بعض الذي كان عبر نافلة القول (3)

بعض الذي كان عبر نافلة القول
( 3 )
كان يتحرق شوقاً للإفصاح
حاولتُ عبثاً أن أفضي
عَسُر عليه نظم الكلام !!؟…
أردتُ أن أحكي
و الحكاية تسربت كحبات الرمال
من بين أصابعه ؛؛؛؛؛
غرستُ أصابعي عميقاً
كانت الحياة بلا حكاية
باهتة
مملَّة
ضجرتُ
سأم
ماذا لو لوَّن فضاء اللوحة
بألوان قوس قزح
ثمة أحداث عارضة
تعبر بلا أثر
و أخرى تُخلْق خطيرة
كالأحزان تفجعنا
بادئ ذي بدء
و لا يمضي طويل وقت
حتى تتضاءل
فتُنسى
كنتُ إجترح
ما يفجر الأسئلة
كسر حدة الرتابة
كيف تتنامى الأحداث ؟؟؟…
من أي منشأ ترد ؟…
كنتُ أرسم
كان يكتب
سرعان ما
أمزق
رسمه
و يشخبط
كتاباتي
كانت الكتابة
تتراوح
بين النثر و الشعر
كسب النثر الصدام
إنحسر ظل شجرة النيم العريقة
مأواي الأسير
و أُونسه
صقعتْ الشمس رأسي
لم أعد ألف صحبة الأقران
كأنه جاء من فج عميق !!؟…
عاقرتُ خير جليس
كأنه البديل الماتع لأقرانه !!…
* * *
كان يحتمي بالعزلة
كنتُ إنطوائياً
لم يدعه الآخرون
و شأنه
أهم الجحيم !!؟…
رافقتُ (جان بول سارتر) طويلاً
و ظل يذهب و يعود لكتابه “الغثيان”
و في معيتنا رفيقة وجوده
( سيمون دي بُوفوار )
بأشهر كتابيها
“الجنس الآخر”
و “المثقفون” ( رواية )
( نحن نعرف الحياة لكن لا نعرف كيف نعيشها ) !!؟….
هل أنا أعرف أصلاً الحياة ؟؟؟…
ظل غارقاًً في مياه الوجودية العذبة
في ظني
و الملح الأجاج
في إعتقادهم
ثمة صراع
نشب
بين الأنا العليا
و الأنا السفلى
كان يفكر
كنت أحس
مضى يتخبط
خبط عشواء !!؟…
بين الإستنارة و العتمة ؛؛؛؛؛
هل أنا مفتون بحرية التفكير التام دون قيود ؟!؟!؟…
ألا يغلو في تفرد قيمة الإنسان ؟…
هل أنا إبن المجتمع الزراعي
يمتلك إرادة الإختيار !!!؟…
هل الوجود سابق للماهية ؟…
أ أنا لوحة بيضاء ؟…
حينما أتىتُ الى الوجود ؛؛؛
كان مولعاً بالفكر الجديد
القادم من وراء البحار …
كنتُ متنازعاً بين الثابت و المتحول
بين شوكة الإلحاد و زهرة الإيمان
الإيمان أمل و سلوى و عزاء ؛؛؛؛؛
إنتهج الفكر الحر و حرية الإختيار
جمعتُ كل كتب الفلسفة الوجودية
إختار لها حيزاً بارزاً في مكتبتي
و خرجتُ لا يلوي على شئ !!؟….

* * *
في البدء
كانت الكلمة
لم تكن قراءاتي موجهة
كان يقرأ
كل ما تطاله يداه
أو تقع عيناي عليه
كان يكتفي بالإمتاع الحسي
ربما الذهني
في بعض الأحايين
و لا أذهب بعيداً
عبر ما وراء ذلك
منذ الوهلة الأولى
صدمه (سارتر)
بفكره الوجودي
إهتزتْ مسلماتي
خلل ما ترسب في وجدانه
زلزل إنتماءاتي الفطرية
طفق يبحث عن منفذ
عبر إختراقه لثالوث التابو
(الدين الجنس السياسة)
حفرتُ عميقاً في أرض
المسكوت عنه !!؟…
كاد يرفض قناعاتي
كنتُ متمرداً
على كل السائد و المعهود
لم يعد ثمة تابو
يُؤصد مخارجه
الخروج لم يكن محالاً
لكنه كان عصياً
كانتْ قراءاته الأولى لا تصل الى
أبعد من متعتي الحس و الذهن
طفتُ عميقاً بين أرجاء
روايات “إحسان عبد القدوس و يوسف السباعي” و من نحى نحوهما
و لاحقاً تسور ذلك الحائط
الى جرأة “يوسف إدريس و نجيب محفوظ” في رصد و معالجة القضايا الإجتماعية
الى أن رستْ مراكبي على مرافئ
إيقونة السرد السوداني
( الطيب صالح )
أول من جعل قافلة الفوز
تعبر النيل الأزرق
بحصوله على جائزة الرواية العربية
عقب رفض “صنع الله إبراهيم” لها !.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يتساءل فيصل مصطفى:

    【هل أنا أعرف أصلاً الحياة ؟؟؟…
    ظل غارقاًً في مياه الوجودية العذبة
    في ظني
    و الملح الأجاج
    في إعتقادهم
    ثمة صراع
    نشب
    بين الأنا العليا
    و الأنا السفلى
    كان يفكر
    كنت أحس
    مضى يتخبط
    خبط عشواء !!؟…】

    و يرد عليه ايليا ابو ماضي _ باثر استباقي _ قبل مائة من الاعوام:

    【جِئْتُ، لا أعلَمُ مِن أيْنَ، ولكنِّي أتَيْتُ
    وَلَقَدْ أبصَرتُ قُدَّامي طَريقاً فَمَشَيْتُ
    وسَأبقى مَاشِياً إن شِئتُ هذا أمْ أبَيْتُ
    كيفَ جِئتُ؟ كيفَ أبصَرْتُ طريقي؟
    لَستُ أدري!

    أجَديدٌ أم قَديمٌ أنا في هذا الوُجودْ
    هَل أنا حُرٌّ طَليقٌ أم أسيرٌ في قيودْ
    هَل أنا قَائِدُ نَفسي في حَياتي أم مَقُودْ
    أتمنَّى أنَّني أدري ولكنْ?
    لَستُ أدري!

    وطَريقي، ما طَريقي؟ أطَويلٌ أم قصيرْ؟
    هَلْ أنا أصعَدُ أمْ أهبِطُ فيهِ وأغُورْ
    أأنا السَّائِرُ في الدَّربِ أم الدَّربُ يَسيرْ
    أمْ كلانا واقِفٌ والدَّهرُ يجري؟
    لَستُ أدري!】

  2. يتساءل فيصل مصطفى:

    【هل أنا أعرف أصلاً الحياة ؟؟؟…
    ظل غارقاًً في مياه الوجودية العذبة
    في ظني
    و الملح الأجاج
    في إعتقادهم
    ثمة صراع
    نشب
    بين الأنا العليا
    و الأنا السفلى
    كان يفكر
    كنت أحس
    مضى يتخبط
    خبط عشواء !!؟…】

    و يرد عليه ايليا ابو ماضي _ باثر استباقي _ قبل مائة من الاعوام:

    【جِئْتُ، لا أعلَمُ مِن أيْنَ، ولكنِّي أتَيْتُ
    وَلَقَدْ أبصَرتُ قُدَّامي طَريقاً فَمَشَيْتُ
    وسَأبقى مَاشِياً إن شِئتُ هذا أمْ أبَيْتُ
    كيفَ جِئتُ؟ كيفَ أبصَرْتُ طريقي؟
    لَستُ أدري!

    أجَديدٌ أم قَديمٌ أنا في هذا الوُجودْ
    هَل أنا حُرٌّ طَليقٌ أم أسيرٌ في قيودْ
    هَل أنا قَائِدُ نَفسي في حَياتي أم مَقُودْ
    أتمنَّى أنَّني أدري ولكنْ?
    لَستُ أدري!

    وطَريقي، ما طَريقي؟ أطَويلٌ أم قصيرْ؟
    هَلْ أنا أصعَدُ أمْ أهبِطُ فيهِ وأغُورْ
    أأنا السَّائِرُ في الدَّربِ أم الدَّربُ يَسيرْ
    أمْ كلانا واقِفٌ والدَّهرُ يجري؟
    لَستُ أدري!】

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..