حميدتي و الحركة الشعبية … الأتفاق ممكن

قائد الدعم السريع … اللواء جنجويد (محمد حمدان دقلو) برز اسمه في المؤتمر الصحفي لرئيس وفد الحركة الشعبية الاستاذ (ياسر عرمان) … عرمان قال ان من يقاتل هو حميدتي و قواته و علينا التفاوض معهم المرة القادمة . صدق ياسر و رد الصاع صاعين للفريق عماد عدوي الذي هدد و بدد خلال المفاوضات . لان القوة الحقيقية ليست بيد القوات المسلحة اليوم .. و لا بيد الفريق عماد عدوي … القوة بين يدي كف عفريت … عفريت ممكن ان يغير لونه و اتجاهه في ساعات.
من هو حميدتي:
رجل جمع نفراً من ابناء القبائل العربية و تمرد على الحكومة … ايوه تمرد فعلا … و ذهب ليلتحق بحركة عبد الواحد في العام 2008. عبد الواحد طلب ان يخاطر حميدتي و يضرب نيالا كعربون إنضمام للحركة … حميدتي احس بالخطر و ذهب للدكتور خليل رحمه الله … الدكتور كان رجلاً قوميا حتى النخاع … الدكتور طلب من حميدتي إدماج جنوده في جيش العدل و المساواة حتى يتحقق إنصهار القوات في بعضها… لكن ابناء عمومته في الخرطوم (عبد الله سيف النور و مسار و اخرين) حذروه من العدل و المساواة … اقترح له البعض ان ينضم لفصيل مني مناوي الموقع لاتفاق ابوجا انذاك … فعلا حميدتي وصل مهاجرية رئاسة قوات مناوي بجنوب دارفور… طرح مظلمته و إحساسه بتهميش انسان دارفور… قوات مناوي انذاك تعرف انها ملزمة بالسلام الموقع … اوته قوات مناوي لشهور ما بين مهاجرية و ام قونيا ( مناطق بجنوب دارفور ) … كان الرجل يترحل ما بين بادية اهله في ام القري شمال جبل مرة و مناطق التمرد .. بحثا عن دعم و ايواء
و لكن الشيخ موسى هلال لم يترك له عين لينام … طرق موسى هلال كل الابواب من اجل اعادة حميدتي و قواته لحضن المؤتمر الوطني … استخدمت الحكومة حينا العصا فقصفت قوات حميدتي في ام القري و( القاريسن ) مقر معسكر التدريب .. قتل ابن عم حميدتي الذي كان يعتمد عليه في الحل و الترحال .. و نفر اخرون
و حينا اخر استخدمت الجزرة ( ثلاثة مليار) و منصب عسكري … و ما بين غياب الرؤية بعد موت العقل المدبر لتمرد حميدتي و شكوك الحركات المسلحة حول تحركات الرجل الصادقة … غضب الرجل
و نجح شيخ موسى في إرجاعه بثمن بخس ( دراهم معدودة و شوية شارع زلظ في حي ناس حميدتي) …
و لكن الحكومة تقاعست في منح الرجل منصب عسكري … حتى 2013 حين حس الرجل ان الاوان قد فات .. و حس انه مهمش في السلطة … فطلب رتبة عسكرية و مناصب لابناء عمومته … و إلا التمرد من جديد
أستجابت الحكومة و منحت الرجل منصب العميد … و دربت قواته باسم جهاز الامن و المخابرات الوطني … لكن
لماذا تقاتل قوات جهاز الامن فرع حميدتي في الصحاري و تكابد المشاق في حين ان قوات الجهاز فرع جبل الطير و حجر العسل يهنئون في المكيفات ؟
لماذا يحمل فرد جهاز الامن فرع حميدتي ار بي جي .. في حين ان الفرع الاخر يحمل مسدسا مدسوسا بين ملابسه ؟
لماذا يتم تدريب قوات حميدتي على القتال و يدرب قوات الفرع الاصلي على جرائم المعلوماتية و محاربة التجسس ؟
لماذا يرتدي قوات حميدتي الكاكي في حين يعمل افراد الامن جميعا باللباس المدني من اجل التخفي ؟
ما لا يعلمه اللواء حميدتي هو انه و قواته ليسوا و سوف لن يكونوا افراد في جهاز الامن السري للحركة الاسلامية .
هم فقط مخدوعين … شان لمن بكره الحكومة تقلب او تحصل شئ لا قدر الله … الناس تلم في حميدتي و قواته لانهم معروفين … في حين ناس الامن الحقيقيين يمكنهم التسلل عبر المنافذ للخارج لانهم غير معروفين للعامة.
حميدتي رجل داخله ثورة … لكنه يحتاج لاعادة توجيه البوصلة … حين كان في التمرد نجحت المخابرات الاجنبية في استيضاح رايه من خلال لقاء صحفي مبسط … الصحفية طارت لمعسكر حميدتي بالطيران من الجنوب … اجرت لقاءاً نادرا ً مع الرجل … تلك الايام كانت الحكومة الفرنسية تبحث امكانية تشجيع القبائل العربية على التمرد … بعد اللقاء خلصت الدوائر الغربية ان الرجل محدود المقدرات القيادية … و عديم الخبرة السياسية و لا يمكن ان يكون قائد ذو كاريزما للكتلة العربية بدارفور … الدوائر علمت ان الرجل ينحدر من تشاد و لا يمكن ان يفرض سلطانه على عرب السودان …
أين يكمن الاتفاق:
حميدتي و قواته تقاتل من اجل المال … و الحركة تملك المال … الحكومة دابت على دفع الملايين لهم بعد كل معركة … و يمكن للحركة ان تدفع ملايين من اجل ان تنسحب قوات حميدتي في ساعة الصفر … فتنكشف ظهر الخرطوم …
حميدتي يريد ضمانات بعدم الانتقام بعد معركة التحرير … و الثوار لا ينتقمون كما عهدنا منذ زمن مانديلا
حميدتي يرى الظلم بيانا عيانا … هو يرى هيئة الاركان خالية من بنو عمومته … و كذلك القيادة العامه …. و القصر الرئاسي ايضاً … هو يعرف تماما بانه يستحق منصب وزير الدفاع … لانه الوحيد الذي يدافع عن الانقاذ بالارواح
هو يعرف ذلك … لان شهداء قواته من ام القرى و ام سدر …. و لا شهيد من المنشية و الرياض … و لا شهيد من دنقلا و الدامر … الرجل يعرف لكنه يكتم علمه ليوم موعود … يوم يفر الناس من العاصمة ….
رجل بهذه الصفات يمكن للحركة الشعبية ان تصل معه لاتفاق … اتفاق تقاسم سلطة و ثروة …. و ترتيبات امنية كمان
نعم و لما لا ؟ فالرجل هو الذي يقاتل … و الاحق ان تتفاوض مع من يقاتلك
الم يكن الاسهل ان تطعم الكلب ليكف عن النباح و الهجوم عليك … بدلا من الشكوى لصاحب الكلب من افعال كلبه !!
على الحركة و حميدتي التفكير في :
Man and dog agreement
نجم الدين عساف
[email][email protected][/email]
المسألة ليست انتقام ولكن قوات حميدتي مسؤولة عن وتشريد وتهجير وقتل واغتصاب. فمن الذي بيده الحق حتى يعفو عن هذه الأفعال التي ترقى إلى درجة جرائم الحرب؟
إقتباس (الصحفية طارت لمعسكر حميدتي بالطيران من الجنوب … اجرت لقاءاً نادرا ً مع الرجل … تلك الايام كانت الحكومة الفرنسية تبحث امكانية تشجيع القبائل العربية على التمرد)
No Comment
ماذا يرتدي قوات حميدتي الكاكي في حين يعمل افراد الامن جميعا باللباس المدني من اجل التخفي ؟
————————————————–
و لماذا يقاتل قوات حميدتي بصدور عارية في حين يقاتل قوات الأمن فرع حجر الطير و حجر العسل بسترات واقية من الرصاس ؟
يا سماك السم اليهردك إما أن تلتزم بأدب الحوار أو أضطر للنزول لمستواك. ماذا تعرف عني وماذا تعرف عن الدماء التي جرت في وادي صالح وماذا عن الانتهاكات التي قامت بها قوات حمدتي في شمال وجنوب كردفان حتي ضج الناس؟ وماذا عن النساء اللاتي يتم اغتصابهن يومياً حتى الآن عند ذهابهن لجمع حطب الوقود بواسطة الجنجويد؟ وماذا عن شباب سبتمير الذين تشير الدلائل إلى قتلهم بواسطة قناصة محترفين لا يعرفون الرحمة ولا ينتسبون لهذا التراب؟.
لحظة :( قبل ان تقرا هذا المقال فاني اود القول باني لا اعني هنا اية عنصرية , ولكن فعل واقوال النظام العنصري وممارستهم للعنصرية تحتم علي ان اكشفهم عن طريق الاسلوب الذي يفهمونه. وقد اقر غيري من الكتاب المحايدين بعنصرية النظام ومنهم من هم من ذات القبائل المذكورة هنا وايضا راجع كتاب بيت العنكبوت فيه مايدل بلاشك علي عنصرية النظام.)
انتهت اسطورة وكذبة شجاعة وفراسة الجعلي ليس اليوم ولا امس ولكن منذ ان غدروا بالخواجة واحرقوه وهو ضيفا عليهم وفر المك نمر الي حيث لايدري مرورا بكبريه الذي تم تشييده احياءا لذكري هروبه الفضيحة ذلك.
ولاحفاده ان يتفاخروا بغر جدهم ومكهم ذلك ويهموا انفسهم انهم اشجع الشجعان ولكن ليس امام من يعرفونهم حق المعرفة سواءا كان في الجيش السوداني منذ الاستقلال حيث ان قوام المحاربين في هذا الجيش اللاقومي ابدا هم من فرسان النوبة واهل دارفور خاصة الهبانية الذين هم من يضحون بالروح والمهج دفاعا عن السودان الذي للاسف لم يخض حربا ضد عدو اجنبي حتي اليوم وكانت معاركه مع بعضه البعض كالنار تاكل بعضها ان لم تجد ما تاكله . فكانت الانقلابات والنقلابات المضادة ينجحها ويفشلها ابناء الهامش من النوبة والهبانية جنودا والجلابة من جعليين وشوايقة ودناقلة قادة زورا وبهتانا وبلا كفاءة , انما هي الواسطة تلو الواسطة منذ ان كافاهم الاستعمار عند خروجه باعلي المناصب العسكرية والمدنية وبالتعليم جزاء خيانتهم للخليفة البطل الشهيد وبانصاره الشرفاء الميامين. ومنذ تلك اللحظة وبعد ذهاب المستعمر تشبث هؤلاء بهذه الرتب العليا في كل القوات النظامية يمررونها جيلا بعد جيل الي عهد قريب حيث تعلم كثير من القبائل الاخري وبزوهم في هذه المواقع عن جدارة واقتدار لا بواسطة ووسطاء.
وهكذا الحال في الوظائف العليا المدنية باتت متنازعة بينهم وبين ابناء القبائل الاخري بعد ان استنارت هذه الاخيرة بنور العلم .
ثم جاءت الحركات التحررية من حركة البجا وسوني في دارفور والتمر التام الصريح في الجنوب احتجاجا علي احتكار السلطة والثروة من القبائل النيلية الثالوث الجعلي شايقي دنقلاوي فجرت الحروب والتنكيل بالمحتجين الثوريين بلغ مداه في الجنوب ومات الكثير من اهله وذهب الكثير الي السجون التي تم انشاؤها خصيصا لقمع اي صوت ينادي بالعدالة في السلطة والثروة فكان سجن بورسودان في الشرق وشالا في الغرب وسجن الابيض وسجون كوبر ودبك في الوسط . ولم نسمع بسجون قاسية مماثلة في شندي او دنقلا مثلا .
حتي هذه اللحظات كان الثالوث الجعلي ( وتطلق كلمة جعلي ليشمل الشايقي والدنقلاوي حيث يعرفون ثلاثتهم ببني جعل ) كانوا لايزالون يوهمون الناس بانهم الفرسان والشجعان وملاوا الاعلام ضجيجا باغاني الحماسة العنصرية مثل مناحة او سمها اغنية “هاك من جعل” التي صدعتنا زمانا الي ان صمت واخرس بعد الهزائم المريرة التي تلقوها في دارفور والجنوب حيث دفع النظام العنصري بخيرة فتيانهم فماتوا في صحاري دارفور علي ايدي الثوار الغير مدربين تدريبا قتاليا ممنهجا كمليشيات النظام من الذين يسمونهم مجاهدين ودفاع شعبي وغيره .
وايضا قضي بعضهم في ادغال الجنوب ابان تمرد الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق .
وعندما ايقن الثالوث الجعلوشايقودنقلاوي بان تمسكهم بالسلطة الي زوال بلا شك ان استمر الحال كما هو تفتقت ذهنيتهم العنصرية الخبيثة بفكرة اضرب الحديد بالحديد الذي حولوه بعنصرية الي اضرب العبيد بالعبيد فاتوا بالجنجويد واغروهم بالاراضي الخصبة ان هم فقط ابادوا اهلها في دارفور خاصة وجبال النوبة والنيل الازرق وللاسف فقد صدقهم هؤلاء الجنجويد الغير متعلمين والقادم معظمهم من دولا افريقية مجاورة بعد ان رفضت القبائل العربية الاصيلة الدارفورية من رزيقات الذي قال ناظرهم المتوفي قريبا الناظر سعد مادبو قال للزبير ولعطا المنان بانهم اي الرزيقات سوف لن يقاتلوا قبائل دارفور الاخري لانهم ببساطة منهم وفيهم وعاشوا ردحا من الزمن في وئام وانسجام ( راجع مقال د الوليد مادبو في الراكوبة في رثائه للناظر مادبو رحمه الله ).
ولكن الثالوث العنصري وجد ضالته في متفلتين امثال موسي هلال وحميدتي الذين ولغا في دماء الابرياء واجرموا كثيرا بحق العزل والمساكين تقتيلا وحرقا وهتكا للاعراض واهلاكا للحرث والنسل ولم يشتبكوا لحظة بالثوار من الحركات الا لماما وتحت غطاء كثيف جدا من الطيران يحمونهم وكان هذا شرط حميدتي وجنجويده بانهم لن يقاتلوا الا تحت غطاء جوي , ذلك لانهم لن يصمدوا لحظة امام الاشاوس من مقاتلي الحركات المسلحة.
والان وبدون خجل او حياء تنعق الحكومة بانهم لن يحلوا الدعم السريع اي الجنجويد بقيادة حميدتي لانهم يدركون جيدا ان في ذلك زوالهم في غضون سويعات.
وهكذا لاذ بنو جعل بالجنجويد من عصابات الاعراب من دول افريقيا من النيجر ومالي وقليل من عرب عريقات شمال دارفور ووقف بنو جعل بعيدا يحتمون بالجنجويد الذي يحرسهم ويحرس نظامهم . وبلغ احتمائهم بالجنجويد مداه ان قربهم رئيس الجمهورية اليه فاتبعهم به في القصر ليكونوا تحت امرته مباشرة , ولكن سياتي اليوم الذي يفيق فيه حميدتي وجنجويده ويكتشفون بانهم مخدوعون وبانهم انما تم استغلالهم عبيدا لحماية نظام فاسد وقاتل ولا اخلاق ولا دين له وكل همه الدنيا بحذافيرها . وعندئذ سينقلب السحر علي الساحر ويحيق المكر السيئ باهله فعلا.
بقي سؤال للمدعو حميدتي المخدوع : لماذا تحرس نظاما انت يمكن ان تكون مكانه؟؟
د محمد علي الكوستاوي