خارطة الطريق

أنا من معجبي البروف محمد عبدالله الريح (حساس محمد حساس) و هو بالاضافة لعلمه الغزير رجل ذو نكته ,قبل أكثر من عشرين عاما قبل سيادة الانترنت و عملاقه محرك البحث قوقل قرأت له مقالا اضحكني كثيرا بالاضافة لما فيه من حكمة عميقة و قدر ما بحثت عنه هذه الايام لم أجده علي الشبكة العنكبوتية, أستميح أستاذنا عذرا في استعارة ذلك العنوان و ملخص المقال الطريف إن لم تخني الذاكرة أنه في بداية سني حياته العملية كان يعمل طبيبا بيطريا في الريف و بسبب لقب دكتور بالاضافة لعلاقته المهنية مع الحيوانات كان كثيرا ما يلجأ اليه الاهالي البسطاء لعلاجهم من لدغات العقارب و الثعابين و كان ذلك أمرا عاديا له و لهم, حيث أن البشر و الثعابين و العقارب كثيرا ما تتقاطع طرقهم و يحدث ما يحدث, الا أنه في أحد الايام إحتار في شخص أتاه شاكيا من عضة عجيبة,يا دكتور عضاني (ورل) فقال البروف دون أن يشعر (الوداك ليه شنو؟) لان الحادثة نادرة و الورل من الحيوانات الخجولة التي لا تساكن الانسان,قال البروف أنه إكتشف أن هذه الجملة تفسر كثيرا من (الاحداث الغريبة) في حياة الناس.
أنتهز هذه السانحة لادافع عن ابن عم الورل و هو الضب. ورد في هذا المنبر من احد الاخوة بحسن نية حديث للمصطفي ما أحسبه الا مفتري لانه يناقض الشريعة و العلم كليهما, أن المصطفي أمر بقتل الضب لانه فاسق كان ينفخ علي النار التي أعدت لقتل ابراهيم عليه السلام ليزيدها اشتعالا,تداول هذا الحديث يسئ الي الاسلام بأنه دين خرافات و أنه دين غير منطقي.
كثير من( الاحداث الغريبة) في حياة الشعب السوداني هذه الايام و منها فشل خارطة الطريق التي عول عليها العالم ودول الجوار و العالم فما الحاصل ؟
الحكومة عزت الفشل الي عرمان السوبرمان الذي استقطب الحركات المسلحة و طلب مطالب تعجيزية لا تنسجم مع( السيادة) و عرمان عزا السبب الي أن الحكومة غير جادة في التفاوض البناء و بناء الثقة و إحدي الكاتبات المحترمات في هذا الموقع ذهبت الي أن الشعب السوداني خائف من (العرمانية).. هكذا , لا أعتقد أن لياسر عرمان فكر أو آيديولوجية جديدة تحل مشاكل السودان أو غيره لنسميها بالظاهرة العرمانية الا أني أحترمه كأحد المفاوضين الذين يملكون أحد مفاتيح الحل و كلهم مطلوب منهم شئ واحد ,تهيئة المناخ لبناء ديمقراطي محايد تفوز فيه المنظمات ببرامجها دون متاجرة بأي دين أو عواطف أو إرهابا ببندقية, الكلمة الاخيرة للشعب مصدر السلطات.
فلنطبق قاعدة الوداك ليه شنو؟ هي السيادة
ظهر مفهوم السيادة في القرنين السادس عشر والسابع عشر كنتيجة لتطور الدولة الحديثة”القومية” في أوروبا.فمع تراجع سلطة المؤسسات عبر القومية ممثلة في الكنيسة الكاثوليكية والإمبراطورية الرومانية، تمكنت الملكيات المركزية الطابع في فرنسا وإنجلترا وأسبانيا وغيرها من إدعاء امتلاك القوة المطلقة على أقاليمها تحت مسمى “السيادة”. واستخدمت كتابات جان بودان وتوماس هوبزمفهوم السيادة كتبرير للنظم الملكية المطلقة. فوفقا لبودان، لا يتجاوز القانون كونه تعبيرا عن إرادة صاحب السيادة التي ينبغي أن يخضع لها الجميع.إلا أن بودان وافق على تقيد الملكية المطلقة بإرادة الله أو القانون الطبيعي.في المقابل، عرف هوبز السيادة بأنها احتكار قوة الإرغام ودعا إلى تركيزها في يد حاكم واحد دون أن ينازعه فيها أي طرف. وو ارتكن كل من بودان وهوبز في تبرير السيادة الداخلية- وفق تصورهما – إلى ضرورة ذلك لحماية النظام والاستقرار، لاسيما هوبز الذي خير المواطنين بين الملكية المطلقة والفوضى المطلقة. وقد ظهرت تصورات أخرى للسيادة في فترات لاحقة: فمثلا طرح روسو طرحا للسيادة ممثلا في الارادة العامة للشعب و هو ما يعني ربطا للسيادة مع الملك الذي يمثل البرلمان الذي يمثل الشعب.
إلا أن الملاحظ أن جميع الاتجاهات السابقة رأت إمكانية – بل ضرورة- تركيز السيادة في هيئة أو كيان معين (الملك أو الإرادة العامة أو البرلمان)، وهو ما يفسر تزايد الانتقادات الموجهة ضد هذه التصورات ” التقليدية” للسيادة في ضوء عدم تماشيها مع النظم التعددية الديمقراطية القائمة على شبكات معقدة من علاقات الرقابة والتوازن الديمقراطية الليبرالية و هي تتناقض جوهريا مع مفهوم السيادة إذ تدعو هذه المبادئ عدم تركيز القوة وتوزيعها بين عدد من المؤسسات لا تستطيع إحداها إدعاء السيادة. ويظهر بوضوح في النظم الفيدرالية القائمة على التشارك في السيادة مع ما يقتضيه ذلك من توازنات. وعلى خلاف الوضع بالنسبة للسيادة الداخلية المتقادمة نتيجة للتطورات الديمقراطية، فإن قضية السيادة الخارجية أضحت أكثر أهمية. فالعديد من الخلافات الأكثر عمقا في العالم المعاصر (مثل الصراع العربي الإسرائيلي والخلافات في يوغوسلافيا السابقة) ترجع أسبابها-في نسبة كبيرة منها- إلى مطالب متعارضة لفرض السيادة على أقاليم معينة. كما أن مفهوم السيادة الخارجية أصبح يعبر عن مبدأ الاستقلال الوطني.فالدولة ذات السيادة هي وحدها التي يستطيع مواطنوها تحديد وجهتها ومصيرها وفقا لاحتياجاتهم ومصالحهم. ومن ثم يضحي التفريط في السيادة مرادفا للتنازل عن حرية المواطنين، وهو ما يفسر الحساسية الشديدة تجاه أي مساس بالسيادة الخارجية أو الوطنية ،و التمسك بالدفاع عنها.و عادة ما يشار إلى الجاذبية الكامنة في الأيدلوجيات القومية وقدرتها على اجتذاب الأنصار والمؤيدين كدليل على ذلك. إلا أن ثمة انتقادات أخلاقية ونظرية موجهة لمفهوم السيادة الخارجية. فمن الناحية الأخلاقية، يمثل مفهوم السيادة الخارجية حاجزا يحول دون التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى حتى حال انتهاك هذه الدول الحقوق الطبيعية لمواطنيها. وتنبع المشكلات النظرية من عدم تلاؤم مقولة الدول المستقلة ذات السيادة مع الواقع وما يشهده من تزايد الاعتماد المتبادل.فالعولمة* مثلا تعني- في أحد أبعادها- انتهاء عصر السيادة السياسية مع تقليص نطاق السيادة القانونية..
الحكومة قبضت علي السيادة و كنكشت فيها و أساءت استخدامها و المعارضة تنازعها فيها مما أدي الي التناحر الفكري و العسكري فذهب الكل الي التفاوض بضغوط خارجية لتقاسم السيادة أو اعادة ترتيب قواعد لعبة السيادة, طيب ما المشكلة اذا ما الحكومة فوضت وسطاء و جعلت لها مراقبين يضمنون عدم إساءة إستخدام تلك الاجراءات… ما هي السيادة أصلا غير كاملة و دارفور و النيل الازرق و جبال النوبة ملآي بالحركات المسلحة و إحداها تمكنت من محاولة غزو الخرطوم , حزب المؤتمر الوطني مازال قابضا علي السيادة تجاوزا لمدة 27 عاما و أقصي الآخرين و الانهيار الذي يعاني منه السودان الآن يجعله غير كامل السيادة و قد قالها المؤتمر الوطني في أحد شعاراته القديمة “من لا يملك قوته لا يملك قراره” ,ما المشكل اذا تنازل قليلا لافساح المجال للوطن للخروج مما هو فيه, خصوصا اذا علمنا أن منسوبيه أثروا و أغتنوا و إمتلات خزائنهم بالاموال و وحازوا الدرجات العلمية الرفيعة و تمتعوا بالمناصب وكتلوا الدجاجة و خموا بيضها. التفاوض هو في الاساس تنازل.
دولة الجنوب الوليدة النازفة و يقتل و يغتصب و يشرد شعبها بالالاف كانت الامم المتحدة أرحم بشعبها من سلفا كير و مشار فارادت الامم المتخدة إرسال قوة دولية لحماية المدنيين من قادتهم المتوحشين فتذرع سلفاكير بالسيادة.
السيادة ليست بقرة مقدسة و هو مفهوم وجد أساسا للحفاظ علي الدولة التي وجدت أساسا لحماية الشعب الذي تمثله الدولة و تحقيق رفاهيته و يمكن التعامل معه بمرونة متي ما دعا الحال فقد وجدت السيادة من أجل الشعب و ليس العكس.
عودة لجملة الوداك ليه شنو؟ قد ينبثق رد عجيب !! و الله يا دكتور جاني في محلي براه , في هذه الحال ان من يتفاوضون باسم الشعب السوداني هناك قد فرضوا أنفسهم علينا فليسقطوا جميعا و ننادي باستفتاء عام في أرجاء السودان ترعاه الامم المتحدة لاختيار مناديب و مفاوضين جدد أكثر مرونة و أكثر قدرة علي احراز اختراق حقيقي في المفاوضات .
صلاح فيصل
[email][email protected][/email]