الكرش

ساخر سبيل
الكرش
الفاتح جبرا
بالأمس كنت أجلس فى ركن قصى بأحد سرادق العزاء فوجدت نفسى أتامل الأشخاص القادمين لأداء العزاء وكيفية (رفعهم للفاتحة) والمدة التى يرفعون فيها أياديهم ثم (الكلام) الذى يقولونه بعد ذلك من شاكلة (البركة فيكم) وأحسن الله عزاءكم و(جبر الله كسركم) وما إلى ذلك من كلمات متداولة فى مثل هذا الخطب ، ثم طفقت أركز على هيئة (الزول القادم) وما يردده محاولاً إيجاد علاقة بين هذه وتلك ، وفى خضم هذه (الفياقة) التى كنت أسلى بها نفسى بينما إنشغل من يجلسون جوارى بنتائج مباريات كأس العالم واعلان تشكيلة الـ (77) وزيراً والطماطم السعرو وصل 15 جنيها ومتطلبات المدارس التى على الأبواب .
وبينما أنا على تلك الحال لفت نظرى أن معظم القادمين لأداء واجب العزاء يتميزون بأن لديهم (كرش) يستوى ويتساوى فى ذلك الشخص (الرفيع) والبدين وما بينهما كما يتساوى فيها الشاب اليافع والشيخ الوقور !
الكرش وما (أدراك ما الكرش) أصبحت ظاهرة واضحة لا تخطئها العين أنظر عزيزى القارئ حولك .. إلى جارك فى الحى .. زميلك فى العمل .. سائق المركبة .. سيد الدكان .. بل حتى بعض (رجال القوات النظامية) الذين إشتهروا بالأجسام الرياضية الخالية من (الدهون) أصبح لبعضهم (كرش ليهو ضل) .. إنها ظاهرة غريبة تحتاج إلى تمعن ثم تفسير فإذا قلنا ان الكرش فى البلدان المرفهة دليل على (الهبر) والأكل من غير رحمة فما بال البلاد التى تأكل (من غير لحمة) ؟
عموما وبعد فحص ودراسة وتمحيص تمكنت من تصنيف الكروش إلى فئتين رئيستين الفئة الأولى هى (كرش المواطن) وهذه كرش تأتى من غير قصد أو تدبير ربما تكون مسبباتها كثر شرب (الماء) مع قلة (الاكل) أو ربما هى (حركة) يقوم فيها جسم المواطن لا إرادياً بتخزين جزء من الطعام فى هيئة شحوم تحسباً لليوم الأسود (أكتر من كده) !
أما الكرش الثانية فهى (كرش المسئول) وهى ماركة مسجلة لاعضاء مجالس الإدارات ومدراء الشركات والمؤسسات والبنوك وهى تنمو بصورة طردية كلما تقدم المسئول وتمت ترقيته ومن مسبباتها (ضرب الأطايب) والأكل النضيف (ومعاهو التكييف) .
أثناء كتابتى لهذا المقال قرأت خبراً يقول ان أحد المواطنين الألمان من أصحاب الكروش (الخترية) قد أعلن عن طرح (كرشه) للإيجار من أجل إستخدامه من قبل الراغبين من الشركات والمؤسسات كلوحة إعلانية متحركة .. إنها فكرة عبقرية بلا شك (فاتت) علينا .. جلست بعد قراءة الخبر مستصحباً معى فكرة المواطن الالمانى أستعيد جلستى فى (صيوان البكاء) ومراقبتى لأصحاب الكروش و(كروشهم) من غير هدوم عليها رسمت (الإعلانات) بألوان زاهية .. شئ شركات إتصالات.. وشئ عصائر .. وشئ بنوك .. وشئ مدارس خاصة وشئ مصانع بسكويت .. وما أن يجلس إثنان فى الصيوان بعد ما يشيلو الفاتحة حتى ينظر أحدهما إلى كرش الآخر :
– بالله ناس كلامتل أدوك كم فى الإعلان ده !
– قبل ما أوريك لازم تقو ليا إنتا ناس (شاى البغلتين) ديل ادوك كم !
وقبل أن يستمر الحوار .. يبدأ الجالسون فى الصيوان فى (الجرى) والزوغان ويحدث هرج ومرج..
– الناس دى مالا بتجرى فى شنو؟
– ديل ناس (ضرائب أعلانات الكروش) !! إنتا كرشك ده مرخص وعامل ليهو تصديق ؟
فى الوقت الذى كان يسأل فيهو صاحب (كرش إعلان كلامتل) كان (بتاع شاى البغلتين) قد أعطى ساقيه للريح وهو يقول :
– كرهتونا .. الواحد حقو بس يمسح كرشو دى ويستريح ؟
الرأي العام
يقال ان ان مصريا قال لصديقه السودانين صاروا يقولوا نكات حلوة .
قال له صديقه اولاد الكلب جاعوا .
بقيتوا صتلنجية علي الرغم من عباس عمارة قبل شوية حذر من الكلمة في صحة وعافية .