رحيل الطيب صالح …. آهات حيرى!

تأخر السائق الذي كان سينقله من مقر برنامج الخليج العربي للتنمية إلى فندق الرياض انتركونتيننتال. وكنت لحظتها أهم بالمغادرة، فاستوقفني وقال لي ستوصلني في طريقك! يا إلهي، ذلك شرف فوق ما كنت أطمع. وفي الطريق سألني من أين؟ فقلت من ود حامد نواحي شندي. قال: “أووه ود حامد دي لي معها مواقف كثيرة”. قلت له لو زرتها لأيقنت أنك كنت تعنيها عندما كتبت “دومة ود حامد”. كان كثيراً ما يزور برنامج الخليج العربي للتنمية، خلال زياراته المتعددة للرياض، بحكم موقعه في منظمة اليونسكو، وفي إطار مشاركاته في مهرجان الجنادرية السنوي. وكان يقضي وقتا طويلاً مع صديقه عز الدين شوكت، مدير إدارة الإعلام التي أعمل فيها. وبالطبع كنت أسعد كثيراً بزياراته تلك، وأشعر بالفخر وازداد اعتزازاً بالعلاقة التي تربطني بهذا العملاق، علاقة الانتماء إلى الوطن. كنت السوداني الوحيد في المنظمة، وكنت أحس بأن مجيئه إلينا يضفي علي هالة من الأهمية، فقد كان يلقى تقديرا واحتراما فائقا من كل منسوبي البرنامج. ذات مرة قال لي موظف السنترال، وهو مصري ?يا أخي انتو ناس غريبين” قلت من نحن؟ قال السودانيين! قلت كيف؟ قال لي: قبل قليل كان الطيب صالح، يجلس إلى جواري على هذا الكرسي. قالها والدهشة تغمره، وهذه لا تحدث إلا عندكم، وعقد لي مقارنة بكثيرين لا يساوون قطرة في محيط الطيب صالح، يمرون به دون أن يلتفتوا إليه أو يلقوا عليه التحية. فعلمت أن مصدر استغرابه هو، كيف لأديب أو كيف يمكن لـ (عبقري الرواية العربية) الذي، ترجمت أعماله لأكثر من ستين لغة عالمية، وصنفت إحدى رواياته واحدة من أفضل مائة رواية في العالم، كيف له أن يجلس، بل ويتجاذب أطراف الحديث مع موظف صغير مثلي. قلت في نفسي، ذلك الطيب صالح الذي تكمن عظمته في قدرته على جلب السعادة للآخرين. وكيف لأفكاري بعدك أن تجتمع لتكتب عنك، ناهيك عن أن تصبح رواية مثلما كنت تفعل؟ لقد رثيتَ منسي ومن قبله رثيتَ أكرم صالح في حلقات نشرتها مجلة المجلة في ثمانينيات القرن الماضي، كانت ?أجمل ما نشرته الصحافة العربية على الإطلاق”، كما صفها ناقد سوري، وسنقرأ الكثير في رثائك، ولكننا لن نقرأ مثلما كتبت أنت في منسي وأكرم صالح.
يا ليت لي بالشام أدنى معيشة أصاحب قومي فاقد السمع والبصر
ويا ليتني أرعى المخاض بقفرة وكنت أسيرا في ربيعة أو مضر
أحاول الكتابة وأستجدي قلمي فيأبى. كيف له أن يكتب وفي الذهن تلك الصور الرائعات التي رسمها قلمك؟ أكاد أسمع أقدام الطريفي ود بكري، وهو يجري صوب المدرسة ليزف خبر عرس الزين، بل حتى صوت الريح تسوق حبات الرمال فوق الكثبان عند طرف القرية حيث “عرب القيزان”. رحل المجذوب وغاب صلاح وعلي المك وعبد الله الطيب ثم مصطفى سند وكثيرون غيرهم، كانوا نجوماً في سماواتنا. ولكن كان في وجودك بيننا عزاء ينسينا ما مسنا من ضر. فبمن يا ترى بعدك سنتأسى؟ كنا نستمتع بالسفر بين أحرف رواياتك، ونحس بك قريبا منا، وأنت تسوقنا إلى عالمك، يأتينا صوتك العميق عبر المسافات، نحسك معنا تحلق بنا في “آفاقك البعيدة”. في يوم الجمعة الماضي تناولت “موسم الهجرة إلى الشمال”، فانتابني شعور غريب وأنا أهم بفتحه، تملكني نفس الإحساس الذي سيطر عليَّ وأنا ادخل منزل أخي “عمر” لأول مرة بعد رحيله. سيطرت على عواطفي وفتحت الكتاب، فقرأت أول ما قرأت هذا المقطع ” نزل الظلام، كامل مستتب احتل الكون بأقطابه الأربعة، وأضاع مني الحزن والحياء الذي في عينيها. لم يبق إلا الصوت الذي دفأته الألفة والعطر الخفيف كينبوع قد يجف في أي لحظة. وفجأة قلت لها: “هل أحببت مصطفى سعيد؟” لم تجب، وظللت برهة انتظر ولكنها لم تجب. من يا ترى سيصوغ لنا مثل هذه الكلمات البسيطة العادية لتصبح أدبا يهز الوجدان في أقطاب الكون الأربعة؟ استمع في كثير من الأحيان إلى أحاديثك القليلة لأجهزة الإعلام، وأقول لنفسي هذا تواضع مُخِل! لماذا هذا الإصرار على أنك لم تفعل شيئا؟ وأنت الذي شغل إنتاجك العالم بأسره، ألِف الناس قهقه بت مجذوب وضحكات ود الريس، بل حتى طقطقة حبات مسبحة جدك، من بيرو وشيلي إلى نيو كاليدونيا وجزر الساموا، ومن كيب تاون إلى أصيلة وهلسنكي ولندن وباريس. “عدتُ إلى أهلي يا سادتي” كانت عودتك في تلك المرة صاخبة بمعنى الكلمة، استنطقت فيها كل الشخوص والأشياء، شجرة الطلح على ضفة النيل، سنابل القمح، حمارة عمك عبد الكريم، طرقات القرية، وجدران بيت جدك. لقد كنت صاخبا، صخبا ملأ الدنيا من أقصاها إلى أقصاها. ولكنك عدت يلفك علم السودان، وكنت أتمنى لو أنهم دفنوك في نفس المنطقة التي انطلقت منها حتى تكون مزارا لعشاق أدبك، ألا رحمك الله.
تعليق ومضات:
علي الطاهر العباس مثقف وشاعر ومترجم سوداني مقيم بالرياض.

تعليق واحد

  1. 【كانت مثل طائر. رفعها محجوب من نعشها فشهق ضوء المصابيح على حافة القبر، وسمعت هبوب أمشير تناديني بلسان مريم “لا شيء .. لا أحد.” خطا بها نحو القبر، فاعترضت طريقه ومددت يديَ. نظر إلي برهةً، ورأيت عيناه ترقّان وتغرورقان، فتركها لي. كانت خفيفة مثل فرخ طائر وأنا أسير بها في طريقٍ طويلٍ يمتد من بلدٍ إلى بلدْ ومن سهلٍ إلى جبلْ. لم يكن حلماً. أبداً. كان مريم نائمةً على كتفي. سرتُ بها على ضفة نهرٍ إلى وقت الضحى، فأيقظها لفح الشمس على وجهها. انفلتت مني وقفزَت في الماء. كانت عارية. أشحتُ عنها، ولكنني لم أطق صبرا فأدرتُ لها وجهي. نظرتُ، فإذا هي في بركةٍ من الضوء، وكأن أشعة الشمس هجرت كل شيٍ وتعلقت بجسدها. كانت تغطس وتقلع، وتختفي هنا وتظهر هناك، وتضحك لي من جهة اليمين، ثم إذا هي تناديني من جهة اليسار. نعم. نعم. نعم. أريد أن أغرق في نبع ذلك الضوء الذي ليس من أضواء هذا الزمان ولا هذه الأرض. لكنني ترددتُ، ليس أكثر مما يطرف جفن العين. في تلك اللحظة، عاد الشعاع إلى منبعه، وذهب الطيف، لا أعلم إلى أين. ناديتُ بأعلى صوتي “يا مريوم. يا مريوم.” فعاد الصدى مجسماً بألسنةٍ شتىَ “يا مريود. يا مريود.” ضربتُ دون هديٍ في صحراء عقبة تُويوي ريحها وتتهايل رمالها، حتى بلغ مني اليأس وأخذ مني الجهد. ثم إذا شجرة طلْحٍ يلمع نوّارُها. تهالكتُ عندها. فجأةً أحسستُ بمريم. بُعيد العشاء أو قُبيل الفجر لا أعلم. لكنني أذكر ظلاماً رهيفاً وضوءاً ينسكب على وجهي من عينيها، شربتُ منه حتى بلغ مني الظمأُ غايته. قلتُ لها: –

    “ألا أسيرُ معك؟ فإنني الآن أقوى.”
    قالت: “لا. أنت تعود أدراجك وأنا أسير من هنا وحدي.”
    قلتُ: “لكنني …”
    قالت: “إنك لن تستطيع معي صبرا. فوراء هذه البيداء جبال. ووراء الجبال بحر. ووراء البحر لاذا ولاذا. النداءُ لي وحدي. أنت تعود وأنا أمضي.”
    ثم أخذت رأسي ووضعته في حجرها، وهدهدتني زمناً بصوتٍ كأنه دبيبُ نمالٍ في تلال رمال، وقالت لي: –
    “لا تبتئس يا ضوء عيني فإنني لن أبعد. سوف تراني وتسمع صوتي.”
    قلت وأنا لست أنا “هيهات . هيهات.”
    حينئذ قبلتني بين عيني، وابتسمت بكل جمال وجهها في وجهي، وقالت: –
    “بلَى بلَى يا رمانة قلبي. إذا احتجتني فادعني فسوف أجيء”
    قلتُ: –
    “هيهات . هيهات.”
    قالت: –
    “ولكن عليك أن تصبر وتُذعن”
    قلتُ: –
    “إذاً اجعلي لي آيةً”
    قالت: –
    “آيتك ماء. آيتك ماء. أبداً تتلفت خلفك. آيتك أن تظل يقظان إلى آخر العهد. ستراني وسوف أعينك قدر المستطاع.”
    “فلأسر معكِ خطواتٍ أُقدِّمكِ.”
    قالت: –
    “لا يا تفاحة فؤادي. هنا مفترق الطرق وإنه الوداع.”
    عصر الحزن قلبي عصراً، ولم أجد الدمع الذي أُبرِّد به حر جوفي لأنها سلبتني نعمة البكاء.
    قلت لها: –
    “إذاً زوديني .”
    قالت: –
    “لا”
    قلت: –
    “زوديني”
    قالت: –
    “لا”
    قلت: –
    “زوديني”
    قالت: –
    “لا”
    قلت: –
    “زوديني”
    قالت: –
    “واحسرتا عليك يا محبوبي. خير الزاد أنا. وإنني مفارقتك من هنا. لا شبع لك من بعدي ولا ري، ولا شفيع ولا نجي. فاضرب حيث شئتْ، وتزود إن استطعتْ واطلب النجاء. إلى أن تلقاني فأعطيك المنَّ والسلوى.”
    ثم أبعَدَتْ. وسمعتُ صوتها كأنه ينزل من السماء، ويحيط بي من النواحي كافة، تطويه رياحٌ وتنشره رياح: –
    “يا مريود. أنت لا شيء. أنت لا أحد يا مريود. إنك اخترت جدَّكَ وجدك اختارك لأنكما أرجح في موازين أهل الدنيا. وأبوك أرجح منك ومن جدك في ميزان العدل. لقد أحبَّ بلا ملل، وأعطى بلا أمل، وحسا كما يحسو الطائر، وأقام على سفر، وفارق على عجل. حلم أحلام الضعفاء، وتزود من زاد الفقراء، وراودته نفسه على المجد فزجرها، ولما نادته الحياة… لما نادته الحياة …”
    قلتُ نعم. قلتُ نعم. قلتُ نعم. ولكن طريق العودة كان أشق لأنني كنتُ قد مشيت”.】

  2. 【كانت مثل طائر. رفعها محجوب من نعشها فشهق ضوء المصابيح على حافة القبر، وسمعت هبوب أمشير تناديني بلسان مريم “لا شيء .. لا أحد.” خطا بها نحو القبر، فاعترضت طريقه ومددت يديَ. نظر إلي برهةً، ورأيت عيناه ترقّان وتغرورقان، فتركها لي. كانت خفيفة مثل فرخ طائر وأنا أسير بها في طريقٍ طويلٍ يمتد من بلدٍ إلى بلدْ ومن سهلٍ إلى جبلْ. لم يكن حلماً. أبداً. كان مريم نائمةً على كتفي. سرتُ بها على ضفة نهرٍ إلى وقت الضحى، فأيقظها لفح الشمس على وجهها. انفلتت مني وقفزَت في الماء. كانت عارية. أشحتُ عنها، ولكنني لم أطق صبرا فأدرتُ لها وجهي. نظرتُ، فإذا هي في بركةٍ من الضوء، وكأن أشعة الشمس هجرت كل شيٍ وتعلقت بجسدها. كانت تغطس وتقلع، وتختفي هنا وتظهر هناك، وتضحك لي من جهة اليمين، ثم إذا هي تناديني من جهة اليسار. نعم. نعم. نعم. أريد أن أغرق في نبع ذلك الضوء الذي ليس من أضواء هذا الزمان ولا هذه الأرض. لكنني ترددتُ، ليس أكثر مما يطرف جفن العين. في تلك اللحظة، عاد الشعاع إلى منبعه، وذهب الطيف، لا أعلم إلى أين. ناديتُ بأعلى صوتي “يا مريوم. يا مريوم.” فعاد الصدى مجسماً بألسنةٍ شتىَ “يا مريود. يا مريود.” ضربتُ دون هديٍ في صحراء عقبة تُويوي ريحها وتتهايل رمالها، حتى بلغ مني اليأس وأخذ مني الجهد. ثم إذا شجرة طلْحٍ يلمع نوّارُها. تهالكتُ عندها. فجأةً أحسستُ بمريم. بُعيد العشاء أو قُبيل الفجر لا أعلم. لكنني أذكر ظلاماً رهيفاً وضوءاً ينسكب على وجهي من عينيها، شربتُ منه حتى بلغ مني الظمأُ غايته. قلتُ لها: –

    “ألا أسيرُ معك؟ فإنني الآن أقوى.”
    قالت: “لا. أنت تعود أدراجك وأنا أسير من هنا وحدي.”
    قلتُ: “لكنني …”
    قالت: “إنك لن تستطيع معي صبرا. فوراء هذه البيداء جبال. ووراء الجبال بحر. ووراء البحر لاذا ولاذا. النداءُ لي وحدي. أنت تعود وأنا أمضي.”
    ثم أخذت رأسي ووضعته في حجرها، وهدهدتني زمناً بصوتٍ كأنه دبيبُ نمالٍ في تلال رمال، وقالت لي: –
    “لا تبتئس يا ضوء عيني فإنني لن أبعد. سوف تراني وتسمع صوتي.”
    قلت وأنا لست أنا “هيهات . هيهات.”
    حينئذ قبلتني بين عيني، وابتسمت بكل جمال وجهها في وجهي، وقالت: –
    “بلَى بلَى يا رمانة قلبي. إذا احتجتني فادعني فسوف أجيء”
    قلتُ: –
    “هيهات . هيهات.”
    قالت: –
    “ولكن عليك أن تصبر وتُذعن”
    قلتُ: –
    “إذاً اجعلي لي آيةً”
    قالت: –
    “آيتك ماء. آيتك ماء. أبداً تتلفت خلفك. آيتك أن تظل يقظان إلى آخر العهد. ستراني وسوف أعينك قدر المستطاع.”
    “فلأسر معكِ خطواتٍ أُقدِّمكِ.”
    قالت: –
    “لا يا تفاحة فؤادي. هنا مفترق الطرق وإنه الوداع.”
    عصر الحزن قلبي عصراً، ولم أجد الدمع الذي أُبرِّد به حر جوفي لأنها سلبتني نعمة البكاء.
    قلت لها: –
    “إذاً زوديني .”
    قالت: –
    “لا”
    قلت: –
    “زوديني”
    قالت: –
    “لا”
    قلت: –
    “زوديني”
    قالت: –
    “لا”
    قلت: –
    “زوديني”
    قالت: –
    “واحسرتا عليك يا محبوبي. خير الزاد أنا. وإنني مفارقتك من هنا. لا شبع لك من بعدي ولا ري، ولا شفيع ولا نجي. فاضرب حيث شئتْ، وتزود إن استطعتْ واطلب النجاء. إلى أن تلقاني فأعطيك المنَّ والسلوى.”
    ثم أبعَدَتْ. وسمعتُ صوتها كأنه ينزل من السماء، ويحيط بي من النواحي كافة، تطويه رياحٌ وتنشره رياح: –
    “يا مريود. أنت لا شيء. أنت لا أحد يا مريود. إنك اخترت جدَّكَ وجدك اختارك لأنكما أرجح في موازين أهل الدنيا. وأبوك أرجح منك ومن جدك في ميزان العدل. لقد أحبَّ بلا ملل، وأعطى بلا أمل، وحسا كما يحسو الطائر، وأقام على سفر، وفارق على عجل. حلم أحلام الضعفاء، وتزود من زاد الفقراء، وراودته نفسه على المجد فزجرها، ولما نادته الحياة… لما نادته الحياة …”
    قلتُ نعم. قلتُ نعم. قلتُ نعم. ولكن طريق العودة كان أشق لأنني كنتُ قد مشيت”.】

  3. رحم الله عبقرى الروايه السزدانيه الطيب صالح . فقد كان يكتب من وجدان صادق وروح شفيفه وارتباط بالواقع حتى تكاد تشتم رائحة الدعاش فى كلماته,لقد اثبت ان الصدق والارتباط بالواقع هو جواز سفر المبدع الى المتلقى. عاش وسط الناس ولفه غبار الحياة وهجيرها مع انه كان يكتب فى صقيع لندن . لقد رفع رأسنا عاليا . له الرحمه

  4. رحم الله عبقرى الروايه السزدانيه الطيب صالح . فقد كان يكتب من وجدان صادق وروح شفيفه وارتباط بالواقع حتى تكاد تشتم رائحة الدعاش فى كلماته,لقد اثبت ان الصدق والارتباط بالواقع هو جواز سفر المبدع الى المتلقى. عاش وسط الناس ولفه غبار الحياة وهجيرها مع انه كان يكتب فى صقيع لندن . لقد رفع رأسنا عاليا . له الرحمه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..