مفاوضات الخارطة

اسدل الستار على الجزء الاول من الفصل الاول من حوار الخارطة ..هذا القسم من التفاوض الذى اعلن توقف محادثاته ، وحسب نصوص اتفاق خارطة الطريق ، كان مخصصا لوقف العدائيات وتامين مرور الاعانات الانسانية ، لمن عانوا من اثار القتال فى دارفور والمنطقتين . وهو الامر الذى من المفترض ان يكون الاكثر سهولة وسلاسة, من بين كافة الملفات الاخرى البالغة التعقيد ..من سيتم تحميله المسئولية من الطرفين، وعلى من ستقع الظغوط ، ذلك امر تملك الاليةالرفيعة تفاصيله.
التفسير السهل قول النظام ان اجندة المعارضة الخارجية هى السبب، او قول المعارضة ان النظام هو المذنب، تدفعه رغبة ملحة فى التحكم فى الاعانات الانسانية؛ ممراتها وجغرافيتها ، وتوزيعها ليستعملها مستقبلا ككروت للضغط ….. الحقيقة ان ما يقوله النظام عن المعارضة هو قلب للحقيقة . وان ما تقوله المعارضة عن النظام هو نصف الحقيقة، رغم ان النظام فعلا يريد التحكم فى العملية الانسانية ، بكاملها ويريد استخدامها كسلاح له اهمية كبرى فى الفترة القادمة الا ان الجميع يتجاهل الحقيقة الساطعة والتى بامكانها ان تفسر كل ما يدور ..جزء من تلك الحقيقة يكمن فى ان النظام اتى هذه المفاوضات مسنودا بالخارطة التى فصلت على مقاسه ، الخارطة التى كتبتها الالية الرفيعة بقيادة امبيكى ، والتى تم عرضها على الجميع فوقعها النظام فورا وجوبهت القوى الاربع بلغة مفادها ان هذا اخر ما لدينا لكم اما تاخذوها او تتركوها . وهددت ايضا ان مجلس السلم والامن الافريقى فى انتظار تقرير الالية عن الطرف المتعنت المعرقل للسلام وكذلك مجلس الامن الدولى ..جزء من الحقيقة يكمن فى ارجاع المحكمة الجنائية الدولية لقضية اعتقال البشير الى مجلس الامن بحجة عدم امتلاكها الاليات لتنفيذ امر القبض ، الامر الذى يعنى تمليك المجلس كرت ضغط غاية فى الحساسية والتأثير..جزء من الحقيقة يكمن فى انشطة السفارة الامريكية فى الخرطوم ووصول امساعدات الانسانية الامريكية والاستقبال الرسمى لها ولجالبيها ، جزء من الحقيقة يكمن فى الاعلان الامريكى عن أن خمسين ضابطا من جهاز الامن السودانى سيتجهون الى واشنطون للتدريب على يد نظرائهم من السى اى ايه ، وفى سبتمر المقبل الشهر الذى استشهد فيه اكثر من مائتى وخمسون شهيد ، بعض الحقيقة ان المبعوث الامريكى قد عمل كوسيط بين قوى النداء وامبيكى من اجل اقناعه بملحق خارطة الطريق او مذكرة التفاهم كما يسمنوها احيانا ، وقد حضر شخصيا اجتماع نداء السودان الاخير فى باريس والذى تمت فيه الموافقة على توقيع الخارطة … بناء على تطمينات المبعوث وامبيكى … كل الحقيقة التى يدركها المفاوضون جميعهم تكمن فى تجميع تلك الاجزاء ..ومفادها : ان للرعاة اجندة محلية واقليمية عهدوا للنظام بتنفيذها . و مقابل ذلك مسموح له له ان يتلكأ وان يتانى وان يربك مسار وتكتيك مفاوضيه المعارضين ، ما دام ملتزما بتنفيذ اصل الاستراتيجية الكبرى . سيعود الجميع للمفاوضات مرغمين ، وطريق التنازلات لن ينتهى هنا ، بل هذه هى مجرد البداية والى ذلك الحين وما بعد ذلك سيظل المفاوضون من المعارضة يلوكون التفسيرات والاتهامات دو ذكر الحقيقة العارية ..انهم يفاوضون مبعوثى الترويكا متخفين فى زى المفاوض الحكومى .. كل الخشية ان يزيح مبعوثى الترويكا الجميع ويخرجوا ما شاءوا من قرارات وباسم الوفدين …

يوسف حسين

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..