مخطط أمريكي لإنقاذ النظام وقطع الطريق أمام اندلاع ثورة الشعب

نشرت وزارة الخارجية الأمريكية، نص المحاضرة التي ألقاها مبعوث أمريكا الخاص للسودان وجنوب السودان، برنستون ليمان، في الأول من أغسطس الجاري. إن ما ورد في هذه المحاضرة، وكذلك اهتمام وزارة الخارجية الأمريكية بها، يتجاوز حدود النشاط الدبلوماسي المألوف، ويرتبط مباشرة بمخطط أمريكي للتعامل مع الأزمة السودانية.
إن هذا المخطط يستهدف التنفيذ العملي لما طرحته أمريكا من قبل، حول الهبوط الناعم والتفكيك السلمي للنظام، للحيلولة دون تغيير جذري للنظام تفرضه إرادة الشعب. ومن هنا تبرز الأهمية القصوى لكشف هذا المخطط وفضحه داخل وخارج السودان.
ولا يخرج جوهر هذا المخطط عن النهج المثابر الذي سارت عليه الإدارات الأمريكية المتعاقبة، للاستفادة من ثروات السودان وموارده وموقعه الاستراتيجي. إنه امتداد لنهج المعونة الأمريكية المشروطة خلال عهد عبود الدكتاتوري، ونهج تحويل السودان إلى مركز إقليمي وقاعدة للمخابرات الأمريكية وقوات الانتشار السريع في وسط وشرق أفريقيا على عهد السفاح نميري، فالمخطط الجديد هو خطوة متقدمة على طريق تركيع النظام، شجعهم عليها ضعفه وتهالكه وعزلته، وتجاربهم معه بعد استخدام سياسة العصا والجزرة مرات عديدة. فالنظام قد سمح لهم من قبل، بعد أحداث 11 سبتمبر في أمريكا، بقدوم تيم أمني مشترك من CIA و FBI للبحث والتنقيب عن كل ما يتعلق بتلك الأحداث في السودان، وأمدهم بكل المعلومات الأمنية المطلوبة. وقد أثمر هذا التعاون لاحقاً، زيارة قائد قوات الانتشار السريع الأمريكية للسودان واجتماعه مع هيئة الأركان وزيارته لبورتسودان.
ويتدثر المخطط الجديد، لضمان التسويق والقبول، بثياب قرار مجلس الأمن(2046) وبهذا الزعم فأنه يسعى لأن يستند إلى شرعية دولية استناداً إلى ذلك ركّزَ ليمان بصفة خاصة، على أن تطبيع علاقات أمريكا مع السودان مربوطة بإنهاء الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وحل كل المسائل العالقة مع دولة الجنوب، والتفاهم مع الحركة الشعبية قطاع الشمال. ويبشر ليمان بأن تطبيع العلاقات سيقود إلى شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ولرفع العقوبات المفروضة عليه. كما أنه سيفتح الباب للتعاون الاقتصادي مع أمريكا. وأيضا، وهذا هو الأخطر، سيقود لتوقف المساعدات الأمريكية للقوات المسلحة السودانية، لتلعب دورها في مكافحة الإرهاب، وكذلك دورها كقوات حفظ سلام في أفريقيا وخارج الحدود الإفريقية. ثم يمضي ليمان مؤكداً أن ما يطرحه من سيناريو، يناصره طيف واسع من شرائح المجتمع السوداني وسياسيين وأحزاب معارضة وطلاب، وكذلك من دوائر في الحزب الحاكم. والسيناريو بهذه المواصفات، في منظور ليمان، يقود لوحدة وطنية قوية ومتينة، قائمة على دستور توافقي يكفل تقاسم السلطة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والعدالة. غير أن ليمان يستدرك قائلا: إن هذا السيناريو لو تم تنفيذه لن يكون هناك بعد هذا مبرر للقتال، ومن المرجح فرض عقوبات على من يواصلون حمل السلاح.
وهكذا يسقط السيناريو الجديد من حساباته تماماً كل جرائم النظام في حق الشعب السوداني، والتي قادت للأزمة الوطنية العامة والشاملة، إنه يغض الطرف ويتراجع حتى عن الطروحات الأمريكية السابقة حول التحول الديمقراطي وحقوق الإنسان والقصف الجوي للمدنين ودارفور والجنائية الدولية.
وفي حقيقية الأمر، إن ليمان يطلب صراحة من شعب السودان وقواه السياسية المعارضة، المصالحة مع النظام، وعلى بياض، دون مقابل وفي نفس الوقت يطلب تنازلات من المعارضة ويوجّه تهديداً لحاملي السلاح. إنه يسعى لإنقاذ وتمديد عمره لأنه أصبح طيعا في يدهم لتحقيق مصالحهم وتنفيذ مخططاتهم في المنطقة، لكن يبدو أن المخطط الجديد يسقط من حساباته تماماً، ما أقدم عليه شعب السودان في أكتوبر 1964، حينما أطاح، في ثورة شعبية، بالنظام الدكتاتوري العسكري الذي تعاون مع أمريكا وقبل معونتها المشروطة. كم يسقط أيضا، انتفاضة الشعب في مارس/ ابريل 1985، التي أطاحت بعميلهم السفاح نميري.
إن ميزان القوى الحالي لن يظل كما هو. بل سيقود تنامي واتساع الاحتجاجات الجماهيرية بمختلف الأشكال، ضد سياسات النظام وجرائمه، إلى انتفاضة شعبية شاملة تقلب موازين القوى لصالح الإرادة الشعبية الغلابة.
الحزب الشيوعي السودان
المكتب السياسي
اغسطس 2012

تعليق واحد

  1. والله ما اعتقد انو الشعب دا عندو اراده للدرجه دي..الشعب دا الخلاهو يتظاهر و يحتج غلاء السلع و لو الاوضاع الاقتصاديه استقرت فابشر بطول سلامة يا..

  2. عاده مايكون للامريكان خطط بديله خصصا اذا ما فقدت الانظمه شعبيتهاواستشرى السخط عليها واحسوا بدنوا موتها لذلك سيكون جل همهم ان لا تتاثر مصالحهم بالتغيير القادم لذلك سنرى محاولات تلميع لبعض الاوجه من داخل النظام وخارجه و محولات استقطاب لبعض قوى الهامش مع استمرار الدبلوماسيه الامريكيه في تجميد مسار المحكمه الجنائيه الدوليه لذلك الطلوب من القوى الوطنيه الديمقراطيه التوحدخلف ميثاقها والتخلي عن شعار العارضه الناعمه والدخول مع النظام واجهزته الامنيه الهزيله
    في مواحهه علنيه ساحتها الميادين والشوارع تتوج هذه الجهود باعلان العصيان المدني الشامل
    هذا او الطوفان واقصد بالوفان انتصار مشروع تقسيم السودان المرسوم في امريكا والنفذ بايدي سودانيه في الخرطوم ولنثق جميعا ان اراده الشعوب هي النتصره دائما وابدا

  3. الحمد الله العهد الذي تستطيع أمريكا أن تسير الشعوب على حسب هواها ولى وأندثر وهنالك كثير من الدلائل حولنا دلت على ذلك.
    أمريكا تستطيع فقط التلاعب بالحكومات والأنظمة لأن مصالحهما قد تتشابك وتتقاطع والتنسيق دائما يكون بينهم على تقاسم الكيك والكعك
    ولكن الشعوب تريد الحرية والديمقراطيه الحقه والتي لا تحتوي على كيك ولا كعك ديمقراطيه نقيه نظيفه ذات هواء نقي ونظيف.
    وهذا الهراء عن أن أمريكا ستلعب دورا في إطالة عمر النظام كالهراء عن أن البشير مطلوب للعداله وهم يستطيعون قبضه اليوم قبل بكره.
    ونحنا كشعوب جاء دورنا لننظف الديار من كل القاذورات التي لحقت بها ونكنس كل الأنظمه الفاسده ونرمي بها في مزابل التاريخ وهذه النهضه ستعم كل المنطقة من حولنا بدون إستثناء بدووووون إستثناء
    وصدقوني المد الثوري كالطوفان يبدأ ويتمدد قليلا قليلا ولكنه لن يتوقف حتى نحقق ما نريد وثورة ثورة حتى النصر والنصر قرييييييييييييييييييييب نكاد نراه بأعيننا

  4. امريكا تريد ونظام البشير يريد ويفعل الله ما يريد…ان شاء الله وبقدرته الشعب السوداني حيقتلع النظام الفاسد وسنة التاريخ التي سرت علي انظمة مسنودة من اليانكي كنظام الشاه في ايران وبينوشية في تشيلي ومبارك في مصر وبن علي في تونس سوف تسري علي الكيزانوامريكانو ديل

  5. نعم امريكا تريد استمرار حكم البشير لاسباب عديدة من بينها :
    1- وقف الحركة الجماهيرية ضد سياسات امريكا في المنطقة عندما خرجت الجماهير في مسيرة
    عام 1988 او 1989 تقريبأ وتم فيها حرق العلم الامريكي جوار قاعة الصداقة. لم تنسي امريكا ذلك حيث سارعت بدعم نظام الانقاذ في الخفاء بينما تضع العقوبات في الظاهر فقط للتمويه، فقد صرح مصطفي عثمان من قبل ان الدعم المادي من امريكا تجاوز العشرة مليار دولار طيلة عهد الانقاذ.
    2- ركوع حكم البشير للسياسة الامريكية حيث لم يعد هنالك اي مشروع حضاري لهزيمة دول الاستكبار واختفاء مثل هذه المفردات من قاموس الانقاذيين .
    3- قبول عمر البشير بوجود قوات اجنبية في البلاد تحت ستار حماية اهل دارفور والآن سبت بالدليل القاطع ان هذه القوات لا تتدخل عندمايتم ضرب اهل دارفور بواسطة الجنجويد والجيش. وآخرالاحداث مزبحة كتم والمعسكرات ، بل لم نسمع ادانة او استنكار مما يؤكد ان امريكا لا تريد
    ان تضعف نظام البشير اكثر مما ينبغي.
    4- لا يوجد نظام حكم يهدم البنيات الاساسية مثل التعليم والعلاج افضل من هذا النظام مما يعود بنا الي عهد الفونج وقبله في ظل التطور المذهل الذي يتنامي في بلاد مطيعة مثل الاردن ومصر وقطر والبحرين والشارقة وغيرها.

  6. امريكا دائما تري مصالحها وحتي علي اشلاء وجمم الاطفال وهذا البشير هولاكو ومنفذ اوامر الامركان بتوجيه من قطر والسعودية. الله يهلكم جميعا.

  7. let us compare between sudan and vanzulea ..the caapital is Caracas the president chavez trying his best to make his country a free .and he knows there is a clash of classes between the poor and the so called the middle class who are pro americans ..chavez is a respectable figure..even from his enemy …he never use religion as a tool to oppress his county ..the guy is catholic ..but you see all the different religion coexist …something is wrong with sudan and the religion of sudan .

  8. ما في حد أحسن من حد الحومة والمعارضة تراهن وترتمي في أحضان أمريكا وأمريكا ما عنده نسب مع أحد مصالحها أينما كانت في معها وهي الآن مع الحكومة لأنها قدمت لها كل ماتريد ومازالت فأما المعارضة فمجرد خيال مآته لا يجدي نفعا لها ودمتم

  9. علي الرغم من إقتناعي التام بضعف الحكومة و سياساتها و قدرتها علي حلحلة المشاكل التي ألقت بنفسها فيها بغباء أو بسذاجة تحسد عليها ، إلي إنني إستبعد تماماً فكرة رضي أمريكا عن نظام الحكم في الخرطوم لسبب بسيط وهو أن السودان لم يعد هو السودان ….! و سبب آخر وهو أن أمريكا تعلم تماماً أن التغيير السياسي في بنية الحكم سيأتي بحكومه أكثر مرونة في التعامـــــل معها سياسياً و أمنياً و إستخبارياً و إقتصادياً لانه لا يوجد سبب للحكومة القادمة يجعلها تعادي أمريكا أو لا تتعاون معها .. سبب ثالث …ماذا قدمت الإنقاذ لأمريكا حتي ترضي عنها …؟ التعاون الإستخباري و الأمني الذي تم تم بعد ضغوط عنيفة إقتصادية و سياسية مارستها أمريكا علي نظام الخرطوم حتي يقبل بهذا التعاون . السياسة الأمريكية واضحة هي لا تريد دول قوية متوحدة داخلياً بشكل كبير كلما كثرت المشاكل الداخلية للدول كان ذلك أفضل لها . و لذلك المتابع للأحداث يجد أن أمريكا تدعم صعود الإسلاميين للحكم ( الإسلاميين و ليس المؤتمر الوطني ) في بلدان الربيع العربي ربما لأنها رأت إن هذا يقلل خطرهم عليها و في نفس الوقت يؤزمون الأوضاع الداخلية لبلدانهم بصورة أكبر . بالنسبة للمؤتمر الوطني فهذا الكيان للأسف الشديد فقد البوصلة السياسية تمامـــــاً … فهو ليس حزباً سياسياً و ليس حركة إسلامية .. و لا هو حركة طائفية … يمكن تشبيهه بالزئبق لميوعة حركته ….!

  10. طرد هذا النظام الظالم أهل الخرطوم, إستخدم قانون الصالح العام لطردنا من جميع المؤسسات والمصالح الحكومية خوفاً من الأنتفاضة والعصيان المدني , كلنا أصبحنا مغتربين لكم للة يا ظلمة.

  11. بيان كاااامل عشان محاضرة ؟؟

    للأسف الشديد فان قراءة الحزب الشيوعي السودان (المكتب السياسي) للأمور تظهر نفس القصورالتاريخي في تحسس الموضوعية عند تقييم السياسات لأمريكية في أي زمان ومكان وتحللها من منظور ماركسي مات وشبع موتا .
    أولا : هل يعرف الحزب الشيوعي السوداني ان امريكا بلد يعج بالمؤسسات التي تتشارك في صناعة السياسة الخاجية ؟ اذا كانوا يعرفون ذلك فما معني كل هذا التحليل الخيالي لما قال به رجل اسم وظيفته مبعوث أمريكا الخاص للسودان وجنوب السودان، برنستون ليمان في محاضرة ؟
    هل هو رئيس الولايات المتحدة أم وزير خارجيتها أم وزير دفاعها؟ هناك الالاف من المبعوثين الرئاسيين ( وهم استشاريون فقط بدون أي صلاحيات تنفيذية)..كل هم من يرسمون سياسة أمريكا الخارجية ؟
    ثانيا:
    هل سياسة أمريكا الخارجية تقرر في محاضرات عامة ؟ اين الكونغرس الممول لهذه السياسات ؟ أين الاجهزة والوزارات التنفيذية ؟ اين الادهزة الاستخبارية السيادية ؟ بل أين جماعات المصالح والضغط؟؟؟؟
    ثالثا :
    أريد أن أعرف أجابة لموضوع هام : لقد ساندت أمريكا في 1989 الحراك الشعبي الذي تفجر في داخل منظومة الاتحاد السوفيتي مطالبا بالحرية . تلك التطورات الانتفاضية الانفتاحية المسماة ( غلازنوست ) والتي تبناها ، تحت الضغط الشعبي ، الرئيس غورباتشوف أدت الي تفكيك الدولة الستالينية الي 19 جمهورية أختارت شعوبها موالاة الغرب الرأسمالي رافضة للشيوعية بل وخرج الشعب وأسقط جدار برلين وعاد الالمان الشرقيون الي حضن الرأسمالية …السؤال ، هو أيد الحزب الشيوعي السوداني ذلك الموقف الأمريكي الذي ساند الشعوب للتحرر من القمع الشيوعي ؟ اذا كان ساند ، فلماذا بقي اسمه الحزب الشيوعي السوداني وحتي (أهل الشيوعية ) تبرأوا منها وتركوها وسقطت كل الاحزاب الشيوعية في الدنيا وتلاشت الا في السودان ؟
    اذا لم يساند شيوعيونا الامريكان في دعم حراك الشعوب الواقعة تحت ديكتاتورية السوفيت ( قبل تحررهم في 1989) اليس هذا يجعلهم كمن يساند الانقاذ اليوم في بطشها بنا ؟؟؟

    في أي زمان يعيشون ؟!

  12. امريكا تسعى لمصالحها وتفضل التعامل مع انظمة غير ديمقراطية لان صانع القرار فى هكذا انظمة يخضع للعصا والجزرة عكس الانظمة الديمقراطية التى تنظر لمصلحة البلد اما النظام الشمولى فينظر لمصلحة بقائه فى السلطة هو ما بيقدر على امريكا ولكنه بيقدر على شعبه(اسد قدام شعبه فقط) وامريكا تتعامل مع انظمة غير ديمقراطية كثيرة فى العالم بل وتتحالف معها!!! المسالة بالنسبة لامريكا ليست الديمقراطية بل المصلحة القومية والامن القومى الامريكى وانا لا الومهم على ذلك هم يسعوا لمصلحة بلدهم وشعبهم فماذا نحن فاعلون لمصلحة بلدنا وشعبنا؟؟؟ الكلام ده راعى الضان فى الخلا عارفه وليس بجديد او عايز ليه سياسى محنك وامريكا ما داساه وهى لا يهمها احد!!!! الحكام الشموليين خطر على الوطن والوطنية!!!! وامريكا لا تسقط نظام مستفيدة منه بس تقعد تناوشه فى العلن ومن وراء الستارة تحصل اشياء اخرى!!!لو نظام الانقاذ خطر على الامن القومى الامريكى او اسرائيل والله ما يخلوه يقعد اسبوع!!!ما تشوفوا الحصل لصدام!!!!!!

  13. انهم ابالسه المعارضة ذابت والانتفاضة ماتت والحركات المسلحة تقزمت والنقابات تلاشت وكل واحد يقول يا رقبتى لذلك كلام بله الغائب خوفى يتحقق ويحكموا مضاعفات العدد 23

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..