حقنة كمال عبيد ..التي حرم منها فيل الصادق المهدي!!

بسم الله الرحمن الرحيم
بالأمس أعلنت الحكومة السودانية ..أو بالأحرى اعترفت بوجود رياك مشار ..نائب رئيس جنوب السودان المعزول..وأحد طرفي الصراع فيها ..وقد كانت الأخبار قد تداولت كيفية إخلائه واحتمال مشاركة طائرة انتنوف سودانية بها مسئول كبير مع عسكريين حسب ما جاء في صحيفة الراكوبة الغراء..ولازم الخبر تكتم من السلطات السودانية حتى أُعلن عبر الناطق الرسمي باسمها عن وجوده في السودان للعلاج ..ولم تنس أن تذكر أن الاستقبال تم لدواع إنسانية لحاجته للعلاج..وربما لم تكن الحكومة لتحتاج لهذا التوضيح لولا أن ذلك قد تم عقب زيارة حليفه السابق وغريمة الحالي الذي قيل أنه تآمر عليه وحل محله في خرق لاتفاق الهدنة كما أوضح رعاتها الدوليون.. فقد زار رياك مشار الخرطوم فور تفجر الصراع في واتهم كير الحكومة وقتها بالوقوف إلى جانبه ودعمه ..كيف لا وبين الحكومتين في هجليج ما صنع الصينيون ؟
الواقعة تشير بوضوح إلى ما لا يمكن التنصل منه مهما كان مستوي السوء في العلاقات بين دولتين..وهو البعد الإنساني إن صدقت الحكومة في ذلك أو لم تصدق..فقد نزح الجنوبيون كما اعتادوا صوب الشمال هرباً من الحرب ..ليس لتفضيلهم الوحدة كما ظل النظام يروج في سنوات حرب الجنوب ..بل لأنه المكان الأقرب الذي يلجأ إليه ..ليكون في مأمن..وما كان للنظام مهما كان أن يتنصل من مسئولياته المنصوص عنها في المواثيق الدولية في هذه الحالات وإلا زاد من حشر نفسه في الزاوية..وهذا يعيدنا إلى التصريح الشهير الذي كان قد قال به الدكتور كمال عبيد وقتها قبيل الاستفتاء ..بأن اختيار الجنوبيين للانفصال ..يعني حرمانهم حتى من الحقنة إذا ما توعكوا..وها هي الحكومة تقدم الطائرة والعناية الكاملة لأحد مسئولي دولتها..فأين ذهب ذاك التصريح القمئ الذي نال وقتها ما نال من انتقاد من المعارضين للنظام ؟ أتراه كان يغرد خارج سرب النظام أم كان انفعالاً أرعن لم يتحسب القائل به لعواقب ما نطق ؟
في الواقع أنه ما كان ينطلق من غير أخلاق النظام وشح نفسه..ولكن ليس فيما يلي البعد الإنساني الدولي إذا ما افترضناه سبباً وحيداً لاستقبال مشار.. ولكن في التعامل مع ما تقوده إليه المواثيق التي يوقع عليها وما أكثرها..فهو دائماً ما يوقع مكرهاً أو وفق ضغوط كما في نيفاشا..ولكنه يتنصل منها بعد ضمانه لزوالها ..فأميركا والغرب ..هدفوا لفصل الجنوب وإلّم يعترفوا بذلك إلا مؤخراً متحسرين على فشل الدولة..فما حاجتهم لضغط النظام بعد تحققه ؟ لذا باض النظام وأفرخ فيمالا يضيرهم ..وانقلب حتى على الدستور الذي وقع عليه..وهكذا كان ديدنه .. وإن تركنا اتفاقية نافع وعقار جانباً لنقض غزلها مباشرة بعد توقيعها..ومررنا بأبوجا وجيبوتي .. لوجدنا مفارقة أن كل القوى التي تداعت لخارطة الطريق..قد لدغت من الجحر سابقاً لكنها تقف عليه من جديد..بذا ..فإن حقنة كمال عبيد في الواقع لم تكن بالمعروفة طبياً ..ولكن بما يقدمه النظام لما يوقع عليه من ميثاق إن أظهر ما يدعو لانتقاص منسوبيه ميزات جبلوا عليها عند التمكين ..لذا مات فيل الصادق المهدي الذي قال أنه اصطاده في جيبوتي بدل الفأر..رغم أن الناس لم يشعروا به وقتها ..لينهض السؤال ..ما هي الصيدة القادمة..فنحن لا نعرف ما هو أضخم من الفيل..وهل مستعد ون أهل النظام ..لرعايته مهما صغر ؟ اشك في ذلك ..وغيري كُثر .
[email][email protected][/email]