الى حواء بلادي

في البدء انا لست من المؤمنين بالمقولة الشائعة التي تقول – ان المراة لو فاس ما بتشق الراس – ولا يلزمني ايضا القول القائل ان المرأة نصف المجتمع، فأنا اري في المرأة كل المجتمع ، لان مكانة المراة والمسؤولية الملقاة علي عاتقها كبيرة جدا ومن الاجحاف اختزالها في ادارة شئون المنزل وتربية الاطفال وحدها، فالمرأة هي المدرسة التي قيل عنها اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق، وبما اننا كشعب جنوب السودان ، واعني الذكور منهم، لم نعط للمرأة الجنوبية المكانة التي تليق بها من اعداد جيد لاجل جيل وشعب واعد لغد مشرق ، فهذا لا يعفي حواء بلادي من الامتثال ولو بالحد الادني من القيم والموروثات الثقافية والاخلاقية السمحة التي تزخر بها كل قوميات جنوب السودان والتي حتي وقت قريب محل اشادة الجنوبيين اجمع، نعم ، نعترف بأن الظروف التي يمر بها جنوب السودان من حرب ودمار وموت لا اساس له ولا معني القت بظلاله السالبة علي مجمل الامور الحياتية لكل فئات المجتمع ولم تسلم منها حواء، وكما اسلفت في القول ، هذا لا يبرر انحدار حواء بلادي لهذا الدرك الاسفل من الاخلاق، حتي في وقت حروبات التحرير مع دولة السودان قبل الانفصال التي دامت عقودا من الزمان لم يصل مستوي اخلاق المرأة الجنوبية الى هذا المستوي من الانحدار السيء، وما يحدث لحواء اليوم لا يسر العدو ولا الصديق، لان ما نشاهده في حواء من تطبيق مفرط لثقافات قدمت اليها عبر الحدود والقارات وغزت عقر دارها باسم الحرية تارة وحقوق الانسان تارة أخرى تتنافي جملة وتفصيلا مع مورثاتنا وقيمنا الثقافية التي تربينا عليها والتي يجب صونها من ثقافات عابثة بها دخيله عليها، فالحرية لا تعني التنصل من الاخلاق و لا اقصد بحديثي هذا انتهاك حريات الناس وحقوقهم الشخصية ، ولكن يجب علي حواء بلادي ان تعي حدود الحرية التي لا تهين كرامتها وعزتها كامرأة لها تاريخ ادبي واخلاقي ناصع وكانت قدوة حسنة لنساء الاقطار من حولها، فمن غير المالوف لدي الاوساط الجنوبية سهر المرأة او الفتاة في صالات ليلية راقصة يختلط فيها حابل السكاري بنابل مدمني المخدرات ومحبي الفواحش والمنكرات، وهذا هو الحال في بلدنا المنكوب، ولا اعتقد ان التعري وتضييق الملبس هو حريتنا المفقودة التي حاربنا الأنظمة الحاكمة في السودان سنين عددا لنعطيها لحواء الجنوبية كمكافأة لها على دورها البطولي في تلك الحقبة عندما صنعت التاريخ.. ولا اود الحديث هنا عن الكريمات وفاتحات البشرة التي تقاسم الوقت في سباق مارثوني مع حواء الدار قبل الجار حيث يجري البحث المحموم في لون موهوم، وكل الادلة والنصائح الطبية تفيد بخطورة الكريمات لما تسببها من امراض مسرطنة للجلد، ويبدو ان بعض الجنوبيات فضلن الموت في سبيل ان تكسب لوناً ابيضاً والحقيقة غير ذلك، فما كان البياض يوما مطلبا لآدم الجنوب حتي يقع في حب جنسه اللطيف وانا لا انكر امنيات بعض الحثالى الآدميين وميلهم الي تشجيع الظاهرة حتي غدت واقعا، فكون ان التي حولت لونها من الاسمر الي البياض تتعرض لوابل من المشاغلات الشبه رومانسية علي مدار الساعة من قبل بعض اشباه الرجال فهذا ليس بدليل قاطع لولع الناس بجمالها وادمان حبها .. ابدا .. فحتي الحب نفسه احيانا يقف امامه من ليس له علاقة به، ومن هنا ادعو الشباب بالذات الكف عن تشجيع المظاهر السالبة ، وبدلا من تنصيل البنطال وعشق بنات الكريمات والاهتمام بمؤخرة الفتيات، يجب ان يهتموا بالذي جعل دولتنا في مؤخرة دول العالم حتي نستطيع ان نصبو بمقامنا ودولتنا الي مصاف العالم حيث ملامسة المجد الذي تعذر لنا كثيرا.
عذرا … نعود لصلب الموضوع .. عزيزتي حواء! هل تعلمين ان آمال السواد الاعظم من الشعب معلقة فيك!؟ لانه حتي الحرب المستعرة حاليا لو ارادت لها حواء ان تتوقف لتوقفت، ألم تسمعين يوما باليونانيات اللائي اجبرن رجال اليونان في حرب شبيهة بحربنا الحالية علي التوقف !! عندما امتنعن عن ممارسة الجنس مع الرجال حتي يوقفوا الحرب !! ؟ واراكي تعبثين في الـ(ويك آند) واللوجات الليلية – بشئ يمكن عقد الرهان عليه في سبيل وقف الحرب وجلب سلام مضمون وليس سلام يخترق في اول بند في تطبيقه كما نشاهده في سلام (جوبا اديس ) الذي يتم انتهاكه مرارا قبل ان يجف الحبر الذي كتب به ، فبأي شيئ نرتهن ؟
وآخيرا وليس آخر ، اعتذر، بنية صادقة واقول لحواء انني لا اقصد فعليا تحميل كل اللوم عليها ، كما انني لا يمكنني شمل الجميع بالاوصاف التي سلفت الذكر ، فلاتزال حواء بلادنا في الريف حتي الحضر علي سابق عهدها لم تلوثها العادات الغازية ، وما التي تحدثنا عنها رغم قلتها الا انها مقلقة للمضاجع ، وعليه استميحكن فضلا وليس جبرا ان ( الجفلن خلهن اقرعن الواقفات ) وترقبن مقالي القادم مع الاوغاد .. اقصد .. الرجال.
ألقاكم.

سايمون دينق

تعليق واحد

  1. أستاذ سايمون، كلام في المليان، وباقة ورد لحواء التي نحبها ونعتز بها: حواء بنت اليوم، وأم المستقبل. مقالك اليوم يا سايمن هو أجمل ما يمكن قراءته… مقال جميل للغاية. وهات المزيد من المقالات، لتزيين صحيفة الراكوبة بمزيد من التحف المكتوبة، ولتغيير شيء في مجتمعنا للأفضل.

    هنا بعض الإقتباس من مقال سايمون المحكم الكلمة للقراءالكرام:

    … لا يلزمني ايضا القول القائل ان المرأة نصف المجتمع، فأنا اري في المرأة كل المجتمع…

    … ما يحدث لحواء اليوم لا يسر العدو ولا الصديق …

    … من غير المالوف لدي الاوساط الجنوبية سهر المرأة او الفتاة في صالات ليلية
    راقصة يختلط فيها حابل السكاري بنابل مدمني المخدرات ومحبي الفواحش والمنكرات …

    … لا اعتقد ان التعري وتضييق الملبس هو حريتنا المفقودة التي حاربنا الأنظمة الحاكمة في السودان سنين عددا لنعطيها لحواء الجنوبية كمكافأة لها على دورها البطولي في تلك الحقبة عندما صنعت التاريخ…

    … بدلا من تنصيل البنطال وعشق بنات الكريمات والاهتمام بمؤخرة الفتيات، يجب ان يهتموا بالذي جعل دولتنا في مؤخرة دول العالم …

    … الكريمات وفاتحات البشرة التي تقاسم الوقت في سباق مارثوني مع حواء الدار قبل الجار حيث يجري البحث المحموم في لون موهوم …

    … الجفلن خلهن اقرعن الواقفات …

  2. للاسف هذا هو مفهوم الحرية وهو مبدأ زينه الرجال واشباههم لخداع المرأة وبكل اسف انخدع به الكثير ولا اقول الكل ولو نظرنا نظرة فاحصة سنجد ان من صور الحرية بانها حضارة ورقي بينما هي انحلال وفساد للاخلاق هم الرجال فقط لاشباع غرائزهم

  3. الاخ سايمون
    لك التحية ولشعب الجنوب الحبيب.
    نحن مازلنا نعتبر شعب الجنوب اشقاء لنل في المواطنة، ونسال الله ان تضع الحرب اوزارها ويرجع الجنوب للشمال والشرق والغرب مع الوسط لنكون اكبر دولة سودانية منتجة ونعيش فيها بسلام ومحبة.
    اما عن حواء السودان بالجنوب هي كحواء السودان بالشرق او الغرب او الشمال او الوسط فقد صاغ فيها شعراء الشمال احلي واجمل القصائد وهي بلونها الابنوسي من غير كريمات مبيضة (جنوبية ، من الاسكلا وحلي دمعي للثياب بلة ، فيفيان للفنان النور الجيلاني)وكثير من الشعر في حواء الجنوب

  4. كد الفنان النور الجيلاني حبه العميق لجنوب السودان الذي انفصل و كون دولته المستقلة بعد مرحلة الاستفتاء علي تقرير المصير الأخير ، كاشفاً في ذات الوقت عن الظروف التي دعته الي التغني بأغنية (فيفيان) الذائعة الصيت .
    و قال النور الجيلاني في حديثه : ان فيفيان هي فتاة جنوبية من لحم و دم التقى بها في الخرطوم خلال وقت سابق و ان العلاقة بينهما توطدت حتي وصلت مرحلة الإعجاب فأثرت ان أتغني لها و بها ، و تابع و لكن بعد ذلك تفرقت بيننا السبل و تقطعت بنا الأواصر و لا ادري حتي الآن هل استمعت (فيفيان) الي الأغنية أم لا و لا اعلم شيئاً عن مكانها في الوقت الحالي

  5. استغرب من المعلقين كلامهم كلو عن الحب والهيام وتمنى عودة الانفصال والكاتب كلامو كلو عن التحرر من الشمال
    وكانة تحرر من دولة اوربية محتلة .
    ثم ثانيا الانفصال خيارهم بنسبة 99% لماذا تتحدثون عن الوحدة . اليس الحديث عن الوحدة ضد راى الاغلبية اين
    الديمقراطية والحرية واحترام خيار الشعوب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..