ديلما الجميلة ..تحتقر أعداء النجاح ..

أكثر ما كان يعرفه أغلب الناس عن تلك البلاد أنها تنام ثملة بعد رهق الرقص على أنغام السامبا و أنها تصدر البن البرازيلي ولعيبة الكرة وانها بلاد الجريمة وبيوت الصفيح والتي تقوم الشرطة فيها بقتل أطفال الشوارع الذين يتضايق التجار الطبقيون والعنصريون من رقدتهم أمام حوانيتهم فيدفعون لمن يصطادهم كالفئران !
لكن الصورة إختلفت حينما أصبح أحد أولئك الفقراء رئيسا لها ..جاء من بين صفوف حزب العمال اليساري وخرج من وسط تكدس بيوت القصدير وهو الذي عمل ماسحا للأحذية في صباه الباكر لينقل بلاد الى مصاف الدول السبع المتسيدة على صناعة واقتصاد العالم ورفع الى مستوى الحياة الإنسانية ثلاثين مليونا من الطبقة المقهورة خلال ولايتيه الرئاسيتين وقد فرضهما الدستور كحد أقصى لتولي الرئاسة .. وحينما طلب منه الشعب و الكونجرس أن يتم تعديل اللائحة ليستمر في الحكم منتخبا لولاية أخرى تمنع باكيا وقال أنه سيتيح الفرصة لمن قد يكون أفضل منه !
وجاءت ديلما روسوف التي سارت على ذات الخط الذي رسمه سلفها اليساري الزاهد والذي ترك لها إقتصادا قويا وبلاداً واسعة المساحة تحط طائراتها في ما يقارب الخمسماية مطار داخلي .. فخططت تلك السيدة لبناء ثمانماية أخرى وفي بلادنا يعجز النظام عن بناء مطار واحد على مدى ربع قرن كامل من زمان الخراب !
استطاعت أن تنظم استضافة كأس العالم وخططت لدورة الألعاب الأولمبية الحالية فشيدت الملاعب التي كلفت أحد عشر مليارا من الدولارات في وقت قياسي .. ومدينتنا الرياضية الحديثة يسرق طوبها طوبة طوبة وتتقلص مساحتها بسرقة الحتات من حولها ولم تكتمل في مدى عهد أصحاب الأيادي و الوجوه المتوضئة !
قضت تلك السيدة ولايتها الأولى و فازت للثانية .. ولكن أعداء النجاح من أصحاب النزعة الأرستقراطية والراسمالية الحقودة لم يرضهم أن تطول كتوف الطبقات الدنيا لتقارب مقاماتهم ولو في الحد المعقول من العيش الكريم .. فنصبوا لها فخاخ التأمر .. وكان أقصى ما وجدوه من مخالفات هي أنها قد تلاعبت بواسطة فريقها الإقتصادي أبان حملة إعادة انتخابها بحسابات الدولة بحيث بالغت في تصويرها في تفوق فائض ميزان المدفوعات .. وهي مخالفة حسب الخبراء القانونين كما سمعنا لا ترقى لشبهة الفساد بل قد لا تتجاوز الإدلاء بمعلومات تقلل من درجة حرارة الطقس في نشرة الأحوال الجوية لآسباب استراتيجية لها علاقة بعدم التاثير على دولاب العمل والإنتاج !
تكالب عليها أهل اليمين في الكونجرس المكون من غرفتين وفيهم نواب ورؤساء برلمان وحكام سابقون أدينوا ببينونة الفسا د وياللمفارقة ..! يقودهم مهاجر لبناني اسمه ميشال تامر وهي الآخرى ابنة البلغاري المهاجر و كانت غلطتها انها أختارته نائبا لها فملّك أعداءها ما كان يظنه قاصمة ظهرها فنصبوه رئيسا مؤقتا مكافأة له و قد يتم تثبيته دستورياً في المنصب لإكمال دروة الرئاسة الحالية في حالة عزلها اليوم أو غداً !
أوقفوها عن ممارسة مهامها لمدة ستة أشهر سابقة لانها ربما لاتملك الأغلبية في الكونجرس باعتبار النظام هناك رئاسي يتم إنتخاب الرئيس فيه مباشرة من الشعب !
لم تقل الكل تحت كعبي العالي ولم تسعى لشراء الذمم البرلمانية المطاطة لتعديل الدستور و لالتكريس حصانتها .. بل وقفت كالسيف تتحدى أعداء النجاح وواجهت مشكلتها دون أن تتهم الرجال (بجندرة ) القضية و لاقالت إن أمريكا تستهدف مسيرتها القاصدة .. بل قالت وهي التي سيتم عزلها بواسطة مجلسي النواب والشيوخ ..لامحالة .. أنها ستمضي وضميرها مرتا ح ولا يهمها في شي أن تخسر المنصب بالدسائس والمؤمرات والإنقلاب عليها بألة الديمقراطية ذاتها .. ولايهمها أن تخسر العالم كله .. طالما أنها كسبت نفسها بالرضاء عنها ذاتيا وشعبياً !
فالنجاح هو النجاح وله أعداؤه في كل مكان .. ولست متحيزة لتلك السيدة لأنها أنثى أو يسارية الهوى ..فمحاولة تحطيم مسيرة أرودغان الإسلامي اليميني بانقلاب عسكري تؤلم من يؤمن بالديمقراطية مثل شخصي الضعيف كقيمة ُمثلى في الحكم وأيضا لآن مقارنة نجاحة في ظلها أكبر بكثير عن هفواته الذاتية و سعيه لتكريس سلطته .. لذا فالتأمر المرفوض عليه هو استهداف لنجاح الديمقراطية وليس نجاحه الخاص ولا مثالية حزب العدالة والتنمية في حد ذاته!
نعم ستخسر السيدة البرازيلية الجسورة رئاستها ولكن يكفي أنها حققت( عزة ) لنفسها بالعمل والبناء لم تشتري بردتها من سوق الماركاتو الأثيوبي .. ولم ترتدي قميص رونالدو أو بيلية ليصفق لها المنافقون .. بل ستعود عالية الرأس الى شعبها الذي سيهتف لها وداعا بحناجر الصدق التي أعلت من صوت أصحابها وقد كانت تهمس قبل أن يحررها عهد الرئيس دي سلفا المهذب ومن بعده سنوات الرئيسة ديلما روسوف الجميلة !
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مثل هذه المقالات يجب أن يقرأها السودانيون وخاصة الشباب حتي يستطيعوا تنمية مداركهم لكي يتمكنوا من أن يفهموا كيف نهض الآخرون ومن يريد النهوض ماذا يفعل …
    بس يااستاذ راجع مقالاتك قبل أن تنشرها … تحياتي

  2. مثل هذه المقالات يجب أن يقرأها السودانيون وخاصة الشباب حتي يستطيعوا تنمية مداركهم لكي يتمكنوا من أن يفهموا كيف نهض الآخرون ومن يريد النهوض ماذا يفعل …
    بس يااستاذ راجع مقالاتك قبل أن تنشرها … تحياتي

  3. أولاً يا أستاذة نعمة أناأخطأت سهواً وكتبت أستاذ بدلاً من أستاذة فلك العتبى حتى ترضين …
    ملاحظاتي هي فى بعض الأخطاء المطبعيةمثل :
    بألة الديمقراطية ذاتها .. آلة.
    لآن مقارنة … لأن.
    لذا فالتأمر … التآمر.

    نجاحة …. نجاحه.

    هذه أخطاء مطبعية دائماً عند المراجعة تجد حظها من التصحيح ..
    بالتوفيق بإذن الله تعالى

  4. أولاً يا أستاذة نعمة أناأخطأت سهواً وكتبت أستاذ بدلاً من أستاذة فلك العتبى حتى ترضين …
    ملاحظاتي هي فى بعض الأخطاء المطبعيةمثل :
    بألة الديمقراطية ذاتها .. آلة.
    لآن مقارنة … لأن.
    لذا فالتأمر … التآمر.

    نجاحة …. نجاحه.

    هذه أخطاء مطبعية دائماً عند المراجعة تجد حظها من التصحيح ..
    بالتوفيق بإذن الله تعالى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..