مقالات سياسية

70 عاماً من النضال

ويبقي الحزب الشيوعي في كل حين كالذهب الخالص لا تزيده النار إلا لمعاناً وبريقاً.
لقد ولد حزبنا في مجري النضال التحرري ضد المستعمر،فكان البذرة التي أزهرت النقابات والإتحادات،وعلي رأسها طلائع العمال،فخاضوا نضالاً شرساً توج بالاستقلال،وخاضوا بعد ذلك المعارك تلو المعارك مع أنظمة سميت مجازاً أنظمة وطنية لكنها ظلت ترتبط بالاستعمار القديم والحديث،عسكرية كانت أم مدنية،تلهمهم المبادئ الشيوعية والأفكار الماركسية،التي صاغتها الخلايا الشيوعية في شكل برامج ومطالب،فارتبط الحزب بنبض الشعب،ولم تكن بوصلته تتجه إلا صوب الجماهير،وهذا هو سر بقاء الحزب الشيوعي رغم كل المؤامرات التي استهدفت تصفيته.
ويعرف الشيوعيون السودانيون طبيعة الصراع الطبقي،ومآلاته،وإذ يخوضون النضال مع الجماهير،فإنهم لا يساومون في المبادئ،ولا يحنون رأسهم للعاصفة،ولا تستهويهم كراسي الحكم،فاستشهد قادة الحزب المدنيين والعسكريين في يوليو 1971،لأنهم وقفوا الموقف المبدئي من نظام مايو العسكري،ومن قبل ذلك اعتقل الشيوعيون وتم نفيهم للسجون البعيدة في الجنوب أيام عبود،وتحت ظل هذه الديكتاتورية صممت بيوت الأشباح خصيصاً للشيوعيين فاستشهد البعض،ومكث الكثيرون سنوات طويلة،ولكنها ضريبة الإنتماء للوطن وللنظرية الماركسية ولمبادئ الإشتراكية التي ستسطع في سماء بلادنا ولو كره الأعداء.
هاهو المؤتمر السادس يدشن مرحلة جديدة من نضال حزبنا في ظروف عالمية ومحلية تتسم بالتعقيد،ولكن الشعب السوداني على قدر المهمة التاريخية،والحزب الشيوعي وكل القوي السياسية والجماهيرية تعرف أن طريق النضال ليس مفروشاً بالورود،وأن هذا النظام ساقط لا محالة عن طريق الإنتفاضة المشهودة،وأن المساومة غير واردة مع نظام ارتكب جرائم لا تغتفر في حق الشعب والوطن.
أثناء محاكمة الشهيد عبدالخالق محجوب في معسكر (الشجرة) يوم الثلاثاء ٢٧ يوليو ١٩٧١، قام قاضي المحكمة العسكرية العقيد احمد محمد حسن وكان يشغل وقتها منصب رئيس القضاء العسكري في القيادة العامة للقوات المسلحة بتوجيه سؤال إليه :(ماذا قدمت لشعبك؟!!) ..أجابه عبدالخالق في هدوء شديد: (الوعي.. بقدر ما استطعت)…
في 16 أغسطس القادم يكمل الحزب الشيوعي عامه ال70 ،ومازال الشيوعيون يبثون الوعي وينيرون طريق الشعب بالندوة والمنشور (والميدان)والكورال ..وفي الطريق النضالي ولدت التنظيمات الديمقراطية العمالية والطلابية والشبابية والنسائية،الجبهة النقابية والجبهة الديمقراطية واتحاد الشباب السوداني والاتحاد النسائي،فكانوا ولا زالوا منارات التقدم وحوائط الصد في مواجهة الرجعية والتخلف.
سيبقي الحزب الشيوعي ما بقي الوطن والشعب،مناضلاً من أجل تحقيق الإشتراكية في بلادنا،ومحو الإستغلال الطبقي،فالطريق الرأسمالي أورث شعبنا الفقر والجوع والمرض،والأيام حبلى بالثورة القادمة والشعب السوداني معلم الشعوب.
في عام 1902 كتب فلاديمير لينين في سياق استعراض المسائل الملحة والتي ضمنت تحت عنوان(ما العمل) الآتي:
نحن نسير جماعة متراصة في طريق وعر صعب، متكاتفين بقوة. ومن جميع الجهات يطوقنا الأعداء، وينبغي لنا أن نسير على الدوام تقريبا ونحن عرضة لنيرانهم. لقد اتحدنا بملء إرادتنا، اتحدنا بغية مقارعة الأعداء بالذات، لا للوقوع في المستنقع المجاور الذي لامنا سكانه منذ البدء لأننا اتحدنا في جماعة على حدة وفضلنا طريق النضال على طريق المهادنة. وإذا البعض منا يأخذ بالصياح: هلموا إلى هذا المستنقع! وعندما يقال لهم: ألا تخجلون، يعترضون قائلين: ما أجهلكم يا هؤلاء! ألا تستحون أن تنكروا علينا حرية دعوتكم إلى الطريق الأحسن! ? صحيح، صحيح أيها السادة! إنكم أحرار لا في أن تدعوا وحسب، بل أيضا في الذهاب إلى المكان الذي يطيب لكم، إلى المستنقع إن شئتم؛ ونحن نرى أن مكانكم أنتم هو المستنقع بالذات، ونحن على استعداد للمساعدة بقدر الطاقة على انتقالكم أنتم إليه. ولكن رجاءنا أن تتركوا أيدينا، أن لا تتعلقوا بأذيالنا،أن لا تلطخوا كلمة الحرية العظمى، ذلك لأننا نحن أيضا “أحرار” في السير إلى حيث نريد، أحرار في النضال لا ضد المستنقع وحسب بل أيضا ضد الذين يعرجون عليه!
وهكذا فالحزب الشيوعي وجماهير الشعب لن تنجر إلي مستنقع المهادنة هبوطاً ناعماً أو خشناً،ولا تسوية مع القتلة.
عاش نضال الحزب الشيوعي عاش نضال الطبقة العاملة المجد للشهداء .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. صدقوني يا ناس الحزب الشيوعي رقبتكم معوجه وانا قاصد بكلامي ده القاعدين والمنقسمين وفي كل مراحل عمركم القاربت سبعين سنه
    وانتم منذ تاريخ اغتيال قائدكم الفذ عبد الخالق فقدتم البوصله وانهار تماما تواجدكم وسط الجماهير وفقدتم التاثير وبهوس التامين اعتقلت قيادتكم الحراك وسط الجماهير وتحولتم الى شلل متناحره ومتصارعه وكيانات كهنوتيه متعاليه ونرجسيه وتتساقط منكم العضويه كما تتساقط اوراق الشجر المريض
    وكل الحيويه التي اكتسبها الحزب وصارت ماضي جميل في وجدان الشعب السوداني كان بفضل كوادره الشبابيه ووعيها وسعة افقها وتواجدها العملي وسط الناس تعلم وتتعلم
    وصدقوني وانتم مقبلون علي مؤتمركم السادس ومن الف باء التعافي ازاحة كل الديناصورات البائسه من عضوية اللجنه المركزيه وتصعيد قيادات شابه وواعيه بهموم الحزب وهموم الوطن وحتي وان كنتم تقدرون وفائهم لمبادئ الحزب فتكريمهم الحقيقي بازاحتهم من اتخاذ القرار واخذ رائيهم وحهدهم ان وجد في منظمات الحزب الجماهيريه
    ومع تنامي التقنيات وسهولة انشاء المواقع التفاعليه تتخندقون حول صحيفه ورقيه بائسه وباهنه وتجهضون كل محاولات تطويرها بسبب بيروقراطيتكم التنظيميه وهوس التامين
    انا لم اتشرف بعضوية حزبكم في يوم من الايام وبالتالي لست طرف في صراعاتكم الفجه ولكن كمراقب ومتفاعل في الحراك السياسي وكمواطن تتفق اشواقه واحلامه مع نهوض الوعي وتنامي حركة اليسار السوداني اتوق لرؤية حزب شيوعي قوي فاعل ومتفاعل في الحياة السودانيه
    اسال الله الكريم واكرر الله الكريم رغم انف الجهلاء من وكلاء الدين السياسي ان يصلح حالكم ويولي خياركم لان تلامذة الشهيد عبد الخالق محجوب اشرف مارايت طيلة سنوات عمري البالغه واحد وستون

  2. حقاً الحزب الشيوعي يا كرار
    كان يبث الوعي طوال 70 عاماً
    بين صفوف الشعب السوداني
    و يتصدى لمن يظلمه و يجور عليه
    و يتصدر المظاهرات
    و يقود الطلاب و العمال
    و يفجر الشارع غضباً ثورياً
    و لكن خلال هذه الأيام
    لا يصل الى مسامعنا شيئاً
    من هذا !!؟….
    بل نسمع عن فصل بعض كوادر
    الحزب و إنشقاق البعض الآخر
    متى ينهض الحزب الشيوعي من
    كبوته و يستعيد فعاليته و تأثيره
    في الشارع !!؟…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..