اليسار العربي و تسريع تشكيل حركة تحرر عربية جديدة

و مواصلة لمبدأناه حول البيان عن اللقاء اليساري العربي المنعقد في لبنان, تقدم مشروع اللقاء ليطرح بعد ذلك مسؤولية اليسار العربي في تسريع تشكيل حركة تحرر عربية جديدة, بديلة تستطيع تأطير القوي السياسية و الإجتماعية صاحبة المصلحة في الخلاص من النظام الرأسمالي, بإتجاه إنجاز مهمة إطلاق مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية و غير ذلك علي هذه الأسس إتفق المجتمعون علي تفعيل “اللقاء السياسي اليساري ” كشكل جامع لأحزاب اليسار و قواه و علي تطويره عبر صياغة “بلاتفورم” سياسية تكون ليس فقط أساساً لإنفتاحه علي كل قوي اليسار في العالم العربي, بل كذلك مدخلاً للتعاون و التنسيق مع كل التجمعات ذات الطابع الوطني الديمقراطي و ذلك من أجل وضع الأسس لإطلاق الجبهة الوطنية التقدمية, كمرحلة علي طريق حركة تحرر وطني تقدمية ديمقراطية مقاومة. كما إتفقوا-علي الصعيد التنظيمي- و إنطلاقاً من وجهة تطوير “اللقاء اليساري العربي”, علي تطوير دور لجنة المتابعة و تحويلها إلي “لجنة تنسيق” مهمتها تنفيذ قرارات اللقاء السنوي و إقتراح تنظيم اللقاءات الجامعة لقواه و تنظيم الحملات السياسية و حملات التضامن إضافة إلي مهمتها السابقة في التحضير للإجتماع السنوي و لمشروع البيان الصادر عنه. و من هنا, فمن بواعث السرور-وقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر- أن روح ثورة التغيير الإجتماعي قد إشتعلت نارها التي لم تنطفئ و لن, و في التاريخ من العبر ما يكفي للإعتبار به. لقد جرت في الوطن العربي عدة محاولات لإنجاز مشاريع نهضوية, لعل أهمها تجربة محمد علي في القرن قبل الماضي, و تجربة جمال عبدالناصر في القرن الذي تلاه, وفي إنتصار ثورة أكتوبر 1964 في السودان إمتداد التاريخ و غيرها.. كلها محاولات, فقد قادت أو كادت أن تضع السودان و مصر علي عتبة الحداثة, إلا أن القوي المعادية أدركت قبل مرحلة مبكرة خطورة تلك المشروعات النهضوية علي مصالحها و إستطاعت أن تجهضها. و لكن بقيت جذور تلك المشروعات لتؤكد إمكانية :” الإفادة من ميادين التكنولوجيا, وفي العلوم و الإدارة و الزراعة و التصنيع و كافة أوجه الحياة. لقد تمددت الجذور تحت الأرض لتنبت حركة تحرر وطني دخلت في معركة و عاركت الإستعمار و حاولت تجاوز الثورة السياسية.
نواصل.