ديوان تخريب شؤون السودانيين المنفيين بالخارج

قبل عدة أيام ذكرت وكالة سونا التصريح التالي من ما يسمي بديوان تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج:-
أكد الاستاذ عبد الرحمن سيد احمد الامين العام لجهاز تنظيم شئون السودانيين بالخارج بالانابة على ضرورة تعظيم شعيرة الزكاة
وأوضح للمشاركين فى الدورة التدريبية لتعظيم شعيرة الزكاة والتى نظمها معهد علوم الزكاة بالتعاون مع الاتحاد العالمى لتعظيم شعيرة الزكاة والذين قدموا من موريتانيا ، تنزانيا ، كينيا ، سيرليون ونيجيريا أوضح خلال زيارتهم لجهاز المغتربين أهمية الزكاة فى معالجة حالات الإعسار للاسر السودانية بالخارج مشيداً بعلاقات السودان مع الدول الافريقية والتى قدموا منها.
ومن جانبه قدم أمين زكاة المغتربين خليفة محمد صديق شرحاً عن زكاة المغتربين وكيفية اخراجها وأوضح أن زكاة السودانيين بالخارج تتم جبايتها عبر السفارات بالخارج ويتم صرفها على السودانيين انفسهم.
وفى معرض رده على اسئلة الدارسين قال ان زكاة السودانيين فى الدول الاوروبية يتم تحصيلها متى ماعادوا الى البلاد اذا بلغت النصاب.
يا سلام !!!! (اذا بلغت النصاب) وين باقي الجملة؟,من سوء حظ هذه الحكومة التي رفعت راية الدين أننا شعب مسلم و نعرف ديننا جيدا
ووسطنا عدد هائل من الحفظة و ندرس أساسيات الدين منذ المرحلة الابتدائية و ما زال تعريف الزكاة يرن في أذني هي (مال حال عليه الحول و بلغ النصاب) .
لا أريد أن أشتكي من حالتي هنا فلن تحل الحكومة مشكلتي كما أن هناك الملايين من شعبنا السوداني من ظلموا أكثر مني بمراحل لكن فقط أريد أن أعطي أنموذجا في الظلم الاجتماعي و الديني.
عملت باحدي الجهات الحكومية ثمانية عشر عاما و منذ بداية التحاقي بالوظيفة و حتي 1989 بداية حكم الانقاذ كان الراتب الحكومي كافيا تماما لمدة شهر كامل بدون أن تكون هناك مصروفات طارئة,بدءا من 1989 و حتي 1996 تأريخ استقالتي نتيجة لظلم لا أريد توضيحه هنا بدأ ت قوة الراتب في التناقص و صار يغطي أيام أقل, تحولت لتاجر شنطة في الاجازة السنوية صيدا للرزق الحلال وزيارة للحرمين الشريفين ,أذهب الي المملكة العربية عمرة و تجرة كما يقول أهلنا , لا مال لدي و لكن ألجأ للدين بفتح الدال ,أستدين التذكرة و شيك العمرة و راس المال, في التسعينات سافرت الي السعودية عن طريق البر الي بورتسودان ثم الباخرة الي جدة لان الباخرة أرخص و فيها مائة كيلوجرام وزنا مجانا و قبل السفر ذهبت الي تاجر أعرفه فأعطاني قائمة بالاشياء المطلوبة في السوق و أسعارها, كانت رحلة مرهقة للغاية ,البص نيسان معدل لمدة 23 ساعة في طريق نصفه تقريبا أو ثلثه غير مسفلت, أشكو من دوار البحر في رحلة حوالي ال أثني عشر ساعة,سافرت و رجعت فرحا بما اشتريت من بضاعة علما بأني دفعت جماركي ؛ هنا كانت المفاجأة , التاجر الذي أعطاني القائمة قال سيشتري مني البضاعة بسعر أقل سألته لماذا ؟قال أنه مقيد بسعر السوق و السعر تغير , و لم و أنا لم أغب لاكثر من أسبوع؟ قال أن منظمة اسلاموية نالت اعفاء من الجمارك وأتت بنفس البضاعة و تمكنت من المنافسة في السوق بسعر أقل, بعت بضاعتي المسكينة بالخسارة حزنا علي المشوار الصعب و أنا أقلب كفي علي ما أنفقت فيها. الحمدلله علي نعمةالعمرة و رفعت يدي شاكيا لله.
المهم في 1996 صار راتب الحكومة يكفي فقط ثلاث أيام بدلا من ثلاثين أو واحد و ثلاثين ..هذا التغيير السلبي التضخمي حصل في سبع سنوات فقط من عمر الزمان فاستقلت و بدون بديل من اي نوع و اغتربت في 1999, عشت في دولة خليجية غالية لمدة ستة عشر عاما ,اضطررت خلالها لاخذ سلفية لمعالجة أوضاع اجتماعية معقدة و طاردتني تلك الاوضاع طيلة بقائي هناك و طاردتني السلفية طيلة هذه المدة حيث كنت كلما تناقصت أعدت جدولتها و أخذت سلفية أخري.
الي أن سددتها السنة الماضية بعد عودتي الي السودان من مكافأة نهاية الخدمة بتلك الدولة الخليجية,هذه السلفية كانت تلتهم ربع الراتب و الايجار يلتهم الربع الثاني و ارسل لاهلي بالسودان الربع الثالث أو اقل,طيلة الفترة التي قضيتها بالخليج لم يحدث أن تمكنت مصاريفي هناك من اكمال باقي الشهر.
لم يحدث أن كان لدي مال توفير ليبلغ النصاب و يحول عليه الحول أي عام كامل فكيف تؤخذ مني زكاة بل أنا من الغارمين و من المفترض أن تعطي لي زكاة, و الغريب أني كل عدة سنوات تقوم احدي موظفات قسم الزكاة بالديوان باستجوابي بطريقة مذلة و تسألني عن راتبي و كأني سرقته و تطلب منى القسم علي المصحف بأن راتبي كذا؟؟؟!!!. و عندما قلت لها بأني مديون بسلفية كبيرة انتهرتني بالقول ما خصانا بس وريني راتبك كم و بتدفع كم ايجار!!
هي ليست دعوة لتعطيل الزكاة معاذ الله فهي فريضة ربانية و من أركان الاسلام لكن يجب أخذها حسب الاسس الشرعية علما بأن هناك من المغتربين من لديهم دخل مغري و يمكن أن يبلغ توفيرهم النصاب و يحول عليه الحول لكنهم قلة, الاغلبية لا.
حسب علمي الديني المتواضع أن الزكاة فريضة دينية تؤخذ بناء علي اسس معينة لان الله تعالي طيب لا يقبل الا طيبا كما ان الحج لا يجوز بمال حرام و خروف الاضحية لا يجوز بالدين و المسجد لا يجوز بناءه فوق أرض مغتصبة.
ديوان شؤون السودانيين العاملين بالخارج يطبق فريضة الزكاة خطأ و كما يقوم بدعوة الآخرين من دول أخري و يتباهي بتلك الممارسة السيئة, يا ناس الانقاذ أبعدوا عن الدين ,اضيفوا القروش المحتاجين ليها للمساهمة الوطنية و كفي.
أرجو الا تكون دعوة الدارسين لحضور هذا السمنار علي حساب الخزينة السودانية أو حساب الاموال المأخوذة غصبا من المساكين.
الهدف الرئيسي من قرار جعفر نميري بفرض ضريبة المغتربين عام 1981م وكذلك من قانون المساهمة الوطنية الإلزامية للسودانيين العاملين بالخارج لسنة 1986م، و أيضا قانون رعاية شئون السودانيين العاملين بالخارج لسنة 1993، و انتهاءا بقانون تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج لسنة 1998م و الذي تم بموجبه تكوين الجهاز المترهل الحالي، هو فقط تحصيل الضرائب و الجبايات من المغتربين فقط لا غير.
نحن الدولة الوحدة في العالم التي تفعل هذا لان باقي الدول تعتبر أن المغترب شخص ضاقت به الحياة في وطنه الاصلي , بالجهاز عدد هائل من العطالة المقنعة و غير المقنعة التي تعمل علي مص دم المغترب و لا تحل له أي مشكلة ,بالخارج مئات من مكاتب السماسرة الذين يستغلون حوجة المغترب لا ستعجال الاجراءات فيدخلون علي الخط يستنزفون ماله كما و يؤخرون اجراءات من اختاروا البقاء في الصف الرسمي بالداخل.
المشلكة أن الفوضي الادارية بالبلاد و الاستعجال في تطبيق كثير من السياسات من أجل الفرقعة الاعلامية ساهما في زيادة معاناة المغترب, قررت الحكومة مؤخرا تطبيق الاجراءات الالكترونية في تسجيل الرقم الوطني و باقي الاوراق الثبوتية و من المعلوم أن هكذا اجراء يحتاج لشبكة الكترونية و كهربائية مستقرة و قوية, فلننس الكهرباء لكن كلنا نعلم ضعف شبكة الانترنت بالسودان.
العام الماضي حاولت و زوجتي الحصول علي الرقم الوطني و الجواز الالكتروني فاستلزم ذلك حوالي الاربعين يوما بالتمام و الكمال لاسباب كان منها أخطاء بشرية من مدخلي البيانات وهم فاضين من الونسة و الخلط؟! و الباقي سببه الشبكة (دايما طاشة) و بالرغم من أن دفعتي الآن لواءات بالشرطة و بعض منهم فرقاءو كانت أيام عصيبة و لاسيارة لدي أستخدم المواصلات من أم درمان المهدية الي مقر المغتربين.
المصيبة كانت عندما أحضرت معي من الغربة مكتبتي التي تضم في معظمها كتب قديمة جمعتها علي مدي ست عشر عاما مكان اقامتي و جزء منها نقلته من مكتبتي بالسودان فقامت ادارة الجمارك رغما أن لدي اعفاء العودة النهائية ؛ بالزامي بدفع مبلغ 6500 جنيه سوداني بدعوي أن تلك كمية تجارية, لو قمت ببيع مكتبتي الآن لما حصلت علي ألف جنيه ثمنا لها!!!! و قد دفع ذلك المبلغ أحد أصدقائي الاعزاء لاني عجزت.
ماذا نتوقع من حكومة قعدت بالانتاج و صارت جابيةّ ياخي حتي البقرة لو ما أدوها قش ما بتجيب حليب!!
الغريب و الاغرب أني كنت أعمل في تلك الدولة في ادارة تابعة للحكومة الامريكية ليس لها اي صلة بالسودان و كل عملها مع حكومة تلك الدولة الخليجية و لم يحدث أن سألني فيها أحد عما يحدث بالسودان و لو مزاحا, وقبل عدة سنوات أوعز لي أحد أقربائي بأن أعود و أعمل بالسودان و عرض علي التوسط في ذلك فقمت فرحا باعطاء سيرتي الذاتية له فقابل احد كبار المسؤولين بالدولة فقال له (مافي طريقة , ود أخوك دة أول ما يجي السودان و من المطار بتولع عندنا لمبة حمراء و ما بتطفي الا لما يسافر) , ليه ؟؟؟ أنا بعت خط هيثرو؟ لا اعطيت معلومات للامريكان زي ما أعطت الحكومة لا و لا؟
عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت من رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول في بيتي هذا (اللهم وي من أمرأنتي شيئا فرفق بهم فارفق به و من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه).
سئل رئيس هيئة علماء السودان في لقاء صحفي بالامس عن أزمة الغلاء الطاحن التي يعيشها المواطن السوداني هذه الايام فقال بأن السبب هو الابتعاد عن منهج الله و علي الشعب التوبة و الاستغفار,كان من الاجدر به أيضا أن يتوجه بندائه هذا الي الحكومة التي عجزت وظلمت و بغت في الارض و عاث منسوبيها في المال العام سرقة و تبذيرا . نخشي أن يتحول اسم الهيئة الي هيئة علماء السلطان و لا عجب أن يتم اقفال و مصادرة الصحف بانتظام و تكميم أفواه الدعاة.
الحمدلله أننا عرفنا الفرق بين شرع الله و شرع الناس و غيرت رأيي بشأن البقاء في السودان و أنا الآن أعد العدة للعودة لحياة الغربة و لاواصل دفع الجبايات الي أن يقضي الله أمرا كان مفعولا, المشلكة في المغترب السوداني أنه عندما يعود لا يستطيع أن يكافح لنيل لقمة العيش الكريم الا اذا كان من المحظوظين و كما قال الكابلي : قسمتك يا رقيق الحال مكتوب ليك تعيش رحال.

صلاح فيصل
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. السودان فرض الزكاءالمرتبات على الراى الضعيف للعلماءوكان ذلك اثناء حكم سيدنا عمر بن عبدالعزير وكان على ما يدفع للجنود فى زمن سيدنا عمر بن لمن يكون هناك من يحتاج الى زكاء والسبب حكم العدل
    ارجو من علماء المسلمين الذين هم ليس من علماء الحكام ان يفتونا بحق
    مصادر الشريعة هى ثلاث القران الكريم والحديث الصحيح اكرر الصحيح واجماع العلماء

  2. تصحيح الحديث: (اللهم من ولي من أمرأمتي شيئا فرفق بهم فارفق به و من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه).

  3. الأخ صلاح تفاعلت مع موضوعك واحسست بمعانتك واحسبك انسانا صادقا مع نفسك ومع الآخرين واسبك عفيفا سائلا الله لنا العافية .. هؤلاء القوم يستدرون العاطفة الدينية للسودانيون ويوظفون الدين لمصالحهم .. هم يريدون المال باي وسيلة لا يهمهم لا رضا الله ولا رسوله وهم يعلمون قبل غيرهم ان من يجبون منهم المال باسم الزكاة فقراء وهم مستحقون للزكاة قبلا. إذن وقد درجون على جبي الاموال بمسميات مختلفة رسوم وضرائب ومساهمة الزامية ودمغة جريح …الخ من المسميات إذن فقد بقيت الزكاة فليجمعوا مابقي من أموال الغلابة بحجية الزكاة ـ استغلالا لعاطفة الناس الدينية ـ فمعلوم ممن يؤخذ الزكاة في الاسلام وهم يعلمون ان هؤلاء لا زكاة عليهم ولكنهم يريدون المال تحت اي مسمى … السؤال اين تذهب اموال الزكاة؟ لا ححي يعرف بالضبط رغم ان الفقراء يزدون يوميا في البلد .. علما بان مصارف معروفة بدلالة الآية القلاانية وانها من الآيات التي ليش فيها اي من الاجتهاد. فالله جل في علاه هو الذي قسم الزكاة انظر اين تصرف هذه الأموال الضخمة … مل على ديوان الزكاة في الصحافة تخبرك ..

  4. السودان فرض الزكاءالمرتبات على الراى الضعيف للعلماءوكان ذلك اثناء حكم سيدنا عمر بن عبدالعزير وكان على ما يدفع للجنود فى زمن سيدنا عمر بن لمن يكون هناك من يحتاج الى زكاء والسبب حكم العدل
    ارجو من علماء المسلمين الذين هم ليس من علماء الحكام ان يفتونا بحق
    مصادر الشريعة هى ثلاث القران الكريم والحديث الصحيح اكرر الصحيح واجماع العلماء

  5. تصحيح الحديث: (اللهم من ولي من أمرأمتي شيئا فرفق بهم فارفق به و من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه).

  6. الأخ صلاح تفاعلت مع موضوعك واحسست بمعانتك واحسبك انسانا صادقا مع نفسك ومع الآخرين واسبك عفيفا سائلا الله لنا العافية .. هؤلاء القوم يستدرون العاطفة الدينية للسودانيون ويوظفون الدين لمصالحهم .. هم يريدون المال باي وسيلة لا يهمهم لا رضا الله ولا رسوله وهم يعلمون قبل غيرهم ان من يجبون منهم المال باسم الزكاة فقراء وهم مستحقون للزكاة قبلا. إذن وقد درجون على جبي الاموال بمسميات مختلفة رسوم وضرائب ومساهمة الزامية ودمغة جريح …الخ من المسميات إذن فقد بقيت الزكاة فليجمعوا مابقي من أموال الغلابة بحجية الزكاة ـ استغلالا لعاطفة الناس الدينية ـ فمعلوم ممن يؤخذ الزكاة في الاسلام وهم يعلمون ان هؤلاء لا زكاة عليهم ولكنهم يريدون المال تحت اي مسمى … السؤال اين تذهب اموال الزكاة؟ لا ححي يعرف بالضبط رغم ان الفقراء يزدون يوميا في البلد .. علما بان مصارف معروفة بدلالة الآية القلاانية وانها من الآيات التي ليش فيها اي من الاجتهاد. فالله جل في علاه هو الذي قسم الزكاة انظر اين تصرف هذه الأموال الضخمة … مل على ديوان الزكاة في الصحافة تخبرك ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..