من هنا يبدأ

*كشفت وزارة الصحة ولاية الخرطوم ،عن معاناة 27% من طلاب المدارس من اضطرابات نفسيه ،بينما اكد مختصون تردد 16800 مريضا نفسيا ، على العيادات الخاصه كل شهر ، وتردد 900 على مستشفى التجاني الماحي شهريا ……

*طلاب المدارس ينطبق عليهم المثل السوداني (شقي الحال يقع في القيد ) ،ولو جردنا حساب هذا الشقاء ،لوجدناه مهولا، مقرونا بالبؤس والوجع ،ولو نظرنا للقيد لوجدناه ادمى المعاصم والنفوس ايضا،وان لم يكن احيانا قيدا بمعناه الحقبقي ،وبملمسه الحديدي ،فالطالب يتلقى شتى صنوف العنف والقهر ، واول ذلك العنف ،هو العقاب البدني ،رغم قرار وزارة التربيه الصادر في 2010،والذي ينص على الغاء الجلد كعقوبة بدنيه في المدارس …

*المعلم الذي يشهر كرباجه صباحا ،كالسيف الخارج من غمده ،ينزل به على ظهر ويد الطالب ،في اقسى عقوبة صباحية ،يتعمد هذا المعلم تجاهل عاقبة هذا الجلد القاسي ،تلك التي تخلف القهر والخوف ،وتراجع التحصيل الاكاديمي وكراهية مقاعد الدراسة ، والهروب المتكرر،فالطفل في الفصول الدنيا يسحبه الجلد الى دنيا اخرى من الانطواء والخوف وربما التبول اللاارادي ….فلماذا نهدي لصغارنا عنفا يقود مستقبلا لخلل نفسي ،يفقد فيه الطفل ثقته في نفسه ، ومن ثم نفقدهم نحن الواحد تلو الاخر ؟،لتفتح بعد ذلك وزارة الصحة سجلاتها،، وتكشف لنا عن الاضطرابات النفسيه،بين الطلاب. وما العقاب البدني الا بذرة من بذوره ….

*كيف لايقع الطالب فريسة االعذاب النفسي ، وبعض ممن يلقنونه الدرس والحرف والقران ، يتحرشون به بعد خروج الطلاب من المدرسة ،بحجة منحه المزيد من جرعات التقويه في مادة بعينها ،يكذب ويصدق كذبته ، وينزوي به،اوبها ركنا ، بعد ان تفيض نفسه الامارة بالسوء ،باستدامة النظر للجسد لا للعقل ،فينهشه نهشا ،ويتركه فريسة الانطواء والخوف والقهر،ومن هنا تبدأرحلة الاضطراب النفسي،التي احصتها الوزارة ب 27%.

*اساليب وطرائق التربية والتعليم في المدارس ، واحدة من اسباب الاضطراب النفسي عند الاطفال ، فبعد وصول الطفل للمدرسة ،يجد امامه امرا بالعودة الى المنزل ،وعدم الحضور ثانية ،الا وفي معيته المال ،يلتفت الطفل ليجد اقرانه في الطابور الصباحي ،في طريقهم للصف ،بينما هو يتأبط حقيبته الباليه عائدا ادراجه الى المنزل .ماذا تنتظر وزارة الصحة من طفل كهذا ، غير تغلغل ثقافة كره المدرسة والعلم والاقران والمعلم في حناياه ؟؟؟؟فالطريق سيدي حميدة ممهدا لاضطراب نفسي ،مقترنا بالدوافع التي تبدأ ، من المدرسة نفسها ،والتي لم تفصل فيها وزارة التربيه والتعليم فصلا جادا… ……..

*يشكل الفقر ،هزيمه مرة ،للطلاب في المدارس ،فبعض الاسر تعجز عن توفير لقمة للتلميذ ولاخواته في المنزل ،فيذهب للمدرسة ببطن خاويه مطوية الجلد ، مايدفع الاسرة احيانا ،للزج به في عمل هامشي ، رغم سنواته الغضه ، من اجل سد رمق ربما تطول ايامه ،فيخصم ذلك من حقوق التلميذ ،في الحصول على تعليم امن ومتواصل ، فيقوده التفكير الى شرود دائم ،وهموم قاسية ،تفوق عمره باعوام كثيرة ،فتولد في داخله اضطرابا وحزنا واسى ……

*البيئة المدرسية تفتقد للجاذبيه والمتعة، والمنهج التعليمي يفيض بالحشو والتلقين …لا مجال للابداع والابتكار ورعاية المواهب ،او حتى الرأي، الامر الذي يفرض طقسا من الملل والرتابه ،يقود الى القهر واضطراب المزاج ،وتدني الحاله النفسية بل سؤها العام ،كل هذا حتما يوطن للاضطراب النفسي والعقلي ايضا …..

*ان وزارة التربيه والتعليم هي المسؤول الاول ،عن كل مايحدث للعقول والنفوس الصغيرة ، ،من بؤس ايامهم الحاليه ،الى ظلامية صورة المستقبل التعليمي الاتي……..

همسة

لا غناء …لاسمر …لافرح يضيء الكون ….

والليل يلفه صمت ثقيل ….

وطفلة تركض خلف المستحيل ….

بلا ….دليل ……
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..