قادة السودان علي خطي شمشون

في خضم الثورانات و الثورات و الحيرات التي تضرب مجتمعات و قلوب البشر منذ قديم الزمان يظهر أشخاص مفكرون و يتركون أثرا في نفوس و تأريخ الشعوب و مسيرة الانسانية منهم الانبياء و هم و سطاء روحانيون لهم القدرة علي تلقي الوحي من الذات الالهية و غالبا يختارهم الله لهذه الصفة.. أنهم مفكرون , مثال علي ذلك تحير سيدنا إبراهيم في من هو الله الي أن أتاه الله رشده أو كالذي مر علي قرية و هي خاوية علي عروشها فقال في نفسه أني يحي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام و جعله آية للناس ولا ننسي نبينا محمد الذي كان يتعبد سرا علي ملة إبراهيم الي أن هداه الله.
أما وسط المفكريين العاديين من غير الانبياء فقد برز كثير من المفكرين الذين تركوا أثرا كبيرافي مسيرة البشرية سلبا أو إيجابا و المفكر الايجابي هو من يفكر في مصلحة الناس و ينسي نفسه تماما و قد يضحي بحياته لانه يلغي ذاته و يحضرني منهم فلاسفة الاغريق وأبرزهم سقراط الذي أتهم بالكفر و عقد له مجلس من 500 شخص لمحاكمته قال فيه:
ليس على الأرض إنسان له الحق في أن يملى على الأخر ما يجب أن يؤمن به أو يحرمه من حق التفكير ومادام الإنسان على وفاق مع ضميره فأنه يستطيع أن يستغني عن رضا أصدقائه وأن يستغني عن المال وعن العائلة وعن البيت ولكن بما أنه لايمكن لأي أنسأن أن يصل إلى نتائج صحيحة بدون أن يفحص المسائل ما لها وما عليها فحصا تاما فأنه يجب أن يترك الناس أحرارا لهم الحرية التامة في مناقشه جميع المسائل.
وقد خاطبه المجلس في الكف عن تعليم تلاميذه بحيث اذا وعد وعدا صادقا بذلك فأن المجلس يعفو عنه فكان جوابه لهم :
كلا, ما دام ضميري هذا الصوت الهادئ الصغير في قلبى يأمرني أن أسير واعلم الناس طريق العقل الصحيح فأني سائر إلى تعليم الناس وأصرح لهم بما في عقلي بدون اعتبار للنتائج .
ولم يكن بعد ذلك إلا الأمر بقتله فقتل وتجرع السم بين تلاميذه وكان دفاعه الأخير.
رغم أهمية العلم فلا خير في علم لا ينفع الناس و قدوتنا العظمي الرسول الكريم كان مما يدعو به (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع).
وفي الاثر قصة ذلك الرجل الموهوب الذي وقف يومًا يستعرض مهارته أمام هارون الرشيد.. حيث أخرج من جيبه حفنةً من الإبر الرفيعة، رمى بإحداها لتنغرس في بلاط القصر.. ثم رمي بالثانية فدخلت في ثقب الأولى، وهكذا كرر عمله المدهش والدقيق يرمي بالإبرة فتدخل في ثقب سابقتها حتى صنع من تلك الإبر عمودًا طويلًا أدهش كل الحضور.. أعجب الرشيد بمهارة الرجل، وسأله عن كيفية تعلمه لهذه المهارة الصعبة، فقال بأنه ظل يتدرب عليها لسنوات طويلة.. عندها أمر الخليفة بمائة دينار فأعطيت للرجل، ثم أمر بجلده مائة جلدة!!.. وعندما سأله الحضور عن تناقض تصرفه حيال الرجل أجاب الرشيد: لقد كافأته لمهارته، ثم أمرت بجلده لأنه أمضى وقتًا طويلًا في التدرب على مهارة لا تفيد أحدًا على الإطلاق.
في عصرنا الحديث المتأخر برز كثير من المفكرين الذين حاولوا حل مشاكل البشرية العامة أو الخاصة و تركوا اثرا في الحياة السياسية أشهرهم عالميا كارل ماركس و إقليميا ميشيل عفلق و محليا الصوفي محمد أحمد المهدي والصوفي محمد عثمان الميرغني والمرحوم حسن الترابي و قد يقول لي البعض مالك و حسن الترابي, سؤال ليس في محله فقد فرض نفسه علي الحياة السياسية في بلادى و ترك أثرا محليا و اثر علي شخصيا و هو شخصية عامة صار ذكرها أو نقدها أو تكريمها ملكا للناس فالامر ليس بشخصي.
من ذكروا آنفا دون الخوض في تفاصيل من منهم علي بصيرة من الامر أو جماهيريته أثروا علي الحياة السياسية في السودان سلبا و إيجابا مقاومة ضد الاستعمار و شحذا للهمم الروحية و نصرا للضعفاء (البروليتاريا) أو انضماما للنهضة القومية العربية أو تناديا لمصر يا أخت بلادي يا شقيقة ثم التمايز و التناحر بين اليمين و اليسار و مؤخرا ظاهرة الاسلام السياسي الفاشلة, ثم حدث ما حدث , صرنا في مقدمة السيئين في اي قائمة و السودانيين بالاضافة لما يحدث لهم صاروا يغرقون في قوارب اللاجئين في المتوسط و دروعا بشرية في ليبيا, ساءت أحوالنا لدرجة أن سادتنا و كبراءنا(هم سودوا أنفسهم علينا) صاروا يفضلون الخيار شمشون و هم مفتوحي الاعين لا يضرهم ضياع شعب و ضياع وطن, الخيار شمشون مصطلح اسرائيلي يعني علي و علي أعدائي(تطلقه اسرائيل علي السلاح النووي لانها ان ان استخدمته قريبا منها فسيفني اسرائيل و أعدائها القريبين) مقتبس من قصة شعبية توراتية عن بطل اسرائيلي جبار أسره الفلسطينيون و قيدوه و فقأوا عينيه و في يوم ما قام بقوته الخارقة بتحطيم جدران المكان الذي حبسوه فيه فانهار البناء عليه و علي سجانيه, هذا ما يحدث منذ أمد بعيد و الآن أيام التفاوض هذي.
نسمع كثيرا عن المفكر فلان و علان بن فلتكان هنا و هناك و عن ألقابه العلمية الرفيعة و عن اللغات الاجنبية التي يتحدثها و عندما نبحث عن منجزاته في مجال الاصلاح إما أن نجدها صفرا أو نجده قد أحدث خرابا هائلا لا يمكن إصلاحه و علي الصعيد الشخصي تجده قد جند لنفسه أتباعا بعشرات او مئات الالوف و حياة مريحة.
نريد من مفكرينا أن يفكروا في الناس أكثر مما يفكروا في أنفسهم, ألا يفكروا في الانتصار لانفسهم بل الانتصار للحق, الا يظنوا أنهم أذكي خلق الله فالموضع الذى هم فيه هيأه لهم الله و كان يمكن أن يكون لغيرهم, ألا يفكروا بعقول الآخرين ففكر ماركس(الاقتصادي) لوقصد به تطبيق العدالة و الرفاه الاقتصادي وفق ظروفنا و موروثاتنا و فكرنا فلا باس به فالرسول قال الكريم قال(الحكمة ضالة المؤمن أني وجدها) ,القومية العربية هدأت ثورتها و لم يبق منها الا الموروث الثقافي و بعض المؤسسات العاجزة ,الصوفية ليست دروشة و عيش في فردوس روحاني منقطع عن العالم المادي الذي فرض علينا العيش فيه و التماهي مع قوانينه, الجهاد لاعلاء كلمة الله إختلفت أساليبه و ميادينه عما كان في الماضي.
ما أضر بالاسلام السياسي أكثر من شعار الاسلام هو الحل و تطبيق شرع الله, الاسلام ليس حلا سحريا و قد انتهي زمان المعجزات باتقطاع حبل النبوات و لو تدبرنا كتاب الله لوجدنا أن كثير من المعجزات كانت تحدث بتحفيز بشري منها الطوفان عندما قال نوح (رب أني مغلوب فانتصر) و قال لوط(لو أن لي بكم قوة أو آوي إلي ركن شديد) فانهال العذاب علي المؤتفكة و السيدة مريم (هزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا) أني بأنثي ضعيفة ولدت للتو أن تهز نخلة؟ و سيدنا موسي(أن أضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم).
الاسلام دين هداية لخيري الدنيا و الآخرة ,السماء لا تمطر ذهبا و لا فضة فلا بد من العمل و الاخذ بالاسباب, شرع الله الحقيقي هو العدل قال الرسول الكريم(لو سرق فيهم القوي تركوه و لو سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد) و في الاثر أن عمر ابن الخطاب أرسل واليا الي مصر و امتحنه بالسؤال (ماذا تصنع اذا جئ اليك بسارق) قال (قطعت يده) قال له عمر (و ان جاءني منهم جائع قطعت يدك) و أساس الحكم هو الرقابة العامة قبل الذاتية منعا للفساد و الافساد و التبحر في علوم الدنيا و أهمها الصناعة و الزراعة و الاقتصاد و تنقيح الدين مما علق به من شوائب و مفاهيم خاطئة و لست بحاجة الي أن أنوه باهمية ابعاد من أفسدوا الحياة السياسية في السودان عنها و لكن لا حوجة لذلك فأي انتخابات نزيهة في المستقبل إن سلم الوطن من الخيار شمشون لن يفوزوا بها و نقول لهم كما قال مقدم برنامج دنيا دبنقا (انتهت فرصة أولي و ثانية و ثالثة بالنسبة ليك).
و نقول لمن يدعون الفكر و الفهم فينا من قادة الحكومة و المعارضة و كلهم لم يفوضهم الشعب الا بالسكوت الجماعي و هو خيار اليائس, اتفقوا قبل ألا تجدوا ما تتفقوا عليه و نعوذ بالله من النرجسية الفكرية و المنصبية و الخيار شمشون.
[email][email protected][/email]
كلام الوعظ والارشاد لن يشبع جائع ولن يحل نزاع مستعصي على الشعب أن يتحمل مسئوليته المواقف الان واضحة هنالك الحكومة ومن مغها وهنالك المعارضة ومن معها على كل فرد ان يحدد عياره بوضوح اما مع الانقاذ واما مع المعارضة الجادة العملية التي توحدة الان عرفت نفسها بمجموعة نداء السودان
اتركوا التفكير في من يحكم السودان فذاك شأن يحدده الشعب في ظل نظام ديمقراطي ولكن ركزو واعملوا في كيف نتحلص من هذا الكابوس القابع على رؤسنا 27 سنة ولن نصل لذلك في ظل اللامبلاة وعدم الجدية والاتكالية وكان العمل المعارض فرض كفاية اذا قام به السياسيون سقط عن الاخرين واجبات اجبار النظام للخضوع لارادة الشعب سلما او بالحوارات أو بالانتفاضة واجب كل فرد سوداني ومسؤليت ليهيء نفسه على تحمل التضحيات لقد انتهى زمن الفرجة وعلى الناس اتحديد عياراتهم بسرة والعمل مع من يختارون
كلام الوعظ والارشاد لن يشبع جائع ولن يحل نزاع مستعصي على الشعب أن يتحمل مسئوليته المواقف الان واضحة هنالك الحكومة ومن مغها وهنالك المعارضة ومن معها على كل فرد ان يحدد عياره بوضوح اما مع الانقاذ واما مع المعارضة الجادة العملية التي توحدة الان عرفت نفسها بمجموعة نداء السودان
اتركوا التفكير في من يحكم السودان فذاك شأن يحدده الشعب في ظل نظام ديمقراطي ولكن ركزو واعملوا في كيف نتحلص من هذا الكابوس القابع على رؤسنا 27 سنة ولن نصل لذلك في ظل اللامبلاة وعدم الجدية والاتكالية وكان العمل المعارض فرض كفاية اذا قام به السياسيون سقط عن الاخرين واجبات اجبار النظام للخضوع لارادة الشعب سلما او بالحوارات أو بالانتفاضة واجب كل فرد سوداني ومسؤليت ليهيء نفسه على تحمل التضحيات لقد انتهى زمن الفرجة وعلى الناس اتحديد عياراتهم بسرة والعمل مع من يختارون