النهزي و الرهزي في البرلمان

العم محمد عامر بشير “فوراوى” واحد من الوجوه الأمدرمانية البارزة التى لعبت دوراً مقدّراً فى الحياة السياسية والإجتماعية فى السودان حسبما يشير اليه كتيب صغير يُعرّف به أصدره مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية بجامعة أمدرمان الأهلية فى إطار سلسلة بعنوان “شخصيات سودانية فى سطور”. وحول كنية “فوراوى” أفاد من خلال الكتاب البروف على شمو أن الرجل كان رمزاً للمناضل الذى لا يخضع ولا يركع للوعيد والتهديد فقد حرمته حكومة السودان البريطانية من حقه المهنى والوظيفى كمهندس تخرج من قسم المهندسين بكلية غردون عام 1927، وأحالته إلى السلك الكتابى إمعاناً فى الكيد ونقلته إلى الفاشر ظناً منها أنه سيصبح فى عداد المنفيين، ولكن محمد عامر بشير سعد بنقله إلى الفاشر حيث قضى فيها أياماً طيبة ظل يذكرها على الدوام، وإستمر وهو هناك يكتب ويراسل الصحف تحت إسم مستعار إختار له “فوراوى”.
ووفقاً للسيرة الذاتية التى أوردها الكتيب فقد تقلد فوراوى العديد من الوظائف من بينها مترجم الجمعية التشريعية “1948-1953″، أمين عام وزارة الإستعلامات والعمل على عهد الفريق عبود والوزير العم طلعت فريد، ومن خلال نشاطه ومثابرته فى هذه الفترة تأسست مبانى المسرح القومى والفندق التابع له الذى تحول فيما بعد مقراً لتلفزيون السودان ؛وكذلك أسهم فى تأسيس النواة الأولى لفرقة الفنون الشعبية.
لعل إتقان فوراوى المذهل للغة الإنجليزية هو ما أهله لهذه المناصب الرفيعة، فقد كان الرجل أحد رواد الترجمة الفورية فى بلادنا وربما فى العالم العربى.
كان المحجوب يمازحه بان ياتي بالشعر الصعب والايات القرانيه وكان فوراوي يترجمها ببراعة وبطريقه فوريه ألا أن فوراوي بالرغم من براعته أتي اليوم الذي يتلجلج فيه لسانه فقد كانت هناك صراعات محتدمة بين النواب داخل البرلمان و مظاهرات صاخبة خارجه فانبري أحد النواب البسطاء و توجه بكلامه الي رئيس الجلسة مطالبه بالتدخل و حسم النزاع و قال مغاضبا ( النهزي و الرهزي الجوة القاعة دي سببه الدفسي و الردحي البرة في الشارع دة)
هههه يقال أن عمك فوراوي كضم ,أكيد ليس لعجز منه و لكن لاخلاصه الشديد في الترجمة أراد أن ينقل نفس المعني و لكن هيهات حيث أن المترجم مهما فعل فهو دائما يعتبر خائنا للنص أما الترجمة الحقيقية للنهزي و الرهزي داخل البرلمان بالانجليزية فهي بسيطة:
Parliamentary Heckling
ليست كل الجلسات البرلمانية طويلة ومملة، فهناك برلمانات اشتهرت بحوادث لا تقل عن أفلام الأكشن، سواء في المشاجرات وتبادل الشتائم، وحتى في الدخول بأسلحة وقنابل و هذا رصد لأعنف مشاجرات البرلمانات لعام 2015 :
استخدمت المعارضة النيبالية العنف لمنع الحكومة من إصدار دستور جديد، ووصل الأمر لضرب المتحدث باسم البرلمان بالكراسي والمقاعد.
مشاجرة برلمان جنوب أفريقيا عندما قاطعت المعارضة خطاب الرئيس جاكوب زوما ، ونظمت مظاهرة داخل البرلمان.
وفي نفس اليوم، وقعت مشاجرة في البرلمان الأوكراني حول قانون الفساد بين اثنين من الأعضاء، وصلت لحد اللكمات التي حطمت الأنوف.
وقعت مشاجرة بالأيدي بين أعضاء البرلمان التركي، بعد خلاف حول سعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للحصول على مزيد من السلطات لسحق المعارضة وتكررت المشاجرة مرة أخرى في نفس الأسبوع.
وحتى في اليابان وقعت مشاجرة بالأيدي حول توقيع قانون يقضى بإرسال جنود يابانيين للقتال في الخارج، الأمر الذي تسبب في غضب بين المعارضة اليابانية.
وكان برلمان كوسوفو صاحب نصيب الأسد من المشاجرات ، حيث وقعت 3 حوادث داخل البرلمان بدأت بإلقاء البيض على رئيس الوزراء.
ثم تطورت الأسلحة من البيض “النيئ” لقنابل الدخان، التي ألقيت مرتين من قبل المعارضة ، اعتراضا على اتفاق مع صربيا يسمح بصلاحيات أكبر للصرب في المناطق التي يشكلون غالبية فيها.
نحنا برلماننا لا يعرف غير التصفيق و طلب زيادة الرواتب و العربات لاعضائه و رئيس البرلمان عنده ست عربات في بلد تبلغ نسبة الفقر فيه أكثر من 46 %!!! و أزمة مواصلات خانقة, المفارقة أن زعيمى حزب المحافظين في بريطانيا كانا يستخدمان الدراجة الهوائية (بوريس جونسون و ديفيد كاميرون) في معظم تنقلاتهما.
يا حليل النهزي و الرهزي الذي يدل علي صحة الحياة السياسية و يا حليل الزمن البجبر خواطر قول المرحوم الفنان الذري ابراهيم عوض !!!
نرجع للعم فوراوي ,ومن المعلومات القيمة التى وردت على لسان العم فوراوى فى هذا الكتيب أن السودان كان(( أول دولة فى العالم تحصل على عضوية الإتحاد البرلمانى الدولى قبل إستقلالها وذلك فى عام 1955)) تصوروا !!! ، وعندما ذهب وفد السودان لأول مرة بقيادة مبارك زروق لحضور إجتماعات الدورة العامة فى هلسنكى كان علم البلاد عبارة عن قطعة من الدمورية كُتب عليها إسم السودان. واللافت للنظر أنه وعند إنعقاد دورة ثانية لهذا الإتحاد فى لندن كان يرأس وفد السودان أيضاً مبارك زروق رغم كونه أصبح زعيماً للمعارضة وكان بين أعضاء الوفد وزراء فى حكومة السيد عبد الله خليل ولكنهم لم يترددوا فى قبول رئاسة زعيم المعارضة لوفدهم. وحدث ذات الشىء فى دورة أخرى فى ريو دى جانيرو عاصمة البرازيل، وعندما ألقى مبارك زروق كلمة السودان التى إكتظت القاعة لسماعها كان يخيل للمستمعين أنها كلمة وزير خارجية السودان وليس زعيم المعارضة، ويقول فوراوى أن أحد أعضاء الوفد الغانى وكان يجلس بجانبه، وسرعان ما إرتفع صوت ذاك النائب الغانى المعارض وهو يقول لزملائه: ” هل إستوعبتم الدرس من السودان؟! “.. إننى بصفتى نائب معارض لم أستطع الحضور لهذا المؤتمر قبل أن ألجأ إلى المحكمة الدستورية العليا.
وعن فوراوى أيضاً يقول بروفسير معتصم أحمد الحاج: “فى الجلسة رقم (27) للجنة التنفيذية لمؤتمر الخريجين إقترح فوراوى أن يتوجه المؤتمر إلى الشعب بنداء عن ضرورة التمسك بمصطلح (سودانى) فى الجنسية السودانية بدلاً عن ذكر القبيلة، وبعد مناقشة الموضوع تم تكليف العضو مكى شبيكة بتحضير بيان فى هذا الموضوع.
لم أعرف عن عمنا فوراوي الا من خلال فترة دراسية قضيتها في جامعة الخرطوم بوحدة الترجمة و التعريب و كان من أساتذتنا الاجلاء د.هاشم عبد الرحيم و الصادق بابكر , بين و اثناء الحصص يحدث خروج عن النصوص الدراسية قتلا للملل و امتاعا بالنكت المتخصصة، يقال أن لكل أهل مهنة نكتهم التي لا تضحك غيرهم و هذا صحيح, كانت قصة فوراوي احداها.
و من ضمن ما لا حظته في وحدة الترجمة و التعريب أن طلبة الماجستير كانوا يدرسون كتابا باللغة الانجليزية يدعي
من عصر النهضة الي تكوين الامم المتحدة :From the Renaissance to the United Nations
الغريب أن هذا الكتاب كان من ضمن منهج التأريخ المقرر علي طلبة الوسطي قبل بدايات تغيير المناهج في المدارس السودانية فيا سبحان الله.
صفحات من تأريخ مشرف و رجال سلموا الينا الوطن علي طبق من ذهب, عبر كثيرة وأولها أن برلماننا كان من المجالس النيابية الرائدة في العالم و قد كان تشكيلا و ممارسة قدوة في التعبير عن آلام و آمال الشعب فما يحدث خارجه يحدث داخله,وأن المعارضة مهما كانت فلم تكن يوما ضد الوطن و الشعب ووحدته , نبذ العنصرية و الجهوية فالكلمة سوداني هي التي تجمعنا و تفرقنا , اللغة الانجليزية التي تدني مستواها وسط طلابنا فهي الآن الوعاء الناقل للحضارة في عصر الانترنت وثورة المعلوماتية فلا لمجال لمحاربتها بدعوي التعريب تماشيا مع تيار الاسلاموية و الشعارات الجوفاء, العربية لغة خالدة بخلود القرآن ثم أن الانجليزية تصلح وسيطا نافعا لفهم باقي العالم و التحاور معه, ان الله تعالي من علي آدم أبو البشر بعد أن سخر له الارض وخلقه و سواه فعدله في أحسن تقويم بأن علمه الاسماء و هي اللغة التي بز بها الملائكة ثم الحساب و هما سلاحا الانسان الاساسيين في تسخيرقوي الطبيعة و التعاون المجتمعي الذي لا غني عنه للانسان و المفارقة أن في عصر النهضة كانت صفة المثقف تطلق علي من يتكلم العربية لانها كانت وعاء الحضارة الناقل, قال تعالي (و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا) صدق الله العظيم.
[email][email protected][/email]
نأمل من الاخوه بالراكوبه تنزيل هذا المقال في صفحة
المجلس الوطني علي الفيس بوك ليطلع عليه نواب اليوم
ويكون درسا مجانيا من فاعل خير الي البرلمان سيء السمعه
الكلام ليكم يا المنططين عينيكم من نواب برطمان السجم والرماد ناس بدرية سليمان وإبراهيم أحمد عمر ومعاهم البقية من ناس سمعنا وأطعنا.
نأمل من الاخوه بالراكوبه تنزيل هذا المقال في صفحة
المجلس الوطني علي الفيس بوك ليطلع عليه نواب اليوم
ويكون درسا مجانيا من فاعل خير الي البرلمان سيء السمعه
الكلام ليكم يا المنططين عينيكم من نواب برطمان السجم والرماد ناس بدرية سليمان وإبراهيم أحمد عمر ومعاهم البقية من ناس سمعنا وأطعنا.