من يضمن –قيام دولتين فقط

من يضمن –قيام دولتيــــــــــــن فقط

محمد حجازى عبد اللطيف
[email protected]

تقرير المصير وتوابعه من انفصال او استمرار الوحده والوقت المتبقى لتنفيذ استحقاق الاستفتاء واحاديث المدينه هنا وهناك والمنابر الكثيره والكبيره التى تجتمع وتنفض والحال نفس الحال ومازلنا وباصرار شديد نسمع للسياسيين شمالا وجنوبا وبعض النخب التى انقسمت بفعل فاعل الى مؤيد للانفصال وآخرون مع الوحده على ان يكون الجنوب مع الشمال .
فى وطننا السودان الحبيب تكون القرارات المصيريه فوقيه وفى قمة الفوقيه من راس المجموعه مما يعنى ان حتى لجان الفوقيه انفسهم مغيبون عن تلك القرارات التى تحدد مصير الامه ومستقبلها واذا رجعنا الى كل تلك الاتفاقيات بدءا من مياه النيل وانتهاء بتقرير مصير السودان نجد ان معظمها تمت فى عهود عسكريه شموليه بتحكم واضح من راس الدوله الانقلابى وللاسف استشرت هذه الظاهره ووصلت الى تخوم ساحات الديمقراطيه ممثلة فى الاحزاب والمنظمات الوطنيه المدنيه –حيث تعقد الصفقات والاتفاقيات التى تهم المواطن السودانى البطل المغيب والغائب لانشغاله بتوفير ضروريات الحياة
وبعض المؤلفة قلوبهم بحفنه من الجنيهات لسد الرمق والافواه ومن ثم تحويلها الى ابواق وهتيفه –(-ويحيا الرئيس ويموت الشعب ) وبالروح والدم .
اما الحاله التى نحن بصددها وهى بدعه من البدع السيئه التى سوف يبوء بذنبها من ابتدعها ومن عمل بها الى يوم القيامه –هى بدعه الانفصال شمالا وجنوبا وبالامس القريب كنا نتحدث عن الفتره الانتقاليه ذات الخمس سنوات واليوم نتحدث عن ما تبقى من شهور لا تتعدى اصابع اليد الواحده ومازال الحديث عن الوحده الجاذبه . وهذا هو العجب العجاب فكيف نتحدث عن وحده جاذبه والانفصال على الابواب ولو كان الجميع على قناعه او مصداقيه فى السعى نحو ابقاء الوحده لتغير الامر كثيرا من حيث العمل على التاجيل او الاتفاق على صيغه اخرى للتعايش فى اطار الدوله الواحده مع حفظ حق الشعب فى ان يختار الاصلح والافيد .
ها نحن على مشارف تفتيت الوطن وتشتيت المواطن دون الرجوع اليه وبقرارات فوقيه وبفرض الامر الواقع وبدء الترتيبات النهائيه لادارة الدولتين والامن والجيوش والحدود والعلاقات الحميمه بين الجيران .
بقى ان نقول لهؤلاء الفوقيين هل منكم من يضمن لنا بقاء السودان فى اطار دولتين فقط . لا اظن ان هنالك من يقدر على ضمان هذا الامر لان القرارات الفوقيه سوف توافق على تفتيت ما بقى من الوطن شمالا وجنوبا بحجة تقرير المصير وتحقيق رغبات الشعوب فى العيش الحر وبهذا يتحقق لهم ما بشروا به من قبل لقيام دولة مابين النهرين جنوب عطبره وشمال كوستى .
ولكن حتى هذه الدويله المزعومه سوف يكون مصيرها التمزق على الاقل لدولة الابيض والازرق .
على الشعب السودانى الاصيل البطل فى الجنوب والشمال ان يهب من غفوته ويتحمل مسئولية بقاء الوطن واحدا موحدا والا علينا ان نبحث ومنذ الآن عن بلد جحـــــا
اللهم يا حنان ويا منان اجعل الوحدة مصيرنا —آمين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..