أخبار السودان

ما دام القلق يا سدنة !!

أعربت حكومة المؤتمر الوطني بالأمس عن بالغ قلقها للأحداث الأخيرة المؤسفة التي وقعت في جمهورية جنوب السودان والتي أدت إلى مواجهات عسكرية قتل على إثرها عدد كبير من طرفي النزاع ،وقالت وزارة الخارجية فى بيان لها ان السودان سيستمر في مراقبة الأوضاع في جمهورية جنوب السودان عن كثب، وكذلك مواصلة جهوده الحثيثة مع الأصدقاء في المنطقة والشركاء الدوليين بغية التوصل إلى الاستقرار الكامل للأوضاع الأمنية في جمهورية جنوب السودان حقناً للدماء فيها، وحتى تنصرف الجهود نحو بناء السلام وتحقيق التنمية.
ولما كان البندول لن يداوي قلق(الإنقاذ)على مصير حلفائها وأجندتها بالجنوب،فوجب التذكير ببعض(القلاقل)التي مارستها الخرطوم تجاه جوبا منذ ما قبل استقلال الجنوب في 2011،عندما قال كمال عبيد أن الجنوبيين بالشمال لن يتمتعوا بحقنة دواء بعد الاستفتاء على تقرير المصير،ثم كان التلكؤ في حسم مصير أبيي إلي يومنا هذا،وترسيم الحدود بين الدولتين راح شمار في مرقة الأمر الذي دفع جيش جنوب السودان لاجتياح هجليج في وقت سابق،وأعقب ذلك قرار حكومة البشير بإغلاق الحدود ومنع التجارة بين البلدين،ثم صادرت حكومة المؤتمر الوطني شحنات نفط الجنوب بحجة عدم تسديد رسوم العبور،ثم صرحت أخيراً بأنها ستحمل الجنوبيين تبعات نصف ديون السودان الخارجية .
وبالتزامن مع تلك القرارات كانت الإتهامات تكال هنا وهناك بشأن دعم الخرطوم العسكري لهذه الجهة أو تلك،وبعد الحرب الضروس بين قوات سلفاكير ومشار وقفت حكومة المؤتمر الوطني متفرجة،واكتفت بالأمنيات بإنهاء الحرب،ولكنها في كل لحظة كانت تتبع سياسة(المديدة حرقتني)،وربما كانت الفوائد تنهال علي البعض جراء تجارة السلاح.
ولما كان الشئ بالشئ يذكر فوزارة الخارجية تقلق الآن على موت العشرات بالجنوب ولم تقلق على موت الملايين بدارفور،وتريد،بحسب بيانها،أن تنصرف جهود الجنوب نحو بناء السلام وتحقيق التنمية ولا ترى بالعين المجردة قصف القرى وحرقها وقتل الناس في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق،وتدمير البني التحتية،وسوء أوضاع الملايين بمعسكرات النزوح.
وتقول الخارجية في بيانها أنها ستستمر في مراقبة الأوضاع بالجنوب عن كثب،ونتمني الا تكون مثل مراقبة الطائرات الإسرائيلية التي تدخل أجواءنا ثم تخرج علي الرحب والسعة،اما عن حكاية أن السودان سيواصل جهوده من أجل استقرار الأوضاع الأمنية بالجنوب فهي مردودة علي حكومة البشير،ففاقد الشئ لا يعطيه،والأوضاع الأمنية في كل شبر من بلادي معطوبة رغم أن معظم الميزانية للأمن والدفاع،ورغم الحديث عن الإكتفاء الذاتي من السلاح،وصناعة الطيارات من دون طيار والتي هبطت ذات يوم في مرحاض مواطن بالثورة ..
عندما يكون الأمن في خدمة السلطة القائمة،ينفرط عقد الأمن الغذائي والأمن الإجتماعي والأمن السياسي،ويبحث الناس عن الحياة الكريمة بالثورة علي النظام القائم،فتدور الدوائر على الطغاة وعندها ستقلق حكومة جنوب السودان على الأوضاع بالشمال وتصدر وزارة خارجيتها بياناً يقول كذا وكذا ..ويغني مذياعها (ودع قوم سيب الخرطوم ..وسافر جوبا ).

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا كمال كرار رجاءً خليك زول منطقي وموضوعي …. يا أخي ما تفتكر الناس عندها قنابير زي ما انت بتقول ذات الشئ لناس الانقاذ … نحن ايضا ليس عندنا من قنابير …. أحكي الواقع بكل تجرد ونزاهة عشان نقرأ لك وإلا لما اعرناك اهتماماً .

  2. يا كمال كرار رجاءً خليك زول منطقي وموضوعي …. يا أخي ما تفتكر الناس عندها قنابير زي ما انت بتقول ذات الشئ لناس الانقاذ … نحن ايضا ليس عندنا من قنابير …. أحكي الواقع بكل تجرد ونزاهة عشان نقرأ لك وإلا لما اعرناك اهتماماً .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..