جنوب السودان: هل يجب علينا العيش كأبناء وطن واحد

حقق الدكتور جون قرنق المعجزة الكبرى في عام 2005 وذلك بتوقيع اتفاق نيفاشا للسلام الشامل في كينيا أحد أقطار افريقيا المحيطة بجنوب السودان ( الجارة الجنوبية ) . ولو لا القضاء والقدر الذي نؤمن به لحكم السودان كله ولكسح الانتخابات الرئاسية بدون منازع. إلا أنه حقق للجنوبيين أحلامهم التي راودتهم سنينا طويلة.
منحت الأرض للجنوبيين، أرض النفط واليورانيوم والذهب والمواشي والأبقار والأسماك والغابات والأخشاب والأنهار والأمطار والأرض البكر للزراعة. إنها بحق أرض العسل والحليب.. أرض الأناناس والباباي والمانجو والليمون. استقلال جنوب السودان كان انتصاراً للحرية والديمقراطية والقضاء على القبلية في الفكر الإفريقي. وفرصة سانحة لتحقيق الحرية والعدالة وحب الإنسانية والرفاهية للإنسان الجنوبي والتخلص من زيف القبلية المؤسسة على كراهية الغير وحب الذات ونهب أموال الشعب الجنوبي المسكين من إيرادات النفط. وكبار المسؤولين الجنوبيين المتمثلين في سلفاكير ورياك مشار وغيرهم من السادة الذين خيبوا آمال الشعب الجنوبي. هؤلاء مثلوا خيبة الأمل الكبرى للجنوبيين الذين كانوا يأملون في أن تتغير ظروف وأسلوب حياتهم من التخلف إلى التطور والحداثة تحت حكم رئيس بني جلدتهم سواء أكان دينكاوي أو نويراوي أو موراوي أو شلكاوي أو مورلاوي أو لوبيتاوي ..الخ المهم جنوبي حر وأن يتم تحقيق العدل والاستقرار والمساواة التامة بين الجنوبيين. إلا أن المتوقع من هؤلاء الساسة جاء أقل بكثير من المتوقع فالظلم وتدهور الحالة الاقتصادية للجنوبيين كانت الصفة السائدة ومات الكثير من الجنوبيين بعد الاستقلال دون مبرر نتيجة للتصرفات الرعناء والغير مسؤولة من الحكام (الأغبياء) وتحول أحوال الجنوبيين إلى الشعور بالقبلية والقهر والظلم.
وجاءت أحداث يوم الخميس 7/7/2016 ليصدم الجنوبيين للمرة الثانية بعد الاستقلال. أرى أن يخرج الجنوبيين الشرفاء إلى الشارع وأمام مكاتب الأمم المتحدة احتجاجاً على ما يدور في البلاد والدعوة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن بحمل الرجلين ( سلفاكير ورياك ) مسؤولية ما يحدث وحدث في جوبا وتقديمهما إلى لاهاي لمحاكمتهما على الجرم الذي ارتكبوه في حق المواطنين الجنوبيين في ملكال وبنتيو ومندري وواو وجوبا. اننا نعتبر التوترات القبلية من النخب العسكرية وعدم المساواة الاقتصادية كلها عناصر تغذي القبلية في جنوب السودان مما سيؤدي لتزايد الغضب والانقسامات في مجتمع جنوب سوداني. إننا نندد بالأحداث التي شهدتها مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان مؤخراً.
إنه من المعروف أن الدينكا ليس كلهم ولكن جلهم هم أسباب الخلاف والكراهية والتفرقة والعنصرية في جنوب السودان سواء أكان دينكا بور في السبعينات إبان حكم جعفر النميري ونائبه الثاني مولانا أبل ألير رئيس المجلس التنفيذي الانتقالي العالي لجنوب السودان أو دينكا بحر الغزال (واو) في الوقت الحالي برئاسة سلفاكير ميار ديت.
في عهد أبل ألير كتب مدير عام وزارة التربية والتعليم في جنوب السودان في ذاك الوقت خطاباً موجهاً للسيد أبل ألير مفاده يجب على الدينكا حكم جنوب السودان لمدة 50 سنة حتى يستطيعون اللحاق بركب التعليم الذي وصل إليه الاستوائيون.
إن الدينكا يستهدفون جميع قبائل الجنوب وبث روح التفرقة والكراهية بينهم لتشتعل النار في بقية القبائل وكما قال مارتن لوثر كينج: ” علينا أن نتعلم العيش معاً كإخوة أو الفناء معاً كأغبياء “.
دينق قاي
كاتب وروائي من جنوب السودان
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا استاذ دينق التحية لك ولكتاباتك الجيدة عن الجنوب و مشاكل الجنوب

    فى هذا المقال بدأت المقال بداية جيدة بموارد الجنوب وامكانياته الهائلة التى تؤهله ليكون من الدول المتقدمة فى القارة الافريقية

    لكن خاتمة مقالك كانت صادمة لنا اذ انك اذكيت روح القبلية من جديد واتهامك للدينكا باستهداف جميع القبائل فى الجنوب , وهذه الروح العدائية لا تبعث على التفاؤل بمستقبل الجنوب . وبما انك استاذ كبير و روائى كان الاجدر ان تختم مقالك بالنصح و الدعوة لتجاوز النعرات القبلية

  2. تصحيح: الجنوب لم يستقل بل انفصل وبناء على رغبة مواطنيه ودون أخذ رأي الشمال. الشمال لم يستعمر الجنوب، بل الحنوب كان ضمن حدود السودان عند استقلال السودان من دولتى الحكم الثنائي

  3. يا استاذ دينق التحية لك ولكتاباتك الجيدة عن الجنوب و مشاكل الجنوب

    فى هذا المقال بدأت المقال بداية جيدة بموارد الجنوب وامكانياته الهائلة التى تؤهله ليكون من الدول المتقدمة فى القارة الافريقية

    لكن خاتمة مقالك كانت صادمة لنا اذ انك اذكيت روح القبلية من جديد واتهامك للدينكا باستهداف جميع القبائل فى الجنوب , وهذه الروح العدائية لا تبعث على التفاؤل بمستقبل الجنوب . وبما انك استاذ كبير و روائى كان الاجدر ان تختم مقالك بالنصح و الدعوة لتجاوز النعرات القبلية

  4. تصحيح: الجنوب لم يستقل بل انفصل وبناء على رغبة مواطنيه ودون أخذ رأي الشمال. الشمال لم يستعمر الجنوب، بل الحنوب كان ضمن حدود السودان عند استقلال السودان من دولتى الحكم الثنائي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..