لو علموا سوء المنقلب وعاقبة المصير لما فعلوا ذلك..!ا

محمد عبد الله برقاوي..

أسوأ ما يتلبس الحاكم أيا كانت جنسيته أو دينه أو لونه من جنون ، أن يشعر أنه مختلف في شخصه عن بقية الحكام وأنه منزه عنهم بمحبة الخالق ومحفوف بولع الشعب ، ويسقط بالتالي في مستنقع حب الذات ومرض العظمة وشطحة الخيال بان الوطن بدونه سيغدو بلقعا وخراب !

فتراه يطلق على نفسه الألقاب والصفات التي يحيكها بقياس عليه تحديدا أولئك المنافقون والمنتفعون من جنونه الذي يجعل منه عبدا لا يملك لا نفسه ولا يتحكم في فورة مشاعره الغريبة ولا تصرفاته الفجة وقراراته المدمرة حربا وتخبطا وتسلطا!
بل ان الدراسات العلمية النفسية الحديثة تقول ، ان كل ديكتاتور خلقته مجموعة عقد اجتماعية أو مركبات نقص ذاتية !
فكلما تقادم في موقعه يزداد عزلة عن واقع الأمة التي يضرب بينه وبينها سورا سميكا من مونة التقارير التي تملاء صدره حبورا من قبيل

( كله تمام يا سعادتك ) وما دون ذلك فهو اشاعات ومؤامرة ليست الا !
ولعل أجهزة القمع والأساليب السادية وارهاب المحكومين هي من يغيّب الحاكم عن شعبه في نشوة الوهم ، لأنهم يدمدون عنه صوت الحق في ثنايا المتاهات و القنوات التي توصل اليه النغم الذي يطربه فقط ، فيما الصوت الحقيقي يختفي تحت ضربات الخراطيم ونبرات الشتائم ، التي تصدر من أناس رمتهم سخرية قدر الشعوب في موقع المسئؤلية المسروقة ، فجعلت شاكلتهم من حثالة البشر القادمين من قاع المجتمع وهم أقزام الناس ، يتسلقون سلالم السطوة السلطوية ليصلوا الى هامات الشريفات من عفيفات ألأسر الكريمة والنبلاء من كرام المواطنين أمثال الصحفي الشجاع ( أنور عوض )
وقد سجل بقلم الوعي كل الذي حدث له في مكبات القمامة الأمنية ، التي يتمترس خلف ركامها النتن وجه النظام الانقاذي القبيح!

وهي مبادرة فيها دعوة لكل من أصابته أو أصابتها جرثومتهم في عفة جسده أونقاء عقله مستهدفة طمس معالم الذاكرة الوطنية الطاهرة لدى الأحرار !. و المطلوب منهم اليوم ما استطاعوا الى ذلك سبيلا ووسيلة ، أن يسجلوا مالاقوه من سفلة النظام بكل دقة ويسربوه للمواقع التي ستفضح زيف وممارسات أولئك المشردين والمجردين حتى من أخلاق الكلاب التي قد تعرف أحيانا قدرا من الوفاء ترده لأهل الخير ! بينما هم جاحدون لتربة هذه البلاد التي بنت أجسادهم و تنكروا لفضل هذا الشعب الذي سترهم باصالته..!

و هم لو كانوا يعلمون سوء المنقلب وعاقبة المصير وما ينتظرهم من حساب الشعب العسير في الدنيا لما فعلوا ذلك البتة!
فويلهم من عذاب رب الشعوب الذي مارضي الظلم حتى على عباده من لدن نفسه الأبية !
ولا حول ولاقوة الا به العلي العظيم ..!

تعليق واحد

  1. الاخ برقاوي ارجو الاطلاع على هذه القصيدة وتعديل ما يمكن تعديله مفصلة لطاغية سوريا اذ اني اسقطتها على مفردات قصيده لشاعر عراقي
    بلينا بطاغية يود لو صار الطغاة
    تلامذة له يغص المنادى بالردى وهو قابع
    و لكنه الفرد الذي يحكم الورى ثمنا
    إلى حيث تجود اللئام المطامع
    البؤس يزحف نحوه وهو ضاحكا
    وما مغرب الشمس لبعيد يا مخادع
    انسل من طواغيت التتار ات انت
    ام تسلقت كاللص الجدر الى المهاجع
    كم ميت مات دون قاذفات بنادقك
    لو كان يحيا ما عدته الفواجع
    و ما انت إلا طبيبا سلبنا العقل ليلا
    واصبح قومه تحت مبضعه كالضفادع
    و لكنه اسم بدنيا الطب لاصق
    له جنون باللظى و المدافع
    تمنيت أني لا اراك ممسكا
    بعرش زائل والوقت ضائع
    لك من دماء الناس حظ فاحش
    وللمال من قوت الرضيع موانع
    و ما تخطئ جيوشك هتك العرض
    يا فتى ما حملتها عن الذنوب روادع
    و لا عاقبتها عصبة من فلول البعث
    البلوى عقاب ما برحنا نتابع
    ألا كم رفعنا من جلاد و كم هوى
    جلاد و أضحى ثالث و ذاك رابع
    فما جاوزنا صورة منه خطها
    على غفلة منا ربيع ثائر وبركان صادع
    و ما كان معبودا سوى ما نخافه الله
    الواحد الجبار المنتقم الكون له راكع
    فسوريا -وان طال اسرها- بلادي وللأوطان
    حب تطوى عليه الأضالع
    ستفجعك غدا مطاردات من ظنونك تحسب
    وهما انها تاويك من طول الشرائع
    الا ايها الجلاد استدر وابصر أي مصير
    تراءى لك – في انتظارك – من فواجع

  2. حكم العسكر خكم دكتاتوري نبذ في كل العالم رغم الاختلاف البين بين أولئك وهذا الوضيع في مقدراته العقلية وهذاما قد وضح جليا حتى لمن دونه في العقل ولكن الفرعون يصنع ويعلو عن طريق الزمرة الأرزقية ففرعون لولا هامان وجنوده لما فكر أن ينصب نفسه إلها يعبد ولكن عفى الله عما سلف هذه التي أعقبت نهايات الدكتاتوريات السابقة كانت سببا مباشرا في خلق أسوأ دكاتاتورية عرفتها البلاد وعدم معاقبة وتعقب كوادر أمن الطغاة وحراس كراسيهم بل وأعتبارهم كفاءات لا غنى عن بعضها هو السبب الرئيس الذي خلق هذه الوحشبة التي لم يألفها هذا المجتمع المعروف بالترابط والتراحم من قبل منتسبي هذا الجهاز اللعين والذي ليس له أي علاقة بأمن البلد من أعدائها وأنما كل عمله وراء كرسي ومن بين يدي وعن وعن يمين وشمال الفرعون فعليه فلا بد من القصاص من كل منتسبيه ولاذريعة باسم تنفيذ الأوامر أو خلافه التي ستكون المبرر لكل من ستطاله المحاسبة على إزهاق الأرواح والعاهات المستديمة التي تسبب فيها لشرفاء هذا الوطن

  3. والله الكيزان لن يتركو افعالهم هذه حتي يتم اجبارهم علي تركها, لن ينفع معهم نقاش, حوار او سلام, علي من وقع عليه الظلم ان ياخذ حقه بيديه فالموت واحد والرب واحد…واتركو الولوله والبكاء والكلام الفارغ

  4. هؤلاء الأمنجية والكيزان هم فاقد اجتماعي وحثالات لا يفهمون انهم آخر الانواع الدالة على الانحطاط الذي تردى فيه الجنس البشري زمناً طويلاً وآن له أن يخرج منه, وتتحرر الشعوب رويداً رويداً وتتقدم في طريق المدنية والرقي مخلفة وراءها تاريخاً من الهمجية والبربرية, ولكن تبقى بعض الشعوب متأخرة لازالت تئن تحت قبضة حثالات من بقايا همجية الانسان وعصره الوحشي, والكيزان والأمنجية هم ان شاء ألله آخر بقايا الهمجية والبربرية على وجه البسيطة ولكنهم في حالة من التأخر العقلي بحيث لا يدركون وضعهم هذا.
    وشكراً استاذ برقاوي على الدأب في التنوير والتبشير بالتقدم والانعتاق.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..