انتحار الاطفال .. وصمة عار !

الإسبوع الماضي إنتحر طفل يبلغ من العمر (14) عاماً بمعسكر الحميدية بولاية وسط دارفور ، وقال السيد الشفيع عبد الله منسق المعسكر أن الطفل شنق نفسه بحبل في منزل أسرته ، المنسق وصف وضع أسرته بأنه سيئ بسبب الفقر ، وقال (غالبية السكان في المعسكرات يواجهون أوضاع انسانية سيئة ) ، مع نقص في مياه الشرب بسبب تعطل المضخات ، تسائلات عديدة أثارتها هذه الحادثة المحزنة عن حقيقة أوضاع النازحين في المعسكرات ، واذا كانت هذه المعسكرات تفتقر لمياه الشرب ، فماذا يتوفر فيها ؟ وماذا عن الخدمات الصحية والتعليمية ؟ ولماذا معسكرات في الأساس ، و عشرات القرى تم بناءها لايواء النازحين وأمتلأت صفحات الصحف بعطاءاتها قبل سنوات ؟ هل تم فعلاً بناء هذه القرى ؟ من هي الجهة المسئولة عن هذه المعسكرات ؟ وماذا عن الانباء التي تحدثت عن عودة ألاف النازحين طواعية الى هذه القرى الجديدة ،أو الآلاف الذين ذكر أنهم عادوا لقراهم الأصلية ؟ مليارات الدولارات من الدول المانحة تم استلامها من قبل السلطة الاقليمية وصندوق إعمار دارفور بالاضافة الى مساهمات مالية مباشرة في البنية التحتية والمياه والمراكز الصحية قدمتها السعودية و قطر،
هذه الحادثة المؤلمة ربما تعيد الى الاذهان تقرير منظمة الصحة العالمية التي وصفت السودان بالأعلى عربياً في عدد المنتحرين ، حيث بلغ المعدل ( 17.2 ) حالة لكل مائة الف ، ورغم أن الشكوك تساور المهتمين في كون الفقر هو السبب الرئيسي كدافع للانتحار الا ان انتشار الانتحار في مجتمعات غنية كالدول الاسكندنافية يقلل من هذه الفرضية ، كما ان نفس التقرير أشار الى أن سوريا سجلت ( 0.3 ) حالة لكل مائة الف ، ليبيا ( 1.8 ) حالة لكل مائة الف ، العراق ( 1.7 ) حالة لكل مائة الف ، بينما تراوحت في المغرب العربي من ( 2.4 ? 2.9 ) حالة لكل مائة الف وهي تعتبر دول مستقرة ولا تعاني من الحروب ، قطر سجلت ( 4.6 ) حالة لكل مائة الف ، الامارات ( 3.2 ) لكل مائة الف ، المغرب سجلت ( 5.3 ) حالة لكل مائة الف وهي الدولة التي تلي السودان فى الترتيب ، يلاحظ الفارق الكبير بين حالة السودان ( 17.2 ) والمغرب ( 5.3 ) بينما يتضاءل هذا الفارق بين المغرب وحتى آخر دولة عربية شملتها الدراسة ، غيانا دولة تعتبر الأعلى انتحاراً بمعدل ( 44.2 ) ، تليها كوريا الشمالية ( 38.5 ) لكل مائة الف ،
علماء النفس الاجتماعي يعددون أسباب الانتحار وأبرزها الاكتئاب ، الاضطرابات النفسية ، المخدرات ، الشعور بالوحدة وفقدان الأمل ، وتعتبر مناطق ايواء النازحين الاكثر عرضة لهذه الاسباب لأنها توفر بيئة مواتية للأحساس بعدم التكيف أو الاندماج في مجتمع النزوح خاصة وسط الاطفال و المراهقين ، لذلك وجب على الجهات المسؤلة عن معسكرات النازحين أن تدرس أسباب مثل هذه الحالات بطريقة علمية وأن توفر علاج هذه الحالات قبل وصولها لمرحلة الانتحار ، الدكتور على بلدو استشاري الطب النفسي كشف معلومات عن تزايد أعداد المترددين على العيادات النفسية بالخرطوم ( 700 ? 500 ) شخص يوميآ، وقدر عدد المرضى بين المشردين بحوالي ( 4,000 ) ، دكتور بلدر قال أن نسبة المصابين بالاكتئاب ربما وصلت ( 30% – 25% ) ، والقلق ما بين ( 15% – 7% ) ، وهنالك شبه اتفاق بين أطباء علم النفس ان معظم السودانيين يحتاجون لعلاج نفسي هل يمكن أن تكون الحكومة مصابة بمرض الفصام ( الانفصال عن الواقع ) ، وما أبرئ نفسي ، احياناً يتملكني الاحباط وفقدان الأمل ، والحمد لله سرعان ما أعود لأنفخ مع النافخين في القربة المقدودة .. ،،
الجريدة
ينتحر الناس في بلدي بسبب القهر
وعندما ينتحرالاطفال فاعلم ان الامور بايظة تماما