ما بدرى يا “حليفة”.. حاشاك “عمر” من “الديكتاتورية”!

قبل البدء:
أتصل بى ضاحكا صديق عزيز، يتابع مقالاتى بإستمرار ويحاورنى فيها وهو يحسن الظن بى ويمنحنى مكانة أكبر من حجمى أشعر بأنى لا أستحقها ، قال لى:
“أنتم معشر الكتاب تعانون فى غربة لسنوات طوال بينما تساهم كتاباتكم فى غنى البعض وحصول شخصيات نافذة فى بلدانها إضافة الى بعض المؤسسات على اموال باهظة تخرج من خزانة الشعب السودانى عبر النظام الجاهز للدفع الفورى كالصراف الألى لأى جهة يشعر بخطرها منها عليه أو من أجل ترويضها وكسب ودها وإسكات صوتها.
فقبل ثورة 30 يونيو المصرية كان رجل نظام “الأنقاذ” فى مصر هو الباحث المصرى “هانى رسلان” الذى لقب داخل تلك المؤسسة العريقة بين زملائه بسبب دفاعه المستميت عن نظام عمر البشير “بسيف الإنقاذ المسلول”.
وبالأمس القريب وبمجرد أن نشرتم الخبر المنقول عن “مجلة الأهرام ? العربى” والذى يقول بأن “مصر طالبت لأول مرة الحكومة السودانية بمحاسبة الذين أشتركوا فى محاولة إغتيال حسنى مبارك الفاشلة بأثيوبيا عام 1995″، سارع رئيس النظام مهرولا لإجراء حوار فى ذات المجله، نفى فيه أن يكون “ديكتاتورا” ومعلنا تنحيه عن السلطة وإبتعاده عن السياسة عام 2020 .
ولم يكتف بذلك بل اضاف بأن العلاقات المصرية السودانية الأثيوبية ساءت خلال فترة الرئيس” محمد مرسى”!
يا حلاوة !!
__________
يعنى “عمر البشير” يريد أن يقول للمصريين من خلال آخر عبارات ذكرتها أعلاه أنه “غير إخوانى”، فذكرنى بما يردده كثير من جماعة حزب “النفاق” من بنى وطنى والغريب فى الأمر كثيرون منهم يعيشون فى “الخارج” بل تجد بعضهم يحملون بطاقات “لاجئين”، يبدأون حديثهم بأنهم لا ينتمون للمؤتمر الوطنى … لكن !!!
وبعد (لكن) تلك حديث كله تمجيد فى النظام وفى رئيسه الهمام وفى إنجازاته الضخمة عربيا وأفريقيا ودوليا والتى تتمثل فى سفره وعودته بطائرة سالما معافى من رحلة خارجية تم تأمينها بالكامل وبجميع “الوسائل” ، لا أدرى هل من ضمنها إتصال هاتفى “بولدنا” أوباما أم لا !
أما الأنجاز الدولى الذى وصل درجة الأعجاز والذى لم يحقق أى رئيس سودانى أو افريقى أو عربى مثله فقد تمثل فى “فنلة” مسى!
لم لا يعبر اصحاب “لكن” أولئك عن أعجابهم “بعمر البشير” وكما قال عن نفسه وهو “صدوق” ليس ديكاتورا! فى حقيقة الأمر هو “ديمقراطى” مائة بالمائة .. الم ينتخبه شعب السودان بعد كل خمس سنوات بنسبة 99% فى إنتخابات نزيهة وشفافة وغير “مخجوجة” منذ عام 1989 والدليل على نزاهة الإنتخابات أن “الديمقراطى” عمر البشير اكان يخوضها ضمن مرشحين حقيقيين قدمتهم أحزاب قوية تحظى بنفس المعاملة التى ظل يجدها رئيس “المؤتمر الوطنى” من دعاية وملصقات وإعلاميين يطبلون لهم وقوات نظامية ومليشيات تحرسهم وعند الضرورة ترتدى تلك المليشيات زيا مدنيا لكى يظهر عدد الحضور فى الندوات على الهواء الطلق غفير ومقنعا وتوفر لهم الدولة “الديمقراطية” الطائرات والسيارات ذات الدفع الرباعى للتنقل من ولاية الى ولاية ومن مدينة الى مدينة مثلما يحدث فى الأنتخابات “الأمريكية” الكافره التى تثمر عن رئيس “ديكتاتور” بينما إنتخابات السودانى تثمر عن فوز “عمر البشير” الديمقراطى!
نعم الرئيس ديمقراطى لأبعد درجة والدليل على ذلك أنه وصل لحكم السودان عن طريق صناديق إنتخابات لا عن طريق إنقلاب عسكرى .. وكذاب من يقول غير ذلك وسوف تعطل صحيفته الرقابة “القبلية” أجهزة الأمن إذا كان صحفيا وكتب مثل ذلك الكلام المنافى للحقيقة .. البشير “ديمقراطى” ونحنا الشعب ود الكلب” فكتر الف خيره لأنه تواضع وحكمنا لمدة 27 سنة ? فقط ? حتى الآن، كلها سنوات خير وبركة وتطور فى التعليم وإزدهار إقتصادى ونهضة عمرانية .. وكهرباء سد مروى التى كهربت كل السودان وما فاض عن ذلك صدر لدولة تشاد .. وجيش قوى مسلح بأفضل الأسلحة لا تعمل بجانبه “مليشيا” واحدة، تمكن بإستعاد كل الأراضى السودانية المحتلة، ومن رجع منهم من ميدان المعركة منتصرا غنت له حواء السودان “يجو عائدين” وفى المجال السياحى زار إهرامات “البجراوية” خلال عام حوالى 15 مليون سائح من مختلف دول العالم تم نقلهم جميعا على طائرة “الخطوط السودانية” التى تمتلك 10 طائرات أيرباص وكان اكبر عدد للسواح قد قدم من لندن عبر مطار “هيثرو” ? أنجنا يا الشريف ود بدر!!!
وكتر الف خير “البشير” ? مليون مرة أخرى – لأنه لم يغضب من الكتابات العديدة و”المقرفة” التى تحدثت عن “الفساد” وأن رائحته ? القريبة جدا ومن ناس حبيبه – لم تجعله يعلن عن تنحيه اليوم وفورا ? فيوحشنى – بل سوف يتنحى عام 2020 أى حتى تتعدى فترة حكمه جلالته فترة حكم “حسنى مبارك” بسنة، فهل يعقل أن ينهزم أمام “مبارك” ؟؟ بدون لو واصل “أحمد بلال عثمان” فى منصبه فسوف يكون هناك كلام آخر وسوف يتكرم علينا حضرة الرئيس “الديمقراطى”، بفترة أزيد، تصل الى 41 سنة لكى يتجاوز فترة حكم الرئيس الليبى الراحل ” معمر القذافى” وأن يحقق للسودان ميدالية ذهبية فى هذا المجال، لم لا وذلك “معمر” وهذا “عمر” .. ولم لا والأخير قد تم تكريمه فى “اثيوبيا” من جهة لا أعرفها، لكن “أحمد بلال عثمان” يعرف كل شئ فى الإعلام وفى الطب وفى القيم والأخلاق ولا يعرف فى “النفاق” لذلك ? أفتى ? بمنح “عمر البشير” جائزة نول للسلام!
رغم كل ذلك من يصدق أن ” أحمد بلال عثمان” من قادة حزب ” لكن” !!!
أى هو ليس “مؤتمر وطنى” … لكن!!
وكتر خير ” عمر البشير” لا أدرى كم مرة هذه المرة .. لأنه لم يشعر بالخجل والخزى والعار ولم يتقدم بإستقالته حينما “انفصل الجنوب” كما يفعل كثير من الرؤساء “الديكتاتوريين” الجهلة المغفلين حينما يصوت جزء من وطنهم لصالح الأنفصال ، لأن المخطئ هو الشعب “ود الكلب” لا الرئيس أو النظام.
عمر البشير .. الفارس الجحجاح حاشاه لا ديكتاتور ولا مزور .. إضافة الى ذلك فهو غير إرهابى.
الم يقام مؤتمر قبل يومين فى الخرطوم “لمكافحة الإرهاب” .. فكيف يكون إرهابى؟
وشنو يعنى .. فى عصره تواجد فى الخرطوم الشيخ “عمر عبد الرحمن” الذى أفتى بقتل إبن الخاله السادات فى وحصل على تاشيرته لدخول أمريكا من السودان ومن يومها الرجل “حبيس” فى السجن الأمريكي ولا زال “عمر البشير” رئيس فى القصر .. هو فى ديمقراطية أكتر من كده؟
وشنو يعنى .. فى عصره كان “بن لادن” فى السودان، وما هى المشكلة أن تؤكل ملايين الدولارات التى وصى بمنحها لأسرته بعد وفاته .. وهل يا ترى تلك الأموال كانت “راس مال” رجال الأعمال “الشطار ” ص . إ” أم ” ج .أ” أم “أ . أ” .. ” الذين صعدوا فجأة على قمة جبل الأغنياء فى السودان؟
ما تكلمنا يا عمر .. ما إنت “الديمقراطى” وإنت “الحكومة”.
أختصر الأسماء بتلك الحروف ? لا خشية من أحد فأنا لا اخشى الا الله ? لكنى غير متأكد عن هل فعلا ذهبت اليهم أموال الرجل أم ذهبت الى مكان آخر، هذا أمر يفترض أن يعرفه ويكشف عنه رئيس النظام الديمقراطى، النزيه، غير الفاسد الذى لا يصمت للفساد.
وشنو يعنى .. فى عصره كان “كارلوس” يتجول حرا طليقا والنظام يعلم جيدا له “صداقة” برئية، فى دولة كانت لها تقاليد وأعراف اصبحت ? يادوب ? بعد 30 يونيو 1989″إسلامية”، تجلد “الطالبات” إذا أقتربت إحداهن مسافة “متر” من زميل لها فى الكلية!
حتى التقطت المستأمن “كارلوس” كاميرات المخابرات الفرنسيه وحصلت عليه مقابل “صفقة” تحتوى على الكثير.
فشعب السودان “ود الكلب” تتاجر بمصيره مخابرات الدول العظمى، وتحصل على ما تريد ويكون “الثمن” دعم “النظام” المسالم وبقاء رئيسه الديمقراطى على السلطة لمدة 31 سنة لا يهم أنه اباد 2 مليون فى الجنوب وفصله وأباد 400 الف فى دارفور وأمنيته أن يفصله .. وأن يبيد ويفصل جبال النوبة والنيل الأرزق.. ولا توجد أى مشكلة لو تركوه مع “أحمد بلال عثمان” و”ابراهيم محمود” .. ولا داعى لذكر الآخرين .. وللعلم ? فقط – فالشيخ ” الترابى” لم تكن له أى علاقة بذلك الموضوع أعنى تسليم “المستأمن” كرلوس، لكنه كان يعلم عن صداقته “البريئة” وكلما فى الأمر أخبره “مدير المخابرات الفرنسية” صدفة حينما جاء “عابرا” مطار شارلى ديجول بباريس!
ما بدرى “يا حليفة” كما تقول النكتة .. و”فائت مروح وين ما لسه الزمن بدرى” كما تقول الأغنية.
لفت نظر .. لماذا لا تتحدث عن “المليشيات” يا عثمان ميرغنى وأنت تتحدث عن “الجيش”؟؟
تاج السر حسين ? [email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. السيرة الذاتية لسياف عربي – نزار قباني
    …………….
    أيّها النّاس:
    أنا الأول والأعدل،
    والأجمل من بين جميع الحاكمين
    وأنا بدر الدجى، وبياض الياسمين
    وأنا مخترع المشنقة الأولى، وخير المرسلين..
    كلما فكرت أن أعتزل السلطة، ينهاني ضميري
    من تُرى يحكم بعدي هؤلاء الطيبين؟
    من سيشفي بعدي الأعرج، والأبرص، والأعمى..
    ومن يحيي عظام الميّتين؟
    من تُرى يخرج من معطفه ضوء القمر؟
    من تُرى يرسل للنّاس المطر؟
    من تُرى يجلدهم تسعين جلدة؟
    من تُرى يصلبهم فوق الشجر؟
    من تُرى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر؟
    ويموتوا كالبقر؟
    كلما فكرت أن أتركهم
    فاضت دموعي كغمامة..
    وتوكّلت على الله …
    وقررت أن أركب الشعب..
    من الآن.. إلى يوم القيامة..

    نزار قبانى

  2. السيرة الذاتية لسياف عربي – نزار قباني
    …………….
    أيّها النّاس:
    أنا الأول والأعدل،
    والأجمل من بين جميع الحاكمين
    وأنا بدر الدجى، وبياض الياسمين
    وأنا مخترع المشنقة الأولى، وخير المرسلين..
    كلما فكرت أن أعتزل السلطة، ينهاني ضميري
    من تُرى يحكم بعدي هؤلاء الطيبين؟
    من سيشفي بعدي الأعرج، والأبرص، والأعمى..
    ومن يحيي عظام الميّتين؟
    من تُرى يخرج من معطفه ضوء القمر؟
    من تُرى يرسل للنّاس المطر؟
    من تُرى يجلدهم تسعين جلدة؟
    من تُرى يصلبهم فوق الشجر؟
    من تُرى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر؟
    ويموتوا كالبقر؟
    كلما فكرت أن أتركهم
    فاضت دموعي كغمامة..
    وتوكّلت على الله …
    وقررت أن أركب الشعب..
    من الآن.. إلى يوم القيامة..

    نزار قبانى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..