خارطة الطريق ..دبلوماسية الضغوط الناعمة

اشواق وامال عراض ينتظرها السودانيين من ثمرة خارطة الطريق كمشروع سياسي سوداني وطني ارتضته الاطراف السودانية علي طاولة التفاوض باديس ابابا .
زخم سياسي وارادة جديدة حملتها الاطراف السودانية كمشروع جديدة استجابة لنداءات وضغوط دولية ظلت تدفع بشكل ناعم في اتجاه تسوية سياسية شاملة لملف المنطقتين وصولا لوقف دائم لاطلاق النار .
“الانتباهة” حاولت ان تقرأ اتجاهات القوي السياسية السوداني وتقف علي حيثيات ما قبل التوقيع علي “خارطة الطريق” وما يمكن ان تحدثه من تحولات وتبدلات في الواقع السياسي السوداني خصوصا ان هذه الوثيقة وجدت جدلا كثيفا علي المستوي الداخلي والاقليمي وحتي الدولي باعتبار بعضا من المكونات الدولية مارست قدرا من الضغط ضد الاطراف السودانية حتي تستجيب لهذه الوثيقة برعاية من الوساطة الافريقية .
حراك في كل المسارات
والوثيقة ذاتها وجدت اهتماما لافتا من العديد من مراكز الدراسات البحثية والاستراتيجية والتي تنشط الان في اتجاه تشريح مالات ما قبل الخارطة وما بعدها وما يمكن ان تحدثه من تحولات في المسارات السياسية والعسكرية بين كافة الاطراف , فالدكتور علي عيس مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في حديثه “للانتباهة” وصف عملية التوقيع علي خارطة الطريق بانها “استدراك اخير” من الممانعين للحوار او بالاحري المعارضين له وان عملية التوقيع هذه مقصودة في ذاتها وليس مناورة سياسية او تكتيك مرحلي ,وانما الذي حدث هو ان هناك ضغط دولي كثيف تعرضت له المعرضة وارغمها علي هذا الاستدراك الاخيرة واجبرها كذلك علي الدخول الي غرفة التوقيع علي هذه الخارطة , ومضي الدكتور علي عيسي في حديثه قائلا : ” ان كل رهانات وعرض حالات المعارضة قد سقطت وتلاشت سواء كان ذلك علي المستوي العسكري او السياسي” ويعتقد الدكتور عيسي ان احساس المعارضة بامكانية خروجها من خارطة الطريق ربما سيفقدها كل الاوراق التي ظلت تناور بها خصوصا بعد الالتفاف الكبير الذي وجدته مخرجات الحوار الوطني من قبل القوي السياسية السودانية فالمعارض في نظر الدكتور علي عيسي كانت تستخدم هذه الاوراق المفقودة لتلبية طموحاتها السياسية ولهذا فان تصريحات ومرافعات السيد الصادق المهدي زعيم حزب الامة والحركة الشعبية “شمالا” بالاضافة الي حراك كل الفعاليات يعكس حقيقة التدارك الاخير لهذه القوي وبالتالي تعتبر عملية التوقيع هي المخرج الاساسي للمعاضة وللسودان من هذه الازمة السياسية
الضغوط الناعمة
اما هذه الخارطة برؤية الفريق صديق محمد اسماعيل نائب رئيس حزب الامة فهي مشروع سياسي سوداني بارادة سودانية وارادة دولية كما انها تؤسس لمعالجة المشكل السوداني , وقال الفريق صديق في حديثه “للانتباهة” ان الخطوات المتسارعة تجاه التوقيع يعكس حقيقة الضغوط الدولية الكثيفة التي واجهتها كل الاطراف المتفاوضة باديس ابابا ولكنه وصفه بالضغط الناعم غير الخشن وبلا تهديد او وعيد ولكنه في خاتمة المطاف اجبر كل هذه الاطراف بقبول عملية التوقيع علي الخارطة عبر سماها الفريق صديق بالدبلوماسية الناعمة وبالتالي ليست هناك فرصة اخري للمناورات السياسية .
وتوقعات نائب رئيس حزب الامة لما يمكن ان تحدثه هذه الخارطة علي الواقع السياسي السوداني اجملها “سعادتو” في حزمة التحولات الاتية وهي اولا : احداث تغييرفي شكل ومضامين المسارات الامنية والسياسية والعسكرية والانسانية فضلا عن الحراك الكثيف علي مستوي مكونات القوي السياسية السودانية .
لم يكن حزب الامة القومي شريكا فقط في صناعة هذا الواقع كما يعتقد الفريق صديق ولكن حزب الامة اسس لكل هذا الواقع وصمد امام كل التحديات التي عاقت مسيرة الوفاق ولهذا فان حزب الامة كما يراه سعادة الفريق اسس لفكرة الخارطة ولهذا المسرح السياسي وبالتالي فهو لم يكن حزبا وافدا لهذا المربع بلا حق او بلا دور ,
اما ما يمكن ان يحدث لاحقا من استحقاقات لهذا الخارطة فانها كما يصفها صديق ستفرض علي الاطراف تشكيل الية للتنفيذ والمتابعة ومعالجة ملف الحرب والسلام بان تنتقل الاطراف من مربع الحرب الي اجواء السلاموالتحول الديمقراطي .
حديث “الاشرار”
وحديث نائب رئيس حزب الامة هذا ربما لا يخلو من تحذيرات ضد من اسماهم “بالاشرار” الذين يريدون تعويق مسيرة الحوار الوطني سواء كان هؤلاء في الحكومة او في المعارضة الا انه استحسن الخطاب السياسي للحكومة حيال قضية التفاوض مع المعارضة بحسب ما عبر عنه المهندس ابراهيم محمود نائب رئيس المؤتمر الوطني حينما اطلق مقولته السياسية الاخيرة : ” اذا اتجهت المعارضة تجاه الحكومة خطوة فان الحكومة ستتجه نحو المعارضة عشرة خطوات ” الامر الذي اعتبر الفريق صديق مؤشرا ايجابيا يؤسس لثقة جديدة بين الاطراف المتخاصمة ولهذا كله فان الذي حدث الان في منبر اديس ابابا يعتبر محطة جديدة تنتقل اليها الاطراف السودانية تحقيقا للسلام والاستقرار .
رجال وقلوب شتي ..
وفي منحي اخر فان حركة العدل والمساواة المتحدة او المستنسخة من حركة العدل والمساواة “الام” كانت تنظر لعملية التوقيع علي خارطة الطريق بانها ربما لا تخلو من تحفظات لدي بعض مكونات المعارضة خصوصا فيما يلي جانب الوقف الدائم لاطلاق النار هكذا كانت يتحدث الاستاذ بشير السنوسي رئيس حركة العدل والمساواة المتحدة التي ارتضت خيار السلام والتحاور ويعتقد السنوسي في افاداته “للانتباهة” ان هناك من بين المعارضين من لهم مآرب اخري في عملية التوقيع علي هذه الوثيقة وان مجموعة نداء السودان ليس علي قلب رجل واحد فهناك من هم لازالوا يمارسون فضيلة المناورة ولهذا فان السنوسي يري انه ليس من المنطق ان تكون هذه الخارطة هي الشكل النهائي او الحاسم للتفاوض بين كل هذه الاطراف المتنازعة .

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..