وكم من الزمن سينحني وزير الكهرباء عندنا !

ثقافة الإعتذار في البلاد التي تحترم شعوبها وتؤدي مهام مسئؤلياتها كتكليف يقوم على الكفاءة المهنية وقبل ذلك القابلية الأخلاقية وليس تشريفاً تفرضه قربى الولاء الخالية من كل المؤهلات الآخرى .. يقابلها هنا عندنا المكابرة والعزة بالإثم ومحاولة التقليل من قيمة الناصحين وإن كانوا من أصحاب الإختصاص في الشأن المعني !
وزير الكهرباء الياباني كما يبدو في الصورة أعلاه .. إنحنى أمام الصحفيين لمدة عشرين دقيقة كاملة .. لا لتحيتهم لآنهم مجدوه وكسروا له من الثلج ما أثلج صدره ..ولكن كانت إنحناءة إعتذار للشعب الياباني لآن الكهرباء إنقطعت بما يساوي ذات فترة إنحناءته العقابية أكثر منها كإعتذار .. وربما لآن حادثة الإنقطاع هناك بهذه المدة تعتبر كارثة تاريخية تستوجب المحاسبة بعد هذا الإعتذار المهذب !
وزيرنا السيد المعتز موسى وهو الغائب تماما عن كرسي المسئؤلية في شهر رمضان الذي لاقى فيه الصائمون الآمرين من طول إنقطاع الكهرباء والمياه معا ..وهو الذي قيل أنه يقيم الليل سجوداً وركوعاً في إعتكافه زلفى للمولى الكريم الى جانب مشاغله في التحضير لنيل شهادة الدكتوراه .. يا ترى كم يلزمه من الزمن لينحني طالبا الغفران من شعبنا الذي تأذى كثيرا من تقصير وزارته في الإيفاء بالخدمة المنوطة بها مقابل ما يسدده المعدمون من لحم أجسادهم لها.. وهو الذي لا زال يلمح بضرورة زيادة تعرفة الكهرباء لسد الفجوة التي يعزو اليها نقص الخدمات .. وهو ليس نقصا بالمعنى الحرفي وإنما العدم في بعض الآسلاك و صنابير المياه !
لانطمح طبعا في أن يطبق مسئؤلينا ذلك المنحى الذي يتعاطى به اليابانيون عند شعورهم بالتقصير الذي يبلغ عند بعضهم إنهاء حياته للتكفير عن ذنب إرتكبه تقصيرا في أداء واجبه .. والعياذ بالله !
لا نريدهم أن ينتحروا .. فيكفى أنهم نحرونا من الوريد للوريد .. ولا نتوقع منهم انتهاج أدب الإستقالة التي هي رجس من عمل الكفار.. ونعلم أنهم لن ينحنوا لنا ..لان الإنحناء لغير الله مذلة و ربما شرك .. فقط نريدهم أن يقولوا لنا الحقيقة دون تزييف حينما يعجزوا عن تلبية طلباتنا ولو في حدها الآدنى من الخدمات ..!
فقط أردنا أن نجرب طعم الحلم !

[email][email protected][/email]