مقالات سياسية

ملتقى الفشل والانكسار

قبل يومين تحدثت الصحف عن تحقيق كشف عن ان هناك 3054 مصنعا خرجت عن دائرة الإنتاج أي أنها توقفت تماما عن العمل وهذا يعنى ان العاملين بها قد فقدوا وظائفهم وهم الآن (على باب كريم )، أملاك المصانع فهم إما أنهم انتقلوا إلى عمل آخر أو إلى دولة أخرى ، هذا التحقيق رغم خطورته لم يحرك ساكنا في الحكومة ولم تقل شيئا عن هذه الكارثة .
وزير الصناعة ،بكل نفس فاتحة، أعلن يوم الاثنين الماضي عن انطلاق فعاليات ملتقى التصنيع والابتكار في يوم 18- 19 يوليو الجاري وقد أرسل دعواته إلى الدول التى سماها صاحبة المعرفة التقنية الصناعية إلى الشركات الكبرى للمشاركة في هذا الملتقى ، وقال إن المجال الصناعي يوفر من 70 إلى 80% من فرص التشغيل ، ولابد من الاستفادة مما هو متاح .. سيادته يقول كلاما مقبولا عن الصناعة ولكن الواقع يعكس ما هو غير مقبول وغير معقول ، وعلى قول المثل المصرى (أسمع كلامك أصدقك ،أشوف عمايلك أستعجب).
سؤال للسيد الوزير بعد هذا العدد الذي توقف من المصانع : هل تبقى شيء متاح من الصناعة ؟ ان كان هو يرى ذلك فنحن لا نرى غير مآسي كثيرة يعيشها المواطن ويحكى عنها الواقع المعيش بسبب تدمير القطاع الصناعي ، فالمصانع التى توقفت لا شك انها كانت تٌشغل النسبة التى قالها ،أما الان فلا أعتقد أنها تشغل 5%.
وزارة الصناعة في ملتقاها تحلم بأن تبني شراكات عالمية وتجذب الاستثمارات الأجنبية وهي عاجزة حتى عن بناء شراكة مع مواطنيها ، والذين كانوا يوما هم الدينمو المحرك للصناعة في السودان والاستثمار ، فكيف لها أن تبنى شراكات وتستقطب مستثمرين أجانب ، وكل العالم يعرف ما فعلته بالصناعة في السودان الذي فقدته الأسواق العالمية .
لا أدرى ما هو فهم الحكومة من إقامة هذا الملتقي في حين أن الصناعة في السودان انتهت ولم يتبقَ منها إلا أطلال مصانع تحولت إلى مخازن أو مآوى للمشردين والحيوانات الضالة ، وكان الأجدر بها أن تناقش في هذا الملتقى كارثة توقف المصانع واسبابها وآثارها وتضع لها الحلول العاجلة ، فهي كارثة تستحق أن تعلن لها الدولة حالة الطواري .
حكومة الانقاذ حينما وصلت الى الحكم كان واحدا من الشعارات التى رفعتهاهو ( نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ) وهي اليوم وبعد 27 عاما تصل إلى دولة لا تزرع ولا تصنع ، ورغم ذلك (عندها عين ) تقيم ملتقى التصنيع والابتكار وهي في حقيقة الأمر كأنما تقيم العزاء على أحلام السودان الاقتصادية وقد جعلته دولة منكسرة صناعيا وزراعيا وسياسيا واجتماعيا .

التيار

تعليق واحد

  1. لك التحيه الاستاذه اسماء كلامك صحيح مائه بالمائه ولكن استاذتي الفاضله هؤلاء لايهمهم المواطن والعامل المشرد واصحاب العمل الوطني هؤلاء يبحثون عن روؤس الاموال الخارجيه ومساكين الخليج الذين لايدرون عن الوضع في السودان ويضربوا ضربتهم وخمشتهم الكبري وبعد ان ينكشف المستور بعدين يحلها الحله بله كما في فقهم التحللي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..