مقالات سياسية

الهجرة او التجاني الماحي!!

 أعلم  إننا نعاني كثير من المرارات والويلات والهموم  قصيرة الأجل وطويلة الأجل واعرف ان  حالنا اصبح لايحتاج الي حروف تكتبه او توصفه الحال اصبح كتاب مفتوح ناطق بالعربية وغيرها من اللغات الأخرى حال بلد يعيش على شفا  حفرة من الخطر ويعيش داخل حفرة من الإهمال والفقر والمرض ان نزل عليه المطر جعله في قائمة الذين يستحقون الشفقه والمعونات  والإغاثة  ناهيك عن الحروب والنزاعات وماتبقى من أنواع المعاناة

وادرك ويدرك غيري ان المواطن السوداني  يعيش حالة من (السكتة  المعيشية ) شديدة التأثير على جسده وتفكيره  ..لأن الضغوط التي تمارس عليه  لم تمارس عليه لافي المدى القريب ولا البعيد ….وبالرغم  من شدة تفكيري غير المنقطع في وضعنا الحالي والمستمر وكيفية سبل الخلاص والنظر الي حال  المستشفيات التي  تكتظ باعداد المرضى وتزايد عدد مرضى السرطان وارتفاع حالات الفشل الكلوي وامراض القلب وغيرها من الامراض الخطيرة ….الا ان تفكيري لم يصل الي هذا الحد من الجنون ان اتوقع ان  الحال يمكن ان يضعنا على سرير بمستشفى الأمراض النفسية والعصبية .كنت احسب أننا اقوى من الظروف  وارادتنا اقوى من الذين يضعوننا عمدا على طريقها لتمشي  على رؤسنا وكرامتنا

فالحكومة وممارساتها وضغوطها وغمعها …يمكن ان يجعلنا تحت خط الفقر وخط  الجوع وخط الحرب تحت الخط الهجرة (اللاوطن ) … لكن ان تجعلنا تحت خط اللاوعي  واللاعقل …هذا يعني اننا  تجاوزنا خط المعاناة …واصبحنا تحت خط الكارثة

فمن منكم يصدق ان مستشفيات الأمراض النفسية والعصبية  (طه بعشر والتجاني الماحي) اصبحت لاتسع المرضى وان العيادات  تستقبل شهريا (16800|) مريضا شهريا ….رقم أذهلني وادهشني وكدت اكون الواحد  الذي يحول  الرقم  الي ( 16801)….

تحسست كل شي فيني طريقة تفكيري وحديثي وتعاملي مع زملائي وأهل بيتي خفت ان أكون مريضة نفسية فأنا واحده من هذا الشعب المغلوب على امره ولكنني لا أعلم فالخبر اخافني حد الإعياء والشعور بالدوار عندما قرأت تفاصيله التي تقول (كشفت وزارة الصحة  ولاية الخرطوم عن وجود ضغط عال من مرضى الأمراض النفسية  والعصبية على المستشفيات (طه بعشر والتجاني الماحي ) في وقت اكدت فيه ان التردد الشهري على العيادات الخاصة وصل الي 16800 مريض وكشفت الوزارة عن الحاجة الي ممرضين من الذكور أكثر من النساء مدربين تدريب خاص للتعامل مع المرضى  العنيفين… هذا المؤلم من الخبر لكن الذي هو اكثر وجعا وإيلاما ان 27 % من التلاميذ  يعانون من الامراض النفسية والعصبية ومعلوم ان الأسرة تعتبر العامل الرئيسي في تربية الطفل وتنشئته اجتماعيا فهي ترسم ملامح شخصيته وتحدد سلوكه ومبادئه منذ الصغر وللأسرة أيضا وظيفة نفسية هامة جدا فهي التي تُسهم في إشباع رغبات الطفل النفسية وفي تشكيل كيانه النفسي خاصة في سنواته الأولى أمَّا إذا تعرض الطفل إلى تجارب مؤلمة داخل الأسرة ناتجة عن تقصير من الوالدين فإن ذلك يُشكل ضغوطا نفسية خطيرة على الطفل قد تؤثر سلبا في شخصيته وتخل بتوازنه النفسي وتجعله عرضة للإصابات بأمراض نفسية مختلفة ….

ليبقى  الناتج ان هذا الطفل ليس له ذنب سوى انه  من اب سوداني  بسيط وام سودانيه مثله …لطمت الظروف المعيشية خدودهم  وصفعتهم السياسات الخاطئة للحكام  …الذين مارسوا الظلم والقهر والاستبداد  ارتفعت اسعار الدولار ارتفاع جنونى  وارتفعت الاسعار كما ارتفعت مبانيهم الشاهقة وتمدد الضعف والقهر كما تمددت شوارعهم وكباريهم  لنبقى نحن وأطفالنا تحت وطئة الامراض الجسدية والنفسية…نحن ….لا هم ….فالأرقام بالتأكيد ليس من بينها من هو أبن وزير او سفير… اذن عزيزي المواطن لك ان تختار اما الهجرة او التجاني الماحي .

طيف أخير :

أعرج ذلك الشوق الذي يجبه الغياب

 

تعليق واحد

  1. معلوم ان الجوع او النقص الحاد في الغذاء يسبب ألام نفسية حادة كما أن الغبن الاجتماعي بسبب التفاوت و الفوارق الاجتماعية والاقتصادية الحادة بين طبقات الواحد يسبب بدوره ضغائن تتحول إلى أمراض لا يداويها الزمن. الأمر مؤسف و لا لدي ما أقول
    بيد انني كنت اتمنى من الأخت صباح ان تتجرأ و تقول الموت في تجاني الماحي او الثورة الجياع التي تقتلع النظام من جذوره و تركله الى مزبلة التاريخ. انا و آخرون مثلي ممن يعيشون الغرب ندرك حجم معاناة اهلنا في السودان اكثر من انفسهم لان الدولة التي ترفض المؤسسات الديمقراطية و الشفافية و النزاهة فتلجأ الى قمع المعارضين و مصادرة الصحف و تدير الحروب العبثية على اكثر من صعيد ، هذه الدول لا تستطيع توفير الحياة الكريمة لشعبها. اخيراً لا خيار لديكم سوى الثوة الشعبية و بعدها حكومة علمانية ديمقراطية تحترم الانسان بغض النظر عن الدين والجنس.

  2. يا ابنتي لك الشكر علي الوجع الذي نعلم ونعتصره ليست المشكله في الكارثه لكن المشكله الكبري ان لا احد يفكر في حل فالجميع غارقون في احلامهم وزيجاتهم مثني وثلاث ورباع هنا هي الكارثه اي انها ستستمر الي الطوفان فالحل ليس حكومة قومية او انتقالية الحل كنس الزبالة لمزبلة التاريخ وما يحزن اكثر ان بلدنا بهذه الموارد ونحن هكذا الا يستحي هؤلاء

  3. معلوم ان الجوع او النقص الحاد في الغذاء يسبب ألام نفسية حادة كما أن الغبن الاجتماعي بسبب التفاوت و الفوارق الاجتماعية والاقتصادية الحادة بين طبقات الواحد يسبب بدوره ضغائن تتحول إلى أمراض لا يداويها الزمن. الأمر مؤسف و لا لدي ما أقول
    بيد انني كنت اتمنى من الأخت صباح ان تتجرأ و تقول الموت في تجاني الماحي او الثورة الجياع التي تقتلع النظام من جذوره و تركله الى مزبلة التاريخ. انا و آخرون مثلي ممن يعيشون الغرب ندرك حجم معاناة اهلنا في السودان اكثر من انفسهم لان الدولة التي ترفض المؤسسات الديمقراطية و الشفافية و النزاهة فتلجأ الى قمع المعارضين و مصادرة الصحف و تدير الحروب العبثية على اكثر من صعيد ، هذه الدول لا تستطيع توفير الحياة الكريمة لشعبها. اخيراً لا خيار لديكم سوى الثوة الشعبية و بعدها حكومة علمانية ديمقراطية تحترم الانسان بغض النظر عن الدين والجنس.

  4. يا ابنتي لك الشكر علي الوجع الذي نعلم ونعتصره ليست المشكله في الكارثه لكن المشكله الكبري ان لا احد يفكر في حل فالجميع غارقون في احلامهم وزيجاتهم مثني وثلاث ورباع هنا هي الكارثه اي انها ستستمر الي الطوفان فالحل ليس حكومة قومية او انتقالية الحل كنس الزبالة لمزبلة التاريخ وما يحزن اكثر ان بلدنا بهذه الموارد ونحن هكذا الا يستحي هؤلاء

  5. صباح محمد الحسن و اسماء محمد جمعه……افضل واشجع الاقلام الصحفية في السودان واكثرها قوه في الافكار وعمق التحليل

  6. صباح محمد الحسن و اسماء محمد جمعه……افضل واشجع الاقلام الصحفية في السودان واكثرها قوه في الافكار وعمق التحليل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..