امدرمان مدينة بنتها النساء

قلنا قديما ان امنا امدرمان مدينة قد بنتها وتديرها النساء . ففي كل حوش سلطانة تدير كل شئ . كانت امدرمان معسكرا كبيرا للجيوش يذهب الرجال الي الحرب وقد لا يعودون . وفي معركة كرري كان الضحايا 25 الفا من الرجال . وهذا قد يعني نصف الرجال اذا اخذنا في الاعتبار من غادر مع الخليفة ، وبقى النساء . وحملن المسئولية . وعملن في حمل الحجارة ومواد البناء وعمل الاطعمة وبناء منشئات الدولة االجديدة . وصار للمرأة الامدرمانية وضع مميز واعتداد بالنفس .
استمعت كثيرا لاغنية يا امي سلام التي يغنيها الفنان الكبير مصطفي السني واشتهرت بعد فستفال دبي . وكلمات الاغنية للابن / الاخ عبد السلام علي ساتي المقيم في بريطانيا والذي كان في زيارتي وزيارة ابن خالته محمداحمد ,, جدو ,,. الام المقصودة والتي تمثل كل نساء السودان هي الخالة والاخت الكبيرة طيب الله ثراها زينب الحاج احمد حاج حمد من بيت المال دكاكين الطاهر خال العيال علي بعد بضع خطوات من حوش حاج حمد الذي يحتضن الطاحونة الضخمة التي كانت مقصد آلاف البشر الذين يأتون بالذرة والقمح لطحنه . وامام الطاحونة هنالك سوق صغير لبيع النبق واللالوب والقنقليس والقضيم والدوم خمسة بتعريفة او اربعة مدقوقات ,, منزوعة القشر,, والتبش والعنكوليب وقصب السكر والرطب والتمر والفول والبامبيبى المسلوق واشياء كثيرة مثل الهبابات وحبال الصوف لربط الاغنام التي كانت في كل منزل.
وفي سنة 55 توقفت الطاحونة بعد ادخال الطواحين الصغيرة والتي تعمل بالكهرباء ويديرها صبي . بدلا عن الطواحين العملاقة التي تدار بالبخار . كل شئ يتغير انها سنة التطور . وعندما استمع لاغنية امي سلام تمر صور ناس الحوش بمخيلتي , واغالب الدمع ، واحمد الله علي الروعة والسعادة التي عشناها والسودان الرائع .
عنما اتصل تلفونيا بالسودان اسأل عن حال الاهل و,, ناس الحوش ,, ويفهم الجميع انني اقصد حوش حاج حمد الذي كون شخصيتنا وشكل كياننا ففي هذا الحوش كانت طفولتنا وصبانا وجزء من شبابنا . كان الحوش دنيا عامرة بالطيبة والمحبة والالفة . وله قوة جاذبية. ما اجمل علاقتنا الاسرية في حيشان بيت المال الحنينة ، حوش سكينة بت سوركتي والدة الاستاذ عبد الكريم ميرغني وحوش مك الدار او حوش الاسد وحوس بنات امونة او بت النور وهو حوش ابو القاسم وحوش البلك وجارنتوت ونقد وشمشوم وكركساوي والنصري وعشرات الحيشان من الاهل الذين شكلوا شخصيتنا واوثقونا بحب امدرمان.
الجدة ستنا بت الصندلية كانت سلطانة الحوش وهي زوجة الجد الحاج احمد حاج حمد بشنبه المميز وهو احد اخوة جدتي زينب بنت الحرم منهم عبدالكريم احمد حاج حمد وحسن احمد حاج حمد . ومن الاهل في رمبيك وحولها كان بعض اهلنا من الحوش منهم الوالد حسن احمد حاج حمد والد الاخ عمر في الامارات والخال يوسف عبد الكريم احمد حاج حمد في فشونق وله عدد كبير من الاطفال من عدة زوجات من الدينكا وشيخ السوق في رمبيك عباس الدين وابنه محمد الحسن مكون اجاك وشقيقه عبد الرحمن عباس مورشول .
وانا في العاشرة من عمري كنت في السنة الاولي في المدرسة الوسطي. وعلي عكس الاولية كان الطالب ملزما بارتداع العمة وتحتها الطاقية والجلابية النظيفة . وتطوعت اختي وخالتي زينب الحاج طيب الله ثراها بعمل طاقية مميزة . وطلبت ان تعمل لي طاقية بيضاء . فرفضت وقالت لي ان الطاقية البيضاء ما يرتديها جدودي الحاج وعبد الكريم ، ولكنها ستصنع لي طاقية حمراء تناسب سني ستكون حديث الناس . والحوش كان مركزا ,, يضم البنات ,, في ما عرف ببيت الخيطة حيث يجتمعن ويخيطن المناديبل والطواقي والفوط والمفارش علي المنسج ويترنمن بأغاني البنات . وقد تؤلف فيه اغاني البنات . وكانت اخي الحبيبة ست البنات بت سمح جيبو طيب الله ثراها تضرب علي الدلوكة وتغني الاغاني من تأليفها . وكانت هي وزينب الحاج يرتبطن برباط روحي ويمثلن فرقة مسرحية كاملة كانت شقيقاتي وبعض بنات الاهل يذهبن الي الحوش كلما اردن الترويح عن انفسهن. وتقدم لهن الثنائي ست البنات وزينب الحاج برنامجا ترفيهيا فقط للنساء وصغار الاىطفال. وزينب الحاج كانت تستطيع ان تقلد كل الاصوات وحركات وطريقة تصرف الآخرين . وست البنات كانت ترتدي ملابس شقيقها ادريس والذي كان يغسل العربات في السوق ويتحرك بطريقة مميزة . وكن ينتزعن الضحك من الجميع . وانا صغير اتذكر اختت الحبيبة ست البنات تربط رأسها بعصابة وحولها الريش وتحمل برشا مطويا تحت ابطها وكان ظهورها فقط يثيرضحك الجميع . ويقلدن الكثيرين ويدخلن البهجة والمرح علي الجميع . قبل سنوات قابلت شقيقتي الهام الاسطورة زينب الحاج في المطار ولم يتوقفت من الضحك والدردشة لدرجة انهن لم يحسسن بطول الرحلة .
في الحوش سكنت حليمة بت بشة من اشهر شيخات الظار في امدرمان وكانت محترمة وصاحبة شخصية قوية واختها ,,من الله ,, كانت موظفة في بلدية امدرمان ومسئولة عن الكناسات . وقديما كان النساء يقمن بكنس ونظافة السوق وكما قالوا .. في نهاية اليوم ,, ما تفضل ورتابة فجل ,, .
الاخت ست البنات ورثت شياخة الظار من والدتها حليمة بت بشا , وبعد انتقال ست البنات الي الثورة ظهرت الشيخات الرخا وبلوم في الحي. وبعد ان كبر منتصر ابن اختي ست البنات ، اخذ كل ادوات الظار والقي بها في النيل بالرغم من تهديد الكثيرين ان الاسياد سيضرونه . الا انه واجه الجميع بشجاعة . ورزقه الله بعشرة من الذرية كلما اسمع عنهم وعن اهل الحوش يقتلني الحنين اليهم .
كان الاستاذ محمود برات مدرسنا في مدرسة ملكال . وصار حامل دكتوراة في علم النفس فيما بعد . وله عدة مطبوعات منها كتاب جنوح الاطفال . وهو اول من جاهر بفساد الترابي وكذبه وعدم ممارسته للصلاة في بعض الاحيان . واشاع الترابي عنه انه مجنون وابتعد عنه الناس . ومن اصدقاءه واقرباءه من الاخوان النور علي واحمد عبد الرحمن وبالرغم من هذا استطاع الترابي اغتيال شخصيته .وفي احد الايام دخل علينا الفصل الاستاذ محمود وهو يضع طاقية علي رأسه بالرغم من انه يرتدي البنطلون والقميص , ونظر الي اخي عبد الله خيري ضاحكا . فقبل دقائق كان يحاول ان يساعدني في لف عمامتي بطريقة لاتكشف انني لا اضع طاقية تحت العمامة . والطاقية قد سقطت ونحن في الفسحة . وكان الاستاذ محمود برات يقوم بشد شعر كل من لا يرتدي طاقية وكان ضحيته الاخ فاروق دينق الذي يقول….يا استاذ دي طاقية ربانية ، الطاقية بعشرين قرش انا ما عندي … والقي وين طاقية ذي حقت شوقي . وكنت اجلس وبيني وبينه الاخ بخاري محمد علي وخلفه يجلس تاج رأسنا فقوق نقورطيب الله ثراه . الاستاذ محمود برات اعطاني الطاقية وقال ان احد الطلبة في السنة الاولي قد اعطاه الطاقية لانه وجدها في فناء المدرسة وعرف مباشرة انها طاقيتي المميزة التي خاطتها انامل اختي وخالتي الحبيبة رحمة الله عليها زينب الحاج .
حضرت زواج زينب الحاج علي الخال علي ساتي وكان زواجا مميزا . ضم كل الاهل والجيران . وعاشا لفترة كالعادة السودانية في الحوش . وعندما انتقلوا الي الثورة سكنوا قريبا من ست البنات وانتقلت اميرة المنزل بتول الهادئة الي مكي ود عروسة بعد ان ناسبت اهلنا السواراب والخال ابراهيم محمد احمد. وعند الحضور الي الحوش بفترات لاتزيد عن ايام معدودة ،
ينهمر الدمع دائما عند اللقاء وكانهم قد افترقوا لسنين ولقد بقي في الحوش مريم وحرم وآمنة وسيد احمد وعبد العظيم وعبد الوهاب الذي رجع من السعودية. انهم امتداد لحياة السودان الجميلة والتي اتسمت بالاستقرار والحنية والسعادة والتكافل. والانسان يولد ويعيش وسط اهله. لا نعرف الاغتراب والهجرة واللجوء . كنا نجد كل الاجناس من يونانيين وهنود وايطال وارمن واثيوبيين وغجر وشوام ويمنيين وسطنا . لم يكن هنالك اروع من السودان . وهذا شعور الانجليزية والدة احفاد زينب الحاج وزوجة عبد السلام .
من سكان الحوش الجد حسين وهو شقيق الجدة ستنا . وهذه عادة السكن قديما يجتمع الجميع في حوش كبير ومن اربعة اجيال في بعض الاحيان .وبينهم تناغم بالرغم من اختلاف الشخصيات . الجدة فاطمة بنت الفكي كانت زوجة الجد حسين الذي سمعنا عنه ولكن لم يكون علي قيد الحياة . وهي امرأة هادئة لا يسمع لها صوت ابنتها الوحيد فاطمة حسين لطيفة ومهذبة وكذالك الخال سيد احمد حسين وهو اول من ابتعث لامريكا من اهل الحوش في بداية الستينات . ولكن الخال عثمان حسين كان منفتحا يعرف اغلب شباب امدرمان تجده في كل مكان ويعرف الحكام والوزراء ورجال الدوله وعمل في بعض السفارات في الخارج . كان كثير التردد علي منزلنا. وعرف كل اصدقاءنا في العباسية بالاسم . وكان يشاركنا المقيل امام الطابية في ايام الجمع حيث يجتمع اشداء الموردة والعباسية. كنت كثيرا ما اقدم نفسي لاهل بيت المال … عثمان حسين وعبد الوهاب الحاج خيلاني … واجد المودة .
حيشان امدرمان والسودان لم تكن كئيبة وقاتمة كما يتخيل البعض بالنسبة للنساء ، كن يدخلن البهجة في حيشانهم . الخال طلحة رحمة الله عليه كان انيقا ويرتدي الجميل من الثياب في بداية شبابه وبعد ان توظف صارت احدي الفتيات تتصل به بتلفون المكتب . وصارت بسمته تتسع وانافته تتزايد . واخيرا تقرر اللقاء امام بوفيه ود اورو . وعاد بعد وقت ووجهه مكفهر واهل الحوش يسألونه عن سبب غضبه واحباطه وهم يحاولون تصنع الجد . وعرف اخيرا ان من كانت تتصل به هي اخته زينب . كانت زينب قد غيرت صوتها كعادتها ولم يستطع حتي ان يميز صوت اخته . وفي مسرح الحوش ، زينب وست البنات يستطعن تقليد صوت ومشية او حركات كل البشر . ولم اتيحت لهن فرصة لكن من اعظم نجوم الدراما والتمثيل . وردد اهل بيت المال القصة وضحك عليها الجميع حتي طلحة بعد فترة .الرحمة للاحياء والاموات .
الخال علي ساتي كان اجتماعيا واسع الانتشار كانت له مواقف طريفة طيلة الوقت مع زوجته زينب الحاج . وبعد ان ارجع الشاي مرتين من الديوان لان الشاي ليس ساخنا . حضر ابنه وهو يحمل البراد بيده وفي يده الاخرى ملعقة تتوسطها جمرة كبيرة ، ورسالة من امه . الشاي ده مابنقدر نسخنو اكتر من كدي . لو عاوز سخانة زيادة خت الجمرة دي في خشمك واشرب عليها الشاي .
الخال عبد الوهاب لم يكن يكبرني كثيرا كان قدوتي في ايام الطفولة كنت اكتب اسمه واناديه بعبد اللهاب الي ان صححت لي شقيقتي آمال الغلط . ولكن واصلت مناداته بعبد اللهاب . كان رائعا في الكرة لعب لبيت المال والكراكسة . وعرف ببوجيك. وبوجيك وبوشكاش من فريق الهونفيد المجري ادخلا 9 اهداف في شباك الهلال في منتصف الخمسينات . وهزموا انجلترة بستة اهداف مما جعل انجلترة توقف فريقها من المباريات العالمية . الخال بوجيل كان ,, الجراي ,, الذي يحضر لنا راكضا في حي الملازمين ليبلغنا بالاخبار السعيدة والغير سارة . ويركض راجعا ليواصل مشاوير ابلاغ الرسائل . هذه وظيفة ال آي فون الآن .
عندما ختن عبد الوهاب كان ختانه عبارة عن فستفال . وانطلقنا وخطفنا كل ما يمكن خطفه من بيوت الحي كالعادة القديمة خاصة مفاتيح ابواب السنط المصنوعة من الخشب . وحضر الجميع لزيارة ود الطهور ودفع فدية الغرض المسروق . بوجيك كان ابن الحي والاهل المحبوب . كان اصغر ابناء الجد الحاج .
في اول اجازة من تشيكوسلوفاكية ذهبت الي الحوش لكي اقدم فروض الولاء والطاعة . وبعدها بأيام كنت اطرق بابا من الزنك في بلدة السوكي علي النيل الازرق , وكان القطار قد وصل متاخرا جدا ووصلت قبل نصف الليل . ودلني البعض علي منزل جدي عبد الكريم احمد حمد … ابو شقة ،الفارس الذي طاف السودان. واتاني صوت نسائي … منو فرددت بثقة شوقي ابراهيم بدري . وكان الرد شوقي ود امينة يا حليلك . واحاط بلي الخالات الشفة وكلتوم وبنت وهب وبعد دقائق معدودة كعادة الحيشان التي تتوقع الزوار طياة السنة ، كنت استلقي على عنقريب كبير ومخدة بكساء ابيض واطراف من الساتان الاحمر وناموسية …. يا لروعة ذلك الزمان و ,,حنية ,, اهله .
وانا في الخامسة من عمري بعد ان حضرنا من رمبيك في الجنوب ، خرجت من منزل جدتي زينب بت الحرم الي الحوش حيث تكون الحياة فستفالا دائما . وهجمت علي امرأة وتأكت من انني ابن امينة . واحتضنتني حتي كادت ان تحطم ضلوعي وكانت دموعها تنهمر . وتقول لي انا وامك زمان نحنا صغار كنا بنلعب هني وبنجري في الشارع ده .
اغنية يا امي سلام
[url]http://m.sm3na.com/audio/f1185eec3b0c[/url] زينب الحاج وثلاثة من احفادها
[url]http://i.imgur.com/Hpygz0n.jpg[/url] الجد/ الحاج احمد الحاج حمد رأس اسرتنا طيب الله ثراه
[url]http://i.imgur.com/kORtAn7.jpg[/url] الخال عبد الوهاب الحاج ,, بوجيك ,,
[url]http://i.imgur.com/VWVqpjc.jpg[/url] الشاعر عبد السلام علي ساتي وزوجته الانجليزية والخال سيد احمد حسين .
[url]http://i.imgur.com/lizoDOd.jpg[/url] [email][email protected][/email]
يا سلام استاذنا شوقي ذكرتنا امدر العظيمة، ربنا يخليك يا حبيب ويحفظ امدر من شر الكيزان
اجمل مافي امدرمان وبعض مدن وقرى السودان قديما كان مسألة مناداتك باسم امك. . مثلا لوكان اسم امك زينب وانت محمود ينادونك محمود ود زينب. ومرات ياشوقي لان اسم امك مكرر في الحلة تجدهم يعرفونك زيادة باسم حبوبتك مثلا محمود ودزينب بت فاطمة.
والمسألة هذه ياشوقي كانت تجعلنا منحازين بصورة عاطفية لاخوالنا بل اغلب الزيجات كانت من بنت الخال.
[ظهرت الشيخات الرخا وبلوم في الحي. ] حبيبنا شوقي متعك الله بالصحه و العافيه.ناس الرخا الله يرحمها من اهلنا توفت من تقريبا 5 سنين او اقل ذاكرتنا بقت مقدده و مثقوبه ناموسيه.بناتا و اولادا حيين عايشين في شمال امدرمان. استمرو شويه في حكايه الظار لكن الدنيا زي ما عارف تغيرت وتبدلت . الظار دا زي ما بقولو المختصيين فيهو تنفيس لاحباطات النسوان الناتجه من ممارسات فرعونيه قديمه الاف السنين. ما نحنا وسخين ورجال ديننا بتاعين القبب ديل اوسخ. خليها مستوره زي ما بقول عمك. نحنا صغار شفع ما بدخلونا عشان ما نشوف.السوان كانو بدقو في بيت ميمونه بت الباشا [الزبير باشا رحمه]بطلنا الما فيهو كلام.كنا بنتاوق بي شقوق الواح الخشب. تحياتى يا استاذ…
ما اروعك…ما اجملك يا عم شوقي بدري.متعك الله بالصحة و العافية…و يا هو دا السودان…و ياهو ديل اولادو البنعرفن!! من اين اتي هؤلاء؟
ههههه لكن يا عم شوقي..شاهي بالحليب ممكن..شاهي احمر ممكن ..أو اخدر..لكن شاهي بالجمرة هههه شكرنين..لا نعتقد بأن نجينات المحبة السودانية “انقطعت” انها تقاوم كل الظروف الشينة..وستبقى..وإن لبست فستان عصرها..شكرن عم شوقي..
تحياتي استاذنا. نسيت اقول لك بمناسبه الظار ود المرحومه الرخاء الكبير كان يادوبك بواكير شبابو سنه 80 و انا ذاتى عمر 27 كان يادوبك سواق تويوتا دينا 19 راكب جبتها من ابوطبي. انا عريس لابس بدله .السيره 3 بصات الدلاليك تدق و الزغاريت ما تديك الدرب .عادل ربنا يطراهو بالخير اسع هو في السعوديه .شنكلت عليهو السواقه شويه الجربوكس يسوي كرررر ما بدوس كلتش كفايه .انا الحكايه دى شويه ضايقتنى. خفت علي الباص جايبو بالهم و الدم. مش زي مخانيث الزمن دا الوارثين كدا ببلاش. سقت الباص براي من الحله لي امدرمان لي الخرطوم.فى زول سواها السواها ال يرفع ايدو.متعك الله بالصحه و العافيه.
استاذنا الغالي شوقي بدري
ليك سلامي وتحياتي
دائماً رائع وسرد عظيم الله يديك العافيه ويطول عمرك
ياخ انت وناس و نسة
ياسلام على الزمن الجميل والعصر الذهبي
الاستاذ شوقي والله انت قامة الله يديل الصحة والعافية وطول العمر ، وكلما قريت ليك مقالة يزرف الدمع رغم انني من بري لكن امدر لها وقع خاص عندي لاني عملت في مستشفى امدرمان لمدة عشرة سنوات في العصر الذهبي فعشقتها وعشقت اهلها الطيبين وذكرتني بحيشان بري الدرايسة هناك حوش الخليفه عبدالدافع وحوش صالح عكاشه والد حارس بري عكاشه ويعيش فيه حتى اليوم والدنا محمد مراد اطال الله في عمره وحوش علي خليفه وحوش حاج امحمد وحوش احمد الزبير وحوش حرمين وحوش سلامه خال خبير التحكيم احمد قنديل رحمة الله عليه وحوش بندي وحوش الشيخ ادريس وحوش فضل الله يوسف وحوش ابوالناس وحوش ولد امبلي وحوش ارباب عبدالباقي وحوش مالك وحوش ابوعطيه
ام درمان ….. اف اف اف اف اف اف اف منك يا ام درمان عندك تكهه خاصه وطعم خاص وجو خاص ومجتمع عجيب مثل قوس قزج جمال وبها وتماذج وتداخل .. طبعا وبحكم اقليميتنا لم نكن نعرف كثير من هذه الامور الا بعد سردك الشيق والممتع لها هذا متعك الله بالصحه والعافيه يا عمنا- بس الانسان يشعر ان هذه الامدرمان قد اخذت من كل اقليم من اقاليمنا المختلفه صفه او خصله ومزجتها بطريقتها الخاصه واضافت لها شيء من روحها فكانت ام درمان ….
حقيقة لم تكن تعرف حيشان أمدرمان الكآبة . كانت النساء تصنع الفرحة
والبهجة والضحكة والسرور .
حتى الحزن كان نبيلاً صادقاً .. أذكر عندما كان يأتي صوت بكاء من بعيد أواخر حي بيت المال ..يشق الليل .. كان يأتي حزيناً مفعماً باللوعة والألم والشجن
كانت جدتي تبدأ في البكاء بوجل كان الفقيد أحد فلذاتها .. وتهرع لثوبها ثم تنضم إلى الحشود التي تخترق الشوارع في ودالبنا وبيت المال ومن كل حدب . النساء في بكاء- وبعضهن لحّقوها ثوبها وشبشبها في الطريق- .. والرجال يستغفرون ويحوقلون ويسألون عن الميت وفي حوش منو .. ويهرول الناس من كل الإتجاهات للمواساة.
كان الزمان جميلاً عفيفاً
لك التحية
العم القامة شوقي ودامينة مع اعتذار ليك اللهم ارحم اماهتنا وابانا الاحياء منهم والاموات والله قيمة الوالدة لان الشخص المودجود معها فانا عمري35 وامي ربنا يديها العاقية تتعامل كاني طفل صغير ماتتاخر تعال اكل وتغطني بالليل وانا نايم مع تحياتي ليك ودفاطمة
يا سلام يا عم شوقى ٠بتحكى عن امدرمان كانك ما طلعت منها ٠وذاكرتك قويه كمان ربنا يحفظك ويدك العافيه
إحدى عماتنا تزوجت يا عم شوقي من خارج الحلة..المهم انتقلت مع زوجها للقرية الاخرى..وانجبت البنين والبنات..أدهشني يوماً ابنها برتبة عقيد في الجيش..قال لي عارف خوالي ديل ما معترفين بالوالد ابداً..فاصطحبني معه الى حلتنا..وغمزني أن الاحظ ما لاحظه هو:
? اهلين ود آمنة..هازول أمك كيف وعيالها..
? يا حليلك دا ود آمنة..جيت اليوم لأهلك..
? يا يا يا ود آمنة اختي هازول كيفنك مع الديش..كنتو سغااار الليلة جيتنا بشنبك..
? ماشاء الله علي ود آمنة أختي..جيتا جيت..وقنب طولا..
? أمك وعيالها طيبين ان شاء الله..
? أمك وبنياتها ان شاء الله كويسين..أمك بقت كيف كانت عيانة قبل فترة..
? بالله يا وليدي سلم على ناس أمك كتييير السلام..
فقال لي ضاحكا..آها شفت خوالي وانحيازهم التام..وعدم اعترافهم إلا بأختهم وعيالها..
أستاذنا الفاضل شوقى بدرى..
هل يوجد مجتمع فى العالم يشبه أهلنا فى السودان؟؟ والله شعبنا شعب مميز لكنه أبتلي فى آخر الزمان بقوم لا يعرفون قدره..
ربنا يكشف الغمة..
-وبعدها بأيّام كُنتُُ أطرُقُُ باباً من الزنك فى بلدة السوكي على النيل الأزرق،وكان القطار قد وصل متأخّراًً،وصلتُ قبل مُنتصف الليل بقليل..ودلّني بعضُُ المارّة على منزل جدّى عبد الكريم،فأتاني صوت نسائي مُنو..فرددت بثقة..شوقى إبراهيم بدرى،قالت:شوقى ود أمينة يا حليلك…
—اللّه اللّه…ما أجملك وما أروعك يا إنسان
درست في خلوة الكتيابي ثم مدرسة امدرمان الأولية النوذجية ? انتقلت بعدها للبلد في منطقة الرباطاب حيث درست المتوسطة وعدت للثانوي في وادي سيدنا الثانوية (طيب الله ثراها ). كنا معشر الرباطاب نسكن العباسية ، الآباء جميعا يعملون في شارع التمارة ، امتداد شارع الصياغ ، كانت أربعة من منازلنا متلاصقة الزوايا ، فتحت كل واحدة من الأمهات فتحة في زاوية مطبخها حيث كن يتناولن الوجبات مع بعضهن وكل لم تبارح منزلها . كنا نأخذ عمود الغداء للسوق حيث يتجمع الآباء في دكان أحدهم لتناول الغداء جماعة ، بعدها كنا نعود للحي لممارسة كرة الشراب ( الدافوري) كان الآباء آباء الجميع والأمهات أمهات الجميع والبيوت بيوت الجميع ، نسأل الله لهم الرحمة جميعا ونحمد الله أنه لم يريهم ما أرانا من جماعة المشروع الحضاري.
عمّ/شوقى
هُناك أُسرة محمد حسن فضل فى الملازمين،،زوجته خديجة،،وأولاده خالد وأحمد ومعتصم ووليد،،معتصم فى أمريكا …
محمد حسن كان ترزي،وبعدين،،هو صاحب فندق ميريلاند جنب حديقة الموردة،جوار بيت ناس جمال أبو عنجة،ويحي أخوه،،
محمد حسن برضُو عندو عمارة تفتح شمال على القبة الخضراء فى الخرطوم فيها كافتريا الجيل،،
هم دناقلة من حفير مشو،،هل لديك معلومات عن هذه الأسرة
يا سلام استاذنا شوقي ذكرتنا امدر العظيمة، ربنا يخليك يا حبيب ويحفظ امدر من شر الكيزان
اجمل مافي امدرمان وبعض مدن وقرى السودان قديما كان مسألة مناداتك باسم امك. . مثلا لوكان اسم امك زينب وانت محمود ينادونك محمود ود زينب. ومرات ياشوقي لان اسم امك مكرر في الحلة تجدهم يعرفونك زيادة باسم حبوبتك مثلا محمود ودزينب بت فاطمة.
والمسألة هذه ياشوقي كانت تجعلنا منحازين بصورة عاطفية لاخوالنا بل اغلب الزيجات كانت من بنت الخال.
[ظهرت الشيخات الرخا وبلوم في الحي. ] حبيبنا شوقي متعك الله بالصحه و العافيه.ناس الرخا الله يرحمها من اهلنا توفت من تقريبا 5 سنين او اقل ذاكرتنا بقت مقدده و مثقوبه ناموسيه.بناتا و اولادا حيين عايشين في شمال امدرمان. استمرو شويه في حكايه الظار لكن الدنيا زي ما عارف تغيرت وتبدلت . الظار دا زي ما بقولو المختصيين فيهو تنفيس لاحباطات النسوان الناتجه من ممارسات فرعونيه قديمه الاف السنين. ما نحنا وسخين ورجال ديننا بتاعين القبب ديل اوسخ. خليها مستوره زي ما بقول عمك. نحنا صغار شفع ما بدخلونا عشان ما نشوف.السوان كانو بدقو في بيت ميمونه بت الباشا [الزبير باشا رحمه]بطلنا الما فيهو كلام.كنا بنتاوق بي شقوق الواح الخشب. تحياتى يا استاذ…
ما اروعك…ما اجملك يا عم شوقي بدري.متعك الله بالصحة و العافية…و يا هو دا السودان…و ياهو ديل اولادو البنعرفن!! من اين اتي هؤلاء؟
ههههه لكن يا عم شوقي..شاهي بالحليب ممكن..شاهي احمر ممكن ..أو اخدر..لكن شاهي بالجمرة هههه شكرنين..لا نعتقد بأن نجينات المحبة السودانية “انقطعت” انها تقاوم كل الظروف الشينة..وستبقى..وإن لبست فستان عصرها..شكرن عم شوقي..
تحياتي استاذنا. نسيت اقول لك بمناسبه الظار ود المرحومه الرخاء الكبير كان يادوبك بواكير شبابو سنه 80 و انا ذاتى عمر 27 كان يادوبك سواق تويوتا دينا 19 راكب جبتها من ابوطبي. انا عريس لابس بدله .السيره 3 بصات الدلاليك تدق و الزغاريت ما تديك الدرب .عادل ربنا يطراهو بالخير اسع هو في السعوديه .شنكلت عليهو السواقه شويه الجربوكس يسوي كرررر ما بدوس كلتش كفايه .انا الحكايه دى شويه ضايقتنى. خفت علي الباص جايبو بالهم و الدم. مش زي مخانيث الزمن دا الوارثين كدا ببلاش. سقت الباص براي من الحله لي امدرمان لي الخرطوم.فى زول سواها السواها ال يرفع ايدو.متعك الله بالصحه و العافيه.
استاذنا الغالي شوقي بدري
ليك سلامي وتحياتي
دائماً رائع وسرد عظيم الله يديك العافيه ويطول عمرك
ياخ انت وناس و نسة
ياسلام على الزمن الجميل والعصر الذهبي
الاستاذ شوقي والله انت قامة الله يديل الصحة والعافية وطول العمر ، وكلما قريت ليك مقالة يزرف الدمع رغم انني من بري لكن امدر لها وقع خاص عندي لاني عملت في مستشفى امدرمان لمدة عشرة سنوات في العصر الذهبي فعشقتها وعشقت اهلها الطيبين وذكرتني بحيشان بري الدرايسة هناك حوش الخليفه عبدالدافع وحوش صالح عكاشه والد حارس بري عكاشه ويعيش فيه حتى اليوم والدنا محمد مراد اطال الله في عمره وحوش علي خليفه وحوش حاج امحمد وحوش احمد الزبير وحوش حرمين وحوش سلامه خال خبير التحكيم احمد قنديل رحمة الله عليه وحوش بندي وحوش الشيخ ادريس وحوش فضل الله يوسف وحوش ابوالناس وحوش ولد امبلي وحوش ارباب عبدالباقي وحوش مالك وحوش ابوعطيه
ام درمان ….. اف اف اف اف اف اف اف منك يا ام درمان عندك تكهه خاصه وطعم خاص وجو خاص ومجتمع عجيب مثل قوس قزج جمال وبها وتماذج وتداخل .. طبعا وبحكم اقليميتنا لم نكن نعرف كثير من هذه الامور الا بعد سردك الشيق والممتع لها هذا متعك الله بالصحه والعافيه يا عمنا- بس الانسان يشعر ان هذه الامدرمان قد اخذت من كل اقليم من اقاليمنا المختلفه صفه او خصله ومزجتها بطريقتها الخاصه واضافت لها شيء من روحها فكانت ام درمان ….
حقيقة لم تكن تعرف حيشان أمدرمان الكآبة . كانت النساء تصنع الفرحة
والبهجة والضحكة والسرور .
حتى الحزن كان نبيلاً صادقاً .. أذكر عندما كان يأتي صوت بكاء من بعيد أواخر حي بيت المال ..يشق الليل .. كان يأتي حزيناً مفعماً باللوعة والألم والشجن
كانت جدتي تبدأ في البكاء بوجل كان الفقيد أحد فلذاتها .. وتهرع لثوبها ثم تنضم إلى الحشود التي تخترق الشوارع في ودالبنا وبيت المال ومن كل حدب . النساء في بكاء- وبعضهن لحّقوها ثوبها وشبشبها في الطريق- .. والرجال يستغفرون ويحوقلون ويسألون عن الميت وفي حوش منو .. ويهرول الناس من كل الإتجاهات للمواساة.
كان الزمان جميلاً عفيفاً
لك التحية
العم القامة شوقي ودامينة مع اعتذار ليك اللهم ارحم اماهتنا وابانا الاحياء منهم والاموات والله قيمة الوالدة لان الشخص المودجود معها فانا عمري35 وامي ربنا يديها العاقية تتعامل كاني طفل صغير ماتتاخر تعال اكل وتغطني بالليل وانا نايم مع تحياتي ليك ودفاطمة
يا سلام يا عم شوقى ٠بتحكى عن امدرمان كانك ما طلعت منها ٠وذاكرتك قويه كمان ربنا يحفظك ويدك العافيه
إحدى عماتنا تزوجت يا عم شوقي من خارج الحلة..المهم انتقلت مع زوجها للقرية الاخرى..وانجبت البنين والبنات..أدهشني يوماً ابنها برتبة عقيد في الجيش..قال لي عارف خوالي ديل ما معترفين بالوالد ابداً..فاصطحبني معه الى حلتنا..وغمزني أن الاحظ ما لاحظه هو:
? اهلين ود آمنة..هازول أمك كيف وعيالها..
? يا حليلك دا ود آمنة..جيت اليوم لأهلك..
? يا يا يا ود آمنة اختي هازول كيفنك مع الديش..كنتو سغااار الليلة جيتنا بشنبك..
? ماشاء الله علي ود آمنة أختي..جيتا جيت..وقنب طولا..
? أمك وعيالها طيبين ان شاء الله..
? أمك وبنياتها ان شاء الله كويسين..أمك بقت كيف كانت عيانة قبل فترة..
? بالله يا وليدي سلم على ناس أمك كتييير السلام..
فقال لي ضاحكا..آها شفت خوالي وانحيازهم التام..وعدم اعترافهم إلا بأختهم وعيالها..
أستاذنا الفاضل شوقى بدرى..
هل يوجد مجتمع فى العالم يشبه أهلنا فى السودان؟؟ والله شعبنا شعب مميز لكنه أبتلي فى آخر الزمان بقوم لا يعرفون قدره..
ربنا يكشف الغمة..
-وبعدها بأيّام كُنتُُ أطرُقُُ باباً من الزنك فى بلدة السوكي على النيل الأزرق،وكان القطار قد وصل متأخّراًً،وصلتُ قبل مُنتصف الليل بقليل..ودلّني بعضُُ المارّة على منزل جدّى عبد الكريم،فأتاني صوت نسائي مُنو..فرددت بثقة..شوقى إبراهيم بدرى،قالت:شوقى ود أمينة يا حليلك…
—اللّه اللّه…ما أجملك وما أروعك يا إنسان
درست في خلوة الكتيابي ثم مدرسة امدرمان الأولية النوذجية ? انتقلت بعدها للبلد في منطقة الرباطاب حيث درست المتوسطة وعدت للثانوي في وادي سيدنا الثانوية (طيب الله ثراها ). كنا معشر الرباطاب نسكن العباسية ، الآباء جميعا يعملون في شارع التمارة ، امتداد شارع الصياغ ، كانت أربعة من منازلنا متلاصقة الزوايا ، فتحت كل واحدة من الأمهات فتحة في زاوية مطبخها حيث كن يتناولن الوجبات مع بعضهن وكل لم تبارح منزلها . كنا نأخذ عمود الغداء للسوق حيث يتجمع الآباء في دكان أحدهم لتناول الغداء جماعة ، بعدها كنا نعود للحي لممارسة كرة الشراب ( الدافوري) كان الآباء آباء الجميع والأمهات أمهات الجميع والبيوت بيوت الجميع ، نسأل الله لهم الرحمة جميعا ونحمد الله أنه لم يريهم ما أرانا من جماعة المشروع الحضاري.
عمّ/شوقى
هُناك أُسرة محمد حسن فضل فى الملازمين،،زوجته خديجة،،وأولاده خالد وأحمد ومعتصم ووليد،،معتصم فى أمريكا …
محمد حسن كان ترزي،وبعدين،،هو صاحب فندق ميريلاند جنب حديقة الموردة،جوار بيت ناس جمال أبو عنجة،ويحي أخوه،،
محمد حسن برضُو عندو عمارة تفتح شمال على القبة الخضراء فى الخرطوم فيها كافتريا الجيل،،
هم دناقلة من حفير مشو،،هل لديك معلومات عن هذه الأسرة