أخبار السودان

في التنك

في التنك –
من هم المندسون؟

بشرى الفاضل
[email protected]

الكلمات مثل المندسين والخونة والمارقين كانت شائعة على أيام سلطة مايو فأي تحرك جماهيري كانت تتبعه إعلامياً مثل هذه الكلمات المندسة على الحقيقة ذاتها إلى أن أصبح هؤلاء المندسون أغلبية جماهيرية أطاحت بالنظام المندس نفسه على الشرعية الدستورية.
كان إطلاق مثل هذه الكلمات سهل على الإعلام في الفترة التي سبقت عولمة الإعلام ، لكن انظر الآن كيف أصبحت مثل هذه الكلمات تبدو مثيرة للسخرية . الصورة المتحركة تبين الكذب . صورة واحدة تفضح آلاف الكلمات الفارغة . ففي ليبيا أطلق العقيد القذافي على قوى المعارضة التي انطلقت في شوارع بنغازي وطبرق والبيضاء مسمى عناصر القاعدة والعصابات الإجرامية ، وزاد على ذلك بأنها أنشأت أمارة إسلامية في البيضاء وأنها وزعت على الشباب حبوب الهلوسة وأنكر القذافي كلية قيام أية مظاهرات معادية (لللانظام) الليبي .ومثل هذا الكذب الصريح فضحته لقطات تلفزيونية قليلة لمئات الآلاف من المتظاهرين في شوارع طرابلس في اليوم الأول قبل وضعها في الحبس وفي بنغازي فيما بعد على مدار شهر. كانت حناجر الجماهير الغاضبة تطالب بالحرية .
ومن جانبها أنكرت الحكومة السورية أن أمنها هو من تصدى للجماهير في شوارع المدن السورية وحصد العشرات منهم بالرصاص بل وضعت اللوم على عصابات مندسة لم تسمها وفي اليمن أنكر الرئيس على عبدالله صالح أن عناصر الأمن وأتباع النظام هم من حصدوا العشرات في ميدان التغيير بصنعاء وفي شوارع تعز وفي مظاهرة الحديدة المساندة بالأمس القريب بل رد الأمر لمواطنين يمنيين في الأحياء المجاورة للميادين الغاضبة لم يعجبهم تحرك الشباب والجماهير!
كان يمكن لمثل هذه الإدعاءات أن تمر إن كنا في عصر التعتيم الإعلامي لكن كاميرات الفضائيات أصبحت عيوناً إضافية للشعوب والكاميرا لا تكذب فهي آلة صماء تنقل الحدث فحسب كما هو . وبذا فهي تضرب أكاذيب الحكومات الشمولية في التنك

نقلاً عن جريدة الخرطوم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..