ما بين القول ب (ذبح العجمة.).و(يا حليلك يا حنا صليب.).ضاع الوطن

بسم الله الرحمن الرحيم
تجبرك برامج الفضائيات كثيراً على التنقل بضغط أزرار الريموت بحثاً عن شئ آخر أو ريثما يحين موعد ما جلست أمام التلفاز من أجله..وهكذا وأنا في انتظار نشرة الأخبار ..وجدث نفسي أمارس عادة تركتها طويلاً ..وهي الاستماع إلى حكاوي حسين خوجلي. حنى تنقضي الدقائق العشرة…فقد كان يتحدث عن تاجر قبطي أشتهر بسوق أمدرمان..وكيف أنه كان على تاجر توفاه الله شيكات لعدد من التجار منهم حنا صليب وهو المعني..وكيف أن أهله عندما ذهبوا إليه يحدثونه في السداد..مزق الشيكات .. وأن من كانوا يتناولون السيرة قالوا( يا حليلك يا حنا صليب )كان يريد بالحكاية هدفاً سنعود إليه في نهاية المقال..وانتقل إلى الحديث عن الصاغ محمود أبوبكر صاحب صه يا كنار..وطفق يشيد به من زاوية أن قصيدته كانت تساهم في (ذبح العجمة !!)..هكذا ببساطة والناس ومثقفوا التيارات المناوئة لتياره الاسلاموي ..يتحدثون عن جحد التنوع والاستعلاء باللغة العربية والتدين بالاسلام كما كتب الاستاذ كمال الجزولي .. وكيف كان أثره في انفصال الجنوب..وخطره على بقية السودان..وإذ يعتبر هو عملياً ناطقاً رسمياً بما يعتمل في نفوس التيار الذي يمثله..لا جديد فيما أتى به..فقد سبق أن تمنى سوداناً يصحو فيه من نومه أو مستقبلاً تكون فيه هذه الرطانات قد تلاشت ..حتى يستقر السودان ويزدهر!! وهكذا يثبت هذا التيار أنه أعجز عن نقد تجربته..وأنه بذلك لا أمل في حواره ..ولئن كان هذا في جحد التنوع الإثني وفقاً لتعبير الاستاذ كمال الجزولي..فإن الجانب الآخر هو جحد التنوع الثقافي والديني .. فبرغم أن حنا صليب ..ورغم اختلاف دينه ..كان متشرباً بقيم التعايش والتساكن بين المجموعات المختلفة في السودان ..الذي جعله لا يقيم وزناً لماله مقارنة بفقد زميل له في السوق..تجد تياره نفسه يقلل من أغياره وأتى بعبارة الدغمسة الشهيرة تلك..فهل هنالك تيئيس من هذا النظام وتياره الحاكم ..والذي يزعم محبَطوه بأنه لم يحكم بعد..أكثر من ذلك ؟
وبالعودة إلى هدفه من إيراد رواية حنا صليب ..نجده يكرر ما ردده كثيراً من وجهة نظره في مادة ( يبقى لحين السداد ) أو الموت كما يردد..وكان حديثه نعياً للأخلاق السودانية التي تلاشت بين تجار اليوم..وإن نموذج حنا صليب لم يعد موجوداَ..لكن المثير للسخرية والحنق والاشمئزاز ..هو قو له بأن في تحويل أمر الشيكات من قضية جنائية إلى مدنية ..حلاً لهذا الإشكال !! وأن يخصص الحل للتجار لا للجوكية!! ولا نود أن نسأل عن وجه العدالة في هذا الفرز .. وكيفيتة الفرز..ولا في ضياع حقوق الدائنين..لكننا نشير إلى أنه يحاول الالتفاف على مأزق النظام الاقتصادي لحكم الاسلامويين..ويضع العربة أمام الحصان..فكل من خبر هذا النظام ..يعرف أنه هو من غذى الاقتصاد الطفيلي القائم على المضاربات في المال والعقار والعملات وغسيل الأموال..حتى كانت النتيجة هذا الكم الهائل من ضحايا هؤلاء المضاربين..والعاملين بتجارة الكسر..والحالمين بالصعود الصاروخي على السلم الاجتماعي كما فعل الذين مُكنوا..عندئذٍ ..يكون من السُخف والاستخفاف بعقول الناس ..بل والجهل بما تعاني منه البلاد في هذا الجانب الجوهري.. القول بأن تحويل المادة من الجنائي إلى المدني ..لا يحل هذه المعضلة فقط ..بل سيطور الاقتصاد ويخفض سعر الدولار..ويكون الحديث عن مؤامرة دولية لتخريب عقول شبابنا بالمخدرات التي وصلت مرحلة الأساس كما اعترفت وزيرة الرعاية الاجتماعية..ضرباً من الجهل والاستغفال.
[email][email protected][/email]