حوار وطني أم لعبة كراسي؟ا

حوار وطني أم لعبة كراسي؟

بقلم /محمد التجاني عمر قش- الرياض
[email protected]

?نظمت الجمعية السودانية للعلوم السياسية ورشة حول الحوار الوطني تناولت فيها الدستور الجديد وهيكل الحكم والثوابت المتفق عليها.?
هذا بالتأكيد توجه طيب لأن ثمة دور يمكن أن يلعبه المثقفون و أصحاب الرأي في الساحة الوطنية، فقد قاد النادي الأدبي بود مدني الحراك الوطني قبيل الاستقلال و تمخض ذلك عن مؤتمر الخريجين؛كما أن جامعة الخرطوم هي التي تولت مؤتمر المائدة المستديرة في الستينيات من القرن الماضي . إلا أننا نلاحظ انحسار ذلك الدور في الوقت الراهن و صارت الساحة الوطنية خالية إلا من بعض الساسة وقادة الأجهزة الأمنية الذين يقودون الحوار نيابة عن الدولة. ومهما يكن فإن مسألة الحوار الوطني ينبغي أن تكون بعيدة عن النظرة الحزبية و الأمنية الضيقة و تتجه نحو التوصل إلى ثوابت وطنية تتحول إلى برامج عملية قابلة للتنفيذ و تكون ملزمة لأيٍ من كان على سدة الحكم. عموماً إن ما يدور الآن من لقاءات بين المؤتمر الوطني وبعض الجهات السياسية يجب أن توضع له خارطة طريق تكون في شكل اتفاق إطاري يشارك فيه المثقفون ليستهدي به المتحاورون من كافة الأطراف؛ وعلى المؤتمر الوطني بصفته الحزب الحاكم أن يكون أكثر الجهات حرصاً على التغيير السلمي و عليه أيضاً أن يقوده بحنكة و حكمة بعيداً عن المحاولات التي يصفها كثير من المراقبين بأنها لا تعدو كونها مناورات لإطالة عمر النظام و تنفيس الاحتقان الناتج عن تردي الأوضاع في كثير من المجالات والمناطق، خاصة في ظل ما يدور من أحداث شعبية عارمة في معظم أرجاء المنطقة العربية حالياً. و من جانبها نأمل أن تنأى الأحزاب السياسية المعارضة بنفسها عن السعي لنيل مكاسب آنية من كعكة الحكم على حساب الثوابت المنشودة و عليهم أن يعلموا أن جسد السودان لم يعد يحتمل مزيداً من المماحكة و المواقف السياسية المهزوزة؛ إذ إن بعض قادة تلك الأحزاب يقول شيئاً في جلسات النقاش مع المؤتمر الوطني و نسمع منه قولاً مختلفاً في مواقع أخرى؛ كما يظهر ذلك جلياً من موقف حزب الأمة بقيادة السيد الصادق الذي ردد في أكثر من مناسبة أنه لن يشارك في حكومة غير منتخبة ولن يدخل في اتفاق ثنائي بل يحاول تحقيق تحول حقيقي يسمح بمشاركة الآخرين في حكومة قومية ؛ إلا أنه أحياناً يقول بأنهم لا يرضون بأقل من إسقاط النظام و في ذات الوقت يحاور حكومة الإنقاذ منفرداً! أما الاتحاديون فعليهم ترتيب بيتهم من الداخل و التخلي عن النظر لما يدور على الساحة السودانية بمنظار مستورد من شمال الوادي فقد ولى زمن الوصاية و حدثت مستجدات كثيرة حتى في أرض الكنانة نفسها. ولإخوتنا في الحركة الشعبية ?قطاع الشمال_ نقول إن محاولات الضغط و الاستعانة بالأجنبي لم تعد تجدي و من الخير لهم أن يعيدوا تقييم مواقفهم السياسية خاصة بعد انشطار الوطن.عموماً لابد من إفساح المجال للطبقة المثقفة و أصحاب الرأي إذا أريد للحوار الوطني أن يبتعد عن لعبة الكراسي و يحقق أجماعاً وطنياً حول ثوابت يستهدي بها الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..