إنهيار مفاوضات السلام

إن عملية الحث عن السلام عبر الحوار تعتبر ارفع درجات الوعي والإستنارة، والذين يعملون لحل قضايا السودان بالتفاوض مع النظام الإنقاذي هم حملة الوهم الوطني وحماة القضية بالكفاح المتواصل الذي لا ينهي إلا بتحقيق آمال الشعوب وتطلعاتهم للعيش في دولة لا حرب فيها ولا تشرد، ولقد علقنا آمالنا في مفاوضات السلام التي جرت في العاصمة الأثيوبية – أديس ابابا، وككل المتابعين والمراقبين لمجريات العملية التفاوضية بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وحركة العدل والمساواة وحركة جيش تحرير السودان جناح مني اركو مناوي وحزب الأمة القومي والمجموعات الآخرى المنضوية تحت لواء قوى نداء السودان والطرف الثاني المتمثل في الحكومة الإنقاذية، شاهدنا وعايشنا كل مراحل عملية التفاوض والسيناريوهات التي قدمها وفد النظام الذي بدء التفاوض بانسحابه الغير مبرر والغير مسؤل البتة من احدى الجلسات رافضا الإعتراف بوثيقة الإتفاق الإطاري كمرجعية يتم التفاوض علي أساسها ورغم أن ذات الوفد الحكومي وقع علي خارطة الطريق والتي تنص علي إتخاذ الإتفاق الإطاري مرجعية لأي تفاوض سلام، لكنا نستطيع أن نقراء وبوضوح أسباب تعنت النظام ومراوغته المستمرة، وهو تحقيق أي سلام شامل في السودان سيقلص فرص المؤتمر الوطني للصعود مرة آخرى وسينهي الفساد المرتبط بشخصيات تمثل طبقة الجلابة (البرجوازية الحاكمة)، وسوف تتوقف عملية المتاجرة بالسلاح بين النظام السوداني و روسيا، وتتحول الأموال التي تصرف في الحرب الي خدمات صحية وتعليمية وزراعية، ويشعر النظام بالخوف من مواجهة العدالة خاصة في ظل مطالب المنظمات الحقوقية والإنسانية والدولة الديمقراطية بضرورة إيصال مرتكبي جرائم الحرب والإبادة الجماعية الي محكمة الجنايات الدولية، هذا مع اطماع المؤتمر الوطني السلطوية ومن خلال انفرادهم بها يستطيعون فرض سيطرتهم بقوة الرشاش والدبابة ومد ايديهم لسلب قوت الفقراء وقهر كل ذي رأي مخالف لسياساتهم وتوجهاتهم نحو التدمير الشامل، بالإضافة الي مشاريع آخرى يطمع النظام في تحقيقها ولن تقوم لها قائمة إلا بالحرب كالمشروع الحضاري الإسلاموعروبي، لكل هذه الأسباب وغيرها سعي النظام لمد عمر الحرب ومنع ميلاد الحرية والسلام،
وما حدث في أديس ابابا يبرهن مدى خوف النظام من السلام وعدم اهتمامه بمعاناة الملايين من الناس في جبال النوبة/ جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور والشمالية وحتي الخرطوم، وكما اسلفنا آنفا أن الحكومة لا تريد إيصال المساعدات والغوث الإنساني عبر محاور ومسارات سليمة واختيار الخرطوم كمركز لنهبها كما حدث في غوث دارفور والفساد الذي وصل حد منع المبعوثين الأمميين من مقابلة أهالي دارفور لكشف حقيقة نهب الإغاثات بدليل اعتقال عدد من النازحين قابلوا احد المبعوثين وابلغوه بما حدث لهم من قبل السلطة الحاكمة، فهم الأن لا يريدون السلام ولا يريدون التحول الديمقراطي والتوالي السلمي علي السلطة عبر صناديق الإنتخاب لا صناديق الزخيرة، هم يعملون للإفلات من العدالة الدولية ومن اجل هذا ذكرت المحكمة الجنائية تحركات للنظام السوداني لملاحقة شهود جرائهم المتواجدين في اوربا بغية تصفيتهم، هم يريدون مواصلة استثماراتهم في بيع الأراضي الأثار السودانية ومصادرة الوعي الجماهيري بقفل مراكز الإشعاع الفكري ومصادرة الصحف وتكبيل الحريات ونشر الرعب وسط المجتمع عبر مليشياتهم المكونة من قوات الدعم السريع وتابعاتها ومليشيات طلابهم المعروفة بالوحدات الجهادية التي تقوم بكل انواع الفوضى داخل الجامعات السودانية، واعتقد أن ورقة الحركة الشعبية التي قدمتها حول حل المليشيات الحكومية اعادة هيكلة الجيش والشرطة وجهاز الأمن الوطني بشكل يجعلها تتصف بالقومية وتمثل الشعب، هي ورقة في غاية الأهمية ويجب التمسك بها في أي جولة مفاوضات قد تأتي لاحقا، ويجب تطوير رؤية جديدة لبناء المؤسسات العسكرية والمدنية بعد خرابها الذي جاء بسياسات التمكين والسيطرة، ولا يجب أن تتوقف عملية البحث عن السلام ودولة المواطنة والديمقراطية حتي إذا فشل التفاوض لدينا مسارات آخرى يمكننا أن نحقق بها ما نريد، وهي التوجه الجماعي نحو الشوارع وميادين الكفاح للتصدي علي النظام وإستخدام كل آليات الثورة لإسقاط الظلم وإنهاء الإستبداد، ونتوقع تحركات جديدة للآلية الإفريقية وشركاء السلام لإقناع حكومة الخرطوم بالعودة الي أديس ابابا رغم أن الحكومة بانسحابها الأخير وجهة رسالة ابتزاز واضحة للآلية الإفريقية ووضح ايضا موقفها الداعم للحرب والرافض لكل مساعي السلام، وليعلم المجتمع الإقليمي والدولي أنه جاء الوقت الذي يفترض أن يكون فيه الدعم للشعب وليس النظام، وجاء وقت إيقاف الحرب بالقبض علي من اشعلوها ولا يريدون إيقافها، فاذا استمر الحال كما هو عليه الآن فاننا سوف نكون في مواجهة الكثير من المتاعب السياسية والإقتصادية لأن تواصل الحرب سيجفف ما تبقى من الحياة، وحتما لا يمكن أن نصمت حيال تعمق هذا الضياع الإنقاذي، وسنتحرك في تحالفات سياسية لتثوير الشعب والقضاء علي عهد الدكتاتورية والتقدم بالسودان الي الديمقراطية.

سعد محمد عبدالله

القاهرة

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. دي معقولة سعد؟؟؟!!!!
    اقبل كيف بمفواضات تنزلنى من الإبراج
    وترجعني لبيت الطين والجالوص
    وتمعني من تعدد الزوجات
    ناس هناء وإزدهار وصفاء ولمياء
    سلاماً يطير يحرم من الحوافز والدولار والسفر
    الحكومة دي احسن حكومة مرت علي البلد سعد

  2. دي معقولة سعد؟؟؟!!!!
    اقبل كيف بمفواضات تنزلنى من الإبراج
    وترجعني لبيت الطين والجالوص
    وتمعني من تعدد الزوجات
    ناس هناء وإزدهار وصفاء ولمياء
    سلاماً يطير يحرم من الحوافز والدولار والسفر
    الحكومة دي احسن حكومة مرت علي البلد سعد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..