً ” ﻣُﺪَﻧْﻜَﻞَ ”
ﻛﺄﺳﺎً ﺩﻫﺎﻗﺎ
ﻭ ﻃُﻒْ ﺏ ” ﺍﻟﺘَّﻨِﻲ ”
***
ﻣﺰﻋﻔﺮﺓ ﺍﻟﺮﺍﺡ
ﻣﺴﻜﻴﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ
ﻃﻴﺒﺔ ﺍﻟﺮﻳﺢ
ﻗﺮﻗﻔﺔٌ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥْ
ﻭ ﻧﻜْﻬَﺘُﻬَﺎ ﺍﻟﻄِّﻴﺐُ،
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘَﺮَﻧْﻔُﻞِ ﻭ ﺍﻟﺤَﺒَّﻬَﺎﻥْ .
ﻋﺒﻴﻖُ ﺍﻟﻨَﻔَﺲْ
ﻣُﻨَﻌْﻨَﻌَﺔً ﻣﻦ ﺷﺬﺍً ﻻ ﻳﻐﻴﺾُ
ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻔﻴﺾُ
ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺨﻨﺪﺭﻳﺲ،
ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﻧْﺒَﺠَﺲْ .
****
ﺍﻷﻋﺰُّ ﺍﻷﻟﺬُّ
ﻛَﻌِﺰَّﺓِ ﺩَﻣْﻊِ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ
ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﻧﺤﺒﺲْ
ﻗﻮﺍﺭﻳﺮُ ﺭﻗﺮﺍﻗﺔُ ﺍﻟﺮَّﻏْﻮِ
ﺭﺍﺋﻘﺔُ ﺍﻟﺼَّﻔْﻮِ
ﻓﻲ ﺭﻗّﺔ ﺍﻟﺤِﺲِّ، ﺑﻠُّﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﺪُّﺭُّ
ﺗَﻠْﺼِﻒُ
ﺿﻮّﺍﺀﺓٌ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻠَﺲْ .
ﺗﻀﻲﺀ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩَ ﺍﻟﺒُﺪُﻭﺭَ
ﺍﻟﺸُﻤُﺲْ،
ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﺒﻬﺎﻟﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﺼﻴﺪ،
ﺃﻫﻠﻲ،
ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﻭﺀﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﺒﺄﺱ،
ﺃﻫﻠﻲ ﺍﻟﺜُّﻘﺎﺓُ ﺍﻷﺑﺎﺓُ
ﺍﻟﻜُﻤَﺎﺓُ ﺍﻟﺤُﻤُﺲْ .
ﻓﺈﻥ ﻛﺸﻔﺖْ ﺳﺎﻗﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﺏُ
ﺷﻮﺱٌ ﻋُﺒُﺲْ .
ﻭ ﺇﻥ ﻭﺿَﻌَﺖْ ﻭِﺯﺭَﻫﺎ،
ﺟﺒﺮﻭﺍ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﻗﻮﺍ
ﺑﻤﺎﻝٍ ﻧﺼﻴﺢٍ ﻓﺼﻴﺢٍ،
ﻭ ﺻُﻤْﺖٍ ﺧُﺮُﺱْ .
***
ﻭﺇﻥ ﺭﻕّ ﺃﻫﻞُ ﺍﻟﻤﻜﺎﺭﻡ
ﺭﺍﻗﻮﺍ،
ﻭﺇﺫ ﻣﺎ ﺃﻓﺎﻗﻮﺍ
ﻟﻄﺎﻑٌ، ﺭِﻗﺎﻕٌ
ﺭﻫﺎﻑٌ ﻣُﻠُﺲْ .
ﻭ ﻓﻴﻬﻢ ﺟﻤﺎﻝٌ، ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻗُﺪُﺱْ .
ﻛﻄﻠﻌﺔ ” ﻓﻼّﺗﻴﺔٍ ”
ﺃﺗْﻠَﻌَﺖْ ﻣﻦ ” ﺗُﻠُﺲْ ”
ﺑَﺮَﺯَﺕْ ﺑُﺮْﻫَﺔً، ﻓﺎﺳْﺘَﻮَﺕْ
ﺛُﻢَّ ﻏﺎﺑﺖْ ﻋﻠﻰ ﺭِﺳْﻠِﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻈِّﺒَﺎﺀِ ﺍﻟﻜُﻨُﺲْ .
****
ﻧﻔﺤﺔٌ ﻣﻦ ﻋﺒَﻖْ
ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ ﺷﺎﻱٍ،
ﺑﺬﻱ ﺣُﻤﺮﺓٍ،
ﻛﺎﻟﺸﻔﻖْ،
ﺩﻣﺎﺀُ ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﺔِ ﻣﺴْﻜُﻮﺑَﺔً
ﻓﻲ ﺍﻟﻐَﺴَﻖْ،
ﻟﺪﻯ ﻣَﺠْﻔَﻞِ ﺍﻟﺼَّﻴْﺪِ،
ﻗُﺮْﺏَ ﺍﻟﺮِّﻫﻴﺪ،
ﻭ ﻓﻲ ﺣﻤﺮﺓٍ ﻛﺎﻟﻨﺒﻖ
ﻓﻲ ﻃﺒﻖ !
ﻛﺨﻤﺮٍ، ﺗﺴﺎﻣَﻰ ﺑِﺮَﺍﻭُﻭﻗِﻪِ
ﻓﺎﻧْﻌَﺘَﻖْ
ﻭ ﻛﻮﺏٍ، ﺗﺪﻓﻖ ﺿﻮﺀﺍً
ﺷﻔﻴﻔﺎً ﺷﻔﻴﻔﺎً،
ﻛﺒَﺪْﺭِ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ،
ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﺗَّﺴﻖْ .
ﻓَﻄُﻒْ ﻳﺎ ” ﺣﺮﻳﻒُ ”
ﻭ ﺫُﻕْ ﺭَﺷْﻔَﺔً، ﺫﺍﻗﻬﺎ ﺃﺑﻜﻢٌ
ﻓﻨﻄﻖْ .
ﻭﻛﻞ ﻟﺴﺎﻥٍ
ﻣَﻄَﻖْ !!
( 2 )
ﺃَﺩِﺭْ ﻳﺎ ” ﻇﺮﻳﻒ ”
ﻭ ﺩِﺭْ ﻳﺎ ” ﺣﺮﻳﻒ ”
ﻭ ﺩُﺭْ ﺑﺎﻟﺮﺣﻴﻖِ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺮﺑﻴﻦ
ﻭ ﺃﻟْﻖِِ ﺍﻟﺴﻼﻡَ، ﻭﺟِﺊْ ﺑﺎﻟﻴﻤﻴﻦ
ﻭ ﺳَﻢِّ ﺍﻹﻟَﻪَ،
ﻭﺻﻞِّ ﻭ ﺳﻠِّﻢ
ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ،
ﻭ ﺟُﺪْ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻒِ
ﺍﻟﺮﻗﻴﻖِ ﺍﻟﻌﻔﻴﻒِ،
ﻭ ﻫﺎﺕ ﺣُﺪَﺍﺀً
ﻛﺠَﻠْﻮِ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ
ﺣﺪﺍﺀً ﻳﺠﻮﺩ، ﻛﻐﻴﻢ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ
ﻳﻤﻴﺖُ ﻭﻳُﺤْﻴﻲ،
ﺛﻘﻴﻞٌ ﺧﻔﻴﻒْ
ﻋﻨﻴﻒٌ ﻟﻄﻴﻒ .
****
ﺧﻤﺮﺗﻨﺎ ﺍﻟﺸﺎﻱ،
ﺧُﻄّﺎﺑُﻬﺎ،
ﻭﺣﺴﺒﻚ ﺃﻧّﺎ ﺳُﻜﺎﺭﻯ ﺑﻬﺎ
ﻓﻐﻦِّ ﻟﻨﺎ، ﻧﺤﻦ ﻃُﻼّﺑُﻬﺎ
ﻭ ﺯﻙّ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭ ﺃﺭﺑﺎﺑﻬﺎ
ﻭ ﺣَﻜِّﻢْ ” ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ” ﺷُﺮَّﺍﺑﻬﺎ
ﻭ ﺃﻗﻢْ ﺷﺮﻋﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﻝ
ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ،
ﻭ ﺍﻣﻸ ﺃﺑﺎﺭﻳﻖ ﺃﺣﺒﺎﺑﻬﺎ
ﻭ ﺍﺟْﻞُ ﺃﻛﻮﺍﺑﻬﺎ
ﻭ ﻣُﺮْ ﻋﺴﻜﺮﻳﻬﺎ ﻭﺣُﺠّﺎﺑﻬﺎ
ﺑﺄﻻَّ ﻳﻄﻮﻑَ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻬﺎ
ﻛﻤﻜﻠﻲ !
****
( 3 )
ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ،
ﻭ ” ﻓﻜﺔ ﺭﻳﻘﻲ ”
ﻭ ﻣﻦ ﻓﻚَّ ﺿﻴﻘﻲ
ﻭﻣﻦ ﺑَﻞَّ ﺷﻮﻗﻲ ﻭ ﺗﻮﻗﻲ
ﻭ ﺻﺎﺣﺒﻨﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻲ،
ﻭ ﻛﺎﻥ ﺭﻓﻴﻘﻲ،
ﺭﻓﻴﻘﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ .
ﺃﻻ ﻣﺎ ﺃﺣَﺮَّ ﺍﺷﺘﻴﺎﻗﻲ
ﺇﻟﻴﻚ،
ﺃﻻ ﻣﺎ ﺃﻣَﺮَّ ﺍﻓﺘﺮﺍﻗﻲ
ﻋﻨﻚ،
ﻭ ﻳﺎ ﻟﻮﻋﺘﻲ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻗﻲ،
ﻭﻗﺪْ ﻏَﺼَّﺖِ ﺍﻷﺭﺽُ ﺑﺎﻷﺧﺴﺮﻳﻦ،
ﻭ ﺫﻟّﺖْ ﺭﻗﺎﺏُ .
ﻭ ﺟﺎﻋﺖ ﺳﺒﺎﻉٌ، ﻭﻫَﺮّﺕْ ﻛﻼﺏُ
ﻭ ﺿﺎﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺮﻣﻴﻦ
ﺍﻟﺮﺣﺎﺏُ .
ﻭ ﺳﺎﺩ ” ﺍﻟﻜﻤﺎﻛﻠﺔُ ” ﺍﻟﻤُﺪَّﻋﻮﻥَ
ﻓﻤﺎ ﺛَﻢَّ ﻋﺎﺏُ !
ﻓﺄﻣﺮٌ ﻋُﺠﺎﺏٌ، ﻭﻗﻮﻝٌ ﻛِﺬﺍﺏُ
ﻓﻜُﻞٌ ﻫَﺒَﺎﺏٌ
ﺗﺒﺎﺏٌ ﺗﺒﺎﺏُ !!
****
ﺃ ﻳﺎ ﺗﻮﺃﻡ ﺍﻟﺮﻭﺡ، ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ
ﻳﺎ ﺻَﻔَﻴِّﻲ ” ﺍﻟﻜَﻠَﺲْ ”
ﺃﻻ ﻳﺎ ﺃُﺧَﻲّْ،
ﻭ ﺇﻥ ﺳﺎﺀﻙ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺑﺆﺱُ ﺍﻟﻌﺸﻴﺮ،
ﻭﻓﻘﺮُ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮِ،
ﻭ ﻏَﺪْﺭُ ﺍﻟﻨﺼﻴﺮْ،
ﻭ ﺇﻥْ ﺣَﺰَّ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔْﺲِ
ﺑﻐْﻲُ ﺍﻟﻐَﻮِﻱّْ .
ﻓﻠﻴﺴَﺖْ ﺳِﻮَﻯ
ﻋَﻜْﺮَﺓٍ ﺛُﻢَّ ﺗﺼْﻔُﻮ،
ﻭ ﻟﻴﺴَﺖْ ﺳِﻮَﻯ
ﻏَﻤْﺮَﺓٍ ﺗَﻨْﺠَﻠِﻲ،
ﻭﺇﻥْ ﻛﺎﻥَ ﺟﻠﻤﻮﺩَ ﺻﺨﺮٍ
ﻫَﻮَﻯ ﻣِﻦْ ﻋﻞِ،
ﻭﺇﻥ ﺳﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﻠﺴﻮﻥ،
ﻭﺇﻥْ ﻧَﻂّ ﻓﻲ ﺭﺃﺳِﻬﺎ
ﻛَﻤْﻜَﻠِﻲ …