أحزنوا وخيبوا أملاً..فقد سبقناكم بفراسخ

بسم الله الرحمن الرحيم

مقارنة سريعة وبسيطة .. ما بين سيل التصريحات والبيانات من قوى نداء السودان ..عقب قرار الموافقة على التوقيع على خارطة الطريق..ثم بعد التوقيع الفعلي وأجواء التفاؤل والتماهي مع تصريحات الحكومة في شأن الحرب والسلام..بترديد ما هو بديهي في أمر كراهية الحرب والرغبة في السلام.. وما بعد الاعلان عن انهيار المفاوضات مقارنة بين كل هذه وتلك ..تثبت إلى أي مدى كان موقف الرافضين متسقاً مع روح ما يجري..فلنترك تصريحات ما قبل بدء المفاوضات ..فقد كانت طُعمتنا فيها بقدر برودة حنك المهدود سقماً.. وفي أحسن الأحوال أكل الشَبِع ..ولنتناول تصريحات ما بعد انهيار المفاوضات..وما ورد اثناءها. فحين كانت تجري ..كان السباق لتبيان تعنت الطرف الآخر ..والشكوى بأن النظام لم يرسل مفاوضين ذوي مرونة..وكأن اتفاقاً مسبقاً كان معقوداً بينهم لتحديد نوع المفاوضين..رغم أن الحكومة قد أرسلت نفس وفدها وممثليها في حوار الدوحة..وكان طبيعياً إحالتهم كل شئ لوثيقة الدوحة في شأن دارفور..والأنكى كان في التصريحات التي ما فتئت تبين مدى تقديم التنازلات ..ثم المزيد من التنازلات في كل مرة حتى بلغت في واحدة التنازل في سبعة عشرة من جملة عشرين والنظام لا يتزحزح قيد أنملة عن مواقفه.. حتى كانت الطامة الكبرى..في تصريحات ما بعدها..في التعبير عن الحزن لعدم تحقق ما حاولوا به رفع معنويات الشعب السوداني .. رغم التنازلات تلك ..أما أبأس التصريحات..فكان عمن انكشاف عدم جدية النظام للوصول إلى سلام أمام الشعب السوداني والعالم!! يا الله..يا له من انكشاف!!؟
نبدأ بالشعب السوداني..فلم يكن ينتظر يوماً حواراً ليريه سوءة نظامه .. فقد خبره وآثار فأسه وسيوفه ما زالت بادية عليه..فلم يكن يوهم نفسه بمعاودة..وكفى.
أما المجتمع الدولي ..فموقفه بين وواضح.. فلا يعرف لغة المؤتمرات الصحفية الحالمة..فمهما عرف من النظام وما فيه ..يعرف هو مراميه.. وقد بينها كل من تناول سر الضغوط المكثفة في هذا الوقت..قضايا واضحة للنظام في رؤيته سهم أكبر ..هي مكافحة الارهاب وفق النظرة الدولية اوللجوء والنزوح وتجارة البشر..فما الذي يمكن أن تقدمه قوى نداء السودان عاجلاً في هذه الملفات ؟ وأنق هنا بالحرفما كتبناه في مقال بعنوان ( التزموا عبارة عرمان الوسيمة) ما يلي بين الهلالين (فنحن أمام خارطة طريق ستكون الأطراف الموقعة عليه ثلاثة هم الحكومة والنداء والوساطة..أمام مذكرة تفاهم من قوى نداء السودان تحمل توقيعها هي فقط..وبيان مصاحب من الوساطة..فكيف يستوي الطرفان؟) هل كنا نرجم بالغيب وقتها ؟ بالقطع لا..وقد صدقت توقعاتنا من واقع تصريحات ما بعد انهيار المفاوضات..فالوساطة تأتي بقرارات الأمم المتحدة الموافقة لموقف الحكومة !!أو على الأقل لا تبذل جهداً في تغيير موقف الحكومة..وعرمان يتحدث عن صمت المجتمع الدولي على جرائم النظام..بإيجاز ..نحن أما نتيجة حوار بين طرفين تحكمه وثائق موقعة ومعترف بها من الأمم المتحدة ..فمن يلتزم هذه الوثائق ..يكون الأقرب لقلب المجتمع الدولي ..فرجاءً لا تحاولوا إيهامنا بغير ذلك.. أما بقية تصريحات عرمان عن مفاوضة حميدتي بدل الجيش..فمسخرة بكل المقاييس..تصلح لأن تكون رأياً شخصياً لا يحاسب عليه ..أما أن تكون موقفاً رسمياً .. فهي إعلاء لشأن حميدتي من جهة …و استفزاز للقوات المسلحة مهما كان رأينا فيها من جهة أخرى..فإذا كنت تفاوض ( الحكومة) بكل ما فيها. كونها رمز السلطة الفعلية حتى ولو كان بالأمر الواقع .فما الذي يجعلك لا تعامل الجيش بنفس المعيار ؟..ختاماً مبروك عليكم الحزن..أما نحن فقد سبقناكم بفراسخ.

تعليق واحد

  1. ختاماً مبروك عليكم الحزن..أما نحن فقد سبقناكم بفراسخ.

    ومبروك عليك الشماتة؟؟

    لنا الحزن؛ نعم: اما من يفرح لإنهيار مفاوضات السلام فعليه تحسس وطنيته وإنسانيته،
    لان إنهيار آمال السلام لا يعني سوى مزيد من الموت والدمار والتشريد.

    لك الله يا وطني أن كانت هذه رؤية مُثقفيك.

  2. ختاماً مبروك عليكم الحزن..أما نحن فقد سبقناكم بفراسخ.

    ومبروك عليك الشماتة؟؟

    لنا الحزن؛ نعم: اما من يفرح لإنهيار مفاوضات السلام فعليه تحسس وطنيته وإنسانيته،
    لان إنهيار آمال السلام لا يعني سوى مزيد من الموت والدمار والتشريد.

    لك الله يا وطني أن كانت هذه رؤية مُثقفيك.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..