أخبار السودان

عبد الماجد هارون … الدوام لله وحده ..

حينما كنا صغاراً ونحن نستمع الى نشرات الأخبار حيث كان المذياع هو محطة تعلقنا الوحيدة التي تربطنا بالعالمين الداخلي والخارجي .. لشد ما كان يحيرنا سماع عبارة الوكيل الدائم لوزراة كذا !
لم نكن نعلم أن الديمومة المقصودة هي للشخصية الإعتبارية أي المنصب و ليس للشخص الذي يشغله والذي هو لا محالة سيتنحى عنه إما بالتقاعد أو هادم اللذات مع إحتمال ورود أسباب أخرى عديدة !
لكن تكمن أهمية الصفة أنها تعكس متانة النظام القديم والعريق الذي كان يحكم دولاب الخدمة المدنية التي يتبع لها ذلك المنصب وغيره من المواقع الحساسة كمحافظ المصرف المركزي مثلا والقائد العام للجيش ومدير عام الشرطة وهي المواقع التي لم تكن تتأثر بذهاب الوزير المعني ولا حتى بحل الحكومة كلها !
بالأمس وفي غمرة التجاذبات والمسك بخناقات بعض المتنفذين الحكوميين والحزبيين الإنقاذيين في خناقات بعضهم تم إعفاء وكيل وزارة الإعلام الشاب المذيع السابق عبد الماجد هارون والذي دفع ثمن نكش تجاوزات غريمه المدير الأسبق للتلفزيون محمد حاتم سليمان .. وإن كنا نعلم لماذا أعفي الرجل .. لكننا نتساءل ما هي الجهة التي أعفته هل بقرار جمهوري أم ارادة حزبية ..مع استبعادنا طبعا أن يكون القرار صادرا من الدكتور أحمد بلال عثمان المتفرغ لمهام الردحي الخارج عن أدبيات الإعلام ومنطق السياسة كلها .. و لايمكن أن يكون ذلك الإعفاء تم بواسطة وزير الدولة ياسر يوسف الذي كان سببا في قفزة صديقه المذيع الإنقاذي الى ذلك المنصب الآفل بزانة الولاء وليس الكفاءة .. ليتولى منصباً فضفاضاً عليه شغله في زمان هيبته باهلية رجال زمانهم .. أمثال محمد عامر فوراوي و محمد صالح عبد اللطيف و ابراهيم حسن خليل وعلي شمو وابراهيم الصلحي وغيرهم ممن سبقوهم أو جاءوا بعدهم .
فهذه المشاحانات بين أهل الإنقاذ وإن بدت في شكلها العام على مستوى هؤلاء الشباب الذين تملهكم غرور الدلال من كبارهم فصاروا يتصارعون بالإنابة عنهم .. ماهو إلا أول الغيث في كشف بقية موائد الفساد المنهجي المغطاة بملاءات التستر التي بدأت تتمزق جراء شدها لفضح بعضهم !
بالطبع لا نرجو خيراً في عدالة وزير جاءته التعليمات من أعلى لإحتواء الفضيحة قبل استشرائها فحاول أمساك الحكاية من منتصفها ..فلا هو نال بلح اليمن و استطاع شطب البلاغ ضد المتهم المحمي لإرضاء صاحب الأمر العالي بالكامل ولاحصل على عنب الشام باقناع الرأي العام عندما حاول تبرير إقحام نفسه في القضية وهي في أطوارها الأولى .. مثلما تصرف من أعفى هارون نكاية فيمن حرضه.. وهي اساليب فجة ومكشوفة بلغت فيها درجة التلاعب بالوظيفة العامة لتصبح ورقة على طالة الأغراض الذاتية !
ونقول لعبد الماجد ماطار طير وارتفع إلا كما طار وقع …. فمثلما جئت من خط التسلل ها أنت تخرج بالبطاقة الحمراء من الحكم المتحيز لخصمك ..وليس كما كان يدخل الى هذا المنصب في الأزمان النبيلة أو يخرج عنه الوكيل الدائم !
وما الدائم إلا وجه الله وحده .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. برقاوي اخوي ..
    صدقني عبدالماجد دة تاني ما حيخلف …ههههه
    كلماتك كالرصاص اقسى من قرار الاعفاء نفسه ..
    انا غايتو لو محله اشوف لي فيزا واتخارج ..
    عفيت منك ..

  2. ياربي د بلال كلموه ولا صحي مافاضي من الردحي على الأعلاميين والمدونين
    هو نفسه معترف بأنه اخر من يعلم

  3. معذره استاذنا برقاوى لقد فات على إضافة اسمك الكريم في تعليق لى سابق على موضوع آخر بعدد اليوم بجانب الاساتذه الكبار عثمان شبونه ومولانا سيف الدوله وشوقى البدرى رجوتهم فيه لضرورة تبنى سياسة حشد الرآى العام ضد النظام وذلك بإحياء شهادات شيخهم الهالك ومن الواضح أن النظام بتوجيه من أجهزة أمنه إستطاع بخبث او براعه او الاثنان معا توجيه الرآى العام لوجهة آخرى بعيده كل البعد عن القضية التي يريدون نسيانها وقبرها الى الآبد فإنخرط في تآليف مسرحيات ما كان ينبغي أن تنطلى على النخب الواعيه من امثالكم!! وحشد الرآى العام حول قضيه بعينها علم جديد اثبت نجاعته وتتبعه الآن أجهزة الاعلام الاجنبيه الناطقه بالعربيه وعربيه كقناة الجزيره على سبيل المثال بتوجيه من آجهزة آمنها او اى جهة تسعى لتحقيق هدف معين وكتابنا الفرصه ما زالت مواتيه امامهم وللمره الآلف ليست هناك قضيه حتى الآن قادره على زلزلة كيان هذا النظام سوى الطرق على شهادات شيخهم وعرابهم والحرص على وضعها امام أنظارهم وتناولها بالتحليل والتشريح بشكل مستمر والحلقات حسب متابعاتنا بها ما يكفى !!وعلينا أن نسآل أنفسنا ايهما كان ذو آثر سلبى على حياة المواطنين ما ضلع فيه الهالك وطغمته وبموجبه أدخلوا العباد والبلاد في هذا النفق العميق الضيق المظلم؟!! ام المسرحيات الانصرافيه التي إصطنعوها إصطناعا وشغلوا بها الجميع دون إستثناء؟!!

  4. استاذنا برقاوي عندما نقرأ لك نستمتع باللغة وبالاسلوب وبالثقافة وبالادراك وبالتحليل خلاف الموضوع الذي دوماً مثمر ومؤثر ..يديك العافية

  5. لك جزيل الشكر و التقدير، أخى برقاوى، على المقال الرصين المتماسك..
    * “ود بيت المحل، محل ما يطير يرك فى محله”، مثل شعبى!
    * هؤلاء ليسوا بأهم و لا ارفع درجه يا أخى، من شيخهم “المقبور”، و لا على عثمان و نافع و كمال عبداللطيف و المتعافى..و القائمه تطول!
    * و تقديرى أن بقيه “البويات” سيذهبون تباعا، “نفكيكا لنظامهم” و “بأيديهم” انفسهم، إن شاء الله، و يا سبحانه و تعالى!!
    * و هى فرصة اخيره للدلاهه جاءته فى طبق من ذهب، ليتحاشى المحكمه الجنائيه، بعد أن يستقوى بقوى “خارطة الطريق”، ناس الصادق المهدى و عقار و الحلو و مناوى!..
    * و لتقوم الفتره ما بين 2017 و 2020 مثلا، مقام “الفتره الإنتقاليه”، التى ظلت المعارضه تطالب بها لتصفية النظام!
    * و يقوم الدلاهه خلالها، بإرسال البعض من هؤلاء “البويات” للمحاكم بتهم شتى: ليس أقلها “الفساد” و “التورط” فى محاولة إغتيال حسنى مبارك الفاشله، لتحسين العلاقات مع مصر، و مخاولة إستعادة حلايب!..و يقوم أيضا بإعفاء العديد منهم الواحد تلو الآخر، بدعاوى “تهيئة المناخ” و “إتاحة الفرص” للقادمين الجدد، و تنفيذ “خارطة الطريق” بدون “شوشره”!..و بعضهم سيذهب، و الله أعلم، بدعوى حسم الخلافات داخل ما كان يعرف ب”المؤتمر الوطنى”، لا عليه و لا عليهم رحمة الله!
    * و يستمر الدلاهه رئيسا للجمهوريه حتى إنتخابات 2020!..ليخلفه الصادق المهدى و حلفائه الجدد، بإكتساحهم الإنتخابات!..ليذهب الدلاهه و آل بيته و أقربائه، مع أموالهم و ممتلكاتهم إلى كافورى طلقاء!..و لكن إلى حين!
    * فى الأثناء يكون الكيزان “البويات” فى المحاكم و السجون و الشوارع و القبور!..
    * و هم على حالهم هذا، يناوشهم الشعب السودانى بين الحين و الآخر، بسبب تركم الضغائن!..و يناوشون هم “بعضهم بعضا”، تصفية للحسابات!
    * و رويدا رويدا، و إذا ما إستتب الأمن و الإستقرار فى البلاد، و أمد الله فى عمر الدلاهه، يطالب الشعب السودانى بمحاكمته!..و لربما تم إرساله إلى لاهاى، بنفس طريقة رئيس ليبريا السابق، تشارلس تايلور!..أو يمثل امام “المحكمه الإفريقيه”، مثلما حدث لرئيس تشاد السابق، إدريس دبى!
    * لأن الله يمهل و لا يهمل أبدا،،
    و لك تقديرى و احترامى،،،

  6. برقاوي اخوي ..
    صدقني عبدالماجد دة تاني ما حيخلف …ههههه
    كلماتك كالرصاص اقسى من قرار الاعفاء نفسه ..
    انا غايتو لو محله اشوف لي فيزا واتخارج ..
    عفيت منك ..

  7. ياربي د بلال كلموه ولا صحي مافاضي من الردحي على الأعلاميين والمدونين
    هو نفسه معترف بأنه اخر من يعلم

  8. معذره استاذنا برقاوى لقد فات على إضافة اسمك الكريم في تعليق لى سابق على موضوع آخر بعدد اليوم بجانب الاساتذه الكبار عثمان شبونه ومولانا سيف الدوله وشوقى البدرى رجوتهم فيه لضرورة تبنى سياسة حشد الرآى العام ضد النظام وذلك بإحياء شهادات شيخهم الهالك ومن الواضح أن النظام بتوجيه من أجهزة أمنه إستطاع بخبث او براعه او الاثنان معا توجيه الرآى العام لوجهة آخرى بعيده كل البعد عن القضية التي يريدون نسيانها وقبرها الى الآبد فإنخرط في تآليف مسرحيات ما كان ينبغي أن تنطلى على النخب الواعيه من امثالكم!! وحشد الرآى العام حول قضيه بعينها علم جديد اثبت نجاعته وتتبعه الآن أجهزة الاعلام الاجنبيه الناطقه بالعربيه وعربيه كقناة الجزيره على سبيل المثال بتوجيه من آجهزة آمنها او اى جهة تسعى لتحقيق هدف معين وكتابنا الفرصه ما زالت مواتيه امامهم وللمره الآلف ليست هناك قضيه حتى الآن قادره على زلزلة كيان هذا النظام سوى الطرق على شهادات شيخهم وعرابهم والحرص على وضعها امام أنظارهم وتناولها بالتحليل والتشريح بشكل مستمر والحلقات حسب متابعاتنا بها ما يكفى !!وعلينا أن نسآل أنفسنا ايهما كان ذو آثر سلبى على حياة المواطنين ما ضلع فيه الهالك وطغمته وبموجبه أدخلوا العباد والبلاد في هذا النفق العميق الضيق المظلم؟!! ام المسرحيات الانصرافيه التي إصطنعوها إصطناعا وشغلوا بها الجميع دون إستثناء؟!!

  9. استاذنا برقاوي عندما نقرأ لك نستمتع باللغة وبالاسلوب وبالثقافة وبالادراك وبالتحليل خلاف الموضوع الذي دوماً مثمر ومؤثر ..يديك العافية

  10. لك جزيل الشكر و التقدير، أخى برقاوى، على المقال الرصين المتماسك..
    * “ود بيت المحل، محل ما يطير يرك فى محله”، مثل شعبى!
    * هؤلاء ليسوا بأهم و لا ارفع درجه يا أخى، من شيخهم “المقبور”، و لا على عثمان و نافع و كمال عبداللطيف و المتعافى..و القائمه تطول!
    * و تقديرى أن بقيه “البويات” سيذهبون تباعا، “نفكيكا لنظامهم” و “بأيديهم” انفسهم، إن شاء الله، و يا سبحانه و تعالى!!
    * و هى فرصة اخيره للدلاهه جاءته فى طبق من ذهب، ليتحاشى المحكمه الجنائيه، بعد أن يستقوى بقوى “خارطة الطريق”، ناس الصادق المهدى و عقار و الحلو و مناوى!..
    * و لتقوم الفتره ما بين 2017 و 2020 مثلا، مقام “الفتره الإنتقاليه”، التى ظلت المعارضه تطالب بها لتصفية النظام!
    * و يقوم الدلاهه خلالها، بإرسال البعض من هؤلاء “البويات” للمحاكم بتهم شتى: ليس أقلها “الفساد” و “التورط” فى محاولة إغتيال حسنى مبارك الفاشله، لتحسين العلاقات مع مصر، و مخاولة إستعادة حلايب!..و يقوم أيضا بإعفاء العديد منهم الواحد تلو الآخر، بدعاوى “تهيئة المناخ” و “إتاحة الفرص” للقادمين الجدد، و تنفيذ “خارطة الطريق” بدون “شوشره”!..و بعضهم سيذهب، و الله أعلم، بدعوى حسم الخلافات داخل ما كان يعرف ب”المؤتمر الوطنى”، لا عليه و لا عليهم رحمة الله!
    * و يستمر الدلاهه رئيسا للجمهوريه حتى إنتخابات 2020!..ليخلفه الصادق المهدى و حلفائه الجدد، بإكتساحهم الإنتخابات!..ليذهب الدلاهه و آل بيته و أقربائه، مع أموالهم و ممتلكاتهم إلى كافورى طلقاء!..و لكن إلى حين!
    * فى الأثناء يكون الكيزان “البويات” فى المحاكم و السجون و الشوارع و القبور!..
    * و هم على حالهم هذا، يناوشهم الشعب السودانى بين الحين و الآخر، بسبب تركم الضغائن!..و يناوشون هم “بعضهم بعضا”، تصفية للحسابات!
    * و رويدا رويدا، و إذا ما إستتب الأمن و الإستقرار فى البلاد، و أمد الله فى عمر الدلاهه، يطالب الشعب السودانى بمحاكمته!..و لربما تم إرساله إلى لاهاى، بنفس طريقة رئيس ليبريا السابق، تشارلس تايلور!..أو يمثل امام “المحكمه الإفريقيه”، مثلما حدث لرئيس تشاد السابق، إدريس دبى!
    * لأن الله يمهل و لا يهمل أبدا،،
    و لك تقديرى و احترامى،،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..