نهضة شباب الشريق

كنت أمني النفس دائما ان أشهد كرنفالاً او مهرجاناً كبيرا لافتتاح مستشفى او مدرسة او مؤسسة خدمية بجهد شعبي خالص …..يجلس في باحة الكرنفال فيه أعيان المنطقة وشبابها على المقاعد الأمامية … وتخصص المقاعد الخلفية للمسؤولين والولاة والمعتمدين …كما تخصص دائما للمواطنين في كثير من الاحتفالات .والمنصة لا يتحدث فيها سوى كبير وحكيم المنطقة ومسؤول الشباب ….ولابأس من كلمة لامرأة تمثل المرأة ……لاسيما ان المرأة دائما هي جزء من كمال الإنجاز والنجاح .
ويجب في هذا الكرنفال ان يكون كل المسؤولين من الحكومة مجرد مستمعين مطلوب منهم التصفيق بحرارة والتهليل والتكبير (بنية خالصة ) …عندما يتحدث ممثل المواطنين الموقر عن انجازهم الضخم الكبير… ولما لا ونحن في مناسبة يلتقي فيها المواطن بالحكومة ليعدد لها انجازاته ….مواطن يخدم الحكومة ويقوم بمهامها وواجبها …الا يستحق ان تسمح له الحكومة بقليل من زمنها لتأتي اليه باكرا وتحتشد لاستقباله …والتمني أعلاه لا علاقة له بأضغاث الأحلام …ولا حتى أضغاث الواقع ….التمني أصبح شيئا ملموسا …يمكن ان نستشعره …شيئا واقفا وشامخا …بمنطقة الشريق محلية العيلفون وانا أسميها دائما..(شريق الشموخ الاصالة والتراث ) ..ليست لذلك المفهوم السطحي إنما لأني أرى ان هذه المنطقة كبيرة باهلها فهي من انجبت الخليفة حسب الرسول والخليفة مصطفى وشامخة شموخ الجبال. فالشريق هي منطقة بها كثير من الملامح التي تؤكد انها من المناطق المميزة…فيها مجتمع بتآلفه لو زرته يوما واحدا في حياتك … ففي الشريق تسمع أصوات المديح ليلا ودقات (الطار ) التي تخترق القلب وتتخلل المسام ..في ليلة النصف من شعبان وفي مولد المصطفى صلى الله علية وسلم في بيت الحاج صالح رحمه الله…المهم ان الجميع تجده يدور في حلقة المديح رجالا وشبابا وأطفالا …وفي ذات المنطقة يمكن ان تستمع لصوت شاب يرتل القرآن ..طبقة شامخة بحبها للعلم والفن والثقافة وكبيرة بواجهتها المفتوحة على مداخل البيوت كرما وشهامة ….منطقة تعبت يدها من طرق ابواب المسؤولين وعيَل صبرها …وهي تنتظر عطفهم وترحمهم عليها ….فقامت فيها ثورة كبرى ليست ثورة عنف او مظاهرات… وليست ثورة حقد وقتل واقتتال ….انما ثورة نهضة وبناء وتعمير وهذه دائما عقلية الكبار الذين يفكرون في العمار إحتجاجا بدلاً عن الدمار …الم أقل لكم انها الشريق كبيرة برجالها وتفكيرهم وثقافتهم ….وقروب صغير بالوا تساب تحت عنوان (أبناء الشريق بدول المهجر ) ذلك القروب الذي إلتف شبابه تكاتفاً وتعاضداً فيما بينهم لإنشاء مدرسة من ثانوية وترميم المدرسة الأساسية القديمة اقتطعوا من مال بيوتهم وعيشهم ليبنوا مدرسة كاملة الفصول ليسجلوا في دفتر الإنجاز الشعبي رقما آخرا ومميزا ناهيك عن ما انجزوه في السابق من توصيل للكهرباء وتمديد لخط المياه …ويسجل في دفاتر الحكومة إخفاقا آخر بذات الرقم الكبير …..حكومة تعجز عن بناء مدرسة يجب ان تستحي من شعاراتها الزائفة في نهضة التعليم ….ويجب أن تكف عن أكاذيبها المعتادة كونها أداة تنمية ونهضة …أي نهضة والريف مازال يتوسد الرمال وينوم وسط حزمة من الأشجار اليابسة …ليبقى بناء مجتمعه وتعميره هاجس وهم مواطن بسيط بدلا من ان يكون هم ومسؤولية حكومة
والشريق هي النموذج الجيد الذي يمكن ان تسلك القرى شرق النيل وجميع ريف السودان وتتحسس خطاه ومدرسة (الشريق) هي حتما سيكون رنين جرسها قوي الصدى على آذان المسؤولين …وسيكون بداية الإجلاس فيها هو إجلاس للحكومة على مقعد الحرج كيف لا وهي مدرسة أنشئها المواطن …..لصالح الحكومة….وهو الذي وفر المال والوقت والجهد للحكومة ..كيف لا وهو الذي يشقى والحكومة تنعم في نموتها العميقة …دعوهم في غفوتهم
ولا تنسوا ان ترسلوا رقاع الدعوة لكل المسؤولين والوالي والمعتمد لحضور افتتاحها وليس لافتتاحها …فهناك فرق !!!
[email][email protected][/email]