فضاءات :- المخاتل

فضاءات :-
المخاتل
حكى بعض الرواة
عن إمرأة خلاسية الأعراق
و عن رجل هجين
خاضا بحاراً
قطعا أنهاراً
تسلقا جبالاً
عبرا صحارى
إخترقا أدغالاً
في وطن يتشاسع
( حدادي مدادي )
تترامى أطرافه بلا إنتهاء
يتضرس
جبال و هضاب و قيزان
تتخللها
سهول و وديان و قيعان
و غابات إستوائية
تتمازج أعراقه
زنج و أعراب و نوبة و نوبيون
يتوسطهم بدو و حضر
تُقرع طبول الحرب
منذ خمسة قرون
و لا تريم !!؟…
شجرة بذرة ( فرق تسد)
سمقتْ
تفرعتْ
رمتْ بظلالها الشائكة
حتى الوسط
حيث دب بينهم الشقاق
كل يهفو للحظوة
بنصيب الأسد
فنشب الصراع
تدافعوا
تقاطروا
تساندوا
تقاطعوا
إتحدوا
تخالفوا
تخاتلوا
ثمة من يتربص
ثمة من يبطن
غير ما يظهر
كل يحاول عبثاً
الإنقضاض
على غريم ما
فما فلحوا !!؟…
ظلوا يراوحون
دون حسم !!؟…
* * *
تتعاقب السنون
تنقضي عهود
و قرع الطبول الجوفاء
يدوي بلا صدى ؛؛؛؛؛؛
من ينتج الوطن المصفى ؟…
من ينظم النص المقفى ؟…
قافية تراوغ
و أخرى تتموسق
لغات و أعراق و لهجات
و ديانات و ثقافات و أعراف
تتمايز ؛؛؛؛؛؛
دم الشهيد يَزَّكَّى ….
يفوح المسك !!!؟…..
من بين أدرانه
من الشهيد ؟…
أين الشهيد ؟…
في شرخ الشباب
لم يبرح من العمر أعتابه
أخذوه في وقت الغسق
طرحوه خلف الأفق
هذا مسعى الجهاديين
و الدبابيين
و الحالمين بالجنان !!؟…

* * *
الصوت الواحد ينعق
في الخرائب
يقاطع الفكر المستنير
ليبرالية
علمانية
فدرالية
كنفدرالية
ديموقراطية
تعددية
* * *
الإحتراب
القتال
من يحاور الإنقلابيين
أليسوا هم المُراوغون
يطرحون مبدأ الحوار
و يناورون و ( يدغمسون )
ليطيلوا من عمرهم
الممتد بلا إنتهاء !!؟…..
* * *
المرأة الخلاسية
و الرجل الهجين
خاضا غماراً
سقطا في براثن
المستنقعات الآسنة
بين الإزاحة و الإحلال
من يزيح من ؟؟؟…
و من يحل بعد المزاح ؟؟…
كلاهما حرب للمكان العالي
و بينهما التائه بلا هدى
يتخبط خبط عشواء
و لا نصير
و تترى التساؤلات
هل يمتلك الشعب
فاعلية التململ
لإحداث قطيعة
مع الماضي ؟….
و التشوف لمشارف الآتي
ماذا يحدث حينما تصير الحركة
سلطة و السلطة نخبة ؟….
كيف المصير !!؟…
حينما تستحيل الصورة الملونة
رمادية مليئة بالندوب و الدمامل
و التشققات و التجاعيد !!!؟؟….
هل يمكن إرجاع الرصاصة
بعد خروجها من فوهة البندقية !!؟…
متى يتصدى الشعب لإمتلاك ؟…
السيادة التي تخوله
إتخاذ قراره المصيري !!؟…..
متى تنبثق القوة الكامنة
لتتفجر غضباً ثورياً ؟؟!…
أيمكن تداول السلطة سلمياً
متى نحسن قراءة التحولات الإقليمية
و مرامي الدول العظمى ؟…
هل يفاجئ أهل السودان العالم
بالإلتفاف حول الهوية السودانوية
لإلتماس الخلاص الوطني دون إراقة دماء !!!؟….
ماذا عن هذا النظام المخاتل
الذي لا يني يخاتلنا ؟؟؟…..
بصوته الواحد المتعالي
الذي يدعي إفكاً بقداسته !!!…
و أنا المخاتل الأعظم ؛؛؛؛؛؛؛
بأصواتي المتعددة المتمايزة
أخاتلهم و أنا خير المخاتلين
و لا تكف المرأة الخلاسية
تشد من أزر الرجل الهجين !!؟…
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. 1. مدهش ما يفعله الأستاذ فيصل مصطفي باللغة! وكيف تنداح من يراعه موسيقي!

    2. يقول فيصل مصطفي:
    {هل يمكن إرجاع الرصاصة
    بعد خروجها من فوهة البندقية !!؟…}

    والأجابة الأرجح أن لا. كما سبق وأن قال عالم عباس:

    【قُضِيَ الأمرُ،
    لاتَ مناص، فليس بِوُسْعِ أَحَدْ،
    أنْ يُعيدَ الحليبَ إلى الضرْعِ،
    بعد الخروج!
    ولا أنْ يُعيدَ الجنينَ إلى رَحِمِ الأمِّ،
    ليس بوُسْع أحد،
    أن يُعيد الرصاص إلى فوَّهات البنادق،
    ما من أحد،
    يعيدُ السهامَ التي انطلَقَتْ،
    بعد نبْضِ القسيِّ،
    وإن أخطِأِتْ قَصْدَها، أو أَصابَتْ! 】

    3. شكرا للمبدع فيصل مصطفي. ونعشم في المزيد من هذا العزف علي حروف الابجدية العربية!

  2. و مدهش ما يفعله ( سوداني )
    بكتابات فيصل مصطفى
    من تمديح و تمجيد
    نحن نتناصص
    كل المبدعين يتناصصون
    عالم يتناصص مع آخر
    و فيصل مصطفى يتناصص
    مع عالم عباس
    و بتحفيزك يا ( سوداني )
    سيظل العزف الصولو
    على حروف الأبجدية
    يصدح من بين يراع
    فيصل مصطفى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..