
على شرف الذكرى السبعين لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني وانعقاد مؤتمره السادس
هذه القصيدة تَرْكُضُ في فضاءِ سبعين عاما من الفيضِ والانحسارِ، ويشتدُّ إيقاعُ نَشِيدِهَا وهي تَدْلُفُ فضاءَ ربعِ القرنِ الأخيرِ من الفَاجِعَةِ الوطنيَّةِ الكُبْرَى، وقد حَمَلَ فيها البعضُ انْكِسَارَهُ وابْتَعَدَ، في حين آثرَ النُّبَلاءُ مُنَازَلَةَ الظَّلامِ ؛ بصدورٍ عارِيةٍ، فمَضَى مِنْهُم مَنْ مَضَى للبرزَخِ رَاضِينَ مَرْضِيينَ، ولا تَزالُ ساحاتُ النِّضالِ تَعُجُّ بالبواسلِ مِنْ أَبْنَاءِ شَعْبِنا الكريمِ، وهي مهداةٌ لِرُوحِ رَاشِدٍ وَرِفَاقِهِ الأَمَاجِدِ، ولِمُنَاضِلِي الحزبِ الشيوعِيِّ كافة الحضورِ وفي غيابِ الأَبَدِيَّةِ.
المنشور الأول: غائب والغياب قد قيد ضد مجهول!!
المنشور الثاني:
هَذَا الْوَطَنُ الْجَمِيلُ
يَمْتَدُّ نَهْرًا
مِنْ تَوَهُّجِ
مُقْلَتَيْكَ
هَذَا الصِّرَاطُ صِرَاطُ
فِكْرِكَ فَاحَمَلْ مَحَجَّتَكَ
الأَنِيقَةَ وَاتْئِدْ تَرِبَتْ
يَدَاكَ
هِيَ الْجُمُوعُ تَطْوِي
عَلَى الجَمْرِ الدُّمُوعَ
وَتَحْتَشِدُ أَمَلاً
عَلَى شَطِّ
رُؤَاكَ
هِيَ لَكَ فَانْزَعْ
ظُنُونَ المَرْجَفَةِ
وَابْذِرْ فِي كُلِّ قَافِيَةِ
خُطَاكَ
لِيَنْشَقَ الكَوْنُ أُغْنِيَةً
تَحْتَوِي الآفَاقَ
وَتَرًا مِنْ
دِمَاكَ
تَحْمِلُ أَطْرَافَ حُزْنِكَ
تَعْلُو بِالرَّايَاتِ
عِشْقًا فِي
سَماَءكَ
***************
إِنَّ قَلْبَ الشَّعْبِ
أَوْسَعُ مِنْ حُلُمِ
الإِمَارَةِ
وَأَوْلَيَاءُ الشَّعْبِ
أَطْهَرُ مِنْ رِجْسِ
الخَسَارَةِ
طُوبَا لِعَازَةَ تُخْفِي
بِالصَّبْرِ عُسْرًا
وَتُجِيرُ مَنِ
اسْتَجَارَهُ
طُوبَا لِمَخاَضِهَا
لِجْزْعِ نَخِيلِهَا
لِطَلْعِ وُرُودِهَا
وَهِيَ تَعْبِقُ
بِالبُشَارَةِ
طُوبَا لِرَايَاتِ الرِّفَاقِ
الْحُمْرِ تَشْعِلُ الأَرْضَ
وَهْجًا مِنْ
جَسَارَةٍ
وَطُوبَا لِرَاشِدٍ وَهْوَ
يَخْتَصِرُ المَسَافَةَ
بَيْنَ حَلْفَا وَنُمُولِي
بِالْبَسَالَةِ
*************
سَبْعُونَ عَامًا
وَأَنْتَ وَحْدَكَ
مُنْتَصِبٌ
سَبْعُونَ عَامًا
حَافِي الأَقْدَامِ تَمْضِي
عَلَى صِرَاطٍ مِنْ
لَهَبٍ
سَبْعُونَ عَامًا
تَحْمِلُ ثِقْلَ الْحَيَاةِ
وَكَفَنَ الْمَمَاتِ
وَمَا تَرَاكَمَ مِنْ
نَصَبٍ
سَبْعُونَ عَامًا
عَلَى حَدِّ النَّصاِلِ
تَشْحَذُ الأَقْلاَمَ؛
تَنْشُرُ الوَعْيَ
فِي وُعُورَةِ الدَّرْبِ
الصَّعْبِ
تَغُوصُ تحْتَ الأَرْضِ
وَتَسْمُو فَوْقَهَا ألَقًا
وَتَقْتَاتُ
التَّعْبَ
مُوغِلاً فِي النَّارِ
مَفْتُولَ الثَّبَاتِ
رَاكِزَ الخَطْوَةِ
فِي طُهْرِ مِيزَانِ
الذَّهَبِ
**************
يا ابْنَ زَلْزَلَةِ الهُتَافِ
هَذَا الطنين
عَارُ زَبَانِيَةِ
الحِوَارِ
فَاحَسِمْ عن ظهر
قلب أمْرَكَ
فالنَّارَ تَجْتَاحُ
الدِّيَارَ
هم يقايضون بالأوهام
جلدك ويساومون
بلا خيار
فحذر منهج الخيبات
وأحذر خنجر الغدر
المخبأ في
الشعار
هِيَ الجَمَاهِيرُ تَطْوِي
البَطْنَ عَلَى الكَفَافِ
تَرْقَبُ فِي
انْتِظَارٍ
تلهم من اراد الرشد
وتهدي من اراد قافية
الفنار
فَارْمِ بِثُقْلِكَ خَلْفَ
بُوْصَلَةِ الهُدَى
تعلو معاني
الإخضرار
وأَحْسِنْ قِيَادَ الرِّيحِ
يَا ابْنَ النُّورِ واتقن
فك طلسمت
الْحِصَارِ
انْشُرِ الرُّوحَ غَيْمًا
عَلَى روح الشهيد
ودَمْعِ الأَرَامِلِ
وَالصِّغَارِ
يَمْتَدُّ جُنْدُك
حَيْثُ كَانَ الجُرْحُ
تَخْمُدُ مَا اسْتَأْنَسَتْ
مِنْ فِتَنٍ
وَنَارٍ
اسطع بنورك
فِي لُجَجِ اليَمِينِ
يَأْتِيكَ بِالْفَجْرِ
اليَسَارِ
خُضِ صِّرَاعَك
وَاحْتَطِبْ
مِنْ كُلِّ فَجٍّ رَايَةً
وَانْتَزِعْ
فِي كُلِّ مَعْرَكَةٍ
انتصار
دَثْرِ الوَطَنَ الحَرِيقَ
بِالوَعِي وبِالعَشِق
تَنْبضُ فِي جَوْفِ
اللَّيْلِ أَوْرَدَةُ
النَّهَارُ
سَقَطَ الظَّلامُ وَأَنْتَ
تُشْرِقُ فَوْقَ جُرْحِك
اقحوان
وُجلّنارِ
سَبْعُونَ عَامًا
فِي عَيْنِ العَاصِفَةِ
تُفَاخِرُ بِالشُّهَدَاءِ
وَالثُّوارِ
سَبْعُونَ عَامًا
رَهْنَ إِشَارَةِ
الوَطَنِ الجَرِيحِ
تَشْدُو بِقَافِيَةِ
الكَنَارِ
تَكْبُو وَتَنْهَضُ
وَقَارٍ
سَبْعُونَ عامًا
تَسْقُطُ الرَّايَاتُ
يَنْفَضُّ التَّجَمُّعُ
تَكْذُبُ الوَثَبَاتُ
وَأَنْتَ تسمو
كالمنار
******************
للهِ دَرُّكَ
مَا بَايَعْتَ
وَلا رَاهَنْتَ مَثْلُومَ
البَصِيرَةِ
تَقَدَّسَ سِرُّكَ
لَمْ تَرْتَزِقْ يَوْمًا
وَلَمْ تَخُنْ شَرَفَ
الْحَمُولَةِ
صَرِاعُ الضِّدِّ
طَهَّرَ مَعْدَنَكَ
وَأَفْرَزَ مَعْدَنَ
مَنْ تَلَجْلَجَ فِي
الْمَسِيرَةِ
فَانَهَضَ بِمِلْحِ
الأَرْضِ يَهْدِرُ
بِالبُطُولَةِ
وَاصْعُدْ بِقَمْحِكَ
وَاعْتَلِ قِمَمًا
مَا طَالَهَا نَزَقٌ
مَلُوله.
** الديمقراطية قادمة وراشدة لا محال ولو كره المنافقون.
تيسير حسن إدريس
[email protected]
مؤلم قولك (وقد حَمَلَ فيها البعضُ انْكِسَارَهُ وابْتَعَدَ،
مؤلم وجارح
لأن الكثيرين لم يبتعدوا وإنما أبعدوا قسرا وظلما وتآمرا
وانت تعرف ذلك جيدا يا صديقي
وحتى بالنسبة للابتعاد
فما كل مبتعد منكسر
لم ينكسر عبد لله ابكر
لمم ينكسر محمد إبراهيم
لم ينكسر محمد سيف الدولة
لم ينكسر محمد على حوجلي
لم ينكسر بشرى الصائم
لم ينكسر منصور محمد الحسن
لم ينكسر بشير محمد زين
لم ينكسر ياسر جعفر السنهوري
لم ينكسر ياسر سعيد غرمان
لم ينكسر حافظ الشريف
لم ينكسر بروفسور عبد الله علي إبراهيم
لم ينكسر الخاتم عدلان
لم ينكسر الحاج وراق
لم ينكسر العشرات من اعرفهم
والمئات ممن لا اعرفهم
أبعدوا أو ابتعدوا مجبرين
لكنهم لمم ينكسروا
واصلوا الفعل الثوري من ضفاف أخرى
لم ينكسروا ولمم يتخلوا أبدا عن قضايا الكادحين
واصلوا الكفاح من اجلها تحت رايات أخرى
وعلى ضفاف مختلفة
اتسعت لهم
خين ضاق بهم ماعون الستالينية
والقبضة الخانقة لقيادة تنكبت الطريق
وضلت بها السبل
فشرعت تأكل أبنائها جماعات ووحدانا
حزين أنا
لأن هذا القول لا يشبهك يا صديقي